كاتب الموضوع :
مجنونة قلبها
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
* * *
وفي منامها بدأت آني تبتسم وجسمها يرتجف بمزيج من التوتر والاثاره ...
"يالهي ..كم انت رائعه .. دعيني انظر اليك .. وانا احتضنك ياآني الصغيره .. كم ارغب بك "
اجفلت آني قليلاً وشعرت بتوتر في البداية وضعف قلبها بلهفة لكن ومع تولي السعاده زمام الامور بدا التوتر يتلاشى
وجسمها يسترخي مع بداية استجابتها للاطراء بينما كان ينظر الى جمالها بدفء وحب
كان يعرف ان هذه اول تجربه لها في الحب ..
وكان قلبها وروحها يريدانه بشوق محبوس داخلها في مكان سري معه وكأن المفتاح له وحده كيانها ويكاد يخطف انفاسها ..
ماعليه سوى النظر اليها لتذوب
كان شاعرياً بلفظه لاسمها اعظم من اعظم قصيده طريقه نظرته اليها اجمل من اي اغنية حب سمعتها من قبل .. مايجعلها
تشعر بمشاعر مجنونة ومخيفه .. انه يجعلها تريد ان تضحك وتبكي في آن معاً يملأها بسعادة تغمرها بالخوف .. يجعلها تشعر
انها خالدة في نظرة وهو مع ذلك يملأها بإحساس هش فاعتمادها المخيف عليه يجعلها تختنق رعباً لمجرد خسارته
سألها بنعومه :"هل قال لك احد من قبل ان لك اجمل وجه في العالم ؟"
ومرر اصبعه على ثناياه وابتسم عندما رأى ملامحها ترق اكثر فأكثر
وتأوهت آني في منامها بصوت مرتفع وتململت بانتظار ان يحتضنها
دخلت شمس المساء عبر النافذه العريضه .. ولو فتحت آني عينيها فهي تعرف انها سترى عبر النافذه المغيب القرمزي في التلال البعيده وانها
لو وقفت قربها ستتطلع الى اندفاع النهر انها تستطيع سماع خرير المياه الناعم وتكاد تشعر بقوة تياره..
واستيقظت آني فجأة وجسمها كله يتضح عرقاً ونبضها يتسارع .. وهي تجلس في السرير غطت وجهها
بيدين مرتجفتين ..
كان حلمها قوياً .. وحقيقاً .. والرجل الذي فيه كان.. حياً بشكل مخيف
حاولت ان تتنشق الهواء بملء رئتيها ثم اغمضت عينيها تستعيد ذكرى اللحظه التي لثمت فيها اثر الجرح الذي شاهدته على صدغه
.. نفس الجرح الموجود في وجه الرجل في المطعم .. كم مره حلمت بأثر الجرح هذا دون ان تعرف ؟
كل ماتذكره ان جموداً شرساً تملكه وهي تلامسه .. انه مألوف لها مثل انعكاس صورتها في المرآة لكن كيف يمكن ان يكون هذا ؟ ماذا حدث لها ؟
هل تمر بتجربه حاسه سادسه لمحة لايمكن تبريرها نحو المستقبل ؟ هل مقدر لهما ان يلتقيا وهل .. هذه الاحلام
وسيلة القدر الوحيده لتحذيرها مما هو قادم او ماسيكون ؟ وبدأ جسمها كله يرتجف
كانت قريبه جداً من الموت ولو انها كرهت الاعتراف ولكنها اختبرت الاحساس الذي قرأت عنه سراً ويقال انه مألوف
من الناس الذين شاركوها تجربتها .. ذلك الشعور بالاسراع نحو مكان رائع رحب وهي مشدودة عبر الظلمه الى نور يوحي
بالسكينه السلام ثم ادراك مفاجئ انها مشدودة الى الخلف وذلك الصوت الذي يعلن ان وقتها لم يحن بعد
هل اعطتها تلك التجربه الفريدة تجربة الحياة ما بعد الموت القدرة على التنبؤ او اختبار احداث مميزة سوف تحصل ؟
هل اثر عليها ذلك التوق السري الذي حلمته طوال حياتها تجاه شخص يبادلها المحبه لدرجة انها تعيش فعلاً في احلامها
ما سوف تختبره في الواقع ؟ هل حبيب احلامها ليس بدعه من خيالها بقدر ماهو مرتبط بمستقبلها ؟
مستحيل .. مستحيل .. ولكن هناك الكثير من الغموض الذي يتحدى المنطق
فالخوف الذي احست به عند المساء الاحساس بالصدمه والذعر استبدل بإثاره كادت تكون حية .. رجل حلمها لم يكن وهماً
انه حقيقي .. لقد تجسد امس في نشوة تحتضن فكارها واحست بقوة ذاتها التي تتشوق فيها الية ليحتضنها ويعانقها
مر وقت طويل قبل ان تعود الى النوم وحن استسلمت اخيراً اقنعتها حالتها المشوشه ان اللقاء المسائي مع فتى احلامها كان تحضيراً للمستقبل
-آني .. كيف تشعرين هذا الصباح ياحبي؟
وركزت آني ناعسه على هيلينا وهي تدخل غرفة النوم حاملة مدة فنجان قهوة
قالت آني معترفه :"لست واثقه .. هذه الاقراص التي اعطيتني اياها بلبلت افكاري
واستقامت في السرير وتغير صوتها وهي تنظر الى صديقتها بعناد ثابت وسألت بوقار
"هيلينا .. هل تؤمنين بالقدر؟"
ردت هيلينا بحذر :"لست واثقه تماماً مما تعنين "
قالت آني بصوت منخفض :"ذلك الرجل .. الذي رايته في المطعم ليلة امس .. في البداية ظننت تخيلاً اذ من المستحيل
ان يكون الرجل ذاته الذي احلم به .. ولكن ليلة امس حلمت به مره اخرى .. وعرفت ..
اخذت نفساً عميقاً وقالت لهيلينا بصوت اجش :"اعتقد ان مقدر لنا ان نلتقي بطريقه ما .. هيلينا "
وصمتت محدقه بصديقتها :"اوه .. اعرف كم يبدو كلامي مستحيلاً .. لكن ماهو التفسير المنطقي ؟ انا لا ادعي انني
اعرف لماذا حلمت به او لماذا اشعر وكأنني اعرفه ارجوك لاتقولي لي انك تعتقدينني سخيفه "
وعدتها هيلينا بهدوء :"لن افعل "
وجلست على حافة السرير تملس خصلة شعر ناعمه الى الوراء بعيدا عن آني التي وضعت بدورها فنجان القهوة على الطاوله
الصغيره قرب السرير
كانت آني عزيزة جداً عليها الابنه التي لم ترزق .. ولكنها ستبقى في نظر هيلينا شابة ضعيفه فقوة الحادثه والاصابات الناجمه عنها
قد تلاشت تدريجياً نظراً لحيوية الشابات في سنها
ولم تكن آني بسيطه الفهم اطلاقاً .. فقد حصلت على درجتها الجامعيه ولديها اهتمام بالعلم والناس ومايجعلها تبدو اكبر واكثر
حكمه من اندادها .. ولكن المدة الطويلة التي امضتها لاستعادة عافيتها من الحادثه لم تتح لها فرصة النضوج كامرأه .. الانغماس في كل الحماقات
التي يفعلها الشبان خلال سنوات المراهقه والتي تقود المرء من سنوات المراهقه الى مرحلة النضوج
يبدو الان انها تفضل الخيال بدلاً من الخروج في موعد مع رجل حقيقي .. بحيث انها مصممه بعناد ان تؤمن بالقضاء والقدر لا بالحقائق
وقالت آني تتهم هيلينا بصراحة :"انت تعتقدين فعلاً انني سخيفه "
ردت هيلينا بهدوء :"لست سخيفه لكن ربما ..
وتوقفت عن الكلام ثم ابتسمت لآني قبل ان تسألها بلطف
"هل خطر ببالك ان هذا الرجل قد يكون مألوفاً لانه فعلا مألوف ؟"
سألت آني بارتباك :"اتعنين .. من احلامي ؟"
-لا .. ليس من احلامك
وصمتت هيلينا ثم اكملت بهدوء "آني .. ربما كان مألوفاً لديك لانك تعرفينه فعلاً"
بدت آني مشدوهه "اعرفه ؟ لا .. هذا مستحيل
انتظرت هيلينا قليلا قبل ان تذكرها بلطف "هناك فجوات في ذكراتك عزيزتي فتلك الاسابيع التي تلتها حين كنت في الغيبوبه "
تغضن جبين آني بتقطيبه صغيره "اجل .. اعرف .. ولكن لا يمكن ان اكون عرفته بالطريقه التي اشعر بها نحوه .. لوكنت اعرفه لكان حدثني امس "
وصمتت تهز رأسها "لا.. هذا لايمكن لكنت عرفت لو انه .. لو انني .. لواننا .. لا"
وافقت هيلينا ببطء "اعترف ان الامر يبدو معقداً .. ولكنني احسست ان من واجبي تذكيرك بهذا الاحتمال "
ضمتها آني بحرارة "افهم .. ولكن لو كان يعرفني لكان عادني في المستشفى حين تصدرت حادثتي الانباء .. اليس كذلك ! اضافة الى هذا .."
وارتسمت ابتسامه سرية صغيره على فمها والتمعت عيناها فجأة بسعاده خاصة
"اعرف لو انه .. لو اننا ..
وصمتت مجدداً تهز رأسها "لا .. لكنت عرفت .. اسفة لتسببي بالهلع لك بسبب فقداني الوعي ليلة امس اعتقد ان السبب
هو رؤيتي له والشبة الكبير الذي تبينته بينهما "
ردت هيلينا
"حسن جداً .. لقد كانت امسية عاطفيه جداً "
-لقد كنت رائعه معي
ومدت يدها بحب لتغطي يد المرأه بيديا
قالت هيلينا بحب "كل شيء قدمته لك آني بادلتني اياه ألف مره .. كما انك ستنجبين لي احفاداً
وتعمدت هيلينا المزاح لتخفيف الجو قبل ان تصيح بصوت متلهف صغير
"يالهي بوب ! لقد وعدته بتوضيب الثياب للسفر الى المؤتمر المقرر غداً .. لابأس "
ابتسمت بشيطنة "انه افضل مني بهذا "
ضحكت آني "اربعة ايام في "ريودو جانيرو" .. كم هذا رائع "
ردت هيلينا بخشونه "ليس بالروعه التي تظنين .. سيستمر المؤتمر ثلاثة ايام وحين سنأخذ وقتاً لنستعيد انفاسنا من السفر
سيجرني بوب وراءه لرؤية الاثار المحليه ...."
مازحتها آني "توقفي غن التذمر تعرفين انك ستحبين الرحله حين ذهبنا نحن الثلاثة الى رودا السنه الماضية كنت انا من اضطر للعودة الى الفندق طلباً للراحه"
-اجل .. كانت رحلة رائعه .. اليس كذلك ؟
ووقفت على السرير وهي تقول لآني "لاتسرعي في الخروج .. قد تشعرين انك على مايرام لكن جسمك لازال مصدوماً"
اكدت آني لصديقتها "كان مجرد اغماء .. هذا كل شيء "
لم تكن مندهشه تماماً حين اصرت هيلينا فيما بعد على مواكبتها الى المستشفى كي تجري لها فحصا طبيا شاملاً
قال الطبيب الشاب بذكاء بعدما طمأن آني "الامهات كم يحببن اثارة الضجيج "
قالت آني ضاحكه "اوليس كذلك ؟"
ثم احمر وجهها قليلاً لنظرات الاعجاب التي رمقها بها الشااب ....
|