هز المفتش رأسه واجابه بجدية بعد ان شاهد الذهول والاستغراب الشديدين والصادقين على وجهه :
" لا يا دايمون ، انا لا اظن ذلك ،اني اعرفك منذ سنوات عديدة ولا اتصور انك ستعرض حياة ابنتك والآنسة هاردينغ لقاء شيء كهذا .اضف الى ذلك انك لست من هذا النوع من الرجال " .
سمع الرجلان وقع اقدام في الخارج فتنهد دايمون وعلت وجهه ابتسامة خفيفة .انه الطبيب ! توجها الى القاعة فوراً، فوجدا ان الطبيب باشر بمعالجة ايما .كما كان اثنان من رجال الشرطة يخرجان الدخيل الذي بدأ يستعيد وعيه . وبدأت الأمور تعود الى طبيعتها بصورة تدريجية .اخذت تانزي الفتاة الصغيرة الى سريرها حيث سيفحصها الطبيب في وقت لاحق وبعد ان عالج كتف ايما وضمد الجرح بعناية فائقة ،حملها فيليب الى غرفتها في الطابق العلوي ووضعها في سريرها . وبعد ان ذهب الجميع واختلى الرجلان لمتابعة تحليل المشكلة ،ربت هوارد على كتفه وقال :
" اني متأسف جداً لارهاقك وازعاجك باسئلتي المتواصلة والمتلاحقة ،ولكن اعتقال هذين الوغدين ليس نهاية الطريق .فما دامت قيادتهما تظن بأن الفيلم موجود معك ، ستظل في خطر . ولذلك فإنه يتحتم علينا ،بطريقة او باخرى ،ان نتأكد من ان الفيلم ليس معك .... وان لم يكن معك ،فأين هو هذا اللعين ؟ ".
هز دايمون رأسه بعصبية وقال :
" بوب ،الا تظن انني اريد معرفة ذلك قبلك ؟ اني مشمئز من هذه القضية برمتها واريد الانتهاء منهاكلية ...وباسرع وقت ممكن " .
" لا يمكنك التخلص من هذه المشكلة بدون مواجهة بعض المصاعب فعندما يصبح الفيلم بحوزة السلطات المعنية ، تصبح انت حراً طليقاً . ولكن حتى ذلك الحين ... " .
" سوف يطاردونني كالوحوش الكاسرة ! يا لهذه الورطة الشنيعة ! " .
اخذ سيكارة من العلبة الموجودة امامه واخرج قداحته لاشعالها .ثم ،كومضة برق خطرت بباله فكرة ...فهب واقفاً وهو يقول بدهشة بالغة :
" لدي فكرة غريبة ! " .
" حافظ على هدوئك يا دايمون ، وفكر بروية ! " .
" لا اقدر ! لا اقدر ! رباه ،لماذا لم افكر بهذا الاحتمال من قبل ؟ " .
تنهد المفتش بشيء من الانزعاج ،متصوراً ان الارهاق والمعاناة هما سبب هذا التصرف . وسأله متبرماً :
"تفكر بماذا ، يا دايمون ؟ " .
" اسمع !كلما فكرت بتلك الفتاة الصينية ،كنت دائماً افكر بالأوقات التي كنا فيها معاً وتأكد لي في وقت لاحق انها هربت مني لأنها كانت خائفة .ولكن شيئاً اخر نسيته تماماً، وهو اننا عندما كنا في سان فرانسيسكو استعارت مني قداحتي ...هذه القداحة ! وعندما فزعت وخافت ،كما قلت لك ،اختفت...واخذت القداحة معها ز اعتقدت في البداية انها سرقتها ولكننا عندما خرجنا من المطعم ، استوقفني مدير الفندق واعطاني القداحة قائلاً ان فتاة صينية طلبت منه اعادتها لي شخصياً .لم اعد افكر بالقداحة .تأكد لي ان الفتاة ذهبت ولن تعود وتصورت انها قررت اعادة القداحة لأنها ربما ندمت على سرقتها .الا تلاحظ شيئاً غريباً في هذه المسألة ؟ اليس محتملاً ان يكون الفليم الصغير في القداحة ؟ " .
"انه احتمال معقول تماماً. لماذا لم تفكر بالقداحة من قبل؟".
" كما اخبرتك قبل قليل ، لم يبد الامر هاماً على الاطلاق . ولكني اعتبره الآن مفتاح القضية برمتها " .
اخذ المفتش القداحة بسرعة وبدأ يفحصها ويقلبها باهتمام بالغ .ثم صرخ بصوت عال :
" حجر القداحة ! " .
وفتح بسرعة غطاء المكان الصغير المخصص للحجر الاضافي ، فوقع الفيلم الصغير على الطاولة .وصرخ المفتش مرة أخرى بسرور وابتهاج :
" رائع ! رائع ! " .
ثم ابتسم بمكر وقال :
" يجب ان اتوقع ترقية نتيجة لهذه القضية " .
ابتسم دايمون ايضاً وهو لا يصدق بأن هذه الورطة المزعجة قد انتهت . ثم اشعل سيكارته بعود ثقاب من علبة قريبة وقال لصديقه ضاحكاً :
" انك تستحقها ...يا حضرة كبير المفتشين " .
ثم تمتم وهو يهز رأسه :
" يا لها من ليلة ! يا لها من ليلة ! " .