وقالت ايما لنفسها انه سيسعدها كثيراً ان تتمكن هذه الطفلة البريئة عن الآلام والأحزان التي تعانيها منذ ولادتها...اولاً مع امها ن وثانياً مع فقدانها النظر والمشاكل المترتبة على ذلك . تحدّثوا بعض الوقت وفرحت ايما الى حد كبير عندما لاحظت انفتاح انابيل التام والكلي على والدها وابلاغه كل شيء تعرفه.....بما في ذلك ان روزا تنتظر مولوداً جديداً. وبعد فترة من الزمن ، انزلها دايمون عن ركبتيه وقال لها بحزم ، وهو يقبّلها :
" الى الفراش والنوم ايتها الآنسة . انها العاشرة تقريباً " .
نظرت اليها ايما متمنية بكل مشاعرها وجوارحها ان يعود اليها نظرها ، وان تظل دائماً....سعيدة ومبتهجة ، وسمعتها تسألها :
" هل من الممكن يا ايما ان تأتي معي ؟ أرجوك ! " .
" طبعاً يا حبيبتي . تمنّي لوالدك ليلة سعيدة ، وهيا بنا ".
" قبّلت والدها بعطف وحنان وغادرت الغرفة وهي ترقص فرحاً وسروراً .وكانت تتوقف بين الحين والآخر لتتأكد من ان ايما لا تزال وراءها .كانت الغرفة غارقة في الظلام ، وقد دخلتها انابيل بسهولة ويسر لأنها ليست بحاجة الى النور . وقفت ايما داخل الباب ومدّت يدها لتضيء الغرفة ، فأحست فجأة بيد تضغط على فمها وتمنعها من اطلاق صرخة الهلع التي اختنقت في حلقها ، وذراع قوية تطوقها وتشلّ حركتها. حاولت التملص ولكن دون جدوى . وكانت الطفلة واقفة قرب سريرها وهي تشعر بوجود خطر ما بدون ان تدرك تفاصيله او اسبابه . وقالت بصوت مرتجف يعكس مدى خوفها وفزعها :
" ايما ! ايما ؟ " .
حاولت ايما جاهدة مرة اخرى التملص من قبضته ولكن محاولاتها باءت بالفشل . وقال الرجل الغريب :
" ما بها هذه الطفلة ؟ الا تراك ؟ " .
www.liilas.com/vb3
ثم سحب يده التي كانت مطبقة على فمها وقال لها :
" صوت واحد او حركة واحدة واقتل الفتاة ! " .
ركضت ايما نحو انابيل غير عابثة بالخطر المحدق بها وهمست قائلة :
" كل شيء على ما يرام يا حبيبتي ، ولكن لا تتكلمي او تتحركي من مكانك ! " .
تأملت ايما الرجل الدخيل بدقة وعناية . قصير القامة ، ممتلىء الجسم ، شعره حالك السواد ، وعيناه ليستا كعيون الاوروبيين . حرّك مسدسه تجاههما وسألها بحدة :
"اين ثورن ؟ " .
تردّدت ايما ولجأت الى الكذب :
" لا....لا أعرف " .
تقدم نحوها الرجل وقال لها بقسوة وعيناه تقدحان شرراً وحقداً :
" يكفي هراء وسخافة ! كنت معه طوال السهرة . انا سمعتكما بهاتين الاذنين . اين هو الآن ؟ هيا ...هيا اخبريني ، والا آذيت الطفلة " .
بلعت ايما ريقها بصعوبة واخذت تنظر حولها . شاهدت الغرفة وقد قُلبت رأساً على عقب ولم يترك فيها هذا الرجل اللعين مكاناً الا وفتش فيه . تردّدت ايما مرة اخرى ولكنها لم تتمكن هذه المرة من الكذب خوفاً على حياة انابيل .
" انه ...انه في القاعة . ولكن ، ارجوك ، ماذا تريد ؟ ليست لدينا هنا اي اغراض ثمينة .خذ ما تريد ، بحق السماء ، واتركنا . اتركنا ! " .
" اخرسي ! " .
ثم نظر الى الممر الطويل وقال لها وكأنه يقرأ افكارها :
"لن تتمكن تلك الشقراء من مساعدتك ايتها الآنسة ، كما انني اشك كثيراً في ان احداً آخر سوف يهرع لمساعدتك!".
" لويزا ؟ ماذا فعلت بها ؟ " .
" لا شيء ، لاشيء ، انها بخير " .
ثم ابتسم بلؤم واضاف قائلاً :
" ستشعر على الأرجح بصداع قوي غداً ، فانا عادة لا اقتل النساء ! تعاليا الى هنا وبسرعة ؟ " .
وقفت ايما ببطء ، وتقدمت وانابيل نحوه بهدوء وتمهل . كانت الطفلة الصغيرة ترتعش خوفاً ، كما ان ايما احست بأن رجليها ضعيفتان جداً وانها تكاد تقع ارضاً .
" هيا الآن امامي بنعومة وروية . ولا تحاولي القيام بأي حركات سخيفة ايتها الآنسة لأن الطفلة تموت اولاً . هل تفهمين ؟ "
وضعت ايما ذراعها على كتف انابيل وشدتها نحوها قائلة بنبرة مشجعة :
" هيا يا حبيبتي ، لنذهب ونجد والدك " .