هزّ دايمون كتفيه مرّة وأجابها بهدوء :
" هذا يعتمد على عدّة أمور.فعندما تكون لدي أعمال كثيرة أظل هنا أحياناً عدة أسابيع ،بينما في أوقات أخرى لا أمضي سوى ليلة واحدة " .
" وهل تذهب مراراً الى لندن ؟ ".
ضاقت عيناه قليلاً وهو يحاول تحليل الاسباب التي تدفعها للاهتمام بتحركاته وتنقلاته ،فيما لا تقبل ابداً الرد على أسئلة تتعلق بها شخصياً .ردّ عليها بدون ان ينظر اليها :
" أمضي أحياناً بعض الوقت في لندن " .
تدخل بول وسألها :
" وماذا عنك أنت ؟ هل تنوين البقاءطويلاً في سان فرانسيسكو ؟ " .
هزّت برأسها وهي تجيب بهدوء مصطنع :
" ربما ، وربما لا . هذا يعتمد على ما اذا كانوا سيسمحون لي بذلك او يرفضون " .
أجابها بول بشهامة كاذبة وهو ينظر اليها محاولاً أخفاء سخريته :
" أنا متأكد من ان لا أحد يمكنه الاعتراض على بقاء سيدة جميلة مثلك " .
" اوه ، شكراً لك يا سيد ريميني ، فهذا كلام لطيف ومشجع . ولكني آسفة جداً لان المسؤولين في مكتب الهجرة لا يعيرون اي أهتمام للمظاهر والاشكال " .
منتديات ليلاس
علق دايمون ببرودة :
" يمكن للمظاهر ان تكون غشاشة جداً " .
أجابته تساي بن لونغ بجدية :
" أنها العيون على ما أعتقد. اذ يمكن للانسان الذكي ان يكتشف عدة امور بمجرد النظر الى عيون الآخرين".
أخرج دايمون علبة سكائره وهو يقول لها :
" واذا كان الانسان أعمى ، فماذا يفعل ؟ ".
" انت لست أعمى يا سيد ثورن ! " .
فتح علبته وقدمها لها وهو يجيبها :
"صحيح . وهل قلت ذلك ؟ ".
شربت جرعة من الشاي وهزّت برأسها، ثم أخدت سيكارة ووضعتها بين أصابعها بعصبية .
ولما أنتبه الى انها لا تزال تنتظر منه ان يشعل لها سيكارتها، اخرج قداحته بسرعة فوقعت من يده . نظر اليها وهو يعتذر منها ، فشاهد مسحة من الرعب تعلو وجهها. كانت نظراتها تتركز على مكان ما وراءه ، ولكنه عندما استدار بسرعة الى الوراء لم يشاهد شيئاً ملفتاً للنظر. تطلّع فيها مرة أخرى ثم نظر الى بول الذي بدأ انه لم يلاحظ شيئاً على الاطلاق ، اذ كان غارقاً في حديث عن كرة القدم مع رجل يجلس بجوارهم .
عبس دايمون ثم تذكر قداحته فانحنى لالتقاطها . أوقفته السيدة الصينية قائلة وهي تنحني لاستعادة القداحة :
" اسمح لي ! ".
تطلع دايمون حوله مرة اخرى بعد ان اشعرته حاسته السادسة بوجود شخص يراقبه...او يراقبها انه لأمر سخيف! ولكنّ شخصاً ما في هذا ابحر من الرجال والنساء أخاف الفتاة . لماذا ز من هناك في هذه المدينة يمكن له ان يخيفها ويرعبها على هذا النحو الواضح ؟ وفجأة، سمعها تقول له وهي تهم بالوقوف :
" اعدرني ! لن أتاخر لحظة ! أريد الاطمئنان الى تسريحتي ! ".منتديات ليلاس
وقف دايمون احتراماً ثم عاد للجلوس ...والتفكير.ماذا يهمه منها ومما تفعله؟ سأل نفسه مغتاظاً وغاضباً.الا ان الجواب جاءه بسرعة وبدون تردد. فمع انه غير مهتم بها الا ان خوفها بدأ يقلقه ويزعجه. انها انسانة مستضعفة على ما يبدو ، وهو بطبيعته يحترم الانسان. وقرر ان يدعوها الى العشاء بمجرد عودتها،فلربما عندئد ستخبره بما يرعبها ويقض مضجعها .
اخد سيكارة واراد أشعالها ، الا انه لم يجد القداحة . اللعنة! لقد أخدتها تساي بن لونغ بعد ان تبرعت بالتقاطها عن الارض.