" فقط ؟ " .
قالتها انابيل بأستغراب واضح فهي لا تعرف سوى الفيللات الضخمة والبيوت الريفية التي تشبه القصور بحجمها ومساحتها .
" نعم يا حبيبتي ، وهو حجم لا تتوصل اليه معظم العائلات المتوسطة الحال . انت فتاة محظوظة جداً لأن لديك قصراً جميلاً كهذا مع ما حوله من حدائق وبركة سباحة وشواطئ رائعة ...وأي شيء اخر تشتهيه وترغبين في الحصول عليه " .
" انني لست محظوظة على الاطلاق. انني بالطبع احب والدي ، وانا متأكدة من انه يبادلني هذا الحب. ولكني مستعدة للتخلي عن كل شيء في العالم ليكون لدي بيت حقيقي فيه والدان يحبان بعضهما واخوة واخوات صغار يركضون ويلعبون " .
ثم ضمت ركبتيها بذراعيها وقالت :
" اوه ،اني احب كثيراً وجود أعداد كبيرة من الأولاد في البيت . كما احب وجود أطفال ارعاهم وأهتم بهم ، عوضاً عن اضطراري للاكتفاء بلعبتي باتريشيا ! ".
منتديات ليلاس
" يحدث أحياناً ان شخصين يتزوجان ثم يشعران بعد فترة من الزمن انهما غير قادرين على العيش معاً. انه ليس خطأ اي منهما ، كما انه ليس خطأ اي شخص اخر. انهما بكل بساطة لا يتمكنان من مواصلة العيش معاً. واذا انفصلا عن بعضهما بعد ان يكونا قد رزقا اولاداً ، فإن ذلك سيؤثر كثيراً على الأولاد. وهذا فعلاً أمر مؤسف للغاية ! ".
علقت انابيل باستغراب وتأثر واضحين وقد انهمرت الدموع من عينيها :
" ولكن يتحتم على هذين الزوجين الا يرزقا اطفالاً على الاطلاق ! ".
" ليس الاطفال دائماً...." .
وبحثت ايما في عقلها عن الكلمات المناسبة لتصف المسألة بطريقة سهلة وغير معقدة. ترددت بعض الشيء ثم قالت بعزم وثبات :
" انابيل ، حاولي ان تفهمي الوضع على حقيقته. لم يكتشف والداك خطأهما الا بعد ولادتك ! " .
وعضت شفتها تأثراً ثم اضافت :
"يجب ان تكوني ممتنة لأن احد والديك على الأقل يحبك حتى العبادة ".
اخفت انابيل وجهها بين يديها فجأة وقالت باكية بحزن وتأثر بالغين :
" اوه ، ايما ! كنت انوي الحاق الأذى بوالدي. لقد احبني دائماً، ولكني كنت سأغادر البيت ...كنت سأتركه الى الأبد".
قطبت ايما جبينها ووضعت يدها برفق وحنان على رأس انابيل وهي تسألها بهدوء :
" تتركينه ؟ ماذا تقولين يا انابيل ؟ " .
رفعت الطفلة الصغيرة وجهها المبتل بالدموع الحارة وقالت بتعلثم :
" انك لا تفهمين الوضع...يا ايما ! كان ذلك عندما ...عندما...عندما وقع الحادث ! " .
واخفت وجهها مجدداً بين يديها. ازداد تأثر ايما واستغرابها ، فقالت لها :
" اكملي ! اخبريني المزيد ! " .
" لا اقدر ! لا اقدر ! انني اخجل من نفسي الى درجة كبيرة ! " .
ضمتها ايما بمحبة وحنان قائلة :
" أسمعي يا حبيبتي ! انت تتحدثين مع ايما ! يمكنك ان تخبريني اي شيء تريدين ، فلن اغضب او اصدم ! اخبريني ماذا حدث ، ارجوك ! " .
رفعت انابيل رأسها وسألتها بهدوء :
" هل تعدين بلك ؟ ".
" طبعاً ، طبعاً " .
منتديات ليلاس
مسحت انابيل وجهها بيديها وقالت :
" حسناً ، اذن ".
ثم تنهدت وبدأت توري قصتها :
" أتت امي ذلك اليوم الذي وقع فيه الحادث ، ولم اكن قد شاهدتها منذ عدة اشهر كما اني لم التق والدي منذ بضعة اسابيع . قالت ...قالت لي ان ابي منعها من رؤيتي ، وانه...لا يحبني كما يقول والا لما كان قد تركني هكذا . قالت انها تحبني، وتريد ات تأخذني معها حيث سنعيش سوية في لندن. رفضت ذلك وقلت لها لن اترك ابي. ولكنها قالت انني غبية وسخيفة " .