كاتب الموضوع :
مجنونة قلبها
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
* * *
رد بسرعه "انه سرير زواج"
واستطاعت تذوق المرارة في صوته .. وقبل ان تسأل عن السبب استدارت اليه واتسعت عيناها دهشه ..
كان يمد يديه لها وفاجأها عنف مشاعره لقد توقعت حرارة الحب والتملك .. ولكن ليس بهذه الشراسه التي اظهرها وهذا الصمت
الذي اطبق عليه قبل ان يضمها ..
سمعته يقول بإصرار اجش بعد ان هددت قسوة عناقة بأذيتها "عانقيني .. انت تعرفين كيف "
اذعنت راضيه لاتريد سواه ابداً
لم يكن امامها ماتخشاه .. من احلامها كانت تعرفه كما يعرفها
سرى في جسمها توتر وعرفت انه يشعر بخجلها فبدا وكأن الفكرة اسعدته فزاد توتر آني وانكرت
"لا ... كيف يمكن لي ان اخاف .. وانا معك ؟"
لكلامها مفعول السحر عليه انها ابعد عن سيطرتهما معاً كانت عيناه قاتمتين ملتهبتين بلون الليل بشرة وجهه مشدودة فوق عظامة
فأرغمت على لمسها للتخفيف عنه
تصاعدت من اعماق حنجرته آهه
وسرت الدماء الحارة في عروقها
قالت بطيش "اريدك .. اريدك "
انه ساحر .. يخطف منها انفاسها ويحرك قلبها بجنون ..انه رجل احلامها وانفتحت راحتاها على كتفيه تتحس القوة
المنبعثه من هذا الرجل اخذت تراقب الطريقة التي ارتجف فيها
قال "آني .. توقفي .. انت لاتعرفين ماذا تفعلين بي .."
ثم تأوه
حتى احلامها لم يكن الامر هكذا ..وعرفت ان احلامها لم تكن سوى صدى مزيفاً للواقع
الاحلام هي مجرد احلام... وهاهي .. الحقيقه ! ودون ان تفكر بما تفعل لفت ذراعيها حوله واراحت وجهها عليه دموع المشاعر التي كانت تغشي
بصرها انسكبت على بشرته
-لا
الرفض الحاد في صوته صدمها واربكها وهو يبعدها عنه
فنظرت اليه متسائله تفتش عن تفسير لرفضه حبست انفاسها في حلقها وقلبها يضرب بشراسه فحارت في معرفة ماتريد قولة
نسيت القبضة الشديدة ليدية على ذراعيها نسيت وخزة الرفض والصدمة التي احست بها حين صاح في وجهها وقد بهت
وجهه ولمعت عيناه بنظرة عذاب بحيث لم تستطع ابعاد نظرها عنهما
كانت كمن ينظر الى روحه ويرى كل مشاعر الرجولة بضعفها وقوتها :الألم ,العذاب, الغضب,الشوق,الرغبه
رات كل هذا .. وهي تشهد ضعفه احست بقلبها يذوب حباً به وحناناً
لماذا يظهر مثل هذه المشاعر القوية المتضاربه في اكثر من طريقه ..وحارت جواباً ..ماتعرفه هو انه بحاجة
الى مواساتها له والى عطفها عليه .. ومدت يديها آلياً نحوه .. تريد ان تحيطه وتحميه بحبها لتهدئه وتطمئنه
قالت بنعومه "احبك .. ولطالما احببتك .. وسأبقى احبك "
لمع شيء في عينيه شعور ما استجابة قصيره وقوية تلاشت قبل ان تراها آني .. لكنها سمعت الغضب في صوته
وهو يتراجع عنها ويسأل بوحشيه "كيف يمكن ان تقولي هذا ؟"
انه غاضب .. يتساءل عن حبها ..لماذا وهو لاشك يعرف انها تحبه بعمق
سألته مرتجفة وقد احمر وجهها "انت لاتريدنني ؟"
قال بجفاء "هل يبدو علي انني لااريدك ؟بالطبع اريدك وانت تريدنني اليس كذلك آني ؟اوه .. بلى ..انت تريدنني"
وكان صوته اجش وهو يسيطر على الموقف ومد يده يضمها مجدداً بين ذراعيه
قالت مختنقه "احبك كثيراً .. لم اكن اعرف .. كنت لي مجرد حلم قبل ان ..قبل ان .."
وصمتت لتكمل بصوت اجش "ظننت ان احلامي كانت رائعه من المستحيل ان يماثلها شيء ..
ولكنك اظهرت لي كم كنت بعيده عن الواقع "
وامتلأت عيناها بدموع الحب ومدت يدها الى يده ترفعها الى شفتيها بحنان وتهمس مرتجفه
"قد يبدو كلامي غريباً ولكنك حبي الحقيقي ..حبي الوحيد .."
ولو انها تألمت قليلاً لانه لم يرد عليها بكلمات حب مماثله الا انها ذكرت نفسها بأنه اظهر لها حقيقة مشاعره
وحبه وان الرجال عادة يخجلون من صياغة مشاعرهم في كلمات
وادركت قبل ان تشعر بالنعاس انها اكثر امرأة محظوظه في العالم
وهو ينظر الى وجة آني النائم بهدوء تساءل دو**** كارلايل متجهماً كيف يمكن لها ان تنام بمثل هذا الهدوء دون احساس بالذنب وبهذه البراءة؟
بغضب استدار عنها
قد تكون نائمه بسعادة ولكنه لن يستطيع النوم .. مالذي تملكه بحق السماء ؟ انها لم تعد تعني شيئاً له كيف يمكنها هذا ؟
واغمض عينيه وضغط على فمه بعد ان مرت ذكرى غير مرغوبه لنظرة عينيها قبل ان تغفو .. بعد ان قامت بتلك الايماءه غير العاديه
في الامساك بيده وابتلع ريقه بقوه .. كان هذا مجرد تمثيليه .. هذا كل شيء .. مثل كل شيء فعلته ..لابد ان الامر
هكذا.. فلا مجال لان يفهم او يتقبل تصرفها غير العادي
وهو يسير نحو الحمام وتوقف ليدير رأسه نحو السرير وينظر الى آني وهي نائمه كانت مستلقيه تواجهه وجسمها مكور وكانه لايزال يحتضنه
..ولوت ابتسامه ازدراء متوحشه فمه حتى في نومها تستمر في التظاهر .. لماذا ؟ مالذي يجعلها تفعل هذا ؟ كل
ذلك الكلام الغبي عن القدر الذي تفوهت به .. كل ذلك .. وتوقف بسرعه هناك طريقه واحده ليعرف الحقيقه عليه ان يسأل
آني في الصباح
فتح باب الحمام واتجه نحو الغرفه هازاً رأسه ومتسائلاً كيف تمكنت من التصرف على هذا النحو .. ان تعود بكل بساطه
الى حياته وتتصرف وكأن شيئاً لم يحدث .. وكأن السنوات الفاصله لم تكن ابداً
انتهى الفصل الثالث
|