لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-10, 02:55 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149841
المشاركات: 1,029
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 331

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتمادات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اعتمادات المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لكن باب الاسطبل انفرج عن والدي انطوني . فوجئت دينا بعودتهما المبكرة , ونهضت لتهنئتهما بسلامة الوصول . فردا التحية بأحسن منها . واقتربت والدة انطوني من مرقده توقظه :
- استيقظ يا بني . استيقظ , فقد عدنا .
لم يصدق انطوني ما تراه عيناه :
- ابي ... امي ...اهلا بكما .
نهض وعانق امه , وصافح اباه قائلا :
- تسرني رؤيتكما . ما الذي عاد بكما بهذه السرعة ؟
اجابت امه على سؤاله :
اشتقت للبيت , والمزرعة , والأصدقاء , فعدنا على متن أول طائرة , وركبنا سيارة اجرة الى هنا .
استمعت دينا الى حديث الثلاثة : ( ما اروع هذين الزوجين . حديثهما مفعم بأريج الشوق والمحبة الصادقة ) .
استمرت في اطعام الجراء حتى عاتبها انطوني :
- لماذا تركتني فريسة للنوم يا دينا ؟ وعدتها ان اصطحبها الى مسرحية فكاهية يا امي , لكن اوجاع فليك كانت عقبة في طريق وفائي بوعدي .
ابتسم السيد براين مورغان :
- لايستطيع الانسان بالتحكم بالظروف دائما يا بني . واعرف انه يمكن للآنسة دينا الخضوع للأمر الواقع .
- ان دينا لاتعرف معنى الرضوخ يا ابي , اسألني انا عنها .
اشرقت الفرحة في عيني السيدة براين مورغان :
- معرفتك العميقة بالآنسة تسعدني يا بني .
تدخلت دينا :
- انطوني يحب المبالغة يا سيدتي .
قال انطوني :
- ومن قال لك انني ابالغ ؟ هل اتتك يوما يا ابي سكرتيرة ارادت تهشيم وجهك بعد أول لقاء بينكما ؟
اخفت دينا وجهها خجلى :
- كفى يا انطوني , ارجوك .
ربت والد انطوني على كتفها قائلا :
- ابني يحب المزاح , فلا تدعي ذلك يزعجك يا دينا . ان عودته الى ما كان عليه قبل سنتين تثلج صدري .
نبهها انطوني :
- هذا الجرو اخذ كفايته من الغذاء , فدعيه يتنفس يا دينا . على فكرة , اننا نحب المرح والضحك فعلا . ابي , هل عرفت عمتي بوصولكما ؟
- نعم , وهي تحضر لنا شيئا لنأكله . ماذا ستفعلان الآن يا ولدي ؟
- سآخذ فليك وجراءها الى غرفتي في صندوق , ليتسنى لي اطعامهما .
تناول الجميع وجبة خفيفة , وصعدت دينا الى غرفتها لتنام وفكرة واحدة تهدهد كيانها : ( اشكرك ربي . واحمدك , فقد اذقتني الليلة شهد السعادة ) . 8 - يوم آخر تمضية دينا وخالتها عند عائلة مورغان: زيارة اماكن مقدسة , نزهات, سباحة , وليل بلا قمر . ثم ... لقاء مفاجىء .



احضر انطوني الشاي للخالة كيت ودينا , في غرفتهما في صباح اليوم التالي :
- اسعد الله صباح الضيفتين العزيزتين .
اعتدلت دينا في سريرها :
- اسعدت صباحا يا انطوني . ياله من نهار مشرق . يؤسفني ان نهدر ساعاته بين جدران البيت . كيف حال فليك ؟
- انها في احسن حال , وسعيدة بجرائها .
تأملت دينا الخليج من النافذة , تاركة هواءه المنعش يلامس وجهها . سألها انطوني :
- اتريدين ان نذهب في جولة على ظهور الخيل ؟
- سأكون مجحفة في حقك اذا طلبت ذلك , فأنت لم تنل قسطك من النوم والراحة طوال ليلتين .
- لست متعبا . سنحظر وجبة الفطور لأهل البيت , ثم نذهب في نزهة الى التلال القريبة .
كانت تساعده في المطبخ حين قال :
- سأريح العمة هيتي اليوم , وأضع لها اللحم في الفرن , في الساعة التي تقترحها .
- من الغريب ان ترفض فكرة الزواج , وانت رجل عائلة من الطراز الأول .
- ترفقي بي يا آنسة بريتشارد , فالوقت مبكر على مثل هذا الملاحظات الشائكة .
- لم اقصد ازعاجك , لكنك قلت لي ذلك بنفسك .
- ومتى كان هذا ؟
- قلت في لقائنا الأول , ان السكرتيرة الجميلة تفطر وتدبر حتى تدفع بمديرها الى فخ الزواج .
- اجتاحني يومها اعصار غضب , فأرجوك تناسي ماقلته .
- اعدك بذلك , شرط ان تنسى انت ايضا التعليق على هفواتي .
- هل يعني هذا ان رايك بي قد تغير ؟
- بل يبرز ايماني بمبدأ " جل من لا يخطىء " ويؤكد انني لست دائما ضحية الغضب .
قرع انطوني الباب , ودخلا معا غرفة والديه :
- اتسمحان لنا بالدخول ؟ اتيناكما بالفطور .
رحبت بهما السيدة براين مورغان :
- تفضلا . ما احلى الرجوع الى البيت . اتفقت مع ابيك يا انطوني على ان نبدأ بتشيد منزلنا الجديد في الأسبوع المقبل , ان شاء الله .
- في التأني السلامة يا امي . لا داعي للاستعجال .
- اعشق البيوت الجديدة , وقد آن لأبيك ان ينقل اغراضه كلها من المستودعات .


احضرهم الى هنا يا أبي .
- ليس عندك متسع لأشيائي كلها يا بني .
تلاقت عينا السيدة بعيني دينا : ( تريحني الطيبة في عيني والدة انطوني . انها تختلف تماما عن السيدة ميلغروف ) .
عادا الى المطبخ لتحظير وجبة فطورهما , ووضع انطوني اللحم في الفرن بعد تنفيذ تعليمات العمة هيتي , ثم مازح دينا :
- الست طباخا ماهرا ؟
- بلى . انك من امهرهم .
- هل لفت احد انتباهك لى انك جميلة جدا في الصباح يا دينا ؟
- اشكرك لهذا الكلام اللطيف .
- انها الحقيقة وليست كلاما لطيفا فقط . دعينا نذهب للسباحة في الخليج الصغير القريب من هنا .
امتطيا صهوتي جوادين , واتخذا طريقهما الى شاطىء ذهبي الرمال , يلاصق خليجا صغيرا هادىء الأمواج .
استسلمت دينا لعناق اشعة الشمس الدافئة قبل ان تقول :
- ما احلى السباحة في الخريف .
- يمكنك السباحة بأمان في هذه المنطقة . تعالي نسبح نحو تلك الصخرة .
جذبها من الماء بقوة , بعد ان سبقها الى الصخرة , فتحدته :
- هل تحاول اثبات ان الرجال قوامون على النساء ؟
- نعم . خصوصا بعدما اخذت البارحة قسطي من الراحة . اراك عاقدة الحاجبين يا دينا , مابك ؟
- يشغلني الغد المجهول , وعودتنا الى العمل .
- اتقصدين عودتنا الى ديار السكرتيرة والمدير ؟
- يدخل كل هذا ضمن اطار العمل .
- كم اتمنى بقاءنا على ما نحن عليه الآن يا دينا .
- تذكر اننا هنا لإغاظة راسل فقط .
حول دفة الحديث فجأة :
- انظري . بدأت أشرعة سفينة قادمة تظهر في الأفق .
- العودة الى مناداتك سيدي , او السيد انطوني صعبة .
- تفرض اجواء المؤسسة على موظفيها التعامل الرسمي .
- اجد نفسي مضطرة لسؤالك ثانية , الا تخاف الشائعات يا انطوني ؟
- علاقتي بك وضاءة كالشمس , فلماذا اخاف الشائعات يا دينا ؟
- عادت الى الماء قائلة :
- يجب الا نتأخر عن والديك .
سمعت دينا والد انطوني يقول بعد الغداء :
- احب التقرب الى الله , ويسعدني الذهاب مع زوجتي الى اماكن العبادة دائما .
اكدت الخالة كيت :
- ان زيارة الأماكن المقدسة تدخل السكينة الى قلبينا , وانا ودينا ايضا يا سيد براين مورغان .
حضر الجميع يومها جلسة وعظ وارشاد , استمعت دينا الى الخطيب يقول فيها : " تذكر يا اخي الإنسان انه جل من لا يخطىء, وان الله يغفر الذنوب جميعا , لأنه غفور رحيم . يا اخي في الانسانية , ان سمعة الانسان السيئة لا تدل على اختلال ميزان اخلاقه , فاجتهد ان تكتشفه بنفسك قبل ان تصدر حكمك " .
ارتعدت دينا عند سماعها ذلك : ( احس ان كلام الخطيب موجه الي دون الناس جميعا . قد يكون انطوني مذنبا . لكن من منا بلا ذنوب ؟ يا واسع الرحمة والمغفرة , ارشدني سواء السبيل , فأنا اتخبط في ظلمات الشك ) .
سالها انطوني بعد خروجهما من المكان :
- احسست بك مشدودة الى كل كلمة قالها الخطيب , فهل اعجبك كلامه الى هذا الحد ؟
- نعم ... نعم ... كان لكلامه اعمق الأثر في نفسي .
- تسابق الموجودون بعد ذلك لتحية السيد براين مورغان وزوجته , اللذين وقفا يتلقيان التهاني بسلامة الوصول , في الفسحة المحيطة بقاعة الاجتماعات . وقام انطوني بتعريف دينا بهم , الواحد تلو الآخر .
كانا يستعدان للعودة الى البيت , عندما احست دينا بنظرات تلاحقها . وحين اكتشفت انها نظرات راسل وامه , اجتاحتها جيوش الخجل والحياء . فالتجأت أصابع يدها الرقيقة , دون ارادة منها الى كف انطوني تطلب الحماية والسند , فاحتوت كفه الدافئة اصابعها بحنان قبل ان ينادي :
- ابي ... امي ... السيدة ميلغروف وابنها راسل هنا , يريدان تحيتكما .
خاطب راسل دينا :
- حاولت الإتصال بك في البيت , فلم الق جوابا . واذا عرف السبب بطل العجب . لم اتوقع عودة السيد براين مورغان وقرينته بهذه السرعة . هل كنت معهما في نزهة ؟
- لا . أمضيت عطلة الأسبوع مع خالتي في مزرعة انطوني .
وقد وصل والداه فجأة , مع ساعات الصباح الأولى .
- ولماذا لم تخبريني ؟ لماذا لم تخبريني يا دينا ؟
- لم يتسنى لي مقابلتك نهار الجمعة , هذا عدا انني لم ارغب في اضاعة وقتك الثمين يا راسل .
- عفى الله عما مضى يا دينا . سأعود بك الى البيت .
- لا تتعب نفسك يا عزيزي , ستزورنا السيدة براين مورغان لرؤية مرسم خالتي . سنلتقي في الأسبوع المقبل بإذن الله . الى اللقاء .
- كانوا في طريقهم الى البيت , عندما قالت السيدة براين مورغان :
- لماذا اجبرتني على تحية السيدة ميلغروف يا طوني ؟ انت تعرف انني لا احبها .
- تعرفت دينا الى راسل هذا العام اثناء وجوده في لندن يا امي .
قالت السيدة مورغان :
- انني متأكدة من ان والدته لم تكن معه في تلك الفترة . تعلق هذا الرجل بأمه مخيف . أتعرفين يا دينا ان شقاوة


انطوني هي سبب عدائي للسيدة ميلغروف ؟ اتتني يوما تشكو سوء تصرفه مع ابنها , ولما حاولت الدفاع عنه , طعنت باخلاقه , وعزت السبب الى انه ابني بالتبني .
ضحك اليد براين مورغان :
- وما ان سمعت زوجتي هذا الكلام , حتى هبت للإنتقام هبوب الريح الهوجاء .
- شاركه انطوني الضحك ثم قال :
- كفاك مبالغة يا ابي .
تأملت دينا الثلاثة بنظرات ملؤها التقدير : ( ان عمق الروابط العائلية والعاطفية واضح بين انطوني ووالديه . يذكرون خادثة التبني بلا خجل . في هذا قوة . بل انه القوة بذاتها ) .
همس انطوني قبل وصولهما الى البيت بقليل :
- اعذري والدي على اندفاعهما في الكلام واطلاق الأحكام , فهما لا يعرفان عمق العلاقة بينك وراسل . انني اشفق على الرجل , واتمنى ان تستطيعي مستقبلا اصلاح ما افسدته امه من سنين عمره .
تلاحقت ساعات الزيارة هادئة حلوة : ( لن انسى زيارتهم لنا ما حييت . وجبة خفيفة , دفء , قهوة ساخنة , والسعادة تطل من عيني خالتي كيت ) .
عادت مع صوت انطوني الى الواقع :
- تعالي الى الشرفة لنستمتع بمرأى القمر والمناظر الطبيعية الخلابة التي تحيط بنا .
كانت صفحة الليل سوداء , مرصعة بالنجوم , والخليج هادىء الأمواج , واضواء البيوت تزين شواطئه بصمت . اما النسائم الرقيقة فقد اثقلها اريج الأزهار والورود على اختلاف انواعها .
تأملت دينا السماء بعينين خاشعتين :
- غاب القمر عن صدر السماء الليلة .
- كانت رؤية القمر حجتي للانفراد بك .
واستكانت لسماء صدره : ( ان انطوني غريب الأطوار . لماذا يريد الانفراد بي ؟ ما معنى تصرفاته ؟ ماذا سيقول والداه ؟ لماذا اعشق الضياع في متاهات صدره ؟
احتضن وجهها قائلا :
- عودي يا دينا . عودي الي من احلامك . بماذا تفكرين ؟ بماذا تحلمين ؟
- افكر بشاربيك , وافضلك من دونهما .
- ما اروع صراحتك يا دينا . لا تدعي راسل يحيلك بقيوده الى انسانة جامدة باردة , ارجوك .
- انطوني انس راسل , وتعال نعود الى الداخل .
جافاها النوم تلك الليلة : ( بدأ انطوني يستحوذ على قلبي وعقلي .
انه انسان عركته تجاربه في عالم المرأة , ويعرف كيف يتلاعب بالمشاعر والأحاسيس . لا . علي الا انسى كلام الخطيب , وامتحنه بنفسي , قبل ان اصدر حكمي ) .
اتصل راسل بدينا في اليوم التالي :
- اعرف انك من عشاق المسرح , لذلك ارى ان نذهب الى مسرحية الثلاثاء المقبل ...
قاطعته :
- شكرا لك يا راسل , لكن انطوني دعاني لحضور مسرحية يوم الأربعاء . لماذا لا ننتقي فيلما سينمائيا , يمكننا حضوره سوية يا عزيزي ؟
احست دينا بالانزعاج يتسرب الى صوت راسل , لكنها اردفت قائلة : - على فكرة , ارجوك يا راسل لا تحاول الاتصال بي ثانية في مقر عملي , فمديرالمؤسسة يكره ان تشغل خطوط الهاتف فيها بالمكالمات الشخصية .
سمع انطوني ادعاء دينا , فانتزع منها السماعة قائلا :
- اسمعني يا راسل انا انطوني مورغان , لا تصدق ما قالته الآنسة بريتشارد , فليس لمؤسستي مثل هذه الأنظمة . اتصل بخطيبتك في أي يوم اردت , وفي كل الأوقات اذا احببت . مع السلامة .

لم تستطع دينا بعد المكالمة مجابهة انطوني , وفضلت البقاء اسيرة الصمت .
دعت العمة كيت انطوني لتناول طعام العشاء معهم مساء يوم الأربعاء . فلبى انطوني الدعوة حاملا باقة من زهر الليلك , قبلتها دينا شاكرة . حاول ان يرفق هديته بكلمات , لكنه كبح جماح كلماته في اللحظة الأخيرة .
أحست دينا بتردده . وكانت لا تزال بصحبة افكارها , عندما اعطاها عقدا من حجر التوباز مع قرطيه وقال :
- ارجوا ان تقبلي مني هذا , هدية ايضا يا دينا .
صفعها طلبه :
- انها هدية ثمينة , لا يمكنني قبولها منك يا انطوني . لقد اتفقنا على التمثيل لاغاظة راسل فقط , وانا ...
- ما الذي تريدين قوله يا دينا ؟
- انني لست من الفتيات اللواتي يمكنك التلاعب بهن بتقديم مثل هذه الهدايا .
شبت نيران الغضب في اعماقه , ورقص اللهب في عينيه وهو يقول:
- آه ... صحيح ... نسيت انني بالنسبة اليك رجل سيء السمعة .
اتجه نحو الباب , فلحقت دينا به , وامسكت بذراعه قائلة :
- لا تسىء فهمي ارجوك يا انطوني , لقد تغيرت فكرتي عنك تماما , صدقني . لكنني لا استطيع تقبل فكرة شرائك لصداقتي بالهدايا .
اطفأ غيث الدموع في مآقيها نار غضبه , فقال :
- سامحيني اذا آلمتك يا دينا , لكن الماضي ما زال يلاحقني بظلاله السوداء , وقلة هم الذين يؤمنون بقدرة صبي متبنى , على الصلاح.
تخبطت في بحر عينيه قبل ان تقول :
- سأحتفظ بهديتك , ما دامت احتفظ بقلبي , شكرا لك .
- ضعيها لتراها الخالة كيت . لكن ... لكن اخشى ان ترفض هي ايضا فكرة قبول الهدية .
- لا تقلق , يكفي انني قررت الاحتفاظ بها .
تأمل وجهها قبل ان يقول :
- لا اعتقد ان خالتك تكبدت مشقة في تربيتك .

 
 

 

عرض البوم صور اعتمادات   رد مع اقتباس
قديم 06-03-10, 02:56 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149841
المشاركات: 1,029
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 331

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتمادات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اعتمادات المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- اشكرك على حسن ظنك بي , واصارحك بأن المسكينة عانت الكثير في تربيتنا أنا وأخي ديفيد .
اعجبت الخالة كيت بالهدية :
- ما اجمل عقدك يا دينا . انه اكبر دليل على ذوقك الرفيع يا انطوني .
قال انطوني فجأة :
- يا الهي , كدت انسى ان أدعوكما باسم امي وابي الى مزرعة شقيقتي ميغان في عطلة نهاية الأسبوع المقبل .
شكرته الخالة كيت :
- يسرنا تلبية دعوتكم , لكن الا يفضل والدك قضاء عطلة أسبوع عائلية مع شقيقتك , بعيدا عن الغرباء ؟
- ومن قال انكم غرباء يا خالة ؟
- حسنا ... حسنا ... اشكر لكم دعوتكم .
- سنضطر الى السفر في وقت مبكر , ليتسنى لنا كسب ساعات النهار , لأن المسافات التي سنقطعها طويلة .
- لماذا لاتمضون ليلة الخميس عندنا اذا, توفيرا للوقت يا بني ؟
- يخلق الله ما لاتعلمون حتى ذلك الحين يا خالة , شكرا لك .
رحل انطوني , وأوت دينا الى فراشها تاركة الأفكار تمزقها :
( اصحيح ان الابن بالتبني غير قادر على الصلاح ؟ حرام ان تبقى سنين الملجأ وصمة عار في حياة انطوني . أراني مهتمة بأموره , بمشاعره واحاسيسه . لماذا ؟ لماذا ؟ انني انسانة رقيقة الاحاسيس , مرهفة . هذا كل ما في الأمر . هذا كل ما في الأمر ) .
وسكن الليل , فغفت دينا وهي تردد : آه ... كم اخشى غدي هذا , وارجوه اقترابا . 9- قطعت دينا المسافات الطويلة من اجل حلم , فاصطدمت بواقع مقيت . وها هي تعلن لراسل اخيرا انها تغيرت ... تغيرت كثيرا .

فاجأت السيدة ميلغروف دينا بدعوتها الى العشاء : ( تناثرت توقعاتي اشلاء على درب الواقع . اختطفتني المخاوف بعيدا حين خيل الي ان آثار سلبية ستترتب على رؤية السيد ميلغروف لي مع انطوني . هاهي الظروف تثبت العكس . ان تلطفها في دعوتي يخجلني , يربكني ويحيرني . علي ان اتفهمها اكثر ).
سألتها الخالة كيت وهما على الغداء:
- ما الذي قررت ارتداءه الليلة يا دينا ؟ ان الفستان النحاسي اللون مناسب ورائع التصميم .
- سألبس فستاني الأخضر يا خالتي .
- لكن الفستان الأخضر مخملي , ولا يتناسب مع الأجواء الحارة اليوم .
- اللون النحاسي لافت للنظر , وانا لا انوي اجتذاب الأنظار .
- ينتابني شعور غريب بأنك تحاولين مجاراة الأوضاع حولك , وقد اثبت كلامك صدق حدسي . يؤسفني ان يثقلك راسل ووالدته بالقيود , لأنك تعشقين الحرية .
- انت تكررين ما قاله انطوني قبل ايام . لا تدعي القلق يتعبك يا خالتي . الى اللقاء .
- لن انتظر عودتك , فقد تتأخرين , تصبحين على خير يا عزيزتي .
- لن اتأخر يا خالتي , فراسل سيرجع الى البيت بمجرد انتهاء الفيلم , رأفة بأمه التي تهرب من النوم حتى عودته .
ودعت دينا خالتها , وتركتها وحدها مع الأفكار : ( بدأت دينا تزن راسل بميزان العقل , وفي هذا الخير كله . تعذبني رؤية آمالها تذهب ادراج الرياح , لكنني احمد الله واشكره , لأن احلامها الزائفة بالعيش مع راسل تتبدد , فأنا لا اريدها ان تسقط في يوم من الأيام ضحية السراب ) .
كانت تصرفات السيدة ميلغروف طبيعية اثناء العشاء , لكن الشك في حسن نواياها بقي يدمي قلب دينا .
عندما انتهتا من نقل الصحون وغسلها , قالت السيدة ميلغروف :
- دينا يا عزيزتي , هل تتقبلين نصيحة انسانة عركتها الحياة ؟
- بالطبع يا سيدتي . تفضلي .
- ان اختيارك هذه الفترة بالذات لمصادقة انطوني براين مورغان وعائلته , غير مناسب ابدا يا عزيزتي .
- الحب والصداقة طارقان بلا استئذان يا سيدتي .
- لكن علاقتك بأنطوني براين مورغان تعدت حدود الصداقة يا عزيزتي .
حاولت دينا اخماد بركان اعصابها :
- كفاك كلاما عن انطوني براين مورغان يا سيدتي . انني قادرة على تكوين آرائي الخاصة في الناس , لكنني اتبع مبدأ التروي , الذي رفعت رايته بعد وفاة ابي .
- قصدت تذكيرك بأن خطيبة راسل السابقة في المدينة الآن , وقد خرجا البارحة معا , بعد ان فضلت صحبة انطوني مورغان عليه .
- ولماذا لا تقولين انهما التقيا مصادفة ؟ ورب صدفة خير من الف ميعاد . أتعرفين ان اتفاقنا على تأجيل اعلان الخطوبة ستة اشهر ساعدني على معرفة راسل اكثر ؟
- انا التي لم اعد اعرف ابني يا دينا . عودني الصراحة , واراه اليوم متقوقعا على نفسه .
- لكل منا عالمه الخاص يا سيدة ميلغروف .
- الم يثر كلامي غيرتك يا دينا ؟
- الغيرة جنون , وقد اعتدت التعقل في اتخاذ قراراتي . على راسل ان يتزوج الانسانة التي يحب , ولن اقبل بأن اكون بديلة من احد على عرش قلبه .
- هذا استهتار بمشاعر ابني . هل استحوذ انطوني مورغان بخبثه ودهائه عليك الى هذا الحد ؟ انه انسان لا اخلاقي فعلا .
- يزعجني كلامك عن السيد انطوني بهذه الطريقة .
- انت يا دينا زهرة بالنسبة الى انطوني مورغان , سيمتص رحيقها ثم يرميها .
- لا دخل للسيد انطوني بموضوعي مع راسل .
تركت دينا المطبخ اسيرة للانزعاج , فلحقت بها السيدة متسائلة :
- هل ستخبرين راسل بما دار بيننا من حديث ؟
- لا . فهو لا يملك الوقت الكافي لايجاد التوازن بيننا .
صرفت روعة الفيلم دينا عن التفكير بما يحيطها من مشاكل , وحين ارجعها راسل الى البيت قالت له :
- امك تنتظرك يا راسل , فعد اليها .


- لقد تغيرت يا دينا .
- نعم تغيرت . لم اعد تلك الفتاة الحالمة , التي تعدو وراء العواطف . لقد اصبحت متزنة , عاقلة . اليس هذا ما تريده ؟
اجبرها راسل على مواجهته :
- ما هذا كله يا دينا ؟ هل حدث ما ازعجك الليلة ؟
وسألتها نبضات قلبها : ( دينا ... دينا ... ماذا اقول له ان جاء يسألني ان كنت اهواه ؟ اني لست اهواه . اني لست اهواه ) .
اصمت دينا اذنيها عن صرخات قلبها وقالت :
- لقد عدت يا راسل الى الواقع , لم يعد يهمني شيء . لم يعد يهمني أي شيء .
ابتسم راسل قائلا :
- عزيزتي , لن تكون امي الليلة في انتظاري , واستطيع البقاء معك لفترة اطول , فما رايك ؟
- يمكننا تناول وجبة خفيفة , شرط ان نعود بعدها الى البيت , فأنا متعبة جدا .
- قال لها بعد العشاء :
- لماذا لا نرتاح قرب النافذة , في ذلك المقعد الوثير ؟
- انني مرهقة , سآوي الى الفراش استعدادا لعطلة اسبوع طويلة.
- ماذا تعنيين يا دينا ؟
- سنذهب مع السيد براين مورغان وعائلته الى مزرعة ابنتهم ميغان على ضفاف بحيرة هيز .
- كنت اود اصطحابك الى تلك المناطق , لكن مشاغلي ...
- اعرف ... اعرف ... مشاغلك كثيرة . هلكنت تهمل جيني دائما يا راسل ؟ هل كان تناسيك اياها السبب في فسخ خطوبتكما ؟
- كل هذا دفنه الماضي .
- اتمنى تصديقك لكن ...
زرع راسل الغرفة جيئة وذهابا قبل ان يسألها :
- هل تحبين انطوني يا دينا ؟

- انت بالنسبة اليه ...
- انا بالنسبة اليه زهرة في روض , سيمتص رحيقها وينساها .
افهمتني والدتك ذلك , ومع هذا لن تنجحا ابدا في زعزعة ثقتي بنفسي . اذهب يا راسل . اذهب الى امك , فهي وحدها القادرة على تحمل اخطائك .
- هل غيرتك من جيني هي سبب ثورتك ؟
- لم تنهش الغيرة قلبي بعد , ويظهر انني قطعت المسافات سعيا وراء حلم , فاصطدمت بواقع مقيت .
- اعتدلت الخالة كيت في سريرها تستمع لنقاشهما : ( ارجوا ان يكون هذا بداية النهاية بينهما . الصبر جميل . الصبر جميل ).
ابتلعت الحيرة دينا بعد خروج راسل : ( من انا بالنسبة الى انطوني ؟ من انا بالنسبة اليه ؟ ) .
دخل انطوني
المكتب صباح يوم الجمعة مسرورا :
- قلبي يحدثني اننا سنمضي عطلة اسبوعية رائعة بإذن الله , سيكون ابي وامي في بيتكم عند الظهر , وقد قررنا الانطلاق الى المزرعة في السابعة من صباح الغد , فكوني على اتم الاستعداد .
كانت جذوة الأمل بقضاء عطلة لا تنسى قد خبت في اعماق دينا :
( ذكريات داعبت فكري , ولست ادري ايها اقرب الي . لا تزال ذكرى اقوال راسل وامه تعبر افق خيالي , فماذا افعل يا رب ؟ ماذا افعل ؟ ) .
وجدت نفسها تقول :
- لك ما تريد .
- ما رايك في الذهاب الى الهضبة القريبة بعد انتهاء ساعات العمل , لنستقبل جحافل الليل هناك ؟
كان الليل قد بدأ يزدرد بقايا النهار ببطء , عندما وقفت دينا تتأمل انطوني على قمة الهضبة : ( انك يا انطوني الرجل الذي احب . انت الرجل الذي اهوى ) .
افزعتها افكارها , فسألت انطوني :
- هل تعرف جيني , خطيبة راسل السابقة ؟
- رأيتها معه مرة .
- هل ذهبت يوما برفقتها ؟
- ولماذا اذهب برفقتها يا دينا ؟
- سألتك لارضاء فضولي فقط .
- ما اغرب اسألتك . هل انت متعبة ؟ اراك شاحبة يا عزيزتي .
- اتعبتني كثافة العمل قليلا .
احاطتها ذراعاه بكل حنان وهو يقول :
- امضينا نهار عمل مرهق . معك حق . ستريحك عطلة هذا الأسبوع ان شاء الله .
تلاشت في افق صدره : ( يا حبيبي كل شيء بقضاء / لاتقل شئنا فإن الحظ شاء . احبك يا انطوني , وحبك قضائي وقدري ) .
في صباح اليوم التالي , وعندما كانت السيارة تتجه بالجميع الى ضفاف بحيرة هيز , صافحت دينا بأنظارها الجبال والسهول , الوديان والأنهار , فأنساها جمال الطبيعة الهموم كلها .
توقع انطوني ان تكون ميغان في انتظارهم , لكنهم وجدوها في المطبخ توبخ ابنتها برونوين :
- ما هذا الذي فعلته ؟ الم يكن في وسعك الانتظار ؟
اجابتها الطفلة :
- اردت الحصول على المادة اللاصقة دون تأخير . ساعديني يا امي. بدأت المادة تتسرب الى فمي . طعمها فظيع .

اسرعت ميغان لمساعدة طفلتها , متناسية صراخ طفلها الرضيع .
تأمل الزائرون الأم وطفليها قبل ان يستسلموا للضحك . التفتت ميغان مذعورة , فوجدتهم وقوفا بباب المطبخ , فشاركتهم ضحكهم , واسرعت الصغيرة لتحية جدتها متناسية وضعها , فاندفعت السيدة براين مورغان نحوها قبل ان تصرخ :
- برونوين عزيزتي . انتظري . لا تحيطيني بذراعيك .
تدخل انطوني :
- ما رأيك في تأجيل العناق حتى تنتهي من تنظيف الغراء ؟
قالت ميغان :
كان كل شيء يسير على ما يرام قبل دقائق . ما اسوأ حظي .
سأذهب لتنظيف الصغيرة . تعالي معي يا امي . وانت يا انطوني , ارجوك احتضن الصغير , عله يهدأ قليلا .
تأملت دينا انطوني : ( انه صورة رائعة للحنان والعطاء والمحبة ) .
اعادها اعتذار ميغان الى الواقع :
- أسفة لهذا الاستقبال يا دينا , سأنتهي من تنظيف برونوين , ثم نشرب سوية قدحا من الشاي .
- لا تعتذري يا ميغان , دعيني اساعدك .
انهى الثلاثة تنظيف الطفلة , وخلال دقائق كانت الحياة في البيت قد عادت الى طبيعتها .
لاحظ انطوني ذلك فقال :
- تحضر العمة هيتي بعض المآكل , وابي يتفقد قطعان الماشية , فلماذا لا انادي ايفان ولويد يا ميغان ؟
- ناديهما بأعلى صوتك حتى يسمعاك .
مضت دقائق قبل ان يدخل ايفان زوج ميغان , ومعه ابنهما البكر لويد الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره .
اخبرت ميغان زوجها بما حدث لبرونوين , فقال :
- ارجو ان لا يضطرنا الحادث الى قص شعرها .
طمأنته دينا :
- لن نضطر الى قص الشعر , لكنه قد يحتاج الى عملية تنظيف اخرى قبل النوم .
تأمل انطوني دينا مبتسما , فأشاحت بصرها عنه : ( ان رماح نظراته تخترق اعماقي , وتهتك ستر اسراري . نظرات اخته تقلقني. هل انا اول فتاة يأتي بها الى هنا ؟ ) .
كان الليل قد ارخى سدوله عندما سألتها ميغان :
- ما الذي اتى بك الى نيوزليندا يا دينا ؟
اجابها انطوني :
- اتت لتزيد معرفتها براسل ميلغروف .
فوجئت ميغان :
- لا اصدق انك اتيت الى نيوزيلندا اكراما لراسل ميلغروف . انه ... انه... اسوأ مثال للشباب النيوزلندي .
اسكتها شقيقها :
- ولم هذا الكلام يا ميغان ؟
- آسفة لازعاجكم بكلامي , لكن الرجل ترك اسوأ الأثر في نفسي منذ اللحظة الأولى التي عرفته فيها .
ذهب الأطفال للنوم بعد العشاء , وتركوا الكبار يفكرون بأفضل وسيلة لقضاء الأمسية .
قال انطوني :
- سأصطحب دينا في جولة استكشافية .
- أفضل الصعود الى غرفتي اولا , اذا سمحت .
وقفت دينا امام نافذة غرفتها , تراقب عظمة الخالق في خلقه .
قالت بلا تفكير :
كل شيء هنا رائع يا خالتي , المروج , والهضاب , وسكون الليل ...
فسمعت صوت انطوني يتساءل :
- الست انا رائعا ايضا يا دينا ؟
- لا اعرف يا انطوني. لا اعرف .
- ستتخلصين من حيرتك قريبا .
- ماذا تعني ؟
- لست مضطرا لتفسير ما اعنيه منذ الآن يا عزيزتي .
اقترب منها واحتضن وجهها متسائلا :
- لماذا لا المح شعاع الفرح في عينيك يا دينا ؟ هل راسل هو السبب ؟
- تستطيع قول ذلك , نعم .
- ما الذي يزعجك ؟
- ارجوك دعني وشأني .
- لا بد انك متعبة .
- لست متعبة ابدا .
- عندما تتوتر اعصابك تتحولين الى طفلة صغيرة .
غاصت دينا في بحر عينيه : ( الى متى تنوي تعذيبي يا انطوني ؟ الى متى ؟ ) .
قالت له :
- انني متعبة فعلا , لكن وجودي هنا سيريحني حتما .
- انني متأكد من هذا . فكرت قبل موت اخي اوين بشراء قطعة ارض في هذه المنطقة .
- لفهما بعد ذلك الصمت , الى ان قالت دينا :
- لنشرب القهوة مع الأهل يا انطوني .
- لكنهم لا يمانعون على بقائنا هنا يا عزيزتي .
استعصت الكلمات على دينا , ففضلت السكوت , وعندما انتهت من شرب قهوتها , سمعت انطوني يقول :
- لن ارهق دينا بنزهة الليلة . تعالي يا عزيزتي .

 
 

 

عرض البوم صور اعتمادات   رد مع اقتباس
قديم 06-03-10, 02:57 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149841
المشاركات: 1,029
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 331

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتمادات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اعتمادات المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- يريحني السير لمسافات طويلة يا انطوني , فلا تقلق .
- سارا على مهل في الخارج , سألها انطوني :
- ايريحك السير من اعبائك حقا ؟
- في بعض الأحيان . سامحني على توتر اعصابي قبل قليل .
لامس اصابعها بحنان :
لا لزوم للاعتذار , فنحن بشر يا عزيزتي . ثم اننا اصدقاء , والصديق وقت الضيق .
- اشكرك ... اشكرك يا انطوني .
- ارتدي سترتك , فالأجواء تميل إلى البرودة .
جلسا على صخرة , فأحاطها انطونيو بذراعه قائلا :
- لا أريد لنبوءات الصخر آن تؤذيك .
غلب النوم دينا وهي مستكينة لصدر انطوني , وحين داعب اسماعها بتحية المساء , فاجأته بسؤال :
- لماذا اسأت التصرف مع راسل في الماضي يا انطوني ؟
- ما هذا الأهتمام المفاجىء بالماضي ؟
- لأرضي فضولي فقط .
- كانت شقاوة أطفال , لا أكثر .
- حسنا ... حسنا .
- انسي راسل يا دينا . انسيه , إن كلامك عنه يزعجني .
- تذكر إنني قطعت من اجله مسافات طويلة . طويلة جدا .
- اعرف هذا . ومع ذلك , ارجو ان ترحميني من ذكره .



10. لهذا جاءت الى بيت راسل . طلبت منه , بلسانها , ان يعطيها الحرية . وبقلبها اخذتها .




بانت السعادة واضحة على وجه براين مورغان وهو يـتأمل بحب افراد عائلته الكبيرة , واستولت الغبطة على دينا وهي تراقب ميغان بين زوجها واطفالها : ( حياة ميغان فيها استقرار وحب . ما احلى العائلة ) .
استمتع الجميع بعد الغداء بدفء الشمس وظلال الأشجار .
وقال ايفان :
- يفكر جيراننا بطرح مزرعتهم للبيع في الأسبوع المقبل .
ضغط انطوني على يد دينا بحنان وهو يقول :
- انها مزرعة رائعة , ما رأيكم في ان نترك ايفان بعض الوقت مع ميغان ونذهب جميعا في نزهة مع الأولاد ؟
امسكت ميغان بذراع دينا قائلة :
- اتمنى ان تكوني اعتدت تصرفات اخي المفاجئة يا عزيزتي . لا تنسوا العشاء في الخامسة .
تأملت دينا انطوني وهو يلاعب الاطفال في الحقول : ( استغرب ان يرفض رجل عائلة من الطراز الأول مثله , فكرة الزواج . قد تباعد الأيام بيني وبين انطوني , لكني احلم باليوم الذي سأبعد فيه راسل عن ساحة حياتي ) .
قال والد انطوني في طريق العودة :
- هناك بعض الأعمال التي تتطلب الانجاز في مدينة كرايست تشيرتش . خذ دينا معك في عطلة الأسبوع المقبل , واذهب الى هناك , تستطيع ايريني القيام بمسؤليات المكتب اثناء غيابكما .
- فكرة حسنة يا ابي , لكنني افضل وجود السيدة بتسون سكرتيرتك معنا , رفقا بسمعة دينا .
تساءلت امه :
- الم تنسى الماضي بعد يا بني ؟
- لا يا امي ... لم ولن انساه ما حييت .
غيرت الخالة كيت مسار الحديث :
- من فضلك يا انطوني , توقف هنا قليلا , فالمناظر تستحق الرسم .
بقي الندم يؤرق دينا اياما بعد ذلك : ( لماذا غيرت خالتي مسار الحديث ؟ كنت اتمنى معرفة اصول الحادثة وجذورها ) .
اعتذر راسل عن رؤيتها نهار الاثنين , فاتفقت معه على الذهاب في نزهة بالسيارة نهار الاربعاء: ( يجب ان احطم قيود راسل . علي ان امحو آثاره من حياتي مهما كان كلفني الأمر ) .
دعت السيدة ميلغروف دينا الى العشاء يوم الثلثاء , فلم تستطع رفض الدعوة : ( اردت الاجتماع براسل وحدي . لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ) . استغربت دينا حسن استقبال السيدة لها : ( ما الذي تحاول السيدة ميلغروف فعله ) .
كانتا تتناولان العشاء عندما سألتها السيدة :
- ما رايك في الاقامة معي بعد زواجكما يا دينا ؟ لا ... لا اعتقد انك تفضلين فكرة الاستقلال , اليس كذلك ؟
- ان مثل هذا الحديث سابق لأوانه يا سيدتي , ومازال امامنا الكثير من الوقت للتفكير .
- لا لزوم للتفكير يا دينا , فقد عرفتك , ويسرني ان تكوني زوجة لابني .
- جاء دوري الآن للتأكد من مشاعري يا سيدة ميلغروف .
دخلتا غرفة الجلوس بعد انتهاء العشاء . فقالت السيدة ميلغروف :
- سأقيم في عطلة الأسبوع حفل عشاء كبير , اعرفك فيه الى اصدقائنا .
- آسفة يا سيدتي , سأذهب مع مديري في عطلة الأسبوع الى كرايست تشيرش , في رحلة عمل .
- وهل يعقل ان تظهر خطيبة ابني بصحبة هذا الرجل اللااخلاقي .
- لست خطيبة ابنك يا سيدتي , وانا اثق باخلاق السيد انطوني مورغان ثقة عمياء .



- انه لايستحق ثقتك يا عزيزتي .
قاطعتها دينا غاضبة :
- انه رجل بكل معنى الكلمة .
استغربت السيدة :
- ما هذا الدفاع المستميت عن الرجل يا دينا ؟ ان فضيحته ما زالت على كل لسان .
- احكي لي بالتفصيل عما تسميه فضيحة يا سيدتي .
استمعت دينا الى تفاصيل القصة بانتباه , فتبين لها ان انطوني انتشل سكرتيرته من مأزق وقعت فيه , وقام برعايتها , كما يرعى أي موظف في المؤسسة . فجابهت السيدة ميلغروف برأيها , وسفهت محاولتها تشويه سمعة انطوني .
دخل راسل في تلك اللحظة وقال :
- لا بد ان انطوني هذا قد خلب لبك , وملأ راسك بالأكاذيب عني يا دينا .
- لم يفعل شيئا من هذا يا راسل . اما ما تسميه انت وامك فضيحة , فأنت تعرف انه كان تصرفا انسانيا , انقذ به
احدى الموظفات . انك انسان جبان وضعيف الشخصية يا راسل . وانا هنا الليلة لأمحو اسمك من قاموس حياتي . وكلي امل في ان تعود الى جيني التي كنت معها ليلة السبت .
تدخلت السيدة ميلغروف :
- لم يكن مع جيني مساء السبت , كان مع كليو .
سخرت دينا منها :
- وماذا في ذلك ؟ كليو فتاة طموحة وجميلة وتستحق الخير , واسم كليوباترا يناسب الأوضاع في هذا البيت اكثر من اسمي .
اسكتها راسل بقوله :
- كفاك سخرية من امي يا دينا , واؤكد لك مرة اخرى انك لست بالنسبة الى انطوني مورغان الا وسيلة تسلية .
- وكيف اكون بالنسبة اليه وسيلة للتسلية , وهو لا يعرف بعد عمق مشاعري نحوه , ولا هيامي المجنون به ؟
حاولت السيدة ميلغروف تدارك الموقف :
- اهدئي يا دينا , اهدئي . لا اجد ضرورة لهذا , فأنت الفتاة المناسبة لابني .
- لم ولن اكون الفتاة المناسبة لابنك في يوم من الأيام يا سيدتي . ان انطوني مورغان هو الرجل الوحيد الذي ملك علي قلبي وعقلي . انصحك بأن تعيدي ابنك الى حبيبته الأولى , مع اطمئنانها بأنني خرجت من حياته والى الأبد .
تلقفها جوف الليل وسمعت نجومه كل ذرة من كيانها وكأنها تصرخ : أعطني حريتي أطلق يدي .
إنني أعطيت ما استبقيت شيئا . 11- رحلة مثيرة وشاقة يذوق انطوني ودينا الأمرين , في يوم ممطر وعاصف . وعلى بعد خطوة يكمن لهما الموت .
فضلت دينا تأجيل إخبار العمة كيت بانفصالها عن راسل :
( سأتجرع كأس الألم الخيبة وحدي . لا اريد مساعدة احد . لا اريد مشاركة احد لا سيما انطوني براين مورغان ) .
فاجأها انطوني في صباح اليوم التالي بقوله :
- هناك اشياء يجب ان تعريفيها يا دينا .
تحسبت دينا لأي طارىء : ( هذه المرة الأولى التي يناديني فيها باسمي مجردا في المؤسسة . علام تنطوي الدقائق المقبلة يا ترى؟ )
سألته :
- وما هي يا سيد انطوني ؟
- ما سأقوله قد يغير مجرى حياتنا يا دينا .
جنت نبضات قلبها : ( ترفق بي يا انطوني . ترفق بي ارجوك ) .
سمعته يقول :
- سأبتاع المزرعة القريبة من بيت اختي ميغان , واتفرغ للزراعة . تلاقت نظراتهما : ( نعم يا انطوني . قتلني سهم حبك مرة , وسيقتلني غيابك الف مرة ) .
قالت له :
- ان اتخاذ أي قرار في مثل هذه الشؤون يعود اليك وحدك .
- هذا ما قاله ابي ايضا , لكنني تصورت ان في امكانك مساعدتي .
- لن استطيع ذلك , حتى لو حاولت .
ترك مقعده متجها نحو النافذة وقال :
- لهذه المؤسسة تاريخ عريق يا دينا . عريق جدا .
اقتربت منه بقلب واجف :
- تنبئني نبرات صوتك بتوصلك الى قرار .
- نعم يا دينا . بعد شعوري الليلة الماضية قررت البقاء . فإن ادارة المؤسسة تشدني بسلاسل من حرير .
ازدحمت مآقيها بدموع الفرح , فأشاحت بوجهها عنه . لكنه اجبرها على مواجهته :
- دينا ... انظري الي . احب دموعك . سأستدعي ابي من قسم المعروضات , لأبلغه قراري في الحال .
- لاح الفرح في عيني دينا :
- اسمح لي ان استدعيه بنفسي .
اسرعت الى قسم المعروضات , فوجدت براين مورغان يناقش الموظفين في افضل الطرق لعرض البضائع .
انتظرت انتهاء المناقشة , ثم حيته قائلة :
- انت مطلوب في مكتب السيد انطوني يا سيدي .
حملت نظراته اسئلة كثيرة :
- هل اخبرك انطوني بشيء يا دينا ؟
- نعم يا سيدي , اخبرني بالعرض المقدم له .
- وهل اطلعك على قراره ؟
- سيخبرك قراره بنفسه . اعذرني , سأذهب لشراء الحاجيات .
مرت دينا بزاوية كليو , فسرت الفتاة لرؤيتها :

 
 

 

عرض البوم صور اعتمادات   رد مع اقتباس
قديم 06-03-10, 02:58 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149841
المشاركات: 1,029
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 331

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتمادات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اعتمادات المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- هناك امور اود مصارحتك بها .
- اعرف انك كنت بصحبة راسل مساء السبت الماضي يا كليو .
علاقتي به استقرت في جوف النسيان .
- احمد الله على ذلك , فراسل لا يستحقك . عرفني يومها بفتاة اسمها جيني .
ابتسمت دينا : ( اراد ان يثير غيرة جيني , بوجوده مع كليو . مسكين ) .
رجتها كليو :
- عودي الي يا دينا بعد انتهائك من شراء حاجياتك . هناك سؤال يتردد في خاطري باحثا عن جواب .
استجابت دينا للرجاء , فسألتها كليو :
- هل صارحك المدير بمكنونات قلبه ؟
فهمت دينا ما عنته كليو بسؤالها , فأكدت لها :
- علاقتي بالمدير لا تتعدى الصداقة , وهو ليس سبب انهاء ارتباطاتي براسل .
- لا اصدق ما تقولين . اخبريني ... هل وصلتك الاشاعات المغرضة ؟ لا تعيري انتباها لما تسمعينه يا دينا , ارجوك . ان السيد انطوني رجل شهم وكريم , اما سكرتيرته السابقة ايلويز هاربر ف ... استغفر الله العظيم دائما .
- اخبريني يا كليو , هل انتشلها من مأزقها لأنها موظفة في الشركة فقط ؟
- نعم , سا عدها , ونسي المثل القائل : اتق شر من احسنت اليه.
- اشكرك على تزويدي بالمعلومات . الى اللقاء .
دعاها انطوني بعد ذلك لمشاهدة فيلم سينمائي . فرفضت الدعوة قائلة :
- آسفة . علي التفرغ لخالتي كيت في اليومين المقبلين .
- اليست مواعيدك مع السيد ميلغروف هي سبب اعتذارك ؟
- ابدا ... صدقني .
اتسمت نبرات انطوني بالجدية وهو يقول لدينا مساء يوم الاثنين :
- ايحق لي ارهاقك بساعات عمل اضافية , قبل يومين من رحلتنا الى مدينة كرايست تشيرش يا آنسة بريتشارد ؟
- ان طلبي للعمل هو من ابسط حقوقك علي يا سيدي, اما اذا كنت تعتقد انني لن استطيع تحمل اعباء الرحلة ومسؤولياتها , فاختر غيري .
- لا تحولي العمل الى مرآة تعكس مشاكلك مع السيد ميلغروف .
- ومن قال لك انني اعاني من راسل ووالدته ؟ اننا ولله الحمد على احسن حال .
- اقبلي تهاني الحارة اذا . سأكون في مستودعات التخزين , اذا دعت الحاجة الي .
جلست دينا في ذلك اليوم تتناول غداءها على مائدة واحدة مع المسؤول عن مستودعات التخزين فصارحها :
- اعتقد ان السيد انطوني متوتر الأعصاب في هذه الفترة , فقد وبخ عمال المستودعات اليوم لأتفه الأسباب .
- لا شك انه متعب .
بقي انطوني مورغان عصبي المزاج طوال يومين , لكنه عاد للتحكم بدقه مزاجه مساء يوم الثلثاء اذ قال لها :
- سأوصلك الى البيت يا دينا .
- اشكرك . طلبت ذلك من احد الزملاء . ستكون رحلتنا طويلة وشاقة في الغد .
- نعم . وسترافقنا الآنسة موريسون ايضا . يبدو عليك الهزال . ارجوا ان تعود الرحلة عليك بالصحة والعافية .
- اشكرك على اهتمامك يا سيدي .
- سأمر بك يا آنسة بريتشارد في التاسعة من صباح الغد , ثم بالسيدة بيتسون , واخيرا بالآنسة موريسون . ماذا بك يا دينا ؟
معاناتك واضحة . لكن مما تعانين ؟
- لا اريد ان اثقل كاهلك بمشاكلي دائما ياسيد انطوني .
- نادني انطوني , ارجوك . هل ازعجتك السيدة ميلغروف بتصرفاتها مؤخرا ؟
- لا ابدا . كانت ستقيم حفل عشاء لتعرفني الى اصدقائها في عطلة هذا الأسبوع .
- وما الذي اعاد الأمور بينكما الى نصابها ؟
- باركت خطواتي مع راسل , بعدما تفحصت جذوري العائلية والأخلاقية .
- اهنئك , واتمنى لك حياة سعيدة .
- اشكرك .
- ارجوا ان يحقق هذا الزواج آمالك واحلامك .
- ان الزواج ليس جنة نعيم دائم , لذلك لا يسعني الا طلب التوفيق من الله .
- كان الله معك يا آنسة بريتشارد , فراسل يحتاج الى فتاة مثلك , تصلح اعوجاج طريق حياته . تصبحين على خير .
تأخر انطوني بالوصول في صباح اليوم التالي , وعندما مر ببيت دينا , كانت السيدة بيتسون تحتل المقعد الى جانبه .
حين تقدم نحو دينا تصاعد انين قلبها : ( انطوني ... حبيبي ... اتراك تسمع آهات قلبي ؟ اتراك تحس بعذابي ؟) .
حيا انطوني الخالة كيت قائلا :
- ارجوا ان تقبلي دعوة والدتي لشرب قدح من الشاي معها . في الثالثة من بعد ظهر اليوم يا سيدتي .
- بكل سرور يا بني . سأوافيها في الموعد المحدد بإذن الله . مع السلامة .
- فتح انطوني باب السيارة الخلفي لدينا قائلا :
- بقاء السيدة بيتسون في المقعد الأمامي ضروري , لئلا تصاب بالدوار .
حجب الألم عن دينا نعمة الاستمتاع بمناظر الطبيعة , والمدن الصغيرة الحلوة التي تناثرت هنا وهناك . لكن حناياها بقيت تردد :
( الحب طارق بلا استئذان . الحب طارق بلا استئذان ) .
انذرتهم الغيوم التي كست السماء بردائها الرمادي , بقرب هبوب العاصفة . فاقترحت عليهم السيدة بيتسون قضاء الليل في بيت صغير تملكه , قريب من المدينة التي ينوون زيارتها . لكن انطوني قال معتذرا :
- اشكرك يا سيدة بيتسون , افضل متابعة الرحلة , وسيكون كل شيء على ما يرام ان شاء الله بمساعدة الآنسة بريتشارد .
تابعا رحلتهما , بعد ان اطمأن انطوني على احوال السيدتين في البيت الصغير . كانت السماء تلك الليلة تغني



بأمطارها للأرض اغنية حب خالدة , فحلقت دينا في افق الخيال , وسماء الأحلام , حتى اصطدمت سيارتهما فجأة بصخرة كبيرة اسقطتها السيول من عل , فتربعت في منتصف الطريق . حاول انطوني تخفيف الصدمة فانحرف بالسيارة عن مسارها , فتدهورت في خندق جانبي .
عاد الهدوء يغمر كل شيء بعد قليل من الحادث , وسمعت دينا انطوني يسألها مذعورا :
- دينا عزيزتي هل اصبت بسوء ؟
كانت الرجفة تسري في اوصالها وهي تقول :
- اطمئن . اطمئن يا انطوني انني بخير . ما هذا ؟ الدماء تسيل من رسغك .
- انه جرح بسيط . لا تقلقي . من الأفضل لنا ان نخرج من السيارة . اصبح الخروج من جهتي مستحيلا . ماذا عن جهتك؟ انفتح باب دينا بعد جهد , واستسلم الاثنان لجنون العاصفة , وهما يبتعدان السيارة المهشمة رويدا رويدا .
كان زئير العاصفة يصم الآذان , فرفع انطوني صوته قائلا :
- علينا الاتصال بالشرطة لاخبارهم بالحادث , ولكن انى لنا بجهاز هاتف ؟
لاحت لهما من بعيد انوار كوخ ريفي تشامخ على قمة الهضبة , فأملت دينا خيرا , وقال انطوني :
- قد نجد جهازا للهاتف في ذلك البيت . هيا بنا .
- احست دينا بالدم يسير حارا من جرح انطوني :
- مازال جرحك ينزف .
- لا تقلقي يا دينا , انه جرح بسيط . انظري . علينا ان نجتاز ذلك الجسر الخشبي قبل الوصول الى البيت .
- كأني به على وشك الانهيار .
- فلنتقدم .
احس انطوني بالجسر ينهار , فقفز الى الطرف الآخر مع دينا , التي صرخت فزعة عندما شعرت بنفسها قاب قوسين او ادنى من الموت . بقي انطوني ممسكا بها وجذبها معه , وعندما اطمئن على سلامتها قال بلهفة :
- دينا يا حبيبتي , احمد الله على نجاتك .
عجز لسانها عن النطق بكلمة , فأشارت الى البيت قائلة :
- من الصعب علينا الوصول الى البيت يا انطوني , فهو بعيد , وعلى مرتفع .
- علينا ان نحاول الوصول اليه يا عزيزتي . هيا بنا . اراك مرتبكة الخطوات . ماذا بك ؟
- عندما انهار الجسر , فقدت حذائي , لا تخف .
لف انطوني قدم دينا بمنديله وهو يقول :
- سيقيك هذا المنديل من الجروح اثناء السير .
كانت ابواب البيت مقفلة , الا بابا جانبيا دخلا منه , واسرع انطوني الى الهاتف ليبلغ رجال الشرطة بالحادث , واوكلهم باخبار الأهل بانهما بخير . بحث بعد ذلك بمساعدة عاملة الهاتف عن مكان وجود صاحب البيت , واتصل به ليخبره بما حدث . فهنأهما بالسلامة
وطلبت منهما زوجته اعتبار نفسيهما في بيتهما .
بعد الاستحمام ومعالجة الجروح . وتناول وجبة خفيفة , قال انطوني:
- اذا تجرأ راسل على الاحتجاج في الغد فسأتدبر امره .
- لن يحرك راسل ساكنا , فاطمئن .
- ثقتك به كبيرة .
لامست ذراعه قائلة :
- لكن ثقتي بك اكبر يا انطوني . حمدا لله على سلامتك . وتصبح على خير .
نامت يدها بين يديه وهو يقول :
- وانت بألف خير يا عزيزتي . اشكرك على ثقتك .
اشرقت ابتسامة الشمس دافئة على وجه السماء في صباح اليوم التالي , وغصت الطريق برجال الشرطة الذين جاؤوا لسحب السيارة المهشمة , بينما كان الصحافيون يتساءلون عن تفاصيل الحادث .
وصلت الخالة كيت ودمع العين يسبقها :
- احمد الله على سلامتكما .
سأل انطوني :
- لماذا لم يأت راسل حتى الآن يا دينا ؟
- ربما لم يسمع بالحادث بعد .
- اغبطه على ثقتك به .
شرب الجميع الشاي في منزل الخالة كيت , قبل ان يتابعوا طريقهم الى المزرعة .
وفي الساعة الحادية عشرة من مساء ذلك اليوم , اتصلت ميغان :
- احمد الله على سلامتك يا دينا . كيف حال انطوني ؟
- كلنا بخير والحمد لله , شكرا لك .
- حاولت الاتصال بالبيت بمجرد سماعي بالنبأ , لكن محاولاتي باءت بالاخفاق , فتركت ايفان مع الأولاد . واتيت لأطمئن بنفسي . لكن حادثاوقع لسيارتين على الطريق , اجبرني على التأخر .
- اين انت الآن يا ميغان ؟
- في مكان قريب من بيتكم .
- لماذا لاتمضين الليلة معنا , وتتابعين رحلتك الى المزرعة غدا صباحا ؟
- الوقت متأخر لفعل أي شيء آخر , اشكرك على دعوتك , سآتي في الحال .
تربعت شمس يوم جديد وضاءة في كبد السماء , واستيقظت ميغان على صوت الخالة كيت ودينا :
- صباح الخير يا ميغان , جئناك بالفطور .
شكرتهما ميغان وتناولت فطورها قبل ان تستحم , ثم شربت قدحا من الشاي , واستعدت للانطلاق بعد يأسها من اقناع كيت ودينا بمرافقتها . سألتها دينا قبل ان ترحل :
- لماذا اساء انطوني التصرف مع راسل في الماضي يا ميغان ؟
- التقط راسل في ذلك اليوم ضفدعا , وراح يعذبه باسم التسلية , وعندما رأى انطوني ذلك اطلق سراح الضفدع , والقى براسل في البحيرة . قد نكون اخطأنا , لكن راسل لا يعرف معنى الرفق بالحيوان .

اكدت دينا :
هذا صحيح , كان الله معك في حلك وترحالك يا ميغان . مع السلامة .
12- ... وتنكشف الحقيقة على حدثين كبيرين : براءة انطوني مورغان من الشائعات , وكلمتين عميقتين قالهما انطوني ودينا : احبك ... احبك .
نشرت الصحف خبر الحادث , فاهتم الموظفون طوال يومين بمعرفة التفاصيل .
سأل انطوني دينا :
- ماذا كان تعليق راسل على الحادث ؟
- ترك الأمور بلا تعليق . ماذا تريدني ان افعل بهذه الرسومات يا سيد انطوني ؟
- سلميها الى الموظف المختص , انه يعمل على تنظيم احدى الواجهات .
- كانت كليو تتكلم على الهاتف عندما مرت بها دينا :
- هناك مكالمة خارجية للسيد كلادستون , ناديه من فضلك .
اخبرت دينا السيد كلادستون بالمكالمة الخارجية , فانزعج وقال :
- في اضيق الأوقات اتانا عزيز كتابكم . ارجوا منك الوقوف مكاني , لتثبيت قطعة القماش , حتى اعود يا آنسة بريتشارد .
احتلت مكانه لحظات , سمعت خلالها امرأة شقراء الشعر تقول لرجل معها :
- ما زلت افضل القيام بالمحاولة خارج اوقات الدوام .
- اما انا فأفضلها بوجود الموظفين , لأن ذلك يضعفه .
فكرت دينا : ( من هو هذا المسكين الذي سيثيرون زوبعة من المشاكل في افق حياته يا ترى ؟ ها قد عاد السيد كلادستون . سأبحث عنهما بنفسي ... لم اجد احدا ... ماذا افعل ؟ سأبلغ السيد انطوني في الحال ) .
سمعت اصواتا في مكتب انطوني , فترددت في الدخول . تسربل صوته غاضبا وهو يقول :
- كان علي ان امنع دخولك , او اطلب من سكرتيرتي تسجيل ما سيدور بيننا من حديث يا ايلويز .
صعقت دينا : ( ان سكرتيرة انطوني السابقة في مكتبه , يجب ان انقذه من براثنها بكتابة ما يقال على الورق , سأسجله على شريط ايضا . هاهي الآلة امامي ) .
ضحكت ايلويز قائلة :
- يالك من جبان , ان اعطائي بعض المال سينقذك من المشاكل . فلم الرفض ؟
- لأنني اكره المبتزين , وامقت محاولات الابتزاز .
- اعطني الفين من الجنيهات, وسأختفي من حياتك الى الأبد .
اما اذا رفضت , سأثبت شائعة فضيحتي بين الناس , واتركهم يشوهون سمعتك .
فكرت دينا في استدعاء بعض الموظفين ليكونوا شهودا على ما يقال, فأتت بالسيد ويلسون المحاسب , مع ضيفه رجل المباحث , وجارة انطوني ايريني كاهيكا . ثم عادت الى تدوين ما يقال :
هدد انطوني ايلويز :
- ان الابتزاز جريمة يعاقب عليها القانون , ولن ادعك تهربين من قبضة العدالة هذه المرة .
- سيصدقني الناس ويكذبونك يا انطوني , خصوصا بعد قضائك عطلة الأسبوع في كوخ صغير مع سكرتيرتك الجديدة .
- اياك ان تحاولي تلويث اسمها . انها على خلق رفيع , وانا احترمها .
- ان دفاعك عنها يثبت حبك لها .
- نعم , انني احبها ... احبها .
- عظيم ... سيساعدني هذا على تنفيذ ما عزمت عليه .
- صدق من قال : ( ان انت اكرمت اللئيم تمردا ) . سأتصل بالشرطة لتمنعك من نفث سمومك بين الناس .
دخل رجل المباحث في تلك اللحظة قائلا :
- الشرطة هنا , وفي خدمتك يا سيد انطوني . قامت سكرتيرتك بتدوين ما حدث وتسجيله . وفي استطاعتك اعتبارنا شهودا . انت رجل محظوظ يا سيدي .
اغمي على ايلويز , وطغت الفرحة على الجميع . لكن دينا ذكرت رجل المباحث بضرورة القبض على زوج ايلويز ايضا . ورافقته لمساعدته في التعرف عليه .
خرج رجل المباحث مع دينا من المكتب , فقال المحاسب لأنطوني :
- تحطيمك طوق الشائعات يستحق احتفالا كبيرا .
- معك حق كدت افقد الأمل في اثبات براءتي , لكن لاتقل ضاع الرجاء , ان للباطل جولة ...
تعرفت دينا على زوج ايلويز , وتم القبض عليهما , وذهب الجميع معهما للمخفر للادلاء بشهاداتهم . وعندما تمت الاجراءات القانونية , طلبت دينا من الموجودين تركها وحدها مع انطوني , فكان لها ما ارادت .
خاطبها انطوني :
- اعتقد انك سمعت وسجلت اعترافي بحبك , ولكن لا تدعي ذلك يؤثر على حياتك مع راسل . اتمنى لكما السعادة والهناء الدائمين . انني نادم على ما فعلته اليوم بالزوجين . كان علي تهديدهما فقط .
- لكن تسليمهما للشرطة هو وسيلتك الوحيدة لتنقية سمعتك من الشوائب التي قد تؤثر على اولادنا في المستقبل .
- لم يصدق انطوني ما سمعته اذناه , لكن دينا اردفت قائلة :
- خرج راسل من حياتي قبل اسبوعين . او يكفي اعترافي لك بأنني احبك حبا جما ...
ضمها اليه فرحا , وقال بلهفة :
- دينا حبيبتي ... يا كل الحاضر والماضي ... ياعمر العمر .
اغرورقت عيناها بالدموع , بينما كانت كل ذرة من كيانها تردد :
- ما اضيع اليوم الذي مر بي
من غير ان اهوى وان اعشق .



(تمت )


( اتمنى تعجبكم )

 
 

 

عرض البوم صور اعتمادات   رد مع اقتباس
قديم 06-03-10, 03:14 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149841
المشاركات: 1,029
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 331

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتمادات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اعتمادات المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مس وااااااو مشاهدة المشاركة
   بانتظاار الملخص....


وشكرا لك مقدما,,,



العفو اختى . انا نزلتها كلها واتمنى تعجبك

 
 

 

عرض البوم صور اعتمادات   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ايسى سامرز, essie summers, دخان, روايات, روايات مترجمة, روايات المكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, the smoke and the fire, عبير, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية