كاتب الموضوع :
HEART WHITE
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أدركت انها ستحتاج الى اكثر من اسبوعين لحمل انابيل على أبلاغها الحقيقة الكاملة عما حدث. وبعد العشاء تلك الليلة ووضع انابيل في فراشها وانتظارها حتى تنام ، ذهبت ايما في نزهة على طول الشاطئ. كان الطقس رائعاً والنسيم العليل ينسيها حر النهار. وفجأة تسمرت في مكانها لحظة قبل ان تتذكر ان هذا الشيء الذي أفزعها هو منشفة البحر الكبيرة التي كانت تستعملها وانابيل بعد ظهر ذلك اليوم .
وبعد ان حملتها وهّمت بمتابعة سيرها طرأت على رأسها فكرة أعجبتها . فلماذا الانتظار حتى عودتها الى البيت لتأخذ حماماً بارداً ؟ لماذا لا تسبح الآن ؟ الماء ليست باردة، وفكرة السباحة بمفردها في ضوء القمر لا بأس بها على الاطلاق. هذا الشاطئ بالذات مهجور دائماّ، فالقرويون يستخدمون الجانب الآخر حيث ترسو القوارب والزوارق .
خلعت ثيابها ونزلت الى الماء. لم تسبح بعيداً مخافة الوقوع بمشاكل هي بغنى عنها في مثل وضعها الحالي .منتديات ليلاس
شعرت بالارتياح والرضى ، حتى انها اقنعت نفسها بأنها قادرة في غياب دايمون على التخلص من وحدتها التي تشعر بها اثناء وجوده. خرجت من الماء بعد حوالى ربع ساعة ولفت نفسها بالمنشفة وبدأت تجفف جسمها المنتعش والمرتاح . فجأة....معت صوتاً وحركة. شدّت المنشفة حولها بقوة وقالت بصوت مرتجف وهي تحدّق في الظلام :
" من القادم ؟ " .
تقدم نحوها رجل طويل القامة عريض المنكبين ، فصرخت بدهشة واستغراب شديدين :
" انت ! متى وصلت ؟ " .
هزّ دايمون كتفيه العريضتين واجابها بهدوء :
" قبل ربع ساعة. اخبرتني لويزا بمكان وجودك ، وكانت قلقة بسبب تأخرك . قلت لها اني ذاهب لاحضارك " .
شدت ايما المنشفة بقوة فبدت على وجهه ملامح الانزعاج وسألها بانفعال :
" ماذا ترتدين تحت هذه المنشفة ؟ " .
لم تجبه فصرخ قائلاً :
" بحق السماء يا ايما ، من المؤكد انك لا تسبحين .... هكذا, وحدك ايضا ً ؟ " .
" ولّم لا ؟ " .
" لا ، لا ، لا تقولي ذلك ! " .
واقترب منها غاضباً وهو يقول :
ط يمكن لأي شخص ان يباغتك وانت على هذه الحالة، هل تدركين ذلك ؟ وما هي الفرصة التي ستكون لديك لو هاجمك احدهم وقرر اغتصابك ؟ " .
تطاعت به ايما وهي تحاول اخفاء عصبيتها وحدة مزاجها قائلة :
" لم يأت احد ، سواك انت بالطبع ! " .
" وهل تثقين بي ؟ " .
" وهل من سبب يدعوني الى عكس ذلك ؟ " .
" نعم ، اللعنة عليك ، نعم ! " .
" لماذا ؟ ماذا ستفعل ؟ هل ستنتزع المنشفة عن جسمي ؟ هل سيسرّك ذلك ويرفّه عنك ؟ " .
"كانت تتعمد اغضابه واثارة سخطه، اذ ان حنقه كان يثير في نفسها مشاعر استفزازية غريبة . ردّ عليها بجفاف :
" لا ، ان مشاهدتك عارية لا يرفّه عني او يسلّيني ".
منتديات ليلاس
أرغمت ايما نفسها على التذكر بانه يكرهها ويحتقرهها ، وبأن اي شيء يقوله لها يهدف الى ايذائها واذلالها اكثر من اي وقت مضى . استدارت بعيدة عنه وانحنت لتلتقط ثيابها . داست على احد اطراف المنشفة ، فهوت امامه على الرمال . هّبت واقفة بسرعة وتمتمت حانقة :
" اعدرني الآن ، يجب ان ارتدي ثيابي " .
لم يتحرك من مكانه بل مدّ يديه وامسك بها مانعاً اياها من الذهاب . ثم ابتسم بقسوة وسخرية قائلاً :
" لا ، اني افضلك كما انت الآن " .
|