كاتب الموضوع :
HEART WHITE
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كان يبدوانه يعرف عن الموضوع اكثر مما تعرفه هي! رفعت يدها الى شعرها الأسود الكثيف , المتدلي بكبرياء وتحد على كتفيها, وازاحت بعض خصلاته عن وجهها . ماذا ستقول ؟ ماذا يفكر الآن ؟ من اين تبدأ؟ واحست بأنه نهض من مقعده لدي سماعه صوت القهوة تغلي باغراء في الابريق القريب من مكتبه.صب فنجاناً من القهوة واحضره لها قائلاً بلهجة عملية خالية من الشكليات:
"الأفضل ان تغيري رأيك وتشربي فنجاناً من القهوة. تبدين وكأنك بحاجة الى قليل من القهوة الطازجة".
www.liilas.com/vb3
اخدت الفنجان من يده وشكرته بكلمة واحدة قبل ان ترفعه على الفور الى شفتيها وتشرب رشفة من ذلك السائل المنعش والشهي. لم يبتعد دايمون كثيراً بل جلس على حافة مكتبه وهو ينظر اليها بأهتمام وجدية.ثم هز كتفيه وقال :
"حسناً يا ايما !سأوفر عليك عناء الشرح والتفصيل , فأنا اعرف كل شيء عن تلاعب شقيقك جوني بدفاتر المحاسبة" .
كاد الفنجان يقع من يدها التي ارتجفت, وقالت له بأستغراب:
"انت تعرف !" .
وحلت موجة من الغضب القوي محل توتر الأعصاب,وقالت له بأنفعال :
"أنت تعرف....وتتركني اجلس امامك اتعدب واتألم,وافكر كيف سأكشف لك عن هذه المشكلة العويصة !".
ابتسم بهدوء وقال :
"اهدأي يا ايما !لا يمكنكان تلوميني على ذلك. فإذا كنت اعلم او لا اعلم لايعني تغير جوهر القضية بشكل او بآخر".
اربكها قربه منها.عندما كان جالساً وراء مكتبه الكبير
vbwww.liilas.com/3
اقنعت نفسها بأنه ليس الاصاحب الشركة التي يعمل فيهاجوني,وبأنها طلبت مقابلته لمجرد مساعدة شقيقها.اما الآن فهو هنا ....لى بعد سنتيمترات منها. وهاجمت في نفسهاتلك الذكريات المنسية عن العلاقة الحميمةالتي قامت بينهما. هل كانت حقاً في يوم من الايام قادرة ان تسيطر على هذا الرجل القوي والنافذ؟ هل هو نفسه الذي كان يضمها الى صدره؟ احمرت وجنتاها فأحنت رأسها بسرعة لكي لا يلاحظ ذلك . ولم تعرف ما اذا كان انتبه الى هذا التطور المفاجيء في شعورها تجاهه اذ انه لم يعلق بشيء على احمرار خديها بل قال :
"اتصور ان وجودك هنا هو بدافع رغبتك في انقاد شقيقك من الطرد العلني والملاحقة القانونية !".
ثماطفأ السيكار بتمهل وسالها ببرودة :
"لماذا تفترضين بأنني قد اساعدك في هذا المجال ؟ ".
ردت عليه ايما بضيق وانقباض قائلة بتردد :
www.liilas.com/vb3
"انا....انالم أفترض اي شيء ...ن هذا القبيل.جوني طلب مني ان اقابلك وانا لم ....لم اتمكن من رفض طلبه ...خصوصابعدما علمت حجم مشكلته ...والعقوبات التي ...يحتمل ان يواجهها ".
"لا, طبعا لا ! ".
قالها بشيء من الحدةوهويقف فجأة ويبدأ بالسير حول مكتبه بعصبية واضحة.وبدا لهامرة اخرى كأنسان غريب تماماً....بما كان ذلك افضل بالنسبة اليها....ربما!ثم سمعته يضيف قائلاً :
"يجب ان اخبرك انني علمت فور تلقي نبأ الاختلاس الذي قام به شقيقك, بأنك ستطلبين مقابلتي عاجلاً ام آجلاً. ولأنني اعرفك حق المعرفة ,او بالأحرىاعرف شخصيتك وافكارك تمام المعرفة,فقد تصورت بأنه سيرغمك على الاتصال بي والاسترحام لدب بالنيابة عنه.اني اعرف ايضاً شقيقك, كما ان ضعفه امام المقامرة لم يكن سراً. وكنت اعلم انك سوف تتورطين....ها قد ثبت ان جميع تصوراتي كانت صحيحة".
"كان علي ان اكون اكثر ذكاءوان امنع نفسي من مناشدتك انقاذ اخي فأنت لست مديناً لي بشيء كما اني أعتقد انك تتمتع كثيراً بالمضايقات التي سيواجهها اخي".
ضرب دايمون يده على مكتبه بعنف, صارخاً بغضب اثاره فيه تجاهلها لأهميته وعدم اكتراثها بقوته ومركزه :
"اللعنة عليك !فليس لديك اي اسباب حتى الآن لاصدار اي حكم علي!".
هبت ايما واقفة وهي تسصأله بلهفة :
"لماذا ؟ هل ستساعده بعد هذا كله ؟".
|