كاتب الموضوع :
مجنونة قلبها
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
8-الحقيقه المرة
نظرت آني متملمه عبر غرفة النوم المظلمه الى النافذه ثم الى ساعتها لقد حلت الساعه الثانيه صباحاً وهي مستيقظه منذ اكثر من ساعه
افكارها تدور متسارعه داخل رأسها في سباق مرهق بدون جدوى
الشظايا المكتشفه من ذاكرتها المفقوده تعذبها تتحداها ان تحلل بالمنطق ماتصوره لها . لم تستطع ادراك هذه الصور التي تكمن
في مكان مامن اعماق لاوعيها
كان السؤال الذي تريد هي دومنيـ ك ان يعرفاه بيأس يطاردها .. لكنها ل تكن قريبه من اكتشافه فالذكريات المتقطعه التي استعادتها
عن زواجهما عززت احلامها ..جسمها يتشوق لدومنيـ ك كحبيب لذا لابد ان يكون هناك دافع قوي لتهجره ..
الا انه لم يكن قوياً بما يكفي ليدمر انجذابها اليه ..
بنفاذ صبر دفعت الاغطيه وانزلت قدميها الى الارض ..لن تجد وسيله للنوم من الافضل ان تنزل الى الاسفل وتحضر لنفسها فنجان شاي ترطب
به حنجرتها الجافه
منتديات ليلاس
رسمت ابتسامه ساخرة على فمها وهي تتلمس بيدها دفء روبها القطني ..انه هديه من هيلينا وبوب ..
اشترياه بعد ان أبدت اعجابها به عندما راته في واجهه محل كان مصنوعاً من القطن الابيض ومطبعاً بقلوب صغيره ورسائل مكتوبه ..
لفت اهتمامها لانه معد لفتاه صغيره في الواقع لا لامرأة ..قصير محتشم ومع ذلك تحبه
نزلت بهدوء توقفت لتتأمل السلم المحفور تمرر اصابعها آلياً فوق الخشب المصقول اشهر نقاهتها الطويله اعطتها الوقت
الكافي للقراءه ولتوسيع افقها في كل اتجاه ..فالفتاه المتردده التي كانت متخوفه من رفض الاخرين لها بسبب خلفيتها العائليه
حل مكانها امرأه واثقه في آرائها
يؤلمها بالطبع ان تعرف ان امها تخلت عنها وانها لن تعرف ابدا ابدا من هما والداها لكن الحب المشترك والاحترام اللذان وجدتهما
لدى هيلينا اظهر لها ان قيمة المرء في شخصه وليس وضعه الاجتماعي
في مأوى الاولاد حيث كبرت كانت هادئه كثيرا ومتقوقعه على نفسها ولم تكن تروق للازواج الذين كانوا يبحثون عن طفل يتبنونه
توقفت آني فيما تجعد جبينها بعبوس مسترجعه الحادثه المؤلمه التي تعرضت لها
كانت في الرابعه من عمرها عندما اتى زوجان شابان يريدان ان يتبنيا طفله وقد عادا الى الميتم اكثر من مره كانت آني تأمل يائسه
ان يختاراها ولكنها كانت خجولاً جدا لتعبر عن مشاعرها حين اخذاها في نزهه كانت تدعو الله يائسه في الليل ان يختاراها وجاء اليوم
الذي قصدا فيه الميت زوجين اكبر سناً ربما والدي احدهما كانت آني تقف خارج الباب تنتظر استدعاءها لرؤيتهم حين سمعت حديثاً بين الجميع ..
سمعت المرأه الشابه تقول "تعجبني آني ..انها حلوه وجميله "
تدخلت المرأه الاكبر سناً بحده "آني ؟اليست تلك الفتاه المهجوره ؟لااعتقد انك يجب ان تختاريها إيلين ...فليس لديك ادنى فكره
عن اصلها ..اليس كذلك ؟اي نوع من البشر يتخلى عن طفله ؟وتعرفين مايقال عن الدم الفاسد ؟لا !اعتقد ان من الافضل اختيار
السمراء فنحن على الاقل نعرف اصلها"
مثل اي مجتمع مؤسساتي كان هناك تسلسل سلطوي ترتيب في الاختيار داخل الميتم وكانت آني تعرف انها مختلفه وجدتها امرأه مسنه ملفوفه
بستره صوفيه في حمام السيدات في محطه القطارات المكتظه ..بالرغم من كل محاولات السلطات لم يتقدم احد للمطالبه بها ..
في تلك اللحظة عرفت لماذا ..لان دمها فاسد !
في المطبخ اعدت لنفسها فنجان شاي وعادت الى الردهه ..ثم توقفت حين وصلت الى باب غرفة الجلوس المفتوح
هنا كانا يجلسان متعانقين في الامسيات ..يقرآن ..يتكلمان ..
دخلت الغرفه واتجهت نحو المقعد الكبير الى جانبها بحذر وضعت فنجان الشاي من يدها على طاولة القهوه الصغيره
ثم جلست في مواجهة الصوفا تنظر اليها متفحصه
عم تفتش ؟عن صوره منطبعه لدومنيـ ك جالسا هناك ؟
واكتشفت انها تكتم انفاسها ..آمله ان ترى .. ان تتذكر ..لكن الذكرى اخذت تتلاشى ترفض بعناد ان تتحول الى شيء حسي
بغضب استكانت في مقعدها ..احست كأن ذاكرتها تتعمد ايلامها فهي توهمها بمعلومات لخداعها ثم ترفض اعطاءها شيئا جوهريا اكثر
كان على الطاوله دفتر ملاحظات وقلم وباندفاع اخذتهما وعادت تستقر قي المقعد وترفع ساقيها تحتها وهي ترسم دون وعي
اشجار صلبه شائكه الاغصان ..منزل صغير مربع الشكل بنوافذ عليها ستائر والدخان يخرج من مدخنته واعطته حديقه مسوره بسياج وآمنه ..
حسن جدا! لم يلزمها مخيله كبيره لتعرف ماذا يمثل هذا الرسم ..ولكن ماذا عن النهر الذي رسمته كذلك ,والسياره؟
مركبه ضخمه مغلقه تشبه تقريبا سيارة دومنيـ ك ..الرانج روفر؟
حثت آني نفسها :فكري ..فكري ..وتذكري ..
بدأت تكتب اسم دومنيـ ك لكنها لم تدرك هذا الا بعد ان كتبته ورسمت قلوباً صغيره بدلاً من النقاط ..لماذا فعلت هذا ؟
وكتبت كلمة "زواج"..ثم بدات تخط تحتها لائحه اخرى من الكلمات وقلمها يتحرك اسرع فأسرع وهي تكتب
حين توقفت اخيرا ,كانت تتنفس وكأنها ارهقت نفسها جسديا وكان قلبها يخفق بشدة
وتفحصت اللائحه وهي متوتره "الحب ..الثقه ..الاحترام ..الفرح ..المشاركه ..القبول ..دومنيـ ك "
وغشت الدموع عينيها
* * *
|