كاتب الموضوع :
HEART WHITE
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وضحك ثم أضاف قائلاً :
" لا تعتقد اني اريدك ان تتعرض للضرب او الأذية يا بول . ولكن اذا كانوا قد قلبوا الشقة رأساً على عقب ، فمن المنطقي حسبما اتصور انها ستكون آمنة اكثر من اي مكان آخر في لندن . هل تفهم ما أقول ؟ " .
ذهل بول ، الذي تقع شقته قرب شقة دايمون ، وقال :
" هل تعتقد انهم قد يحاولون اقتحام مسكني كذلك ؟ " .
" من يدري؟ اننا لا نعرف عما يبحثون . ولكن اذا كان هذا الشيء يتعلق بالشركة ، فانهم بالتأكيد يعرفون انك مساعدي الخاص . ومن يدري ماذا سيفعلون ! " .
" حسناً ، حسناً. لقد اقنعتني.سأنام في شقتك واترك جهاز الانذار متصلاً بمركز الشرطة ليلاً ونهاراً .يمكنك ان تصفني بالجبن اذا اردت، ولكني لن اقدم على أي مجازفة".
" أحسنت ! " .
ثم تنهد واضاف :
" لا تقلق كثيراً ! سأراك ان شاء الله خلال أيام قليلة " .منتديات ليلاس
وبعد انتهاء المكالمة، عاد التوتر الى أعصاب دايمون . فمن يا ترى يريد اقتحام شقته والعبث بمحتوياتها على الصورة التي تمت بها العملية؟ ولماذا لم يهتم المهاجمون مثلاً بسلب شيء ن وخاصة اللوحات الفنية النادرة التي تشكل بحد ذاتها ثروة طائلة ؟ التفسير الوحيد هو ان المهاجمين كانوا ينفذون اوامر صارمة من شخص اخر فرض عليهم عدم اخذ شيء الا الذي كانوا يبحثون عنه ! ولكن السؤال المحير يبقي هوذاته ....ن اي شيء كانوا يفتشون ؟
احست انابيل بعودته ، فسألته بلهفة :
" هل من مشكلة يا أبي ؟ " .
حدق بها دايمون غير مصدق سؤالها. يا للذكاء! انها تملك حاسة قوية وغريبة توحي لها بانه متضايق ومنقبض النفس ! اضطر للكذب لأنه لا يريد ازعاجها، فقال :
" لماذا يا حبيبتي ؟ لا شيء على الاطلاق ! لنسبح قليلاً الآن لأن لدي بعض الأعمال التي يجب اتمامها".
ومن ناحيتهان امضت ايما يومها قلقة بشأن جوني....وبسبب وضعها هي الصعب في الجزيرة، لم تلتق دايمون طوال النهار. تجنبت بركة السباحة عندما علمت انه هناك مع ابنته .
كذلك فإن الطقس لم يكن مشجعاً. فالجو حار والغيوم السوداء بدأت تنشر في الافق منذرة بحدوث عاصفة . الا ان العاصفة لم تحدث، مع ان ايما تمنت العكس. فالعاصفة على الأقل توفر لها موضوعاً جديداً تفكر به .
حل اليوم التالي كئيباً ومزعجاً.فالغيوم السوداء التي تكاثرت في اليوم السابق تحجب ضوء الشمس بكثافة، وشعرت ايما بالوحدة والانقباض.ذهبت لويزا الى ناسو بعد الفطور مباشرة لتمضية عطلتها الاسبوعية في تسوّق بعض الحاجيات والاغراض. وكانت قد دعت ايما لمرافقتها ، الا ان ايما فضلت البقاء في الجزيرة متحججة بالطقس الرديء والصداع الذي تشعر به. ولكنها ندمت على ذلك في وقت لاحق ، لأن انابيل تمضي وقتها بكامله مع والدها .
الا ان دايمون أبلغ ابنته بعد الفطور بأن عليه اجراء بعض الاتصالات الهاتفية ذلك الصباح . فما كان منها الا ان ذهبت الى ايما وتوجهتا معاً بعد ذلك الى الشاطئ. وخلال وجودهما هناك،قرأت ايما بضع قصص قصيرة لانابيلن التي قالت لها بعد بعض الوقت :
" كفانا قراءة قصص اليوم يا ايما . حدثيني عن أيام طفولتك،هل كان لك والد ووالدة ؟ اشقاء وشقيقات؟".
تنهدت ايما واغلقت الكتاب ثم اجابتها بهدوء وتمهل :
" نعم ياحبيبتي.كان لي والدان، الا انه ليس لدي الاشقيق واحد.كنا اربعة فقط، ولكننا كنت سعداء جداً.لم تكن لدينا اموال طائلة كما هي الحال مع والدك ، الا ان ذلك لم يكن يؤثر علينا كثيراً . كنا نتمكن من تمضية عطلة سنوية فب مصيف ساحلي، وكانت تلك الرحلة الوحيدة التي كنا نقوم بها " .
منتديات ليلاس
وسألتها انابيل ، التي بدا انها استوعبت جميع المعلومات بسهولة ويسر :
" هل كان بيتكم كبيراً ؟ " .
" اوه ، لا ! كانت هناك ثلاث غرف نوم وحمام واحد ، بالاضافة الى غرفتين أخريين ومطبخ في الطابق الارضي " .
|