" اننا لا نظن يا سيد ثورن...اننا نعرف.انت الانسان الوحيد الذي اتصل بها ،ولم يكن ذلك لمرة واحدة بل لمرات عديدة. ان الاستنتاج الطبيعي والمنطقي يوحي بأن اسلوبك الساحر ، اعماها عن الاخطار التي كانت تواجهها " .
" ولكن الا تلاحظ خطأك ؟ فلو كنت انا الوسيط لكان عليها ان تدرك بان اتصالها بي سيفضح امري ، اليس كذلك ؟" .
" خطرت هذه الفكرة في رؤوسنا ولكننا الغيناها لأكثر من سبب .فالفتاة لم تكن على علم تام بأننا وراءها وسننقض عليها ، كما انها ذهبت الى سان فرانسيسكو لمقابلة رجل من التابعية البريطانية " .
" الجريمة الثانية هي ايضاً من صنعكم ؟ الرجل البريطاني؟".
" نعم تصوّرنا اننا تخلصنا بنجاح من وسيطها ، الا اننا كنا على خطأ " .
صرخت ايما كتدخلة في الحديث الجاري بين الرجلين :
" وماذا لو لم تكونوا مخطئين ؟ ماذا لو كان الرجل الآخر وسيطها ؟ ربما اتصلت بدايمون لأنها تريد مساعدته ، ولكنها لم تحصل عليها " .
www.liilas.com/vb3
" آنستي العزيزة،انا متأكد تماماً من انك لا تعرفين شيئاً على الاطلاق عن هذا الموضوع .تساي بن لونغ كانت فتاة جذابة للغاية ،ومن غير المحتمل الى حد كبير ان يطلعك السيد ثورن على نواياه ،مهما كانت تلك النوايا " .
احمرّت وجنتاها غضباً وغيرة .ولما شاهد دايمون ذلك الاحمرار وتك النظرات المنزعجة ، ناشدها قائلاً :
"لا تصغي الى كلامه يا ايما ، ارجوك ! " .
" يبدو ان خطيبتك لم تكن تعرف شيئاً عن تساي بن لونغ . كنت اتصور ذلك . اخبرني يا سيد ثورن ، هل نمت مع تلك الفتاة ؟ " .
www.liilas.com/vb3
ظهلر الرعب على وجه ايما فيما شعر دايمون بحقد وكراهية بالغين تجاه ذلك الرجل الحقير .كيف يجرؤ هذا اللعين على الايحاء بمثل هذه التفاهات والاكاذيب امام ايما، وانابيل ايضاً. انه لأمر مؤلم جداً. لم يجب على سؤال الرجل الذي بدا عازماً على ملاحقة الحديث حتى النهاية ، اذ قال :
"في فترة ما خلال علاقتك بتلك الفتاة ، اصبحت وسيطها . ان كان ذلك بارادتك،وهذا ما اعتقده شخصياً ،او بغير ارادتك ...فالامر سيان وغير مهم بالنسبة الينا . اننا نريد الفيلم ! " .
" اي فيلم ؟ رباه ، فتشتم هنا ونقبتم شقتي في لندن ...فلو كان معي لكنتم وجدتموه ! " .
" تحدّث بمنطق يا سيد ثورن . الفيلم صغير جداً، ميكروفيلم ،ليس اكبر من حبة دواء صغيرة " .
وابتسم بخبث ولؤم قائلاً :
" اياك ان تلهو معي يا سيد ثورن ، فانا لن اغادر هذه الجزيرة قبل الحصول على الفيلم " .
شهقت ايما ثم عادت الى صمتها وحزنها وتساؤلاتها ,لا يمكن ان تكون هذه الليلة حقيقية ،لا يمكن ! انه كابوس مزعج ، ولكنه ليس كابوساً. وقف الرجل بسرعة ورفس الكرسي بعنف ووحشية قائلاً :
"الفيلم معك يا سيد ثورن . هل اخبرك كيف اعرف ذلك ؟ لأن جميع العملاء الذين نستخدمهم في هونغ كونغ لا يزالون بخير وسلام .لو انك سلّمت الفيلم الى السلطات المختصة ،لكانوا معتقلين منذ بعض الوقت .سيحاولون الهرب طبعاً، وبما انهم لا يزالون يعملون ، فهذا يعني ان الفيلم لا يزال معك . عندما فتشنا شقتك في لندن كنا مكأكدين من ان الفيلم موجود هناك . كان من المستغرب جداً ان تغادر البلاد والفيلم لا يزال بحوزتك .اننا دقيقون جداً يا سيد ثورن ! " .
ثم ابتسم بخبث وتابع حديثه قائلاً :
" خلاصة القول ان الفيلم موجود هنا . وبما انني اتصوّر انك لن تتركه في مكان ما هنا وتواجه خطر فقدانه ،فاني اصبحت شبه مقتنع بانه موجود معك انت بالذات " .
وتنهّد بلؤم وقال :
" ان تفتيشك سيكون امراً مزعجاً جداً . ومع انني اكره ان اقوم بذلك شخصياً ، الا انني مضطر جداً " .
" ولكنك فتشتني مرة قبل الآن " .
"وهل تعتقد ان ذلك التفتيش كان دقيقاً بما فيه الكفاية ؟ ".
" ماذا تعني بذلك ؟ " .
" اعني ان التفتيش السابق كان خارجياً وسطحياً . اما في المرة المقبلة فسوف يكون من الضروري ان نبحث في كل مكان من جسمك . هل تفهم يا سيد ثورن ؟ في كل مكان !".
وضحك بمكر وحقد ثم اضاف قائلاً بهدوء :
"اني متأكد من انك لا ترغب في ان تشاهد الفتاتان هذه الاهانة والمذلة ، ولكنهما ستفعلان ذلك مرغمتين ! " .
" رباه ! " .
واحنى دايمون رأسه ومضى الى القول :
" لا يمكنني ان أضيف كلمة واحدة الى ما قلته سابقاً .اقسم لك بانني لا اعرف شيئاً عن هذا الفيلم " .
هزّ الرجل كتفيه بدون اكتراث ، وقال :
" اخلع ثيابك يا سيد ثورن " .
" لا ! " .
" اعتقد انك ستفعل ، يا سيد ثورن " .
واقترب منه ببطء ثم ضحك واستدار نحو الفتاتين .استل سكينه ووضعها قرب عنق ايما وكرّر جملته باسماً :
" اعتقد انك ستفعل ، يا سيد ثورن " .