" حقاً ! ومن يزودك بمعلومات عن علاقتي بزوجتي الراحلة ؟ اعتقد أنها تانزي ، العجوز الثرثارة ! " .
" لم تتفوه تانزي بكلمة واحدة ضدك . انها لم تقل اي شيء على الاطلاق يسيء الى طبيعتك الطيبة ! " .
" وافترض ان الهدف من هذا الاطراء هو استرضائي ! " .
ولمعت عيناه ببريق الغضب ثم قال لها :
" لماذا لا تهتمين بأمورك وسؤونك الخاصة فقط ؟ " .
" انابيل هي اموري وشؤوني ! فاذا كانت علاقتك الزوجية السابقة تنعكس سلباً على مشكلتها ، فإني اعتقد ان من حقي القيام بأي محاولة لمساعدتها على استعادة بصرها".
" لم يكن بالامكان ان تكون علاقتي الزوجية ، كما تسمينها ، اسوأ مما كانت عليه .هل هذا يجيب على سؤالك ؟ " .
" اذن ، فلماذا ...؟ ".
وخنقت بقية السؤال في حلقها. ولكنه حدق بها وكأنه ادرك طبيعة السؤال ، وقال :
" لماذا تزوجتها ؟ اهذا ما كنت ترغبين في معرفته ؟ " .منتديات ليلاس
" هل ملامح وجهي شفافة الى هذه الدرجة ؟ " .
" بالنسبة الي ، وفي بعض الأمور ، نعم " .
رفعت رأسها نحوه وقالت :
" اذن ....؟ " .
ثم تنهدت واضافت :
" انك لم تجد اي صعوبة تذكر لنسياني يا دايمون .انك تحملني على البقاء هنا للتكفير عما تعتبره ذنبي في رفضي الزواج منك . ولكنني حسبما ارى فإن قلبك لم يتأثر على الاطلاق ! " .
تمتم دايمون وهو يكاد يطحن اسنانه غيظاً :
" أحببتك جداً يا ايما ! "
ردت عليه بلهجة غلبت عليها القسوة والمرارة :
" هل احببتني حقاً ؟ ام انني طعنت كبرياءك في الصميم ؟ لم تصدق ان اي شخص بامكانه ان يصد دايمون ثورن ويرفضه ! " .
امسك بكتفيها بقسوة بالغة أحست معها وكأن اصابعه غرزت في مكانها ووصلت حتى العظام. وصرخ بها بعصبية عنيفة قائلاً :
" هذه قحة لا اقبلها منك ابداً ! " .
ثم هزها بقوة وقال لها والنار تكاد تخرج من عينيه :
" قلت انني احببتك، وهذه هي الحقيقة. كنت الامرأة الوحيدة التي احببتها في حياتي او اردت الزواج منها" .
نظرت اليه وهي لا تصدق ما سمعته ادناها ، وقالت متلعثمة :
" ولكنك تزوجت اليزابيت ! بعد عشرة أسابيع فقط ...." .
ولم تتمكن من انهاء جملتها ، فقال لها :
" نعم ، تزوجت اليزابيت، هل انكرت ذلك ؟ " .
" لا . ولكن ....ولكن....انابيل...." .
قاطعها دايمون باحتقار قائلاً لها بقسوة :
" لا تكوني حمقاء وغبية ! كانت زوجتي ، وتشاطرني السرير ذاته ! " .
" أوه ، دايمون ! " .
وشعرت بألم يحز في قلبها . فهمت اخيراً لماذا تزوج اليزابيت. كان متألماًجداً ، لدرجة انه اقدم عليه غير عابئ بالنتائج او المضاعفات . وسمعته يقول لها ببرودة :
" لا تشعري بأي شفقة نحوي. كنت اعرف تماماً ماذا افعل " .
" انا آسفة يا دايمون ، آسفة جداً ! " .
" هل انت حقاً آسفة ؟ يا للعاطفة الجياشة ! " .
ثم اضاف بسخرية لاذعة :
" ربما ترين فيّ الآن شخصاً يرعاك ويؤمن لك مستقبلاً زاهراً وحياة رغيدة ، وهو امر لم يكن يبدو لك بمثل هذه الأهمية قبل سبع سنوات ! " .
منتديات ليلاس
اتسعت عيناها دهشة وحنقاً وشعرت بأنها لم تعد قادرة على تحمل المزيد .
رفعت يدها وصفعته بقوة على وجهه ثم استدارت بسرعة نحو الباب . سبقها وسد الباب بقامته الطويلة وكتفيه العريضتين ، وشاهدت في عينيه السوداوين نظرات غاضبة توحي بالشر والخطر .
" لا احد يصفعني هكذا ويذهب بدون عقاب ! " .
وشدها نحوه بقوة وهو يتمتم :
" اوه ، يا ايما ! اني اريدك ! اريدك ! " .