لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


31 - دخان - ايسي سامرز - قلوب عبير القديمة ( كاملة )

حبيت اشارككم برواية من روايات قلوب عبير القديمة الرواية: دخان الكاتبة : أيسى سامرز للأمانة الرواية منقولة مع كل الشكر والتقدير للى كتبتها

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-03-10, 11:13 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149841
المشاركات: 1,029
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 331

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتمادات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Flowers 31 - دخان - ايسي سامرز - قلوب عبير القديمة ( كاملة )

 




حبيت اشارككم برواية من روايات قلوب عبير القديمة

الرواية: دخان
الكاتبة : أيسى سامرز



للأمانة الرواية منقولة مع كل الشكر والتقدير للى كتبتها



أتمنى قراءة ممتعه للجميع

 
 

 

عرض البوم صور اعتمادات   رد مع اقتباس

قديم 05-03-10, 11:21 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 116318
المشاركات: 42
الجنس أنثى
معدل التقييم: مس وااااااو عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 14

االدولة
البلدGeorgia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مس وااااااو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اعتمادات المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بانتظاار الملخص....


وشكرا لك مقدما,,,



 
 

 

عرض البوم صور مس وااااااو   رد مع اقتباس
قديم 05-03-10, 11:29 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149841
المشاركات: 1,029
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 331

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتمادات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اعتمادات المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الملخص




" ما الحب إلا للحبيب الأول " هل هذا صحيح ؟ وعداوة الكنه والحماة ، هل هي حقيقة تاريخية أم مجرد خرافة ؟ مسافات طويلة قطعتها دينا لتتأكد من ذلك ، ولتعرف أن الأمثال أحيانا تكذب ، والخرافات ربما تكون صادقة .
رفض قلبها تصديق أن حبها الأول سيتحول كذبة . وأن عمرا بكامله ، مع حبيبها راسل ، سيلغى بلقاء .
وتعرفت إلى مديرها الجديد ، انطونيو مورغان الذي
تحوم حوله الشائعات ، وقررت الا تصدق وتختبره بنفسها حتى النهاية ، محافظة على المسافات اللازمة بينهما ... لترى جيدا قلبه. منتدى ليلاس
ورأت ... وقاومت ما استطاعت . ومن يستطيع مقاومة القلب ؟ الأمر في النهاية له . هو القائد . وهي الطائعة .




 
 

 

عرض البوم صور اعتمادات   رد مع اقتباس
قديم 06-03-10, 02:39 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149841
المشاركات: 1,029
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 331

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتمادات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اعتمادات المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

دخان

فتح راسل باب البيت أمام دينا : ( سينادي الآن امه وستأتي سيدة هذا البيت الكبير خافقة القلب ، سريعة الخطى لاستقبالي ) . لكن آمال دينا في استقبال حافل ذهبت إدراج الرياح ، واجتازت مع زوج المستقبل الردهة بصمت في اتجاه حجرة الاستقبال حيث كانت السيدة ميلغروف تنتظرهما . تأملت دينا السيدة الواقفة أمامها مليا : ( إن السيدة ميلغروف اكبر سنا مما توقعت ، ويبدو لي انها من السيدات المتمسكات بحبال التقاليد القديمة الموروثة . ورؤيتها تقف في جمود امام تلك الباقة الحلوة من الأزهار الربيعية ، اكبر دليل على صدق إحساسي ) .
خطت السيدة مليغروف نحو دينا فتبعثرت أفكار الفتاة ، ومدت لها يدها مصافحة . فلامست السيدة اطراف اصابع اليد المدودة بترفع قبل ان تقول :
- اهلا بك يا دينا .
فوجئت دينا بما لاحظته من تصرفات وما سمعته من كلام : ( ما هذه المقبلة الجافة وهذا الكلام المدروس ؟ آه . . . لابد ان السيدة متوترة الأعصاب . عني شيئا ، وهذه المرة الأولى التي تلقاني فيها . لا شك في ان مستقبلنا يقلقها بما يطويه بين جنباته من مجهول ) .
تخلصت دينا من افكارها ، وتبعت السيدة ميلغروف الى غرفة نوم خاصة بالضيوف ، حيث خلعت قبعتها ، ووقفت امام المرآة تصلح من هندامها ، في الوقت الذي كانت فيه السيدة مليغروف تزيح الستائر عن النوافذ تاركة اشعة الشمس تحتل الغرفة ، وتستوطن كل زاوية من زاواياها . حين اصطدمت الأشعة الفضية الدافئة بخصلات شعر دينا داعبتها ، وغرقت في خضمها مبرزة لونها الناري الرائع . فجأة ارتعدت دينا مثل ورقة صفراء داعبتها رياح الخريف ، عندما اشتبكت عيناها في المرآة بعيني السيدة مليغروف : ( يا الهي . . . ما بال نظرات حماتي تقطر كراهية وحقدا ؟ ساعدني يا رب على الخلاص من حراب نظراتها المؤلمة . . . لا . . . لا . . . لا يمكن . . . اني انسانة ذات خيال جامح بلا شك . لذلك بت اتصور اشياء غير صحيحة . ما اغباني . . . ) .
هربت دينا من افكارها ، واستدارت لتجدالسيدة مليغروف تعيد اسدال الستائر قائلة :
- ان اشعة الشمس محرقة في انيوزيلندا ، ومن الممكن ان تضر بالمفروشات اذا لم يلتزم الإنسان جانب الحذر .
- اصارحك انني وخالتي من عاشقات الاستمتاع بدفء اشعة اشمس في أي مكان وزمان . لذلك لايسعني الا التمني بألا تعود بالضرر على مفروشاتنا .
- انصحكما بارخاء الستائر اكثر ساعات النهار ، ان اردت ان تصبح امنيتك حقيقية .
- ان الخوف من اشعة الشمس الحارقة على البضائع المعروضة في واجهات المحلات التجارية هو السبب في بناء الشرفات امامها اذا.
في الأيام الأولى لوجوديهنا ، تصورت انها لحماية الزبائن من الأمطار ، لكنني لاحظت في ما بعد اختفاء القبعات السوداء المستديرة والمظلات الواقية .
- لكن ابني راسل يلبس قبعة في شكل دائم .
تقطعت عند هذا الحد اوصال الحديث بينهما في شكل اربك دينا : ( يا رب . . . يا قادر على كل شيء. . . اعني . فهذه هي المرة الأولى التي اشعر فيها انني عاجزة تماما عن الخوض في اية مواضيع مع انسان مثلي . صحيح انها المرة الأولى التي اقابل فيها والدة راسل ، لكنني اقسم بعضمتك وعزتك انها المرة الأولى التي اسأل فيها نفسي : ما الذي سنتكلم عنه فيما بعد ؟ وانت الأعلم بذات الصدور . لقد اقترب موعد تناول الغداء . ما من شك في ان تناولي طعام الغداء معهما سيريحني من اعباء كثيرة ، ويغطي الهوة القائمة بيني وبينها ؟ ما هي المواضيع التي يسعدها خوض غمارها يا ترى ؟ لا شك في ان تنسيق الأزهار واحد منها ، ثم هناك الكلام عن راسل . فلأبدأ با لأزهار ) .
قالت دينا للسيدة ميلغروف :
- ان موهبتك في تنسيق الأزهار واضحة يا سيدتي .
- لقد اخذت دروسا في اصول التنسيق لكي اتقنه . وبعد ذلك جعلت الورود جزءا لايتجزأ من حياة راسل .
- ما اجمل هذا .
اختطف التفكير في الورود والأزهار دينا من الواقع : ( انا ايضا احب الأزهار واهوى تنسيقها ) .
عندما اجتمع الثلاثة في حجرة الجلوس ، اكملت دينا حديثها عن الأزهار فقالت :
- ان رسم الورود يدخل ضمن اختصاصات خالتي الفنية .
- من الشيق ان نسمع بانسانة تتلاعب بالألوان .
- لكن خالتي لا تتلاعب بالألوان يا سيدتي ، انها فنانة تتقن الرسم وتعتبره قوام حياتها ، ولديها مرسم خاص بها .
قاطع راسل دينا فجأة ، وقال وقد وضح في صوته رنين الاعتذار :
- ان خالة دينا يا امي فنانة لاتؤمن بالفن التجريدي ، واعتقد انك ستعجبين بلوحاتها المستوحاة من صميم البيئة بكل سهولها ووديانها ، وبيوتها وشوارعها ، وحتى ورودها ورياحينها .
بعدما مضت دقائق حل الصمت فيها ثقيلا على الثلاثة ، لكن راسل حطم سلاسل السكون بقوله :
- رايت دينا اول مرة في معرض فني . . .
فأسكتته امه بقولها :
- اعرف . . . اعرف هذا كله يا بني .


تاهت دينا مع افكارها : ( لايا سيدتي ، لا اعتقد انك تعرفين الا القليل من روعة اللحظات التي امضيتها مع راسل بعد لقائنا ) .
ردتها السيدة مليغروف الى الواقع بقولها :
- اتمنى الا تكون فكرة الإنتظار ستة اشهر قبل اعلان أي ارتباط رسمي لك براسل قد ازعجتك . اعرف ان الشباب في ايامنا هذه لا يقيمون وزنا للوقت ، لكنني فخورة بأنني انتمي الى جيل يؤمن بالتعقل وينبذ الاستعجال .
- ان رسالتك التي وصلتني حاملة فكرة الانتظارلم تزعجني مطلقا
يا سيدتي ، كما انها نزلت بردا وسلاما على قلب خالتي التي تؤمن
بالتصرفات والقرارات الموزونة مثلك تماما . لذلك اصرت على ان تأتي معي ، وتتعرف الى راسل في وطنه وبين اهله .
ازعج كلام دينا السيدة مليغروف : ( ما شاء الله . . . ما شاء الله . . . الا يكفي اضاعة الوقت مع هذه الفتاة حتى اتحمل خالتها التي اتت الى هنا خصيصا لتتأكد من صلاحيات ابني وصفاته ؟ اكاد اجن . ماذا فعلت لأستحق هذا ؟ ) .
كسا الغضب صوت السيدة مليغروفوهي تقول :
- تأكدي يا آنسة ان راسل عريق الحسب اصيل النسب ، فأجداده معروفون في دنيا المصارف ، واولهم المرحوم فيليب لانغ الذي اقام مؤسسة للخدمات المصرفية في هذا البلد .
- لاداعي لأن تتعبي نفسك بالشرح والتفصيل يا سيدة ميلغروف ، فانا اعرف هذا عن راسل . لكن خالتي لم تتعود الحكم على مظاهر الناس ، وتفضل دائما صقل البواطن والأعماق . وقد خيل ألي ان هذه الطريقة في معرفة أي انسان سوف ترضيك ، ولن تزعجك .
صوب راسل الى امه نظرات غامضة لم تفهم دينا ، لكنها سمعت
السيدة تقول :
- ومن قال انها تزعجني ؟ لكنني استغربت اتفاقي مع خالتك على المبدأ الواحد .
انصاعت
دينا لالحاح افكارها : ( عندما حططت الرحال في هذه البلاد ، سحرني لطف اهلها وطيبتهم ، حتى انني تمنيت لقاء والدة راسل في اسرع وقت ممكن ، متصورة انها لن تختلف عنهم . لكن صدق والدي ، حين اكد انه في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ، خصوصا في الحكم على الناس ) .
حان وقت الغداء ، فجلس الثلاثة حول مائدة حفلت بأطايب الطعام : ( من امستغرب ان تستطيع سيدة قادمة من رحلة طويلة كللها الحزن ، تحضير مثل هذه الأصناف الفاخرة . لماذا اشعر بكل هذا التوتر ؟ انتهى الغداء وقد ابت السيدة علي مساعدتها حتى في نقل الأطباق ، ووضعتها على طاولة متحركة قريبة . ربما فعلت ذلك لكسب الوقت وللتعرف علي اكثر ، لأن راسل سيعود الى المكتب في الثانية تماما) .
اكدت السيدة ميلغروف لابنها :
- ان عودتك الى المكتب ستفتح امامي مجال الانفراد بالآنسة دينا .
سارعت دينا الى القول :
- كنت اتمنى اطالة الزيارة اكثر يا سيدتي ، لكنني مرتبطة بموعد سابق مع رئيس الشركة التي ارجو ان اصبح من موظفيها .
ظهرت خيبة الأمل واضحة في صوت راسل وهو يقول :
- اليس من الأفضل لك استكشاف المدينة وضواحيها قبل البدء بأي
عمل ؟
- ان فرصة العمل في شركة براين مورغان واولاده للاقمشة فرصة ذهبية يا راسل . وقد اكد لي مؤسس الشركة براين ، عندما التقيته مع زوجته في كندا ، ان ابنه انطوني في حاجة ماسة الى سكرتيرة مثلي للعمل معه . لذلك ارسلت اوراقي اليه قبل يومين فحدد لي السيد انطوني اليوم موعدا للقائه .
صرخ راسل :
- يا الهي . . . لااستطيع ان اصدق انك ستعملين لدى . . .
قاطعته والدته :
- ان العمل مع انطوني براين مورغان شبه مستحيل ، فهو رجل لا اخلاقي ، ينقصه اللطف و اللباقة .
- يصعب علي تصديق ما تقولين ياسيدتي ، لأن والدي السيد انطوني تركا ابلغ الأثر في نفسي بعد لقائنا الأول .
- معك حق بالتأثر بالوالدين ، لكنه يختلف عنهما تماما .
خافت دينا : ( هل صحيح ما تقوله السيدة مليغروف عن انطوني براين مورغان ؟ ام ان في قولها بعض المبالغة ؟ الله وحده اعلم ) .
حاولت دينا ان تذكر السيدة ببعض صفات انطوني التي سمعتها من والده :
- اعتقد انك مخطئة يا سيدتي ، فأنطوني مورغان الذي اتكلم عنه انسان يعمل جاهدا في سبيل خير الشركة وموظفيها .
اكد لها راسل :
- ان امي محقة في كل ما تقول يا دينا ، وارجوك ان تنسي فكرة العمل مع براين مورغان .
- لماذا انساها يا راسل ؟ اذا كان هذا الانسان لا اخلاقيا كما تقولان ، فعملي معه لا يعني اطلاقا انني سأنحرف عن خط المثل والمبادىء التي نشأ ت عليها وارتضيتها لنفسي .
اشتعلت نار الغضب في عيني السيدة مليغروف :
- اعتبر قولك محاولة طعن صريحة بآرائي .
- انتظرت السيدة الغاضبة كلمة اعتذار ، لكن دينا لم تنطق بحرف واحد ، فتدخل راسل لانقاذ الموقف قائلا :
- يظهر انك لست على ما يرام اليوم يا دينا ، لذلك سأتصل بالسيد مورغان وابلغه انك عدلت عن الحضور لمقابلته ، واعد ان اساعدك قيبا في البحث عن عمل .
- لم اغير رأيي يا راسل . ما زلت مصرة على مقابلة السيد مورغان . اولا ، لأنني وعدت اهله بمقابلته ، ووعد الحر دين عليه . ثانيا ، انا في حاجة الى عمل شريف يؤمن لي مصاريفي خلال فترة اقامتي هنا ،لأنني اكره ان اكون عالة على احد . ثالثا، احس رغم كل ما سمعت ان السيد مورغان سيلزم حدود الأدب واللباقة معي ، واحساسي قلما يخطىء . لهذا كله ارجوك ان تتمنى لي التوفيق في مساعيي يا راسل .


فقالت السيدة مليغروف :
- بل ادعو الله لك بالاخفاق مع مثل هذا الرجل ، وذلك حرصا مني على مصلحتك .
شعرت دينا بغصة مفاجئة ، ولم تتمالك نفسها عن القول :
انا واثقة من خوفك على مصالحي يا سيدتي ، لكنني افضل اتخاذ قراراتي بنفسي .
تشعبت الأحاديث بعد ذلك وتغيرت مجاريها حتى حان موعد انصراف راسل ، فرافقته دينا الى السيارة حيث عانقها مودعا وقال : ارجوك يا دينا ، اعذري امي اذا كان بدر منها ما يزعجك .
لقد عانت الكثير منذ وفاة العمة ايفي .
- لاتقلقفي شأني يا راسل . الم تكن العمة ايفي صديقة عمرها ؟
يصعب على أي انسان فقدان صديق الطفولة .
- لم تكن العمة ايفي صديقة طفولة ، بل كانت شقيقة ابي . وكان من المفروض ان ارثها بعد وفاتها . لكن جرت الرياح بما لاتشتهي السفن ، وهذا ازعج امي .
- ماذا تعني يا راسل ؟
- لقد اوصت عمتي بكل ما تملك لشقيقتي روبن .
- وماذا في ذلك ؟ اليس المهم ا يبقى الارث في العائلة ؟
- نعم ... لكن امي تكره زوج اختي وتعتبره مبذرا كبيرا .
- ولماذا ؟ اهو رجل سيء الى هذا الحد ؟
- بريت زوج اختي كاتب يعشق الاسفار والتنقلات ولايعرف للاستقرار معنى . وروبين تحبه بجنون ، ويسرها ان ترافقه في اسفاره كلها . ويعيش الاثنان حاليا حياة الغجر ، ويتنقلان من مكان الى آخر دون كلل او ملل . اتعرفين انهما موجودان الآن في سوفا في جزيرة فيجي ؟
- ان حياة التنقل والسفر الدائم حياة مثالية بالنسبة الى كاتب اذا اراد ان يضفي على كتاباته لمسات واقعية .
- لكن امي من اللواتي تعتقدن ان اموال عمتي ستذهب هدرا ، اذا لم تستثمر في مجال العقارات اوالأراضي .
- تأكد ان استثمارها في مجال تأليف كتاب جديد ، تلذ قراءته للناس ، مشروع رابح ايضا .
ضحك راسل :
- تعجبني المثالية في تفكيرك يا عزيزتي . سأذهب الآن راجيا ان تعيدي النظر في قرارك الخاص بالعمل لدى مؤسسة براين مورغان . اعتذرت دينا :
- لن استطيع تنفيذ رغبتك هذه المرة ، مع الأسف يا حبيبي . فقد اعتدت الوفاء بوعودي ، ثم ان لدي الثقة بكفاءتي وقدرتي على القيام بأعباء الوظيفة التي تنتظرني . رافقتك السلامة يا راسل.
بقيت دينا وحدها مع السيدة مليغروف ما يقارب نصف الساعة ، امضتها في التعرف على البيت الكبير ، واستكشاف حديقته الغناء . وعندما اقترب موعد المقابلة ، طلبت سيارة اجرة ، ووقفت امام المرآة في غرفة النوم الخاصة بالضيوف تمشط شعرها . في تلك اللحظة سمعت السيدة تقول :
- اتعرفين يا دينا ان احدى صديقاتي كانت حمراء الشعر مثلك تماما ، لكنها استطاعت تغيير لونه باستعمال زيت الزيتون ؟ خانت الكلمات دينا : ( سمعت الكثير من الملاحظات حول جمال شعري وروعة لونه ، لكنني لم اسمع مثل هذا التلميح حوله من قبل . ماذا افعل ؟ هل تكفي ابتسامة ؟ ) .
ابتسمت دينا قائلة :
- ان تطبيق مثل هذه الوصفات مزعج بالنسبة لخالتي التي تهمها نظافة البيت قبل أي شيء آخر . اعتقد يا سيدتي انك لا تحبين الشعرالاحمر ، اليس كذلك ؟
- بلى يا عزيزتي ، بلى ، لكنني بصراحة اكره الفتيان ذوي الشعر الأحمر لأنه يكون مصحوبا عندهم بالغش والمكر والخبث .
سخرت دينا من السيدة بصمت : ( يظهر ان حماتي لاتريد احفادا بشعر احمر . كم اتمنى لو استطيع الضحك بصوت عال ، لكن يجب الا أنسى ان اضبط النفس من الفضائل ) .
جابهت دينا السيدة :
- لله في خلقه شؤون يا سيدتي . صدقيني ، لدي صديقة انجبت قبل فترة توأما من الذكور بشعر احمر ، مع انها وزوجها ذوو شعر اسود . على كل حال ، اعتقد ان وقت انصرافي قد حان . اشكرك على وجبة الغداء اللذيذة ، وعلى ما وهبتني اياه من وقت . واتمنى تشريفك لنا مع راسل في اقرب فرصة .
حملت دينا حقيبتها وهبطت الدرجات امام الباب الرئيسي ، متجهة نحو سيارة الجرة التي كانت تنتظرها .
استولت عليها في طريق العودة رغبة مجنونة بالتحدي : (بما ان حماتي لاتحب انطوني مورغان هذا ، فسأقبل الوظيفة عنده مهما
كانت شروطها ، وذلك ليقيني بأنني سأحب ما تكره) . 2- لقاؤها الأول بمديرها الشاب انطوني مورغان كان اشبه بالعاصفة . وبعد العاصفة الهدوء : السكرتيرة الجميلة ستمل لديه ، لدى الشاب الوسيم المغامر .


وقفت دينا وجها لوجه امام انطوني براين مورغان : ( استغرب رغبتي في الضحك ... ماذا دهاني ؟ آه ... ربما لأن الصورة التي رسمها خيالي للسيد مورغان تختلف تماما عما اراه امامي . انه رجل عريض المنكبين ، متوسط القامة ، شديد الجاذبية ، رسمت التجارب على وجهه خطوطا زادته رجولة . اما عينيه الزرقاوان فهما عالم قائم في ذاته ، عالم يختلط فيه الصفاء بالعمق ، والطيبة بالقوة . وترتاح عيناي اخيرا عند خصلات شعره التي اختطفت لون الرمال . لماذا اطيل النظر اليه هكذا ؟ يتملكني شعور فريد بأن المقابلة ستكون عاصفة ) .
وصدق حدس دينا ، اذ لم يمض على وجودها خمس دقائق في مكتب انطوني براين مورغان ، حتى بدأت موجة نقاشهما تعلو . حاولت السيطرة على جموح اعصابها وهي تؤكد له :
- لم افهم ما ترمي اليه مع الأسف يا سيدي .
- بل فهمت ما اعنيه تماما . لقد خدعني والدي يا آنسة ، وارسلك الي عوضا عن سكرتيرة بسيطة المظهر ، رزينة ، ناضجة . اذكر انه امتدح صفاتك ومؤهلاتك كثيرا ، لكنني اعتقد انه كان يرزح تحت ثقل تأثيرات معينة في ذلك الوقت . آسف يا آنسة بريتشارد . لا يمكنني استخدام شابة جميلة مثلك في مؤسستي .
عجزت دينا عن اطفاء نار غضبها ، فقالت له والشرر يتطاير من عينيها :
- لم يكن جمالي يوما عثرة في طريق نجاحي العملي . اما اذا كانت المقاييس تختلف في نيوزيلندا ، فالأفضل ان


ابحث عن أي عمل آخر ، بعيدا عن دنيا السكريتارية .
- انني لست في حاجة هنا الا الى سكرتيرة ، وافضلها جدية المظهر ، ومتفانية في عملها .
- يظهر انك تبحث في موظفاتك عما تفتقده في حياتك الخاصة .
- ماذا تعنين يا آنسة بريتشارد ؟
- انت تفهم ما اعنيه تماما ، لكنك تحاول التهرب من انك انسان سيء السمعة ، وتلوك الألسنة سيرتك في كل مكان .
كان الغضب يمضغ تقاطيع وجه انطوني مورغان وهو يقول :
-احذرك من الاستمرار يا آنسة برتشارد .
- كف عن تهديدي يا سيدي وافعل ما يحلو لك . كان من واجبي ان استمع الى نصيحة السيدة الجليلة التي حذرتني اليوم من مقابلتك لأنك انسان لا اخلاقي ، لكن رغبتي في الحفاظ على وعد قطعته لأبيك منعني من الاستجابة لطلبها ، وصممت على القدوم لأكتشف
مع الأسف انها على حق ... نعم كانت على حق في كل ما قالته عنك . اختفى صفاء عينيه وراء غيوم الغضب وهو يقول :
- انني ارفض توظيف السكرتيرات الجميلات يا آنسة ، لأنهن يأتين الى هنا واحلام اصطيادي كزوج تملك خيالهن . فاذا كانت مثل هذه الافكار تداعب راسك ، فأرجو تناسيها لأنني اعشق حريتي وحياة العزوبية .
جن جنون دينا :
- اذا كنت تعتقد انك فارس احلامي يا سيدي فأنت مخطىء ، لأنني اهرب من اصحاب القامات القصيرة ، المنتفخين كالطبل ، ذوي لأشقر المائل الى الحمرة امثالك . فاطمئن . اكمئن وقر عينا . يا الهي ... يا الهي ... ماذا زرعت حتى احصد هذا كله ؟
تهلكت دينا على مقعد قريب ، وتركت ذكريات صباح مضى تتلاحق امام ناظريها : ( استخفت والدة راسل بي ، والقتني الأقدار على درب رجل متوحش اسمه انطوني براين هدم بمعول رفضه صرح آمالي واحلامي بحياة عملية ناجحة ، دون اي رحمة او شفقة . ترى ، ماذا تخبىء الساعات المقبلة لمسكينة مثلي ؟ انني خائفة .
مضت دقائق قبل ان تعاود دينا الوقوف قائلة :
- اقسم بالله العظيم ، انه لولا اعادتي السيطرة على اعصابي يا سيد مورغان ، لقذفتك بما يهشم وجهك ، وينسيك السخافات التي نطق بها لسانك . مساء الخير .
خرجت دينا من حجرة المكتب مسرعة ، لتصطدم بوجوه الموظفين في الحجرة الخارجية . تأملته عينا موظف او اثنين ، لكنها لم تكن في حالة تسمح لها بأن تعير ايا من الموجودين انتباها : ( كفوا عن النظر الي . اريد ان اخرج من هنا ... ساعدني يا رب ).
تجاهلت دينا المصعد وهبطت الدرجات بسرعة : ( لن اركب المصعد لئلا اضطر الى شكر الموظف امسؤول عن سلامة الركاب فيه ، فأنا لا اريد مخاطبة احد العاملين في مؤسسة يديرها انطوني مورغان ).
عندما وصلت الى اقسام بيع القفازات والسلع الصغيرة والجوارب ،
اجتازتها بسرعة البرق : ( اريد ان اخرج من هذا المكان ، وبودي لو ابتعد عنه بأسرع وقت ).
بحثت في الشارع عن سيارة اجرة ، وركبت اول سيارة صادفتها قائلة :
- خذني الى منطقة بيل نوز من فضللك .
- لك ما تريدين يا آنسة .
وصل انطوني مورغان الى الشارع بعد ركوبها السيارة بثوان .
حاول اللحاق بها ، لكن اعصابها المتوترة منعتها من رؤيته ، وبدأت السيارة مسيرتها عبر الشوارع المؤدية الى منطقة سكناها .
كانت دينا في تلك الأثناء تسعى لاطفاء سعير الغضب الممزوج بالألم في داخلها : ( لن يكون لدي الوقت الكافي لاخفاء عذابي عن خالتي كيت . هل احدثها عن الصفعة الأليمة التي وجهها الي السيد مورغان ؟ لن تصدقني حتما ، وستعتبرني المسؤولة عما حدث ، لأنني لم اعالج الأمور بهدوء وروية . ساحكي لها كل شيء . كل شيء ... وبأدق التفاصيل . يا الهي ... ذكريات هذا النهار التعس تحاصرني من جديد . ماذا افعل ... ؟ ماذا افعل ... ؟ ) .
فجأة سمع السائق صوتها :
- قف لي عند المنعطف ارجوك . اريد ان امضي بعض الوقت في الغابة القريبة من هنا .
استولت الحيرة على السائق : ( غريب امر هذه الانسة . عندما استقلت السيارة امام المؤسسة ، خيل الي انها تهرب من شيء ما ، وهاهي الآن تطلب مني انزالها لتمضي بعض الوقت في الغابة ، اف ... حسبي الله ونعم الوكيل من زبائن هذه الأيام ) .
دفعت دينا الأجرة المترتبة عليها ، ومشت عبر تقاطع شارعين حتى وصلت الى الطريق الترابية المؤدية الى غابة خضراء صغيرة . مشت الهوينا ، ودخلت البقعة الزمردية التي لم تغتالها بعد فأس الانسان : ( هنا في حضن الطبيعة ، وفي ظل هذه الأشجار الباسقة ، سأنسى همومي ، واطفىء جمرات غضبي قبل ان اعود الى البيت )
مشت دينا على مهل بين الأشجار المتعانقة ، الوارفة الظلال ، وتغلصت من اثقال الهموم ولآلام . وهي تصغي الى نجوى الطيور على الأغصان . قادتها خطواتها البطيئة الى ممر مفروش بالحصى ، كان صلة وصل بين دغلين متشابهين للغابة الصغيرة التي عبرتها : ( سأكمل سيري ، واترك حنان الطبيعة يغمرني اكثر واكثر) .
لكن صوتا ينضح بالرجولة منعها من تنفيذ ما عزمت عليه :
- ان المكان مناسب جدا لتهدئة الأعصاب يا لآنسة بريتشارد .
افزعها الصوت ، فاستدارت على عجل لتفاجأ بأنطوني براين مورغان يقف على بعد خطوات منها :
- ماذا تفعل هنا بحق السماء ؟
- ركبت سيارة اجرة ، وجئت بحثا عن الراحة مثلك .
تعالت ضربات قلبها : ( لماذا يلاحقني ؟ لاشك في انه هنا ليكمل تعذيبي بسياط غضبه ) .
قرأ انطوني مورغان افكارها فطمأنها :
- لا تقلقي يا آنسة بريتشارد ، فأنا هنا لأعتذر .
- ومن قال لك اني قلقة ؟ ولماذا اقلق يا سيد مورغان ؟
ارتسمت على ثغره ابتسامة ساخرة وهو يقول :
- سؤال وجيه يا آنسة بريتشارد .

 
 

 

عرض البوم صور اعتمادات   رد مع اقتباس
قديم 06-03-10, 02:45 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149841
المشاركات: 1,029
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 331

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتمادات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اعتمادات المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

توقفت ديتا في منتصف الممر ، واستدارت لمواجهته ، فسألها :
- الى اين تريدين متابعة المسير ؟
اجابته ببرود :
- لا اعرف . ولا يهمني ان اعرف .
- ان توتر الأعصلب يناسب ذوات الشعر الأحمر ، وانا شخصيا افضلك غارقة في خضم الغضب ... لا ... لا... ارجوك لا تفقدي السيطرة على اعصابك مرة اخرى ، وتذكري اني هنا للاعتذار .
- وما الذي تنوي الاعتذار عنه ؟
- اعتذر عن عدم التزامي حدود اللياقة معك ، وعن انني اشعلت نار غضبك بكلامي وتصرفاتي .
- اما انا فلست آسفة على أي شيء قلته او فعلته ، لأنني اكره الرجل المغرور .
- لست مغرورا يا آنسة ، لكن التجارب التي مررت بها مع السكرتيرات السابقات علمتني ان اكون حذرا ، هذا كل ما في الأمر.
- نظرة واحدة اليك تكفي لفضح غرورك يا سيدي .
- كيف تصفينني بالغرور ، وقد اكدت لي قبل دقائق انني لن اكون يوما الرجل المثالي لأية فتاة ؟ اتذكرين ؟ انا ذو الشعر الأشقر المائل الى الحمرة ، القصير القامة ، المنتفخ كالطبل ! فكيف يمكن لرجل بمثل هذه الأوصاف ان يغتر بنفسه ؟ لماذا لاتجيبيني ؟
- قرأت يوما ان اصحاب الشوار يميلون الى الغرور .
ضحك انطوني مورغان ملء شدقيه قبل ان يمسك بذراعها ويقول :
- مارأيك في ان نكمل مناقشتنا اثناء السير ؟ منتدى ليلاس
اطاعته دينا لمسافة قصيرة ثم توقفت فجأة ، وانتزعت ذراعها من قبضته قائلة :
- ما الذي يحدث ؟ انت تصدر الأوامر وانا انفذها ؟ شيءغريب عجيب . اذا كنت قد اتيت لتعتذر ، فقد قبلت اعتذارك . يمكنك الآن ان تعود الى المدينة ، وتتركني اعود الى البيت ، وكأن شيئا لم يكن . اما والدك فتستطيع اخباره ان العمل في الشركة لم يرق لي .
لديك شخصية غريبة ... غريبة فعلا .
- اهدئي يا آنسة بريتشارد ، واسمحي لي بأن اعرض عليك الوظيفة مرة اخرى .
- يبدو لي انك فقدت عقلك . من المستحيل ان اعود للعمل معك .
- لماذا ترفضين فكرة العودة بهذا الشكل القاطع ؟
على الغضب في اعماق دينا :
- كيف تجرؤ على سؤالي ؟ حسنا اذا ... اليك الجواب . انا لا احب العمل مع الرجال امثالك . افضل ان يكون مديري رجلا جادا ، لبقا ، مهذبا ، ومتقدما في السن تماما مثل والدك . لقد اخطأت عندم تصورتك نسخة مصغرة عنه ، لكن جل من لا يخطىء .
- وكيف اكون نسخة عنه ، وانا ابنه بالتبني يا آنسة ؟
عقدت المفاجأة لسان دينا ، وتركتها مغمضة العينين ، ثقيلة الأنفاس ، تبحث بجنون عن مخرج من مأزقها : ( يا الهي ماذا فعلت ؟ كيف سمحت للغضب بأن يسيطر علي الى هذا الحد ؟ صحيح ان لسان الانسان سيف ذو حدين . لقد قسوت على هذا الانسان .
قسوت عليه دون وعي مني . لكني لم اكن اعلم . لم اكن اعلم يا سيد مورغان ... صدقني . اغفر لي يا رب ... اغفر لي قسوتي وجهلي ) . وانسابت دموع الندم من عيني دينا حارة مدرارة ، صادقة .
تأملها انطوني مورغان لحظات قبل ان يعطيها منديله قائلا :
- كفكفي دموعك يا آنسة . كفكفيها . اتصدقين انها المرة الأولى التي المح فيها دموعا لمجرد تصريحي بأنني لقيط ؟ تأكدي انني لااجد داعيا للدموع ، فأنا مع شقيقي وشقيقتي نعتبر انفسنا من اللقطاء المحظوظين بوالدين مثل براين مورغان وزوجته ، فقد احاطونا منذ الصغر بكل الرعاية والعطف والعناية . اتعرفين انني كنت احمر الشعر ، وذا وجه مليء بالنمش عندما تبنياني ؟
سألته دينا بصوت مختنق :
- ام تكن عظام ركبتيك بارزة ايضا ؟
ضحك انطوني مورغان قائلا :
- لا ... برزت عظام الركبتين فيما بعد . يا الهي ... الهاني الحديث عن الخوض في الموضوع الأساسي الذي انا هنا في صدده .
متى يمكنك البدء بالعمل ؟ هل تفضلين الانتظار حتى يوم الاثنين المقبل ؟
- اعذرني يا سيدي ، فأنا لم اعد اعي اقوالي بعدما حدث .
- لا اطلب سوى موافقتك علىان تصبحي سكرتيرتي . ان ما حدث بيننا خلال دقائق يشجعني على معرفتك اكثر .
- سأقبل الوظيفة شرط ان تبقى العلاقة بيننا علاقة عمل يا سيد مورغان .
عادت الابتسامة الساخرة الى شفتيه وهو يقول :
- لك ما شئت يا آنسة بريتشارد .
- واريدك ان تطمئن يا سيدي الى ان قلبي مشغول بحب انسان
رائع .
- عظيم ... عظيم ... اين الخاتم الذي يثبت ذلك ؟
- تأكد انني لم اخلعه للحصول على اوظيفة عندك . لكننا بعد اجتماعنا في لندن قررنا ، انا وحبيبي ، التريث لمدة ستة اشهر ، آتي خلالها الى هنا ، وامتحن قدراتي على معايشة المحيط النيوزلندي ، قبل اعلان أي ارتباط رمي بيننا ، وقد وافقت والدته وخالتي على قرارنا .
- لم اتوقع مثل هذا التروي والتعقل من انسانة ذات شعر احمر ، كانت هذا الصباح مثالا حيا للاندفاع ، وعدم القدرة على ضبط النفس . لكن ما شأني بطريقة ادارتك لدفة حياتك الخاصة ؟ اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب في مثل هذه المواضيع .
تاهت دينا في بحر عيني : ( سأثبت لك يا سيد مورغان انني انسانة مختلفة ، وسكرتيرة نا جحة ، وسأبذل اقصى الجهود لأغير انطباعك الأول عني . من اين لك ان تفهم يا سيدي ؟ من اين لك ان تفهم ان براكين الغضب التي تفجرت اليوم ماهي الا محاولة لكسر قيود اسمها الأمل بمستقبل باهر ، والرغبة في الاستقرار ، حاولت من خلالها




تنظيم حياتي ، لكن ... لا ... لا يمكنني ان انجرف مع هذا التيار من الأفكار . يجب ان انسى . عليان انسى ) .
وافقت دينا على تسلم الوظيفة ، فأطلعها انطوني مورغان على ساعات الدوام الرسمي ، وذكر لها الساعات الاضافية التي قد تضطرها للعمل في امسيات ايام الجمعة وعندما وصلا الى الطريق العام اسرعت دينا الى القول :
- اعتقد ان سيل مناقشاتنا يجب ان يتوقف ، وافضل ان اعود الى البيت وحدي . اشكر لك صحبتك .
- لايمكنني ان اتركك تجتازين الدغل بمفردك .
- لست طفلة صغيرة يا سيدي ، واصر على العودة وحدي .
- آه ... فهمت ، انت لاتريدين الظهور برفقة رجل لااخلاقي ، اليس هذا مانعتني به هذا الصباح ؟
- ارجوك دعنا نلتزم حدود المدير والموظفة ، وننسى ما حدث هذا الصباح .
- معك حق . اعتذر لكنني اصر على مرافقتك عبر الدغل .
تضايقت دينا : ( انك انسان ملحاح ، وتعرف كيف تصل الى ما تريد يا سيد انطوني . ليتني ما عرفتك ) .
رافقته حتى المنعطف ، ثم توقفت وقالت بعناد :
- اعتقد ان رؤية خالتي ترسم هناك على الشرفة ، اكبر داع للاطمئنان ، وانا لا اريدها ان ترانا سوية ، لأنني احب الفصل بين العملية والخاصة . لذلك كله ، ارجوك اذهب .
-لك ما تريدين يا آنسة بريتشارد . سأختفي من امامك في الحال ،
آملا ان نلتقي يوم الخميس في التاسعة صباحا . على فكرة ، انا من الذين يحبون المحافظة على على المواعيد . مع السلامة .
ردت دينا تحيته باقتضاب ، وسارت متجهة نحو البيت .
بقيت اصداء المقابلة تتردد في حنايا دين رغم اطلالة يوم جديد :
( ان جمر الكلمات التي احرقت بها انطوني مورغان البارحة ، كانت وسيلتي الوحيدة للتعبير عن ثورتي على حماتي ، ومن رفضي للطريقة التي عاملتني بها اثناء الزيارة ، وكأنها نسيت انني سأصبح قريبا زوجة لابنها ).
زارهم راسل مع والدته يوم الأربعاء ، ولاحظت دينا ان السيدة مليغروف كانت مثلا يحتذى بطيب معشرها طوال الزيارة : ( ان لطف حماتي ينثر في قلبي بذور الأمل بمستقبل مشرق مع راسل . لابد انه نبهها الى ضرورة تحسين معاملتها معي . لذلك ، ابدت اليوم اعجابها بخالتي وبالبيت الذي نسكنه . اما خالتي كيت فلم تشب تصرفاتها شائبة ، واظهرت كل الامتنان للسيدة مليغروف عندما وعدتها حماتي بتنسيق باقة من الورود البيضاء خصيصا لها لترسمها ) .
شكرت دينا خالتها بعد رحيل الضيفين :
- كنت مضيفة رائعة يا خالتي ، شكرا لك .
- لا شكر على واجب يا ابنتي . دينا . اتذكرين ذلك الكتاب الذي كانت بطلته لقيطة متبناة ؟
- نعم اذكره .
- هل تذكرين منه الفصل الذي اجتمعت فيه البطلة بانسانة تكرهها؟
- يصعب علي تذكر التفاصيل ، لماذا ؟
- ما زلت احفظ بعضا من وصفها لذلك الاجتماع ، واذكر احساسها بأن اروع الكلام بينهما كان يتحول الى جماد بمجرد التفوه به .
فهمت دينا ما تعنيه خالتها ، وقهقهت المرأتن ضاحكتين.
حاولت الخالة كيت بعد ذلك تناسي احساسها وقالت :
- قد تتغير نظرتي اليها اذا عرفتها اكثر ، لكنها في الحقيقة تختلف اختلافا تاما عن السيدة براين مورغان التي تركت في نفسي اطيب الأثرمنذ اللحظات الأولى للقائنا .
اشرقت شمس يوم الخميس ، ونزلت دينا لتناول الفطور مع خالتها بعدما ارتدت قميصا ابيض ، ولبست فوقه ثوبا اسود بلا اكمام .
استغربت خالتها :
- ما هذه الألوان القاتمة يا دينا ؟ انها لا تناسبك اطلاقا .
- لكنها تناسب مزاجي يا خالتي ، ثم ان الموظفة الجادة يجب ان تبتعد عن الألوان الفاقعة واملابس الملفتة للنظر .
- من الرائع ان يستيقظ الانسان على درس في الفلسفة . ما الذي حدث يا دينا ؟ اخبريني.
- عادت بي الذكريات الى المرة الأولى التي استلمت فيها وظيفة ، وتذكرت رعونة ابن المدير آنذاك .
- اتعنين ان ابن براين مورغان ارعن ، ولا يشبه اباه في شيء ؟ لا
يمكنني تصديق هذا .
- مديري الجديد لا يشبه اباه ، لأنه ابنه بالتبني .
- من قال لك هذا ؟ ابوه ؟ امه ؟ ثم لماذا لم تخبريني من قبل ؟
- صرح لي بذلك بنفسه .
- معنى هذا انه وثق بك ، واراد التقرب منك .
- ليس الأمر كما تتصورين يا خالتي ، لقد اخطأت ، وكان من نتائج خطأي ان صرح لي بذلك .
- وهل شعر بالندم في ما بعد ؟
- لا ... ابدا .
- ان بعض الآباء يحبون ابنائهم بالتبني حبا حقيقيا ، ويتفوقون في ذلك على الكثير من الآباء الحقيقين .
ضحكت دينا قائلة :
- اتمنى سماع رد والة راسل على مثل هذا الكلام .
- رغم انني لا اعرف السيد انطوني براين مورغان ، الا انه بدأ يعجبني . صدق من قال ان الأذن تعشق قبل القلب احيانا .
ازعج الكلام دينا :
- لن اسمح لك بدعوته الى بيتنا لمجرد اننا التقينا والديه في كندا يا خالتي .
- لكنني وعدتهما بزيارة ودية بعد عودتهما من رحلتهما السياحية .
- حتى ذلك الحين يخلق الله ما لا تعلمون .
- استحلفك بالله ... الست معجبة به ؟
- لا افضل امثاله من الرجال ، وقد قبلت الوظيفة عنده لئلا ابقى بلا عمل .
وفضلت الخالة الصمت منتدى ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور اعتمادات   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ايسى سامرز, essie summers, دخان, روايات, روايات مترجمة, روايات المكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, the smoke and the fire, عبير, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:29 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية