كاتب الموضوع :
HEART WHITE
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وتطلع حوله بعصبية بالغة محاولاً مرة أخرى تحليل تلك الفتاة الغامضة ، وشخصيتها ، ودوافعها . قداحته ذات قيمة كبيرة أهداه والداه عندما احتفل ببلوغه سن النضوج ...الحادية والعشرين . ومع انها قداحة ذهبية حفر عليها الحرف الاول من اسمه ورصع بالجواهر الثمينة ، الا ان قيمتها المعنوية تفوق بكثير القيمة المادية .الم تكن تساي سوى لصة تستخدم أسلوباً جديداً في السرقة ؟ وان كانت كذلك، فلماذا لم تحاول سرقته من قبل ؟
" بول ، أشعل لي سيكارتي من فضلك ! ".
" أين رفيقتك الجميلة ؟ ".
" في غرفة السيدات ، على ما أعتقد ".
" وماذا حدث لقداحتك ؟ هل فرغت من الغاز ؟ " .
هزّ دايمون رأسه ، ثم اومأ الى نادل وطلب منه ابريقاً آخر من الشاي .
بدأ الغضب يتسلل بسرعة وقوة الى رأس دايمون وأعصابه ولم يعد يشعر برغبة في اجراء حديث عادي وثرثرة لا فائدة منها . وراح يتأمل وجوه السيدات عله يرى بينها وجه زائرته الغامضة . وعندما مرت ربع ساعة على غيابها ، نظر الى بول غاضباً وقال :
"سأتمشى الى الخارج . سوف أعود بعد قليل " .
" مهلاً يا دايون ! ماذا دهاك ؟ لم أعرف انها تهمك الى هذه الدرجة ! " .
" انني لست مهتماً بها شخصياً. لقد اخدت قداحتي ! ".
" سأذهب معك " .
" لا داعي لذلك ".
" أعرف ، ومع ذلك فسوف اذهب ".
توجّها بسرعة الى بهو الفندق حيث توجد غرفة السيدات قرب الدرج الذي لم يعد يستخدم الا نادراً بسبب وجود المصاعد. وكان عدد كبير من السيدات يدخل تلك الغرفة ويخرج منها ، الا انهما لم يشاهدا تساي بن لونغ .
" انه لأمر مؤسف حقاً ! " .
قالها دايمون وهو يسيطر على غضبه بطريقة تثير الاعجاب. مع ان نبرة صوته كانت توحي بان هذه السيدة اللعينة لن تكون مسرورة ابداً اذا وقع نظره عليها مرة اخرى . عبس بول وقال بتأثر :
" لم يكن يظهر عليها ابداً انها من هذا النوع من النساء. كنت اظن انها انسانة محببة ودمثة " .
وعاد دايمون الى التحليل وايجاد التفسيرات المنطقية ، ثم احس بيد تربت بتهذيب على كتفه . التفت الى الوراء فشاهد مدير الفندق يبتسم ويقول له :
"عفواً سيد ثورن ! اوصتني سيدة قبل قليل باعطائك هذه القداحة . انها لك ، اليس كذلك ؟ ".
ارتفع حاجباه استغراباً وقال له بدهشة وحيرة :
" نعم انها لي . أين السيدة ؟ هل تركت الفندق ؟ " .
منتديات ليلاس
" اعتقد ذلك يا سيدي . اصرّت عليّ كي اتأكد من تسلميك القداحة شخصياً والاعتذار لك عن ذهابها بها بتلك الطريقة ! ".
هزّ دايمون رأسه وقال له فيما كان يأخد القداحة من يده :
" حسناً ! شكرأ ، شكراً جزيلاً " .
وفي وقت لاحق من تلك الليلة ، وفيما كان مستلقياً على فراشه مغمض العينين استعداداً للنوم ، عاد به التفكير مجدداً الى ايما. وانتبه الى ان حادثة المساء خففت الكثير من الضجر والملل اللذين سيطرا عليه فترة طويلة . وشعر بأنّ وجود تلك الفتاة الصينية الجميلة اثبت له مرة أخرى مدى تعلقه بايما .
كان يريدها كثيراً، ولم يتمكن في السابق من ضبط مشاعره ورغباته تجاهها الا لعلمه بانه سيتزوجها....ما الآن فالوضع مختلف جداً...جداً ! وقد وضعت نفسها، بذهابها الى سانت دومينيك، تحت رحمته وبمتناول يده ! لا يهمه ان جاءت موافقتها على الانتقال الى تلك الجزيرة نتيجة ضغوطه التي وصلت الى درجة الابتزاز والتهديد ! او اذا كانت على استعداد للتضحية بنفسها لأجل شقيقها، فلماذا يهتم او يبالي ؟
وتحول تفكيره فجأة الى تساي بن لونغ وسبب مغادرتها له على ذلك الشكل . لماذا؟ لماذا ذهبت فجأة ولم تعد ؟ ولماذا أخدت القداحة وأصرّت على ان تسلم اليه شخصياً؟ هل لهذه التصرفات الغريبة علاقة بانفعالها وخوفها في مستهل اللقاء ؟ ام انها التقت شخصاً آخر تصورت انه سيمنحها سهرة اكثر متعة واشد اثارة؟ ولكن ، ما أهمية كل ذلك الآن ؟ التقت به...أخدت ولاعته...أعادتها...واختفت ! هذا كل ما في الأمر ، فلماذا لا يخلد الآن الى الراحة والنوم ؟
|