كاتب الموضوع :
مجنونة قلبها
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
احست آني بصدمه في كلماته وكأن شخصاً فتح لها شرياناً وترك دمها ينزف اثلجت الصدمه اعصابها واحست بذعر اعمى
انزلق الابريق الذي امسكته لتوها من قبضتها .. وصاحت برعب تقفز الى الوراء وهي ترميه لينسكب الماء المغلي في كل
مكان احست بذراعها تحترق عندما لامسته المياه الساخنه وسمعت نفسها تصيح .. لكنها احست ان مايحدث
هو لشخص اخر وكأنها بطريقه ما ليست جزء مما يحدث
ورأت دومنيـ ك يتحرك نحوها وسمعت الطريقه التي كان يشتم فيها وهو يسأل بخشونه
"دعيني أرى .. لقد حرقت نفسك"
انكرت وهي تقاوم الاستسلام لمشاعرها "هذا لاشيء ..مجرد بقع"
امسك ذراعها متفحصاً اولاَ بنظرته ثم بأصابعه اثر الجرح الطويل في معصمها الى ذراعها لقد تلاشى كثيرا الان
لكنها تفضل الا يراه الاخرون ..كانت هيلينا تدعوه :وسام الشجاعه
سمعت دومنيـ ك يسألها بصوت خشن "لماذا تركتني آني؟"
فجأه لم تعد تحتمل
الصدمه التي كانت تقاومها منذ قال لها انهما متزوجان حطمت الحواجز التي حاولت اقامتها فبدأت تبكي شعرت
بجسمها ينتفض لقوة مشاعرها وضعت يديها على وجهها تحميه وكأنها بتغطية عينيها تخفي نفسها عنه
وتخفي كذلك خجلها من ضعفها وهي تنتحب بعجز
-لااعرف ..لااعرف ...لااستطيع ان اتذكر ...لااستطيع ان اتذكر ..
وكأن اعترافها هذا مجرد اعتراف بضعفها فتح طوفان الألم والخوف الذي كانت تكتمه منذ وقت الحادثه
كانت ترتجف بشدة تكاد لاتستطيع الوقوف اذ لا قوة لها للسيطره على مايحدث لها .. وفجأه مد دومنيـ ك يديه إليها
ولف ذراعيه حولها بقوة بحيث وفر لها مسنداً اراحت عليه رأسها
وسمعته يقول بعد ان بدأ ان ارتجافها يتلاشى
"يستحيل ان تبقى هنا لوحدك .. ستأتين الى المنزل معي"
احتجت على الفور "لا ! انا لست طفله انا امرأه ناضجه ... امرأه و ..."
-وانت كذلك زوجتي قد لايمكن ان تتذكري انك متزوجه مني آني ..لكننا لازلنا رجلاً وزوجته
-يمكن ان نطلق ..
-اجل ..لكن بالنسبه لي قبل ان ننهي زواجنا رسمياً هناك اسئله اريد الرد عليها هناك اشياء يحتاج كلانا ان يعرفها..
اشاحت آني بوجهها عنه كانت لاتزال تشعر بالضعف ونصف الصدمه لانهيارها العاطفي غير المتوقع ...انهيار !
انه ذوبان ..لاتزال الحروق الصغيره تلسعها ..واحست بدوران في الرأس فارتاحت لتولي دومنيـ ك زمام الموقف
قال بصراحه "كلانا مصدوم كما اعتقد .. وهذا الموقف بيننا شيء يجب ان نبحثه معاً آني ..لافكرة لدي عن سبب
اختيارك انهاء زواجنا ويبدو انك انت كذلك لاتعرفين "
-ماذا تعني ...يبدو؟ هل تظن انني اتظاهر ؟اتظن انني لااريد ان اتذكر ؟اتظن ...
وصمتت لاحساسها بدموع جديده تتجمع واحست انها ضعيفه مرهقه جسدياً وعاطفياً ..وما كانت تتشوق اليه اكثر
من اي شيء الان هو ان تتمكن من اللجوء الى مكان مظلم وآمن لتهرب من كل الألم الذي تقاسيه
سمعته يقول لها "هذا الحرق يحتاج الى عنايه"
وحرقت الدموع مؤخرة عينيها
وقالت له "دعني وشأني ..انا بخير "
ولكنها كانت تعرف ان كلامها غير صحيح ..فهي تشعر بالسقام والدوار وبدا بصرها يغشى ..في رأسها كانت ترى
وجه دومنيـ ك وتسمع صوته لكن ليس كما هو الان ..عبر الضباب حاولت يائسه ان تتمسك بالصور المتلاشيه لكن
الوقت تأخر كثيرا ..فقد كان كل شيء يضمحل امام عينيها
عندما استعادت وعيها تساءلت يائسه عنا اذا كانت ستغدو يوماً بصحه جيده او اذا كانت عدم قدرتها على التذكر تدل على
وجود خلل في دماغها لكن هيلينا سارعت وطمأنتها من هذه الناحيه ..مع ذلك بقيت هذه المسأله حساسه لها ..
هددت تصميمها على الحصول على درجتها الجامعيه وعلى الحصول على وظيفه لائقه
وهي تنظر بعيداً عن دومنيـ ك رأت فجأه الاربطه المشدوده على ذارعها وادركت انها لم تعرف انه آذت
نفسها كانت على وشك الاغماء عندما سمعت دومنيـ ك يقول متجهماً
"عظيم ..هذ جيد لاتجادلي اكثر انت قادمه معي "
اعلن طبيب الطورائ الذي قابلاه في المستشفى ان الحروق بسيطه وان الصدمه هي المسؤوله عن حالتها القريبه للاغماء
لكن دومنيـ ك لم يكن يرغب في المخاطره .. ونزولاً عند اصراره حقنت مخدراً للألم
وفيما هو يتجه الى منزله مع الحقيبه التي وضبها لها في صندوق سيارته كانت آني نصف نائمه الى جانبه في المقعد الامامي
لقد اضطر للاعتراف بأن الضعف الذي شهده منها اليوم لم يصدمه فحسب بل لامس فيه وتراً حساساً..
شعور ظن انه تخلص منه منذ زمن
لهذا السبب علم انه يتصرف بفظاظه نحوها الا ان تلك النظره العاجزه والمذعوره التي شهدها في عينيها كانت كافيه ..
تلك النظره ذكرته بما كانت عليه من قبل .. واوقف السيارة خارج منزله قائلا باقتضاب "لاتتحركي"
لكنها احتجت وهو يستدير ليفتح لها الباب "استطيع ان اسير"
قاومت لتحرر نفسها من قبضته لكن موجات الدوار والضعف اجتاحتها
تجاهل دومنيـ ك احتجاجها ورفعها بين ذارعيه الى الداخل واحست بنفسها تنزلق فوق سرير قطني ناعم
نظراً لقراره المفاجئ بالمجيء بها لم يكن لدومنيـ ك فرصه تحضير غرفة لها لذا كان عليه ان يحملها الى غرفته
ويضعها بحذر في فراشه العريض وهو يتجنب النظر اليها مباشرة
لطالما كانت رقيقه ..كان جسمها هزيلاً ..لكنه الان وبالرغم من ادركه ان حناياها قد تغيرت الا انه كان يعي
متجهماً واقع انها نحيله جداً .فعظام صدرها بارزه بوضوح من تحت بشرتها الشاحبه
آني التي كان يعرفها كان لها شهيه صحيه ومتعه بالطعام مما جعل جسمه يتشوق لها ..
فجأه تراجع الى الخلف هناك ذكريات ليس من الحكمه او الامان ان يفكر بها وهذه الذكرى هي واحده منها ..
ليس لانها خطيره فحسب لقد اكتشف وهو في طريقه الى الطابق السفلي محاولاً العودة الى عمله انه لايمكن التخلص من الذكريات
تنهد ساخطاً واتجه نحو الابواب الزجاجيه يفتحها ويخرج الى الحديقه .. انه يتصرف وكأنه لايزال يحبها ..لكنه لا .. لا
يستطيع .. لايجب !
في سنوات فراقهما سنوات هجرانها له وتدميرها الحب الذي تشاركاه استغل عذابه ليحرق مشاعره .. يحول حبه
الى مخدر رافضاً الاقرار به .. اما اليوم وبرؤيته الألم والخوف في عينيها فقد زال مفعول المخدر واستيقظت مشاعره مجدداً
معرفته بانها كانت على شفير الموت اثرت به وآلمته في داخله ظن انه من المستحيل ان يتأثر بها مجدداً
لكنه جادل نفسه :انه ليس الحب .. كيف يمكن ان يكون حباً؟
لا ... لايمكن ان يكون حباً .. ولكنه لم يستطع منع نفسه من التذكر
دون ارادة رفع رأسه ينظر باتجاه غرفة نومه .. في هذه الغرفه ..وعلى ذلك السرير ..تنام آني زوجته ..في الفراش الذي شاركها فيه يوماً
آني التي كانت ...حبه الكبير
اعاد نظره ساهماً نحو النهر لطالما احبت ان تستلقي في الفراش ليلاً والستائر مفتوحه لتسمع صوت خرير المياه حتى انهما مره سارا معا
في الظلام ليسبحا هناك معاً في العتمه الساكنه
لقد تمتعت في البدايه محتجه على برودة المياه
في الصباح التالي مدت اليه يدها تلاحق عضلاته المشدوده على ذراعيه بأطراف اصابعها
قالت له "عدني ان تحبني دائماً والى الابد "وقال لها "الى الابد"وكان يعني مايقول عاد الى الداخل ..انه رجل ناضج وامامه تقرير
عملي يجب ان ينهيه ولا مصلحه له بالوقوف في الخارج والسماح لأفكاره بان تشرد في مثل هذه الافكار الخطره
مهما استدعت محنة آني الحاليه شفقته لايجب ان يسمح لنفسه ان ينسى ماحدث ..لقد بكت وقالت انها لاتتذكر واحس فعلاً بخوفها
وذعرها ..لكن الى ان تعود لتتذكر لن يكون اي منهما حراً في الابتعاد عن الماضي ..وعن زواجهما
انتهى الفصل السادس
|