كاتب الموضوع :
مجنونة قلبها
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ساد صمت قصير قبل ان يرد باكتئاب "ربما اقل ايلاما ان تتذكري لماذا رفضت الحرير"
ولم يقل شيئا اخر .. لم يكن بحاجه ان يقول كما ادركت آني فما ألمح اليه ان رفضها له كان شيئا قاسيا عليها ولاتسمح لنفسها ان تتذكره
وعرفت انه مصيب على الارجح
من بين كل الاسئله التي طرحتها عليه هناك سؤال ل تجرؤ على طرحه ..لكنها احست الان ان عليها ان تفعل لامست ذراعه متردده وسألت بصوت اجش
"لماذا تعتقد انني تركتك ؟"
في البدايه ظنت انه لن يرد ..فالتعبير الكئيب الذي كسا وجههه جعلها ترتجف قليلا
قال من بين اسنانه تقريبا "كم مره سألت نفسي هذا السؤال ؟ لم اتمكن من اعطاء نفسي ردا لااستطيع التفكير بأي تفسير منطقي كنت متكدره لانني
كنت سأسافر وتشاجرنا حول هذا قامت بيننا سلسله شجارات مؤسفه سببها فراقنا الوشيك"
-لكنني كنت اعرف منذ البدايه انك مضطر للسفر
وفاجأت نفسها بالدفاع عنه ولامست ابتسامه ساخره شفتيه وقال لها
"انت تلعبين دور محامي الشيطان ..وانا اوافقك في هذا ولكن هذا لم يمنعني من الاحساس بالذنب لتركي لك"
اصرت "لم يكن لديك خيار .."
انقلبت زوايا فمه الى الاسفل
-هناك دائما خيارات ..كان يإمكاني ان افسخ العقد .. وان ابقى الى جانبك ..لقد كنت صغيره جدا على تحمل مثل تلك المسؤوليه
وصمت مفتشا عن كلمات لاتغضبها "كنت بحاجه الى الامان الى الاحساس بانك مرغوبه ..ربما اكثر مما كنت اتصور ..ربما .."
اكملت آني كلامه متجهمه "ربما هذا ماجعلني اهرب غاضبه ؟"
واضافت قبل ان يمنعها "كطفله تطالب بالحنان وتتلاعب لتحصل عليه ..هل هكذا كنت دومنيـ ك ؟"
حاول طمأنتها "لا .. لا...ابدا"
-لكن هذا ماتعتقده ..اليس كذلك ؟ انت تظن انني تركتك لانك كنت ستسافر لمعاقبتك على تركي لكن هذا امر طفولي جدا
قال"هذه امكانيه .. لقد كنت صغيره جدا ..في عمر لا تستطيعين فيه التمييز بين الافتتان والحب "
قطبت آني ..ولو ان تفسيره بدا معقولا الا انها لسبب مالم تستطع ان تتقبله وضايقتها معرفتها الداخليه بذلك
قال دومنيـ ك "انت مرهقه وتحتاجين الى حمام ساخن ثم الى الخلود للراحه ..سأتيك بعشاء خفيف على صينيه و ..."
قاطعت كلامه بجفاء "هل ستقرأ لي قصه قبل النوم ؟لم اعد طفله دومنيـ ك "
-لا ..لست طفله ..وعلى اي حال اليس من المفترض ان تكون لهذه القصص نهاية سعيده ؟
وكان صوته حادا كئيبا آلم مشاعرها فحبست انفاسها
قد لايكون هناك نهاية سعيده لقصتهما الا اذا ..اذا قال لها دومنيـ ك انه لايهتم بما حدث في الماضي وانه يحبها الان لن يتركها تذهب؟
هل هذا ماتريده حقا؟انها تريده هو دومنيـ ك .. حبيبها,زوجها,قدرها ,ادركت هذه الحقيقه المؤلمه
قال دومنيـ ك لآني وهو ينهي فطوره "يجب ان اذهب الى المكتب وقد ابقى لوقت متأخر"
اشاحت آن بوجهها ..فرائحة قهوته اشعرتها بالغثيان وانقبضت معدتها باحتجاج ..كما حصل لها في الايام الثلاث الاخيره
واضاف "هل ستكونين على مايرام هنا لوحدك ؟"
اكدت له "سأكون بخير"
كانت حروق ذراعها قد شفيت تماما حتى ان دومنيـ ك اضطر الى موافقة الطبيب انها معافاة
ونظر اليها عبر المائده وقال بهدوء "هناك شيء اريدك ان تعديني به"
وتنهدت آني "اذا تذكرت شيئا اعدك اعدك ان اطلعك عليه .."
لكنه اوقفها بهزه من راسه "لا ..لم اكن سأطلب منك هذا "
هم بإمساك يدها ثم اوقف نفسه ونهض ليقف مديرا ظهره لها
"اريد ان تعديني آني ..ان لاتختفي مره اخرى ..عديني "
كان خائفا من ان تتركه وهو غائب ..حدقت آني بذهول الى ظهره المستقيم ..كتفاه عريضتان وقفته مستقيمه توحي بالسلطه والرجوله
من المستحيل ان تصدق انه ضعيف امامها لكن كلماته كانت تروي قصه مختلفه
سألته بصوت اجش"واذا لم اعدك ؟"
استدار اليها مؤكدا بحزم "اذا ...لن اذهب "
رمشت آني عينيها بدهشه ..لو ان من المهم له كثيرا ان تبقى اذن ..لا ..انها تترك العنان لمخيلتها ومشاعرها غير انها
ذكرت نفسها بأنه يريد ان يصل الى سبب تركها له فقط
قالت بتردد "سأبقى"
وهي تنظر الى التقويم على جدار المطبخ ادركت فجأه انها هنا معه منذ اكثر من شهر ! ..وبدات معدتها تتقلص ..اكثر من شهر!..
ماان خرج دومنيـ ك حتى هرعت الى الروزنامه تعد الايام بدقه واحست بالغثيان وصدمتها الحقيقه
دون وعي استدارت مبتعده عن التقويم ..وارتجفت يداها وهي تأخذ الهاتف لتخابر هيلينا ..وقبل ان تطلب الرقم اقفلت السماعه بسرعه
لايمكن ان تشارك مخاوفها مع احد ..ليس بعد ..ليس قبل ان تتأكد يمكنها ان تذهب سيرا الى البلده ..فهي ليست بعيده كثيرا هناك صيدليه
عند اسفل التل وستشتري ماتحتاج اليه ..وبما ان سيارة هيلينا معطله فقد اصرت آني ان تعيرها المرسيدس ,ممايعني انها لاتملك نقل الان
بعد ثلاث ساعات وقفت في الحمام مخدره الحس تنظر بعدم تصديق الى فحص الحمل الذي اجرته لتوها ..هذا هو الفحص الثاني الذي
يظهر نتيجه ايجابيه ..انها حامل ..وسيكون دومنيـ ك ..دومنيـ ك ! فجأه بدا الحمام يترنح من حولها ومدت يدها غريزيا الى باب غرفة الدوش
لتدعم نفسها وهي تهمس بصوت اجش .."لا!"
خليط مشوش من الصور كان يتشكل داخل رأسها ..اصوات ,صور,ذكريات
بطريقه ما تمكنت من ان تصل الى غرفة النوم قبل ان تنهار فوق السرير ..الباب الذي كان موصدا على الماضي انفتح فجأه ..
وعرفت الان الرد على سؤال دومنيـ ك ...اوه ..اجل اصبحت تعرف!
انها تحمل طفل دومنيـ ك ..تماماً كما ظنت وخشيت ان تكون منذ تلك السنوات الطويله لكنها كانت مخطئه حينذاك ..اما الان ..
واغمضت آني عينيها معذبه
سألته يومها بخوف مصدوم "انت لاتريد اولادا؟"
ورد عليها بتركيز بارد"لا ..لااريد"
وصدمت كانت تخشى نسيان تناول حبوب منع الحمل وهي تعرف ان مجيء طفل بمثل هذه السرعه في الزواج لم يكن مخططا له ..شعرت بالرهبه
لما قد يعنيه وجود طفل ..احتاجت بيأس الى دعم دومنيـ ك وحبه ..لكن ردة الفعل التي تلقتها منه قضت على آمالها بتقبله الواقع ..
لقد دمر ثقتها به
واجبرت نفسها على سؤاله "لكن ,لماذا لا؟"
وفاجأها تصرحيه الفج "الابوه ليست في انجاب طفل ..بل انها مسؤوليه كبيره جدا ..حين نكون طفلا فنحن لانعطيه الحياه بل نحمله
تاريخنا الشخصي واوجاعنا وفي الوقت الحاضر اشعر اننا لانستطيع اعطاءه شيء"
تاريخهما الشخصي وعرفت ماذا يعني طبعا كان يشير الى واقع انها مجهوله الابوين ..اي نوع من الجينات قد تمررها الى طفله
..هذا ماكان يعنيه ..كان يخشى على طفله من دمها الفاسد ..
احست آني بأن جزءا منها مات وتحطم ..لقد صدقت دومنيـ ك تماما حين قال لها انه يحبها هي ..وان تاريخها لايهمه
لكنه كان يكذب عليها
حين حاولت بتردد ان تعبر له عن مخاوفها من ان تكون حاملا ..افحمتها ردة فعله فسألته شاحبة الوجه "اجهاض !تعني انك تريد قتل طفلنا؟"
رد بغضب "آني بحق الله توقفي عن السخافات "
رطبت آني شفتيها الجافتين ..لم تكن قادره على استيعاب ما حدث ..كيف ان حبها حياتها مستقبلها ثقتها وفي اقل من اربع وعشرين
ساعه وببضع كلمات حاده تدمرت ..مع اصرار دومنيـ ك على الاجهاض
شعرت بخدر في احاسيسها حاولت ان تفهم ماحدث كان دومنيـ ك يتحدث اليها محاولا اقناعها بالتعقل وبدا الامر وكأن حاجزا
غير مرئي بينهما ..لم تعد ترغب في تنفس الهواء الذي يتنفسه شعرت بالنفور منه ..لطالما ادعى حبها ولكنه كان يكذب ..فهو لايريد طفله
او ان تكون اما لهم ..انه قلق على الارث الذي يمكن ان تعطيه لهم ..قلق من ان تلوثهم بالدم الفاسد الذي تحمله
فجأه اصبح غريبا بالنسبه لها غريب يهدد حياة طفلها .. طفل ستقاتل من اجله حتى اخر نفس في حياتها
لن تتخلى عنه ابدا كما فعلت امها ..ياللطفل المسكين ..لم يجب ان يتعذب لانها امه ؟لن تستطيع البقاء الان مع دومنيـ ك
لاجل طفلها ..يجب ان تتركه ..ودارت افكارها بسرعه في خاطرها وغرقت في دوامة كانت تمتصها نحو الظلام
في تلك الليله جافاها النوم فيما تناول دومنيـ ك دواء للصداع ..انبأها المنطق ان افضل شيء تفعله هو الانتظار حتى يغادر البلاد ثم
تختفي من حياته ..لكن سفره كان بعيدا وخشيت ان لاتستطيع العيش معه لهذه المدة دون فضح نفسها
واندفعت بيأس من الفراش ووضبت حاجيتها ..وتركت المنزل
* * *
انتهى الفصل الثامن
|