لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-10, 02:49 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149841
المشاركات: 1,029
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 331

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتمادات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اعتمادات المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

امضت دينا يومها الأول تتعرف الى الموظفين المسؤلين عن تسيير المؤسسة ، وتزور مستودعاتها ، وتتنقل بين اقسلمها التجارية المختلفة ، بصحبة المدير العام السيد انطوني براين مورغان .
ارهبها حجم المؤسسة ، واقلقها تعدد اقسامها ، وكثرة موظفيها :
( ماذا ينتظرني بين طيات الغد ؟ لم اعتد العمل في مثل هذه المؤسسات الضخمة . اشتغلت لدى الكثير من المكاتب القانونية من قبل ، لكن اين اثرى من الثريا ؟ انني محاطة هنا بالناس ... بالضجيج ... بالحركة . اما مديري فقد تبين لي انه بين موظفيه مزيج رائع من الحزم واللطافة ، لا شك في انه يتقن فن التعامل مع الناس ، ويعرف اصول الاختلاط بهم . يا مجيب الدعوات ، اكتب لي النجاح في عملي وساعدني على المضي قدما الى الأمام ) .
اوقفها انطوني مورغان امام القسم الخاص ببيع الأدوات التجميلية قائلا :
- اقدم لك الآنسة كليو ديفيس المسؤولة عن قسم الأدوات التجميلية في مؤسستنا . انها انجليزية جميلة ، وآتية من ويلز مثلك يا آنسة دينا .
- اعتقد ان الأنسة دينا تجمع بين جمال الوجه ورجاحة العقل يا سيدي .
تأملت دينا الفتاة الواقفة امامها : ( سبحان الله . وجهها حلو التقاطيع . عيناها سوداوان تحرسهما اهداب طويلة داكنة ، ويتوج هذا كله شعر جميل اشقر . لكن كلامها ينذرني بقرب سير الحديث فيدروب لن ارضاها . لذلك ، علي ان اتدارك الأمر قبل فوات الأوان ) .
سألت دينا كليو :
- من أي جزء من مقاطعة ويلز اتيت يا آنسة ؟ هل تعيشين في البلاد من زمان ؟
- تركت ويلز عندما كنت تلميذة في المرحلة الأبتدائية ، واعتقد ان اللهجة المحلية الواضحة في كلامي اكبر دليل على عدد السنين التي عشتها هنا .
عندما قاربت الجولة على الانتهاء ، تلقت دينا وعدا من انطوني مورغان :
- لا تدعي ضخامة المؤسسة ترعبك ، سأعطيك قائمة بكل الأقسام والمستودعات فيها ، لتكون بين يديك عند الحاجة .
اثبتت دينا جدارتها ومقدرتها العملية في وقت قصير : ( كل شيء يسير على ما يرام . بدأت احب عملي ، وارتاح اليه، واتوق الى العمل الاضافي ايام الجمعة ، فهو يترك المجال مفتوحا امامي لشراء حاجياتي بهدوء وروية ) . توقفت عند القسم الخاص بأدوات التجميل ، وبدأت تنتقي ما تريد منها ، فنبهتها كليو :
- ان شراء حاجياتنا محظور علينا الا في ساعات معينة ، لأن من واجبنا تكريس اكثر اوقاتنا للزبائن .
- اشكرك على تنبيهي يا كليو ، فأنا لا اريد ازعاج احد بتصرفاتي .
اشرق وجه كليو بابتسامة حلوة :
- السيد انطوني محب للنظام ، لكن قد تكون هناك استثناءات خاصة بسكرتيرات المؤسسة ، فبتاعي ما تريدينه واكتشفيها .
حين عادت الى حجرة المكتب مثقلة بالأغراض ، فاجأها انطوني ورغان بوجوده . تأمل الأكياس في يدها ، فرمتها نظراته في جحيم الاحساس بالذنب . قال لها :
- نسيت ان اخبرك انه ...
- لاداعي لأن تتعب نفسك بالشرح يا سيدي . فقد اوضحت لي الآنسة ديفيس كل شيء . تأ كد انها ستكون المرة الأولى والأخيرة .
- دعيني اكمل ما اردت قوله يا آنسة دينا ، ان من حقك شراء ما تحتاجين اليه من بضائع المؤسسة بحسم عشرة في المئة . فإذا لم تحصلي اليوم على مثل هذا الحسم ،
فسأوقع لك اشعارا يثبت حقك بالتخفيض ، مثل اية موظفة هنا .
خجلت دينا من تسرعها .
- شكرا لك يا سيد انطوني .
- سأريحك الآن من وجودي ، راجيا ان تنهي مراجعة جميع التقارير المتراكمة امامك قبل اطلالة يوم الأثنين ، لأن وزير البلاط سيأتي يومها لزيارتنا .
راقبته وهو يغادر المكتب : ( قد يريحني رحيلك ، لكنه سيتعب الموظفين الآخرين الذين تحثهم على العمل المتواصل دائما ) .
خرجت دينا في الساعة التاسعة وعشر دقائق من مساء ذلك اليوم مع المدير ومجموعة من الموظفين ، لتجد راسل في انتظارها . تزايدت خفقات قلبها : ( ان وجود راسل في انتظاري سيعرضني لطعنات الأقاويل والشائعات ) .
تناهى الى اسماعها صوت انطوني مورغان :
- تصبحين على خير يا آنسة بريتشارد .
وفجأة حيى راسل بقوله :
- الحمدلله على سلامتك يا راسل ، انها المرة الأولى التي نجتمع فيها بعد عودتك من رحلتك . اتمنى ان تكون قد امضيت امتع الأوقات .
هل اتيت لشراء شيء ؟ يمكنني فتح المحلات ثانية من اجلك .
- لا داعي لذلك ، اشكرك . كنت انتظر خروج الآنسة بريتشارد . استمعت دينا الى الحديث الدائر بين الرجلين : ( اشعر بنظرات التحدي في عينيهما . لا ... لا... لقد اخذني الخيال بعيدا . لماذا لم يخبرني راسل بمعرفته بالمدير ؟ لو انه فعل لكان تقيمي للأمور قد اختلف .
دعاها انطوني مورغان الى الواقع بقوله :
- اهذا هو الرجل الذي اتيت من اجله الى ديارنا ؟ معذرة يا صديقي كنت اجهل معرفتك بسكرتيرتي .
سارع راسل الى القول :
- الآنسة بريتشارد موجودة هنا مع خالتها حبا بالاستكشاف ، ورغبة في الاستطلاع .
- لا ادري لماذا تصورت ان رياح الحب هي التي قذفت بسفينة الآنسة برتشارد نحو شواطئنا . على كل حال ، انزل


كلامك السكينة على قلبي ، فالآنسة دينا سكرتيرة ممتازة ، وتزعجني خسارتها .
ودعهما انطوني مورغان بعد ذلك وابتعد ، تاركا دينا وراسل يتقدمان نحو سيارتهما .
حاصرهما الصمت اثناء العودة فترة طويلة ، لكن دينا فكت الحصار متسائلة :
- لماذا اخفيت عني معرفتك بأ نطوني مورغان يا حبيبي ؟
- ولماذا اخبرك اننا كن معا في المرحلتين الاعدادية والثانوية ؟
- لأن اجتماعكما معا في مرحلتين دراسيتين كاملتين ، يعني انك تعرفه معرفة وثيقة .
- احسست بتوتر اعصابك يوم زيارتك لنا ، فلم ارغب في ارهاقك اكثر بمثل هذا الأحاديث .
عادت دينا الى ديار الصمت ، فتساءل راسل :
- لم الصمت يا عزيزتي ؟ الم اكن محقا في تصرفي ؟
- لا اعرف كيف اجيبك على مثل هذا السؤال ، لكنني اعترف بأن والدتك المصون كانت يومها السبب المباشر في توتر اعصابي ، بما حاولت ان تمليه علي من آراء .
انت تبالغين يا عزيزتي .
شعرت دينا بأن الهدوء سيختفي من حياتها : ( يا رب ... لا تتركني فريسة سهلة للغضب مرة اخرى . ان حفنة الأيام الرائعة التي امضيتها مع راسل في ويلز ستعود . يجب ان تعود ) .
سألته بمرارة :
- ما الذي يحدث بيننا يا راسل ؟ كنا مثالا رائعا للتفاهم والانسجام في كارديف ، فما الذي حدث ؟ لماذا يتملكي شعور مخيف بأن الأيام بدأت تتغير ؟
- لا ينقصك بعد هذا الكلام الا ذرف الدموع ، مصحوبة بالآهات . ما الداعي لكل هذا ؟ اعتقد ان محاولتك اعتياد اجوائنا هي التي تتلاعب باعصابك على هذا النحو السخيف .
- هل يعني هذا ان الحلم الرئع ، الذي عشته في ويلز ، مات على ارض الواقع هنا في نيوزيلندا يا راسل ؟
احاط راسل كتفها بذراعيه وقال محاولا التخفيف عنها :
- خففي عنك يا حبيبتي . خففي عنك . هذه الفترة الانتقالية وما يرافقها من احساسات فترة طبيعية ، سيمحوها قريبا استقرارك معي في بيتنا ، حيث سأحميك ، وأرعاك ، واكون لك خير الزوج والصديق . ما رايك في ان نذهب غدا الى المسرح ؟
- اتمنى ذلك ، فأنا اعشق حضور الحفلات الغنائية على المسرح .
- سنذهب غدا لحضور اوبرا مشهورة ، وسنستمتع معا بالموسيقى والغناء الأوبرالي ، فما رأيك ؟
فضلت دينا الاحتفاظ برأيها : ( انني لااطيق لا الموسيقى ولا الغناء الأبرالي ، ورغم ذلك سأسكت . لن اتفوه بكلمة ) .
اقتربا من البيت ، فسألت دينا راسل :
- الن تدخل لشرب قدح من القهوة معنا يا عزيزي ؟
- سأفعل يا غاليتي ، لكنني لن استطيع البقاء طويلا . يجب ان اكون خير معين لأمي ، حتى تتخطى عقبات هذه الفترة العصيبة من حياتها . تصوري انها لا تأوي الى فراشها ، الا بعد الاطمئنان على عودتي سالما الى البيت .
خانت الكلمات دينا ، فنزلت من السيارة ، وحاولت كبت مشاعرها باستنشاق هواء البحر النقي .
احست الخالة كيت بالتوتر الذي يباعد بين الاثنين ، فحاولت تخفيف وطأته بأحاديثها الشيقة ، لكن محاولاتها باءت بالاخفاق .
انهى راسل شرب قهوته ، ووقف مستعدا للانصراف ، فرافقته دينا حتى السيارة حيث صفعها بقوله :
- لن اطيل وداعنا يا عزيزتي ، فالوقت متأخر .
ردت دينا الصفعة بقولها :
- ومن قال لك انني اريد ان اكون جولييت يا روميو الزمان ؟
حاول راسل معانقتها , لكنها دفعته عنها بعصبية ، فدخل سيارته مسرعا , وابتعد عن البيت ,تاركا اياها مع الليل ونجومه , والربيع وازهاره , والشاطىء وانواره . فجأة احتل التفكير بأنطوني براين مورغان ساحة افكارها : ( لا بد ان السيد انطوني يقيم في احدى هذه البيوت الغافية على الشاطىء . لا ... لا ... راسل حبيبي لماذا ؟ لماذا ؟ اين انت ؟ اين انت لتجيبني يا اغلى الناس ؟ ) .
وشهدت نجوم الليل انسياب دمعتين حارتين من عيني دينا , كفكفتهما , واستسلمت لمداعبات النسيم العليل , قبل ان تعاود الدخول الى المنزل .
لاحظت دينا وجود كدمة حول عين مديرها صباح يوم الاثنين , لكنها خنقت رغبتها في السؤال , وحولت انظارها نحو النافذة , فقال لها انطوني مورغان :
- اعتقد انه من اللياقة بمكان ان تتساءل السكرتيرة عن سبب الكدمة حول عين رئيسها يا آنسة دينا .
- لكن كيفية قضائك عطلة نهاية الأسبوع لا تهمني يا سيدي , ثم انني اعتدت الفصل بين الحياتين العملية والخاصة .
- اعرف ذلك , لكنني تصورت ان يغلبك الفضول مثل غيرك من بنات جنسك .
- شهرت دينا سيف الصمت في وجه انطوني مورغان , وعادت للغرق بين اوراقها . احترم انطوني صمتها لحظات ثم قال :
- فهمت معنى صمتك . كنت قد نسيت انني في نظرك رجل لا اخلاقي , لذلك تورعت عن سؤالي عن الكدمة , مخافة ان يكون مسببها زوج نهشته الغيرة , عندما رآني اتودد الى زوجته , اليس كذلك ؟
- ماتقوله لايدخل دائرة اختصاصي يا سيدي ، لأن علاقتنا علاقة عمل رسمية يتوجها النظام .
- اعرف ذلك .
ارادت دينا الاستمرار في الكلام :
- لذلك يا سيد انطوني براين مورغان ...
فقاطعها :
- اسمحي لي ان امنعك عن الكلام , لأعترف لك انك سكرتيرة ممتازة , واطلب منك الغاء استعمال اسمي بالكامل من قاموسك العملي , والاكتفاء بمناداتي بالسيد انطوني كما يفعل باقي الموظفين.

- ولماذا يا سيد انطوني ؟


لأنك عندما تقولين يا سيد براين مورغان فكأنك تنادين ابي , وانا لااريد استعمال اسمه لمجرد انه اعتكف في بيته بعد سنين من الكفاح المرير .
دخل المشرف على موظفي المؤسسة في تلك اللحظة :
- صباح الخير يا سيدي . اهنئك على فوزك في مباراة البارحة لكرة القدم .
- الفضل في الفوز يعود للفريق بكامل افراده , وليس لي وحدي . لكن خروجي من المباراة بكدمة منعني من قضاء يوم مريح . احمد الله على وجود عمتي هيتي .
ضحك المشرف قائلا :
- لاتنس ان المصور سيأتي لتصويرك مع سعادة الوزير بعد ظهر اليوم . ستكون صورتك رائعة . وآثار الكدمة واضحة على وجهك .
بعد خروج المشرف سأل انطوني دينا :
- هل امضيت عطلة اسبوع مريحة ياآنسة بريتشارد ؟ وهل زرت الريف ؟
- شكرا لاهتمامك سيد مورغان ,
لقد وصلت مع خطيبي حتى منطقة لورانس الريفية , ورغبت في مشاهدة منطقة اوتاغو .
- لكن مناطق الجبال والبحيرات اجمل بكثير . على كل حال , ما يهمني الآن ان تكوني على اتم الاستعداد لنقل الملاحظات عن اجتماعي مع الوزير .
ابدت دينا استعدادها للعمل , ثم تركت ذكريات العطلة الاسبوعية تذبحها ببطء : ( بعد انتهاء حفلة الأوبرا , صارحت راسل برغبتي في قضاء عطلة الأسبوع معه مثل أي حبيبين . واتفقنا بالفعل على الذهاب الى الأماكن المقدسة في اليوم التالي , ثم استكشاف المناطق الريفية القريبة . وهكذا كان . امضينا معا ساعات حلوة في بداية اليوم لكن رحلتنا الى الريف اغتالت الفرحة في قلبي , لأنني اكتشفت ان راسل رجل يفتقد اللمسات الانسانية , عندما اصر على عدم انقاذ خروف لمحناه في مأزق على جانب الطريق . اذكر انني اجبرته على التوقف , وساعدت الحيوان المسكين بنفسي , فعنفني , واظهر اشمئزازه من رائحة يدي , ومن الطين الذي علق باطراف حذائي ... لماذا تصر على خدش مشاعري وجرح احاسيسي ؟ ليت ايامنا الماضية تعود يا راسل . ليتها تعود ).
اشتعلت الفترة الصباحية بالحياة والحركة , ودارت دينا في دوامة العمل المتواصل , الى ان سمعت انطوني مورغان يقول :
- يكفيك ما انجزت اليوم يا آنسة دينا . شكرا لك .
- سأطبع هذه التقارير قبل ذهابي الى الغداء .
- ليس لديك الوقت الكافي لانهائها .
- افضل انهاء ما بدأت من اعمال .
- سيحرمك ذلك من استراحة الغداء , لانني احتاج اليك هنا في الواحدة تماما .
- سأكتفي بتناول وجبة خفيفة هنا اذا .
- اندفاعك في العمل يثلج صدري يا آنسة . شكرا لك .
-لا شكر على واجب يا سيد انطوني , انني معتادة العمل المتواصل.
- احضري لنا وجبتين من وجبات مطعم المؤسسة من فضلك , وسأدرس هذه البنود حتى عودتك .
احاطت السعادة دينا بذراعيها : ( احب العمل , واحبذ الروتين العملي , وافضل اعتياد الأشياء والأشخاص . لكنني لم اتعود بعد تصرفات راسل وامه . لماذا ؟ ما هذا السؤال السخيف ؟ لم اقطع هذه المسافات كلها لأسأل نفسي مثل هذا السؤال التافه . اتيت الى هنا حبا بالمغامرة , وسعيا وراء اكتشاف كل جديد . جئت بحثا عن الحرية . فو جدت قيودا ثقيلة في انتظاري ) .
سألت دينا انطوني اثناء تناولهما الغداء :
- كيف تريد تنظيم ساعات العمل مع سيادة الوزير يا سيد انطوني ؟
- سأحتاج اليك لكتابة الملاحظات عن اجتماعنا , ولتقديم الشاي في وقت الراحة , اذا سمحت . سيستعين الوزير بالملاحظات في اجتماعاته المقبلة , لذا ارجو طباعتها في شكل جيد . اذا اصطدمت بأية صعوبات , يمكن للآنسة ايريني مساعدتك . اتعرفين انها من اهالي البلاد الأصليين , وتمت بصلة قربى لنائب البرلمان ؟
عادت صورة ايريني , بكل شموخها وكبريائها , تضيء ذاكرة دينا , فوجدت نفسها تسأل انطوني :
- لماذا لم تستعن بإيريني يا سيد انطوني ؟ انها ...
انها سكرتيرة ممتازة . لكنني عندما تلطخت سمعتي مع احدى السكرتيرات قبل سنتين , ابعدت ايريني عن مكتبي لأحمي سمعتها , فأنا اعرفها منذ كانت طفلة .
- تلك مثالية قل مثيلها في ايامنا , يا سيد انطوني .
واختطفها صدى كلماته الى التفكير : ( السيد انطوني رجل مثالي واخلاقي ومتواضع ... اما راسل فمغرور ومتكبر . صدق من قال ان التوضع من شيم الكرام . يا الهي . انني اقارن بين الرجلين . هذا خطأ خطأ ) .
ووصل الضيف المنتظر , فرحب انطوني مورغان به اجمل ترحيب , وعرفه على ايريني كاهيكا , قبل ان يدخله الى غرفة مكتبه .
بعد نصف ساعة , قرع انطوني الجرس , فدخلت دينا , وتعرفت على الوزير , واستعدت لمباشرة عملها . بدأت تنقل الملاحظات في هدوء , لكنها رفعت رأسها بعد دقائق عاقدة الجبين لاحظ انطوني مورغان عبوسها , فضحك قائلا :
- الآنسة دينا لا تعرف انني املك مزرعة كبيرة , بالاضافة الى كوني مدير مؤسسة لبيع الأقمشة , يا سيادة الوزير .
فقال الوزير :
- ان انطوني مورغان مزارع قبل ان يكون تاجرا يا آنسة , ومزرعته تساعد الحكومة كثيرا في مجالات التنمية الزراعية .
قال انطوني :
- اذا لم تفهمي معاني الاصطلاحات المستعملة , فسنستعين معا بالقاموس في ما بعد .
كان الوزير يعطي ملاحظاته , وهو يزرع الغرفة جيئة وذهابا . لم تستغرب دينا تحركاته : ( لا بد انه يتصور نفسه في حلقة انتخابية , لذلك يفكر بكلماته وينسقها , وقد وافق على الكثير من الجمل التي اقترحها السيد انطوني ) .
سأل الوزير انطوني :
- ما رايك في اني استعمل بعض العبارات من كتاب السيد مريدث بريتشارد ؟
تدخلت دينا :

 
 

 

عرض البوم صور اعتمادات   رد مع اقتباس
قديم 06-03-10, 02:50 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149841
المشاركات: 1,029
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 331

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتمادات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اعتمادات المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

من الأفضل لك يا سيدي الاستعانة بالنص الذي يشرح عملية تحويل الحليب الى لبن في الكتاب .
حملق الرجلان فيها قبل ان يؤكد الوزير :
- معك حق يا آنسة . فمجموعة المثقفين في الاجتماعات لن تتغاضى عن اخطائي . لكن كيف تذكرت النص الذي يمكن ان يساعدني ؟
- انني احفظ ما ورد في الكتاب عن ظهر قلب , بعد ان قمت بطباعته خمس مرات .
سألها انطوني :
- هل السيد ميريدث بريتشارد من اقربائك ؟
- انه والدي يا سيد انطوني , لكنني لم ارى ضرورة لذكر ذلك قبل الآن . افضل العودة الى العمل , فالوقت يتسرب من ايدينا .
لكن الوزير اصر على التعرف الى دينا اكثر :
- اتعرفين انه من دواعي سرور أي انسان ان يتعرف الى ابنة كاتب معروف مثل السيد ميريديث بريتشارد ؟ ان ذكر مصادفتي اياك والتعرف اليك , ضمن الخطاب الذي سألقية , سيضفي عليه لمحة انسانية .
احست دينا بالفرح يطل من عيني انطوني مورغان : ( السعادة الواضحة في عينيه تنسيني ما قاسيته من راسل وامه , منذ عرفتها ... لا ... علي ان اعود الى اوراقي , فوقت العمل يجب الا يهدر بمثل هذه التفاهات ) .
وحان وقت تقديم الشاي , فرجا انطوني مورغان دينا :
- احضري لنا اقداح الشاي من فضلك , وشاركينا في شربه حتى نستطيع اعادة المياه الأحاديث بيننا الى مجاريها .
سر الكلام دينا : ( ان خطوات الاجتماع تسير على ما يرام , وفي شكل مرض لم اكن اتوقعه , فألف حمد والف شكر لك يا رب ) .
اخذت دينا الأقداح من ايريني , وعبرت بها الباب
الأول فسألتها الفتاة :
- هل تستطيعين فتح الباب الثاني وحدك ؟
- اعرف انه باب متأرجح , لكن وجود مانعات الارتداد في الأسفل ستساعدني على ابقائه مفتوحا كي ادخل المكتب .
دفعت دينا الباب بكتفها , وضغطت على مانعة الارتداد في اسفله , قبل ان تتقدم نحو الرجلين اللذين وقفا يتحدثان في منتصف الغرفة . كانت قد تقدمت خطوتين , عندما سمعت صوتا غريبا ارتد بعده الباب الى ظهرها , ودفعها بخطوات متعثرة نحوهما .
تذكرت دينا اقداح الشاي التي تحملها , فصرخت :
- انتبها ...
حاول الرجلان تحاشيها , لكن دينا تعثرت بهما , فشرب الوزير الشاي من قمة راسه الى اخمص قدميه .
مرت ثوان قبل ان يدرك الثلاثة ما حدث , ثم نهضوا واعتذرت دينا من الوزير بقولها :
آمل الا اكون قد آذيتك بالشاي الساخن يا سيدي .
فأكد الوزير لها :
- انه ساخن فعلا يا آنسة .
كان انطوني مورغان , في تلك الأثناء , قد جلس في مقعد قريب من مكتبه , وراح يحاول تنظيف قميصه مما علق به من آثار الشاي .
حين استوى الوزير على قدميه , ابعد قميصه عن جلده قائلا :
- اعتقد ان جلدي لم يحترق .
تأمل الثلاثة بعضهم بعضا , وغرقوا في الضحك . عندما سمع الموظفون اصوات الارتطام , وتحطم الأقداح , اندفعوا الى الغرفة خائفين , فوجدوا الوزير يقهقه ضاحكا , بينما وقفت دينا تعتذر , والسيد انطوني يحاول الخلاص من الفوضى المحيطة به .
قال للآنسة كاهيكا :
- ارجو استبدال هذا الباب المتأرجح بآخر عادي في اسرع وقت . هل اصبت بأذى ياآنسة بريتشارد ؟
سخرت دينا من نفسها :
- لقد اصبت في كبريائي يا سيدي , لأنني اسقطت وزيرا على الأرض في اول لقاء لي معه ... تصور .
اجابها الوزير ضاحكا :
- سيزودني الحادث بقصة مسلية , سأرويها لأصدقائي بعد الاجتماع المقبل .
- وكيف ستحضر الاجتماع بمثل هذه البذلة يا سيدي ؟
سارع انطوني الى القول :
- سنتدبر من قسم الملابس الرجالية بذلة اخرى حالا.
شكره الوزير :
- لا تتعب نفسك يا انطوني , فأنا لم اعتد لبس الملابس الجاهزة .
الا نستطيع تنظيف بذلتي ؟
- بالطبع . سأرسلها مع الأنسة كاهيكا الى التنظيف في الحال .
وستلبس من محلاتنا ملابس مؤقتة اذا سمحت . ولآن , اين اقداح الشاي يا آنسة ؟ يا الهي , اتى المصور ... لقد نسيت امر موعده تماما .
فوجىء المصور بكدمة انطوني وحالة الوزير , فتساءل :
- هل لاحدكم ان يفسر لي ما يحدث هنا ؟
شرح انطوني الوضع بقوله :
- سبب الكدمة حول عيني مباراة في كرة القدم لعبتها يوم السبت . اما ما حدث للوزير فسببه باب متأرجح وثلاثة اقداح من الشاي .اتريد ان تلتقط لنا صورا , ام تفضل مشاركتنا شرب قدح من الشاي ؟ اطلبي قدحا اضافيا للسيد المصور يا آنسة بريتشارد .
عندما حانت ساعة الاغلاق , فرحت دينا لأنها كانت خجلى من لقاء انطوني مورغان بعدما حدث , لكن حناياها بقيت كأنها تردد:
- غدا القاك
ياخوف فؤادي من غد

- انها تتخبط في الظلام . الهوة تصبح اعمق فأعمق بينها وبين حبيبها وحماة المستقبل ... وانطوني مورغان ليس من الرجال الذين يؤمنون بالزواج . ماذا عليها ان تفعل ؟
قررت الخالة كيت زيارة والدة راسل , حفاظا على المظاهر .
واثبتت خلال الزيارة انها مثل يحتذى في ضبط النفس , والحفاظ على هدوء الأعصاب , حين امتدحت لوحة لراسل رسمها وهو في المرحلة الابتدائية . لكنها اثنت صادقة على باقات الأزهار التي نسقتها والدة راسل احتفالا بقدومهما .
تلاحقت ساعات الأمسية هادئة , حلوة , فأشرق وجه راسل بابتسامة رضى اسعدت دينا , وتركت شعاع الفرح يضيء عينيها .
خاطبتها السيدة مليغروف :
- لابد انك امضيت امتع الاوقات يوم امس , بعد ان تعرفت الى وزير الزراعة .
- هل شاهدت الصورة في الصحيفة ؟
- نعم لمحتها في صحيفة الصباح , ان سيماء السكرتيرة الناجحة واضحة في وجهك يا عزيزتي .
تذكرت دينا ما حدث في ماض قريب , وكبتت رغبتها في الضحك : ( لا اريد حتى الابتسام , لأن خالتي قد تخبر الجميع بما حدث ليلة امس , لتؤكد لهم نجاحي في حقل السكرتارية . اما الصورة فقد التقطها المصور , بعدما استعاد الوزير بدلته نظيفة .
ووقف انطوني مورغان الى جانبه , في شكل اخفى الكدمة حول عينيه , وظهرت انا في الزاوية اليسرى منها ).
رفعت الصورة من شأن دينا عند السيدة مليغروف : ( يحق لي ان افخر بين الصديقات بأن الفتاة التي اعجب بها راسل تعرفت الى الوزير , وصارت تنقل عنه ملاحظاته ) .
تأملت دينا الأصناف على مائدة العشاء : ( تأبى الذكريات الا ان تعيدني الى الأيام التي كنا فيها , انا وشقيقي ديفيد , ندخل المطبخ مع اصدقائنا لتحضير طبق كبير من البيض المقلي مع الخالة كيت ... ما احلى ايامنا الماضية . اما هذا البيت فكل ما فيه ومن فيه يحكمهم التصنع . ها قد عدت للمقارنة بين الناس . هذا لايجوز ... لا يجوز ابدا ) .
تابعت دينا تناول طعامها بصمت , لكن سماعها مواء قطة انساها ما حولها , فاندفعت نحو الباب المؤدي الى الحديقة تفتحه , لتدخل قطة شقراء هزيلة , جائعة , اسرعت نحو الخالة كيت تتمسح بساقيها طلبا للطعام . اشفقت الخالة كيت عليها , وملأت دينا طبقها بالحليب , ووضعته امامها .
احتجت السيدة مليغروف على تصرفها , فاعتذرت الفتاة قائلة :
- اعذريني يا سيدتي . كان علي ان استأذنك في استعمال احد اطباق المائدة لاطعام القطة , لكني اشفقت عليها .
ردت السيدة مليغروف بعصبية :
- ان اطعام القطط المشردة لا يهمني , لأنها حيوانات نهمة .
استغربت دينا رد فعل السيدة :
- ظننت انك تحبين القطط , خصوصا بعد ان اتيت بواحد منهم الى هذا البيت , واسميته تيموثي .
- تيموثي قط اصيل .
داعبت دينا القطة قائلة :
- هذه القطة لاتنقصها الأصالة يا سيدتي .
استشاطت السيدة مليغروف غضبا :
- انك تتحدينني وتسفهي آرائي يا دينا .
- لم اقل ما يسيء اليك يا سيدتي . لكن والدي كان طبيبا بيطريا , وكنت مساعدته . لهذا اعرف الكثير عن طبائع الحيوانات وصفاتها.
- وهل شجعك هذا على ت( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة ) آرائي امام ابني وخالتك ؟ الحمد لله ان لا غرباء بيننا هذا المساء . راسل , ارم القطة خارجا .
سيطر التوتر على الأجواء , واحرقت نار الغضب دينا , فتركت مجلسها وامسكت بالقطة قائلة :
ارحموا من في الأرض , يرحمكم من في السماء يا سيدة مليغروف.
الا تلاحظين ان القطة مسكينة , هزيلة وجائعة ؟
حاول راسل ايجاد تسوية بين امه والفتاة التي يحب , فأحس بمخالب المحاولة تمزقه قبل ان يسأل دينا :
- ما رايك في ان نطعم القطة في الحديقة يا عزيزتي ؟ امي تحب الحيوانات الأليفة وترعاها , لكن ليس في استطاعتها ايواء جميع القطط التي تأتين من الحديقة .
نزلت دينا عند رغبته , وتركت خالتها وحيدة مع السيدة ميلغروف , التي تأففت بعد خروجهما قائلة :
- ان شراسة دينا وقلة لباقتها , دليل واضح على افتقارها الى رعاية الأم وتوجيهها .
استماتت الخالة كيت في الدفاع عن دينا :
- ارجوك كفي عن هذا الكلام يا سيدة ميلغروف . دينا فتاة طيبة , رقيقة , كانت تحلم بأن تصبح طبيبة بيطرية لشدة تعلقها بالحيوانات , لكن والدها نصحها بدراسة السكريتارية , فعملت بنصيحته . واذا كانت قد ابدت رأيها في قول او تصرف , فهذا لايعني انها اخلت بالأدب , لا سمح الله .
- انني من المحافظات اللواتي يفضلن احترام المتقدمين في السن اثناء الكلام .
- كلام سليم . لكنني احبذ الحرية في ابداء الرأي .
- ماذا تقصدين يا سيدة ليفنغستون ؟
- اقصد ان دينا تملك شحنة عارمة من الصدق والصراحة , واكره ان تفقدها تحت ضغط أية ظروف . انها فتاة رصينة , جادة تهمها سعادة الآخرين , لذلك ارجوا ان ترحميها من سموم انتقاداتك .
احست السيدة ميلغروف بالثورة تشتعل في اعماقها , فقالت :
- لا يهمني سوى مستقبل ابني يا سيدة ليفنغستون .
- وماذا يخبىء له المستقبل يا ترى ؟ منصب مستشار الملكة مثلا ؟
- اتمنى ذلك من كل قلبي , وأرى ان تتدرب دينا منذ الآن على كبح جماح رغباتها , والسيطرة على اعصابها , اذا ارادت النجاح في حياتها الزوجية المقبلة .
ضحكت الخالة كيت :
- انك تطلبين المستحيل يا سيدة ميلغروف .


تحولت السيدة ميلغروف في لحظات الى بركان ثائر , وراحت تنفث حممها في وجه الخالة كيت :
- اذا كان الأمر كذلك , فأرجو الله ان تكون دينا نزوة عابرة اخرى من النزوات الكثيرة في حياة ابني .
- لا شك في ان امنيتك صادقة .
كانت دينا في الحديقة , تطعم القطة مع راسل حين قالت له :
- لا داعي لهذا الاشمئزاز يا عزيزي , انك تشبع قطة جائعة فقط . يظهر انك كأمك لا تحب الحيوانات . اسمح لي ان اصارحك بأنني سأربي اولادنا على حب الحيوانات , والتعلق بهم .
امسك راسل بذراعها قائلا:
- اسمعي يا دينا انني احب الحيوانات الجميلة , وهذه القطة مثال حي للقباحة . انظري الى فرائها المتعدد الألوان . تأكدي انني سأغرس بذور حب الحيوانات الجميلة في نفوس اولادي ...
قاطعته دينا :
- ان ما يهمك هو اصالة الحيوان , وليس جماله كما تدعي . انك لا تشفق على حيوان جائع , جريح او مريض , اذا لم يكن اصيلا . وهذا مؤلم ... مؤلم جدا .
حاول راسل التهرب من الموقف بالبقاء النكات , ثم قال :
- ما رايك في ان نشبع القطة , ثم نتركها تذهب في حال سبيلها ؟
- لا ... سآخذها معي الى البيت .
- كما تريدين يا حبيبتي ... كما تريدين .
استطاع راسل ازالة التوتر العالق في الأجواء بعد ذلك , ثم قال لوالدته :
- سأعيد السيدة ليفنغستون ودينا الى منزلهما , اذا سمحت . لقد صممت دينا العزيزة على الاحتفاظ بالقطة , وستأخذها معها الى البيت .
اجبر كلام راسل دينا على التفكير : ( تعجبني طريقته في معالجة الأمور احيانا , لكن والدته لا تزال متوترة الأعصاب ) .
عادتا الى البيت , ومعهما القطة التي راحت تدور سعيدة بين الغرف . وحين رتبتا لها مكانا للنوم , صارحت دينا خالتها :
- اشعر انني اتخبط في ظلام دامس يا خالتي . ساعديني . ارجوك سا عديني .
- تصعب علي مساعدتك يا ابنتي . ان طريق الزواج طويل , مليء بالعقبات , مفروش بالعثرات . فحاولي التغلب عليها بمفردك .
استنجدت دينا بأفكارها : ( ان خالتي محقة في ما تقول . فالعقبات كثيرة , ويجب ان اتغلب عليها وحدي .


لكن لماذا لم استطع ان احب حماتي بالسرعة التي احببت فيها السيدة مورغان ؟ يا الهي , ما الذي اوصلني الى التفكير بوالدة انطوني مورغان ؟ انه ليس من الرجال الذين يؤمنون بالزواج , واذا فكر في خوض خضمه , فسينتقي فتاة يلفها المال بأرديته .
وصلت دينا الى مقر عملها في صباح اليوم التالي , في الوقت الذي وصل فيه انطوني مورغان , فوجدت بعض العمال يغيرون اللافتة التي تحمل اسم المؤسسة , فاستغربت وتساءلت :
- ما الذي يفعله هؤلاء العمال يا سيد انطوني ؟
- انهم يحولون كلمة"ابناء" على اللافتة الى كلمة " ابن ".
- وهل لي ان اسألك لماذا يفعلون ذلك يا سيدي ؟
سكن الألم عينيه وهو يقول :
- لأن اخي اوين , الذي كان قلب هذه المؤسسة النابض توفي قبل سنتين , وبقي ابي يؤجل عملية تغيير اللافتة طوال الفترة الماضية ,
ففكرت ان اقوم انا بالعملية اثناء غيابه , لعلي اجنبه لسعات الألم , ولدغات الحزن والذكريات .
- قلت ان اخاك كان قلب المؤسسة النابض , لكنني اؤكد لك يا سيدي انك تدير المؤسسة بشكل ناجح جدا .
- قد يكون الأمر كذلك , لكنني في اعماقي انسان محب لافتراش الأرض , والتحاف السماء . انسان عاشق للطبيعة .

5- عمل اضافي اضطرت دينا للبقاء في المؤسسة لانجازه لاغية موعدها مع راسل . وعندما جاء الأخير مساء لاصطحابها , كانت قد خطفتها سيارة المدير .


" ان الله يحب اذاعمل احدكم عملا ان يتقنه " . اتخذت دينا هذا المبدأ نبراسا اضاءت به درب حياتها العملية , وتذوقت طعم الاستقرار , وتعلمت كيف تتمسك بتلابيب الحذر في تعاملها مع والدة راسل .
اكدت دينا للسيدة ميلغروف يوما :
- اثبت لي العمل مع السيد مورغان انه ماهر في الفصل بين حياته العملية والخاصة , ويعرف كيف يفرض احترامه على الموظفين .
- لم يكن كذلك قبل سنتين , عندما غرر بسكرتيرته المسكينة .
صحيح ان الفضيحة خنقت في المهد , واخفيت آثارها بعد تدخل والده شخصيا , لكن انصياع انطوني لأوامر ابيه لم يكن الا طمعا بالأموال التي تنتظره بعد وفاته .
لم تكن دينا تعرف حقائق القصة في شكل يمكنها من الدفاع عن مديرها ضد الهجوم الشرس , لذلك فضلت الإحتماء بالصمت : ( لا اعرف عن انطوني مورغان الا انه انسان لطيف , محبوب من موظفيه , يمزج بين المرح والجد , يلهث وراء النظام في كل مايفعل ) .
لم تستطع دينا منع نفسها من القول :
- لكنه يحترمني ويحسن معاملتي يا سيدتي .
قاطعتها السيدة ميلغروف , وادارت دفة الحديث نحو مواضيع اخرى .
في صباح اليوم الثاني , اوصى انطوني مورغان المسؤولة عن الرعاية الاجتماعية باحدى الموظفات . سمعته دينا

 
 

 

عرض البوم صور اعتمادات   رد مع اقتباس
قديم 06-03-10, 02:51 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149841
المشاركات: 1,029
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 331

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتمادات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اعتمادات المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مصادفة يقول :
- ان الآنسة فانشو موظفة ممتازة , وتستحق منا العون كله . تبيني اوضاعها المادية والاجتماعية , ولا تبخلي عليها بالمساعدة , على ان يبقى هذا سرا مخفيا عن جميع الموظفين.
لم تستطع دينا محو صدق كلمات انطوني مورغان من حناياها بسهولة , وظل عقلها يردد : ( ان انطوني مورغان طيب . معطاء . انسان ... ) .
غاب راسل عن دينا بضعة ايام , لكن ذلك لم يؤثر في مسيرة حياتها الاجتماعية التي بدات تستقطب الكثير من الأصدقاء , واولهم كليو ووالدتها .
كانت كليو فتاة متفائلة , طيبة القلب , صارحت دينا يوما بقولها :
- اتعرفين انني مستعدة للموت تحت اقدام انطوني مورغان ؟ صدقيني . لكن ما الفائدة ما دام لا يعيرني أي اهتمام ؟ على فكرة , طالت غيبة راسل هذه الفترة , لماذا لم نعد نراه كثيرا ؟ حافظي عليه , فهو رجل وسيم .
- عمله هو الذي اختطفه مني , فلا تخافي .
بعد عودة انطوني مورغان , طلب من دينا البقاء مساء يوم الجمعة لانجاز بعض الأعمال الاضافية . تذكرت الفتاة ارتباطها بموعد مسبق مع راسل الذي لم تره منذ خمسة ايام , فحاولت الاعتذار :
- آسفة يا سيد انطوني , لدي ارتباطات سابقة مع السيد ميلغروف , فهل يمكنك تأجيل الساعات الاضافية الى مساء الغد ؟
- من الأفضل لك الاعتذار عن موعدك هذا المساء .
- معذرة . لم افهم ما تعنيه .
- بل تفهمين تماما . يحسن بك الغاء موعدك الليلة . لماذا لا تصرخين : من تدخل في ما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه ؟
- ارجوك يا سيدي . ارجوك .
ضحك انطوني مورغان وقال :
- انك تحاولين التمسك بفكرة الموظفة والمدير , ولو كان على حساب اعصابك , ومشاعرك , واحاسيسك , اليس كذلك يا آنسة بريتشارد ؟ دعيني اذا اخبرك انه يسرني الاكتشاف بأنك لم تفقدي بعد شفافيتك ورهافة حسك , لأن ملازمة راسل وامه مقبرة لكل الأحاسيس , وخنجر مغروس في ضلوع المشاعر , وأرجو ان تتذكري يا آنسة انه الغى موعدين معك في الأسبوع الماضي .
- اعتتذر لكثرة اشغاله . هل تحرضني الآن على الاعتذار للسبب نفسه ؟
- طلبت منك تناسي موعدك , لأنني اعرف حبك لعملك , وتف( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة ) فيه .
- انني محبة لعملي فعلا , لكن ... لا بأس ... لا بأس . لك ما تريد يا سيد انطوني .
رفعت دينا سماعة الهاتف , ولا حظ انطوني انها تدير القرص بأصابع مرتجفة , فقال لها :
- لا اريد ارغامك على ما تكرهين يا آنسة , لكن اسلوبك في معاملة راسل سيعود عليك بنتائج عكسية , صدقيني . يجب ان تكوني الهدف الذي عليه ان يتعب للوصول اليه .
- رغم معرفتي بعمق خبرتك في شؤون القلوب يا سيدي , الا انني اجد نفسي مضطرة لرفض العمل بنصيحتك , فأنا لا اؤمن بهذه الأساليب في معاملة الرجال .
- لم اتوقع مثل هذه الرزانة من صاحبة شعر احمر .
- اكملت دينا طلب الرقم , وعندما سمعت صوت راسل حيته :
- مرحبا راسل ... انا دينا ... انني مضطرة للعمل ساعات اضافية مع السيد مورغان . لذلك اعتذر عن الذهاب معك ... لا ... الأعمال كثيرة , ولا يمكنني رفض طلب المدير , بعدما سمعك تعتذر مرتين في الأسبوع الفائت بسبب اشغالك المتراكمة ... اذهب الليلة مع اصدقائك , وسنلتقي في يوم آخر ان شاء الله ... ارجوك يا راسل تفهم موقفي ... واعذرني ... مع السلامة .
- اعادت دينا السماعة الى مكانها , فشجعها انطوني :
- عظيم . لا بد ان اعتذارك ازعجه .
- لقد ازعجه فعلا ... افضل العودة الى العمل .
علا رنين الهاتف , فأجابت دينا , ثم قالت لمديرها :
- ممثل احدى الشركات الكبرى للأقمشة يطلب مقابلتك يا سيدي .
- دعيه يدخل , وخذي هذه القائمة الى قسم المحفوظات للتدقيق من فضلك .
اتخذت دينا طريقها الى قسم المحفوظات , فصادفتها كليو في منتصف الطريق :
اهلا كليو , ما رايك في تناول قدح من الشاي بعد الانتهاء من الساعات الاضافية ؟
- يسرني ذلك يا عزيزتي ... لكن , ماذا حدث لموعدك مع راسل؟
- اضطررت لالغائه بعدما طلب مني السيد مورغان مساعدته في تسيير بعض الأعمال .
- استغرب ان تفضلي العمل على راسل ... هل انطفأ بريق الحب في قلبك ؟
- لا , اطعت أوامر مديري فقط .
- السيد انطوني لا يصدر الأوامر . انه يطلب بلطف , لذلك نسعى جاهدين لخدمته . هل يعجبك السيد انطوني يا دينا ؟
- ارجوك يا كلير , لقد اعتدت الفصل بين حياتي العملية ومشاعري الشخصية , بعد التجربة القاسية التي مررت بها وانا اخطو أولى خطواتي على درب العمل .
- تأكدي ان السيد انطوني ليس ذئبا بشريا . على كل حال لكل انسان طريقته في التفكير وتصريف الأمور , واعتقد ان وجود فتاة مثلك يناسبه . لأنه بعد ما قاساه من سكرتيرته السابقة , اثبت لنا في اكثر من مناسبة , ومع اكثر من موظفة . انه آدم الهارب من حواء .
انصرفت كليو تاركة دينا بين براثن الأفكار : ( لم يلم احد من الموظفين انطوني مورغان على ما حدث في الماضي . يظهر ان الفتاة ارادت دفعه الى هاوية الزواج , فارتد كيدها الى نحرها . اعرف ان التجارب بوتقة تصهر الأنسان , لكنها كانت سيفا قاطعا أضعف السيد مورغان , واجتث جذور ثقته بمن حوله .
يا الهي انقذني من افكاري , فأنا لا اريد التدخل في ما لا يعنيني )
زادت ساعات العمل الاضافي في يقين دينا من ان السيد انطوني متواضع مع الموظفين , وناجح في ادارة اعمال المؤسسة . ارادت نسيان نفسها في احضان العمل الهادىء المتواصل , لكن التفكير براسل وامه كان يجبرها على العودة للواقع مكرهة : ( عندما احلم بزيارة معرض فني مع راسل , اتمنى بعدها لكلينا جلسة هادئة امام المدفأة ,


ننصت لزغاريد نارها , ونستمع لنجوى قلبينا . لكن هيهات ... كيف تتحقق اماني واحلامي بوجود والدته التي تلازمه كظله ؟ أغبط روبن على خلاصها من قيود والدتها . ان السيدة ميلغروف بقيت وحدها في حياة راسل بعد وفاة زوجها , لكنها تدفن ابنها برمال رعايتها , وعنايتها , ورغبتها في حمايته ... حان وقت الانصراف . سأعود الى البيت , وارتاح بشرب قدح من الشاي الساخن قبل ان آوي الى فراشي . لن اترك اعصار الشكوك , الذي أثاره انطوني مورغان في داخلي , يحرمني لذة النوم . هل يتعمد راسل اهمالي ؟ لا ... لا ... انه يعمل بجد . وعلي ان اثبت ان وراء كل رجل عظيم امراة . اشعر انه لم يعد متشوقا للقائي . اصبح العمل هاجسه الوحيد )
حاولت دينا قطع دابر افكارها بالغوص من جديد , لكن انطوني مورغان منعها بقوله :
- يكفينا ما انجزنا اليوم ياآنسة .
- ثم علا صوته مخاطبا باقي الموظفين :
- ايها الآنسات والسادة , حان الآن وقت الانصراف . تأكدي يا ساندي من حسن اقفال المحلات قبل الانصراف من فضلك . سأوصل الآنسة بريتشارد الى البيت .
استغرب الموظفون تصريحه , واتجهت انظارهم الى دينا التي اشاحت بوجهها عنهم , حتى سمعته يقول :
- احضري معطفك وقبعتك لنغادر المكان يا آنسة بريتشارد .
وذهب لتصريف بعض اموره , تاركا اياها مع كليو :
- اؤكد لك انك من المحظوظات يا عزيزتي .
ارتبكت دينا :
- تصبحون على خير ... تصبحون على خير جميعا .
تسارعت ضربات قلبها وهي تتجه نحو المكتب . اخذت معطفها والقبعة , واستعدت للخروج ثانية , لكن انفتاح باب الحجرة الملاصقة سمرها مكانها :
- العجلة من الشيطان , والتأني من الرحمن يا آنسة بريتشارد .
واجهته بقولها :
- لم اعد افهم تصرفاتك يا سيد انطوني , لماذا لا تعاملني مثل بقية الموظفين ؟ أنا ...
- انت تخافين من سمعتي وماضي الملطخين , اليس كذلك ؟
- بصراحة ... نعم . وافضل الا اختلف عن زملائي في شيء .
- لماذا يا آنسة ؟
- لأن الماضي لسعني بسياط تجربة قاسية , كان بطلها ابن مدير أول شركة عملت فيها .
- ما المسه فيك من صراحة وجدية هما بقاياها , اليس كذلك ؟
- ليس هذا ما اعنيه يا سيدي . تركت عملي في الشركة يومها بعدما خيل للمدير انني احاول ايقاع ابنه في حبائلي . كان ابنه يافعا . سخيفا . تنقصه الجاذبية ...
- وانت تحبين الانسان الذي انضجته نار التجربة .
- افضل النضوج على الاحتراق يا سيدي .
ضحك انطوني :
- احمد الله ان راسل وامه لم يصلا ببرودتهما الى اعماقك .
- لا اعرف كيف اصفك يا سيد انطوني .
- لا تتعبي نفسك بمحاولة وصفي يا آنسة . اتعرفين ان قذائف الكلام التي نتبادلها تسليني ؟
لم تستطع دينا منع نفسها من الضحك , فشجعها انطوني :
- هذا افضل يا آنسة , اضحكي تضحك لك الدنيا . ولنذهب الآن.
ركبت دينا سيارة انطوني , قبل ان ترى سيارة راسل تتوقف امام باب المؤسسة . رآهما راسل سوية , وتصادمت نظرات الرجلين , فلاح على ثغر انطوني خيال ابتسامة لم تفهمها دينا .
ابتعد انطوني مورغان بسيارته , تاركا راسل يتخبط في مهاوي حيرته . انقذته رؤية كليو من عذابه , فتقدم منها وحياها متسائلا:
- رأيت دينا تركب سيارة المدير يا كليو , فهل هي بخير ؟
- اطمئن يا راسل انها بألف خير وتتربع في هذه اللحظة على قمة السعادة , فهي تركب سيارة الرجل الأول في المؤسسة , وهو رجل عازب وصاحب ملايين .
- ماذا تعنين يا كليو ؟
- اعني ان دينا تتمتع بمكانة خاصة عند المدير , لذلك يحيطها بكل العناية والرعاية .
- لكن دينا خطيبتي .
- هل هي خطيبتك فعلا , ام ان ما يربطكما هو مجرد صداقة عميقة ؟
- اننا متفاهمان على وضعنا الحالي .
- لا ادري كيف استطعتما التفاهم على مثل هذا الوضع . ان الفتيات في ايامنا هذه يفضلن الاستقرار , والاحساس بالأمانوالطمأنينة في كنف رجل . اما في حال عدم وجود روابط , فإن للفتاة الحق بالتصرف كما تشاء . يؤسفني انك تركت معرضك الفني باكرا , لأن دينا دعت المدير لتناول العشاء في البيت , فأرجو الاتفسد عليهما هدوءهما بظهورك المفاجىء .
لم يصدق راسل ما سمعه :
- لا اعتقد ان دينا تستقبل وحدها غريبا في البيت . كفي عن الضحك يا كليو , فأنا اعرف دينا اكثر منك .
- قد يتناولان العشاء في احد المطاعم الفخمة يا راسل . يمكنني ان اخفف من مصابك الليلة . وسأقبل الذهاب معك الى احد المطاعم الصغيرة . اتعرف يا صديقي ؟ بعد ان بالغت في اهمال دينا , راحت المسكينة تبحث عن انسان يستطيع اغناء حياتها بكل مثير , جديد .
- اقبلي دعوتي الى العشاء , وسأثبت لك انني قادر على اغناء حياة اية فتاة بشكل مثير وجديد .
- استضافت دينا الصمت اثناء رحلة العودة , لكن انطوني طرده بسؤالها :
- اما زلت متوترة الاعصاب ؟
- لا ابدا . لكن في الأيام المشابهة لهذا اليوم , اتوقع حدوث المستحيل .
- اشعر ان العاصفة بيننا مرت بسلام . واذا كنت تفكرين بدعوتي لشرب قدح من الشاي , فسأقبلدعوتك بكل سرور . لماذا الصمت ؟ اتخافين من ثورة السيدة ميلغروف ؟


تحدته :
- رغم ان خالتي ليست في البيت , الا انه يسرني تشريفك .
توقفت السيارة امام البيت , وتقدمت دينا من الباب تفتحه وكأنها في حلم : ( انها المرة الأولى التي ادعو فيها السيد مورغان الى بيتي . سأستضيفه اليوم بدلا من راسل ) .
دخلا غرفة الجلوس , فقال لها انطوني :
- احب سماع زغاريد السنة اللهب في كل وقت , اتوافقينني على اشعال المدفأة ؟
- انا وخالتي نحب الاستكانة الى جانبها ايضا . تفضل وافعل ما تريد.
تأمل لوحة فنية نامت على الحائط فوق المدفأة قبل ان يقول :
- اليست هذه احدى لوحات الفنانة كيت ليفنغستون ؟ لدي بعض رسوماتها في البيت . انها ماهرة جدا في التعامل مع الألوان المشرقة الزاهية .
- يجب ان تخبر خالتي برأيك في لوحاتها عندما تعود .
- هل يعرف ابي ذلك ؟ لا اعتقد , فهو لا يهتم بالفن والفنانين . لكن عمتي هيتي تلاحق تطورات الحركة الفنية , وقد اشترت اللوحات عندما كانت في رحلة الى انجلترا .
- سأذهب لتحضير الشاي .
تبعها انطوني الى المطبخ الذي اختلط فيه القديم بالحديث :
- ان المطبخ مرآة صاحبة البيت . ومطبخك اكبر دليل على حيرتك وعدم اقتناعك براسل ميلغروف .
استدارت نحوه قائلة :
- ارجوك يا سيدي . لا تتدخل في شؤوني .
- كما اتحضرون هذا اللحم لفطور الغد ؟
- طبعا لا . انه لعشاء الغد يا سيد مورغان .
- ولماذا لا نتناوله الآن يا آنسة ؟ انني جائع , واحب اللحوم المشوية . سنأكل هذا اللحم اليوم وادعوك مع خالتك غدا لتناول العشاء في اح المطاعم . ما رايك ؟
- هذا غير ممكن . اقصد انه ممكن ... اعني انه يمكنك ان تأكل ما تريد من اللحم الليلة , لكن بالنسبة الى دعوة الغد ...
- ان قبولك لدعوتي هي افضل وسيلة لإثارة غيرة السيد ميلغروف . دينا لا تغضبي يا عزيزتي . لا تغضبي . اعرف انني وعدتك بعدم التدخل في امورك .
- لا اسمح لك بمناداتي باسمي المجرد يا سيد انطوني . ثم ... ثم ... كيف تقول عزيزتي ؟
- اسمك جميل ويتماشى تماما مع لفظ عزيزتي . لم هذا الانزعاج ؟ اعطيني سكينا لأساعدك في تقطيع اللحم .
استسلمت دينا للأمر الواقع, وبدأت تستسيغ مساعدة انطوني مورغان لها . وحين فاجأها الجوع , قامت بتحضير المائدة استعدادا للعشاء . ثم جلست تتناول عشاءها معه , بعدما حضرت طعاما للقطة . قال لها انطوني :
- يغلب على عشائي الليلة الطابع الانجليزي .
كان يهم بوضع لقمة في فمه , عندما انفتح الباب وظهرت على عتبته الخالة كيت برفقة راسل . تلاقت العيون , والتهمت الدهشة الوجوه , فتململ انطوني في مجلسه , تاركا راسل يجلده بسياط نظراته .
زحف سرور غريب الى قلب دينا بهذا اللقاء بين الرجلين, فتركت مجلسها وتقدمت نحو راسل :
اهلا بك ومرحبا يا راسل . خالتي كيت اقدم لك انطوني براين مورغان , مدير المؤسسة التي اعمل فيها . اما انت يا راسل ...
كظم راسل غيظه وهو يقول :
- لا ضرورة لأن تتعبي نفسك يا دينا , لأنني اعرف السيد مورغان . اعرفه جيدا .
- هل طلبت منك خالتي ان تأتي معها الى هنا بعد انتهاء المعرض ؟
- لا ... التقينا عند الباب . مررت بالمؤسسة مساء لأصطحبك , فأخبرتني كليو انك عدت الى البيت مع السيد مورغان , فدعوتها لشرب قدح من القهوة , واتيت بعدها الى هنا .
- ارجو ان تكونا قد امضيتما معا احلى الأوقات ... اشكرك على مجيئك في هذا الوقت المتأخر , وارجو الا تقلق عليك والدتك .
قاوم انطوني رغبته المجنونة في الضحك , وترك المائدة . وبعد ان وضع الأطباق المستعملة على منضدة صغيرة متحركة , جرها الى المطبخ وهو يقول :
- سنتدبر امر هذه الأطباق بعد ذهاب الضيوف .
وحين عاد من المطبخ , استرخى في احد المقاعد وقال :
- ما احلى الراحة بعد التعب يا دينا .
- كان يوما متعبا فعلا يا انطوني .
انزعج راسل : ( تناديه باسمه . ويناديها باسمها مجردا . ما هذا التغير المفاجىء ) .
قدم انطوني لفافة تبغ الى الخالة كيت , وقال :
- انت لا تدخنين يا دينا , لذلك لن اعرض عليك واحدة .
انكمشت دينا : ( اكتشف انطوني مورغان انني لا ادخن قبل دقائق فقط , لكن راسل لن يصدقني , حتى لو اقسمت له على ذلك ) .
خاطب انطوني الخالة كيت بقوله :
- عمتي من المعجبات بفنك يا سيدة ليفنغستون , وستسر كثيرا اذا زرتها يوما في بيتي ، فهي مقيمة عندي .
سأل راسل دينا :
- هل تمانعين في تناول العشاء مع امي غدا يا عزيزتي ؟ لن اكون معك لأنني مضطر للسفر ، لكن وجودك سيفرحها .
نادت الأفكار دينا : ( هل اعتذر بحجة انني مضطرة لتلبية دعوة انطوني مورغان مع خالتي غدا مساء؟ لا . لقد رفضت الدعوة ولن اقبلها ثانية بالرغم من ان امسية كاملة مع والدة راسل ليست منتهى املي . اشعر بأن الحرب سجال بين الرجلين . اتمنى ان تكون احاسيسي خاطئة , اتمنى ذلك من كل قلبي . رنين الهاتف يملأ المكان سأذهب لأجيب ) .
عادت دينا بعد قليل , لتجد انطوني مورغان في المطبخ , يساعد خالتها في تجفيف الأطباق ، فقالت :

 
 

 

عرض البوم صور اعتمادات   رد مع اقتباس
قديم 06-03-10, 02:52 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149841
المشاركات: 1,029
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 331

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتمادات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اعتمادات المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لا ضرورة لما تفعل يا سيدي , فأنا وخالتي نستطيع انجاز العمل وحدنا .
- اتستطيعين الثبات على اسم واحد في مناداتي يا دينا ؟
تضرج وجهها بدماء الخجل :
- اعذرني على مناداتك باسمك مجردا قبل قليل .
- ولماذا الاعتذار يا عزيزتي , ما دمت تطبقين ما اوصيتك به ,
وتغيضين راسل ؟
فضلت دينا عدم الرد , وقالت لخالتها :
- هناك من يطلبك على الهاتف يا خالتي .
تركتهما كيت وحدهما , فأغلقت دينا باب المطبخ قائلة :
- اعتقد ان وقت انصرافك قد حان يا سيدي , ويكفيك ما سببته لي اليوم من مشاكل .
- ما يزعجك اليوم ستشكريني عليه غدا , لأنه سيحث راسل على تحسين معاملته لك , فأنت لا تستحقين الا الخير .
- انك لا تعرفني الا منذ فترة وجيزة , فما الذي يدفعك الى مثل هذا الكلام ؟
- لن اجيب الا بأنني عرفتك في الأيام الماضية بما فيه الكفاية , لذلك اوصيك بألا تعتذري لراسل على ما حدث اليوم , وان تستمري في السير على درب زعوعة ثقته بحبك وعواطفك . الم تسعدك النتائج التي توصلنا اليها اليوم ؟
- تذكر انني احب راسل يا سيد انطوني , وحبي له ليس اعمى .
- ومن قال لك ان الحب اعمى ؟ تأكدي ان للحب عيونا جميلة يرى بها قلب الانسان ادق الأشياء واحلى التفاصيل . لا تتصوري ان ما اقوله سببه خبرة سابقة في شؤون القلوب , كما سبق وألمحت . لا , ان تجربتي الماضية كانت تفتقر الى الحب وتتوق اليه .
عجزت دينا حتى عن الاعتذار , لكنها قالت بعد فترة سكوت مقيتة :
- يكفيني ما قاسيته اليوم يا سيد انطوني , ارجوا منك الانصراف مع راسل في اسرع وقت ممكن , لأنني متعبة وفي حاجة ماسة الى الراحة .
- ثقي بأن طلباتك اوامر يا آنستي .
جلست دينا مع خالتها امام المدفأة , بعد انصراف الضيفين وتساءلت الخالة :
- هل استمتعت اليوم بأوقاتك يا ابنتي ؟
- ان الضياع يطويني يا خالتي . لم اعد اعرف الا انني متعبة وفي حاجة الى ساعات من النوم العميق . تصبحين على خير.
لكن التفكير بأنطوني مورغان خطف النوم من عينيها , وقادها الى التفكير في مصيرها مع راسل : ( لطالما تصورت راسل هو فارس أحلامي المنتظر , لكن هيهات . ما السبب ؟ أتراها امه ام حادثة وفاة ابيه المبكرة ؟ لا اعرف . ربما يحتاج راسل الى فتاة تكتشف فيه خصاله الحسنة الدفينة . لكن هل انا هذه الفتاة ؟
لا مست اصابع الفجر جفنيها , فأسرعت الى احضان النوم استعدادا لاستقبال يوم جديد , تمنت ان يكون سعيدا .

6- ... وانهمرت دموعها وهي تشعر بحنان انطوني مورغان نحوها . ثم توسلت اليه وذراعه تحيط بكتفيها : ساعدني , ارجوك , لوضع نهاية سعيدة لقصتي .


وغاب نهار آخر , رحل نهار عمل آخر من حياة دينا , وتركها منهوكة القوى , تبحث عن السكون بعد ساعات الضجيج , وعن فيء الراحة بعد قيظ التعب . كانت تستعد لترك غرفتها , عندما فتح السيد انطوني باب غرفته قائلا :
- سأوصلك الى منزل السيدة ميلغروف يا دينا .
- افضل الذهاب وحدي . شكرا لك يا سيدي .
- ستكون رحلتك مرهقة , فالحافلات مزدحمة في هذه الساعة .
- سأركب سيارة اجرة .
- طيب هل طلبت واحدة ؟
- كنت على وشك ان افعل .
- استسغت الكذب سلاحا لمقاومتي , منذ بدأت اهتم بك . لكن شيئا لن يثنيني عما عزمت عليه . هيا بنا .
- جردتني حتى من قدرتي على الرفض , ولا املك الآن الا الانصياع للأوامر , لأنك سيدي في العمل .
قهقه انطوني مورغان ضاحكا :
- دينا ... عزيزتي ... لم اتوقع منك مثل هذا الاستسلام السريع . يظهر انك تحاولين التخلص من الحاحي , لكن هذا التخاذل لن ينفعك في حياتك المستقبلية , صدقيني .
- مادمت تعرف انني احاول تحطيم قيود الحاحك وسخريتك , فلماذا لا تدعني وشأني ؟
- لا استطيع . لأنك تحبين ما افعل .
- ماذا تقصد يا سيد مورغان .
- اقصد يا عزيزتي انك تحبين الحاحي , وملاحقتي , وقذائفي الكلامية .
- هل فقدت عقلك ؟ هل جننت يا سيدي ؟ ما هذا الذي أسمع ؟
تتهمني في البداية بالضعف أمام راسل , ثم تتجرأ وتؤكد انني استسيغ مضايقتك لي . هذا كثير . كثير جدا يا حضرة المدير .
اشعل انطوني لفافة تبغ , قبل ان يقول :
- الفرق شاسع بيني وبين راسل , فهو يهملك , وانا الاحقك .
كادت دينا تنفجر غيضا :
- لقد اعتذر راسل عن بعض ارتباطاتنا لانشغاله , يا سيد انطوني , وقد تفهمت الوضع تماما .
- وانعكس تفهمك للوضع على الطباعة السيئة لرسائلي بعد اعتذاره الأخير , اليس كذلك ؟


لا اعرف لماذا تتعمد ت( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )( تم الحذف : كلمة ممنوعة )ي واذلالي , لكنني اؤكد لك قدرتي على حل مشاكلي مع راسل دون أي تدخل خارجي , هذا أولا , وثانيا اسمح لي ان ارفض الذهاب معك الى بيت السيدة ميلغروف .
- اعتراضك مرفوض . هيا بنا .
- لا اعتقد انك سترغمني على الذهاب يا سيدي .
- بلى , سأجبرك عليه حتى لو جعلت سيرتك مضغة في افواه الموظفين . هيا يا فتاتي ... هيا .
- استسلمت للواقع . فنزلت الدرجات المؤدية الى الباب الرئيسي , وراحت تمخر عباب البحر البشري , الذي كانت امواجه تتابع على المؤسسة . فأحست بنظرات الفضول تلاحقها , فأسرعت تحتمي بسيارة انطوني السوداء , وبالصمت طوال الطريق .
تركها انطوني تتمتع بحرية السكوت , حتى وصلا الى المنزل المطلوب . تأمله انطوني قبل ان يقول :
- البيت ضخم , فخم . لكنني متأكد من ان اصحابه يثقلونك بأصفاد التصنع .
حاولت دينا الخروج من السيارة , لكنها لم تستطع ذلك الا بمساعدة انطوني الذي فتح لها الباب قائلا :
- اتمنى لك قضاء امسية سعيدة . الى اللقاء .
- سنلتقي غدا في المؤسسة .
- لا . سأتناول عشائي وحيدا في المدينة , وارتاح قليلا في المكتب , ثم آتي لأعيدك الى البيت .
- سيعيدني راسل , شكرا لك .
- تذكري ان راسل خارج المدينة , وسيعود الليلة متأخرا .
- لا اريدك ان تعود . لا اريدك ان تعود . سأطلب سيارة اجرة .
اتخذت دينا طريقها نحو الباب الرئيسي , واختفى انطوني بسيارته عند المنعطف .
رحبت بها السيدة ميلغروف , وسألتها :
- من كان هذا يا عزيزتي ؟
- السيد انطوني مورغان , مديري .
- ااتى لزيارة صديق له في المنطقة ؟
- لا . أراد انقاذي من زحمة المواصلات , فأوصلني مشكورا .
دخلتا غرفة النوم , حيث قالت لها السيدة ميلغروف :
- يسرني قدومك هذا المساء يا دينا .
ازعجها تلطف السيدة ميلغروف : ( يارب , ماذا يخبىء لي سكون الليل من اسرار ؟ ) .
جليت دينا تتناول عشاءها : ( كل مايحيط بي مرتب , حتى اصناف الطعام تم اختيارها بعناية . اين منها ليلة امس , وما اتصفت به من بساطة . اشعر برمال التصنع تبتلعني . اكاد اختنق . كل ما حولي مصطنع ... مصطنع ... مصطنع ) .
شربتا القهوة بعد العشاء في غرفة الجلوس , امام مدفأة كهربائية .
قالت السيدة ميلغروف :
انني اكره المدافىء الحجرية , لأن اشعالها شاق جدا . من دواعي سروري التعرف اليك والتقرب منك اكثر يا دينا , بعدما جمعت الأقدار بينك وبين راسل . لم تتعد جميع علاقاته السابقة حدود الاعجاب , وقد استطعت اقناعه بأن كل ما مر به سيعينه على اختيار الشريكة الأفضل لحياته . لذلك طلبت منه عدم التعجل في اعلان أي ارتباط رسمي بينكما , لكنني سعيدة جدا باطلالتك في افق حياته , واعتقد انه بقليل من التوجيه , ستكونين الزوجة المثالية لابني , خاصة اذا قبلت تغيير ... اسمك .
تطلعت دينا نحوها عاقدة الحاجبين :
- ولماذا اغيره يا سيدتي ؟ الا يعجبك ؟
- انه اسم ينقصه البريق يا عزيزتي .
- لكنني اجده جميلا جدا .
- قد يكون جميلا , غير انه لا يناسب زوجة ...
- اكملت دينا :
- لا يناسب زوجة الطامح الى منصب مستشار الملكة , اليس كذلك ؟
- نعم , بالفعل . لذلك أتصور انك لن تمانعي اذا ناديتك ديانا من الآن فصاعدا . وقد وافق راسل على اقتراحي .
- معنى هذا انك اخبرته بما تريدين اجراءه من تعديلات .
- نعم . لقد فعلت .
- ان ماتطلبينه يا سيدة ميلغروف هو المستحيل بعينه , لأنني معجبة باسمي , ولا أود تغييره . دعينا نغير الموضوع من فضلك .
- لم انوي ازعاجك يا دينا . واعتقد ان اقتراحي هو الأفضل لك.
- هل هو الأفضل لي ام لأبنك يا سيدة ميلغروف ؟
- لا افهم سببا لغضبك يا دينا .
- وانا لا افهم سببا لهذا التمادي من جهتك يا سيدتي .
- لم اقصد ايلامك يا عزيزتي , فأنت زوجة ابني .
- لست زوجة ابنك يا سيدة ميلغروف .
- كل آت قريب , يا عزيزتي .
- تذكري ان الخطبة لم تعلن رسميا بعد يا عزيزتي .
- ألم نتفاهم على تأجيلها في الوقت الحاضر ؟
- نعم تفاهمنا على اعفاء ابنك من جميع المسؤوليات والروابط حتى يستطيع تقرير مصيره على مهل , وعلي ان ابقى انا سجينة الارتباط به الى ما شاء الله , اليس كذلك ؟ اجيبيني .
- لا اجد سببا لهذا الانزعاج كله يا دينا ... صدقيني . هل انت بخير ؟ هل ...
- انني بألف خير . واعتقد ان من حقيالتروي قبل الاقدام على الزواج , مثل راسل تماما .
- لا اعتقد انك في كامل وعيك يا دينا .
- ثقي انني أعي كل كلمة أقولها .
- هل حصل بينكما أي سوء تفاهم في الفترة الأخيرة ؟ لماذا لم يخبرني ؟
- ماذا تقولين ؟
- اعتاد راسل الا يخفي عني شيئا منذ نعومة اظفاره .
- لا شك في انك تبالغين يا سيدة ميلغروف .
- انني لا أبالغ . انها الحقيقة .
- هل اخبرك اذا , انه شرب قدحا من القهوة مع كليو ديفيس في احد المطاعم ؟
- من كليو هذه ؟ لا احسبك تتكلمين عن الفتاة التي تعمل في المؤسسة ؟
- بلى . انها الفتاة المسؤولة عن قسم التجميل الذي يحمل اسم كليوباترا . ما رايك بهذا الاسم البراق يا سيدتي ؟
- لم اعد افهم شيئا . لم اعد افهم أي شيء . لكنني عرفت السبب الكامن وراء ثورتك . احكي لي ما حدث بالتفصيل . من اخبرك بهذا كله ؟
- راسل هو الذي اخبرني يا سيدتي الكريمة .
- اتمزحين يا دينا ؟
- لا . ابدا ... زارنا في البيت ليخبرني انه خرج مع كليو لشرب قدح من القهوة , بعد قبولي دعوة مماثلة من مديري انطوني مورغان , الذي يحب اسم " دينا " كثيرا .
- لماذا قبلت دعوة المدير يا دينا ؟
- لأن التفحص قبل الانتقاء من ابسط حقوقي يا سيدة ميلغروف .
- لكن التوقيت الذي اخترته للتفحص والانتقاء خاطىء يا ابنتي .
- ولماذا يا سيدتي ؟
- لأن جيني خطيبة راسل السابقة عادت الى المدينة .
- وماذا في ذلك ؟ ما فات قد مات يا سيدة ميلغروف . هل فقدت الثقة بقدرة الحب على تخطي العقبات ؟
- لقد احب راسل جينا حبا جما .
استمعت دينا الى همس افكارها : ( لابد ان حب راسل الجنوني لخطيبته الأولى هو الذي اقتلع جذور الرضى عنها من قلب والدته انها انانية في حبها لابنها . وهذا يثبت وجود خيط رفيع يفصل بين الحب الحقيقي والرغبة في التملك ) .
جابهت دينا السيدة ميلغروف بثقة :
- اكره ان ينافسني احد على قلب راسل , لذلك احمد الله على تأجيلنا اعلان الخطبة .
- ان جيني كابوس مزعج , عليكما الخلاص منه , ولو كنت تعرفينها لاكتشفت منبع قلقي .
- يؤكد كلامك انها ما زالت مليكة على عرش قلبه , وهذا يتركني ريشة في مهب ريح الشك بعواطفه , وصدق مشاعره . احتاج الى رجل يحميني ويرعاني , يحبني ويحرص علي . لذلك علي التأكد من احاسيسي قبل السير على درب الرباط المقدس .
ولف دينا ضباب الأفكار : ( هل احب راسل ؟ نعم احبه . لكنني اتوق الى ان يبقى حبنا متوجا بالعزة , مزدانا بالكرامة . يكفي السيدة ميلغروف ما قاسته اليوم مني . حان وقت الرحيل ) .
تركت دينا مقعدها قائلة :
- هل يمكنني استعمال الهاتف يا سيدة ميلغروف ؟
لم تمانع والدة راسل , فرفعت دينا السماعة , وطلبت رقم انطوني . عندما تناهى الى اسماعها , خاطبته بلطف ونعومة :
- اهلا انطوني , ايمكنك ان تأتي لاصطحابي ؟ لقد انتهت الزيارة .
لم يتوقع انطوني هذا فتردد قليلا قبل ان يقول :
- يسرني ان اعود بك الى البيت يا عزيزتي . لكن ما الذي افسد امسيتك ؟
تهربت دينا من الجواب واردفت :
- سأنتظرك على احر من الجمر , مع السلامة .
حين وصل انطوني , قامت دينا بتعريفه الى السيدة ميلغروف التي دهشت لأناقته , ولباقته , وحسن تصرفه .
مضت دقائق , خرجت بعدها دينا لتستقل السيارة مع انطوني قال لها :
- اعتقد اننا اذهلنا السيدة ميلغروف بتصرفاتنا .
- لقد انستني هذه السيدة معنى الشفقة .
- ما الذي حدث بينكما يا دينا ؟
- اسمح لي ان اعتذر أولا عما سببته لك من ازعاج .
- لا اجد أية حاجة الى الاعتذار .
تلاشت في حضن افكارها: ( كنت واحة للراحة بعد ساعات التعب يا سيدي . كنت أول الغيث بعد طول قحط . كنت منقذي يا سيدي ) .
غير انطوني مورغان وجهة سيره , فاستغربت دينا . قال لها :
- سأريك ملاعب طفولتي , والبقعة التي ألجأ الى احضانها كلما كشرت لي الحياة عن انيابها .
اوقف انطوني السيارة في منطقة منعزلة , ومشى الاثنان الهوينى عبر طريق ترابية , حتى وصلا الى هضبة ارتاحت دينا بالقرب من قمتها , تاركة النسيم العليل يسافر فوق صفحة وجهها .
همس انطوني متسائلا :
- الا تريدين اخباري بما حدث الليلة يا دينا ؟
سبقت دموعها الكلمات , فتركها تسيل حارة مدرارة على مسارب خديها . احاطت ذراع انطوني بكتفها , وكأنها تحميها من ضعفها ثم سمعته يقول :
- توقعت ان يحدث هذا منذ البداية .
احست دينا بتفهم انطوني لها , وتعاطفه معها , لكنها خافت من ضعفها , فاعترفت حين احتضن يده :
- اكره ان ابكي ... اكره الضعف ... صدقني .
- ليست الموع الحقيقية دليل ضعف , انها لغة بليغة يعبر الناس عن مكنونات قلوبهم .
- فقدت الليلة الاحساس بالكرامة وعزة النفس , لم تجد التضحيات والتنازلات نفعا ... اعتقدت انك مجنون يوم حاولت توعيتي . استميحك العذر يا سيدي . فأنا لا أعي ما اقول .
- لا تعتذري يا دينا . اتركي نفسك على سجيتها . نعم , اذكر انني حاولت تنبيهك لاخطائك , فطلبت مني عدم

 
 

 

عرض البوم صور اعتمادات   رد مع اقتباس
قديم 06-03-10, 02:54 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 149841
المشاركات: 1,029
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداعاعتمادات عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 331

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتمادات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اعتمادات المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

التدخل .
- تحول مديري الى نبع للحنان . انني اعيش حلنا جميلا , رائعا .
- حناني ليس حلما . تناسي انني مديرك , واريحي نفسك من اعبائها.
- انت وحدك الذي يستطيع مساعدتي .
- وكيف استطيع ذلك يا دينا ؟
- ساعدني في وضع نهاية سعيدة لقصتي ... أرجوك .
- عن اية قصة تتحدثين ؟
- اليس حبي لراسل قصة ؟ آسفة اذا كنت قد ازعجتك برجائي لكنني ...
- لا تتعبي نفسك بالشرح والتفصيل يا دينا . يسعدني ان امد لك يد المساعدة دائما , شرط ان تناديني انطوني , كما يناديني الأصدقاء.
- لكنني اعتدت استعمال " السيد انطوني " في الفترة الأخيرة .
- الإرادة تصنع المعجزات , وتغير العادات , فلا تيأسي . اكثري من مناداتي طوني امام راسل وامه , لأنني اريد لجحيم الشك ان يعذبهما .
- وماذا عن الموظفين في المؤسسة ؟ الا يهمك امرهم ؟ الا تخيفك الشائعات التي يمكن ان يثيروها ؟
- انني اقوى من أي شائعة , فلا تخافي , ولا تحزني . ارمي همومك جانبا , تعالي الى قمة الهضبة لنمتع انفسنا بما تطل عليه من مناظر خلابة .
امتثلت لأوامره , وأحست عند قمة الهضبة بقربه , وعندما احاطها بذراعيه , دفنت رأسها المتعب في غياهب صدره . استمتعت بدفئه وحنانه , انتشت بسماع نبضات قلبه وراحت كل ذرة في كيانها كأنها تردد :
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم
ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا
اخافها اندفاعها : ( لا ... لا ... لا يمكن ان يحدث هذا . ان انطوني مورغان يشاركني احاسيسي , ويشعر بمشاعري , لا اكثر . انه يشفق علي . نعم انه يشفق علي فقط ) .
حاولت دفعه عنها قائلة :
- لا حاجة الى بدء التمثيل منذ الآن . يكفينا ان نتقن ادوارنا امام راسل ووالدته . لست في حاجة الى الشفقة .
احتضن وجهها بين يديه وقال ضاحكا :
- دينا ... يا عزيزتي ... لم يكن احتضاني لك رأفة بك , او شفقة عليك . اردت فقط ان اسعد بقربك .
ضمها الى صدره ثانية وقال :
- اعتقد ان وقت عودتنا قد حان , فهيا بنا يا عزيزتي ... هيا .

7- إغاظة راسل , هكذا بدأت الحيلة ... وانتهت بحب انطوني . هل كانت دينا تريد ذلك ؟ لم يعد هذا هو السؤال . كل ماتعرفه انها بدأت تذوق شهد السعادة .



لم يكن انطوني مورغان من الذين يضيعون الوقت في ازقة الأيام . لذلك سأل دينا :
- ما الذي ستفعلينه في عطلة الأسبوع ؟ هل لديك مشاريع خاصة مع السيد ميلغروف ؟
- كنا ننوي السهر في مقر هواة الغناء الأبرالي , لكن راسل اعتذر لانشغاله .
- لماذا يتهرب من الظهور معك في الأماكن العامة ؟
- لأن ظهوري معه بلا رابط رسمي قد يحرجه . ماذا قلت يا سيد انطوني ؟
- قلت كفاك اختلاقا للأعذار , اذا كنت تحبين الأوبرا الى هذا الحد , فسأذهب معك الى السهرة .
- لست من عاشقات الأوبرا , لكن راسل مصر على انه فن ويغني العقول ويهذب النفوس .
- لماذا لم تصارحيه برأيك يا دينا ؟ ما كل هذا الخنوع ؟ أي نوع من المسرحيات تفضلين ؟
- اعشق مسرحيات شكسبير , خصوصا مسرحية عطيل .
- ليس على مسارحنا في الوقت الحاضر اية مسرحية لشكسبير,
لكننا نستطيع الذهاب الى مسرحية فكاهية اذا احببت , واؤكد لك انني لن اعتذر في اللحظة الأخيرة .
وافقت دينا على تلبية الدعوة , وتلقت من انطوني مكالمة هاتفية في تلك الليلة :
- اقترحت عمتي هيتي مشروعا وافقت عليه في الحال .
- لكنك تعطي الاقتراحات , ولا تتلقاها يا سيد انطوني .
- اسمعي يا عزيزتي . تتوق عمتي هيتي الى لقائكما , فلماذا لا تأتين مع خالتك لقضاء عطلة الأسبوع معنا في تانغاروا ؟ سأمر بكما صباح يوم السبت , هل تحبين ركوب الخيل ؟ عظيم ...بدأت امي تظهر مع ابي
- يا سيد انطوني ... اقصد طوني ... الست خائفا من الشائعات ؟
- قلت لك ان الشائعات لا ترهبني . بدأت امي تظهر مع ابي
بلا خوف منذ كانت موظفة في المؤسسة .
- لاشك في انها ظهرت مع ابيك بعد تأكدها من صدق نواياه . اما نحن , فقد اتفقنا على التمثيل فقط .
- تناسي الموضوع , وكوني جاهزة في التاسعة والنصف من صباح الغد .
وتحمست الخالة كيت للفكرة :
- سأتعرف الى افراد عائلة السيد براين مورغان , وازور الريف في آن واحد .
اشرقت شمس يوم السبت دافئة , حانية , وكان انطوني مورغان عند وعده . وخلال دقائق كان الثلاثة يتمتعون بمناظر الطريق الساحلي المؤدي الى تانغاروا . كانت السماء زرقاء صافية , والتلال تتسربل بردائها السندسي الرائع . اما مياه الخليج , فقد تحولت الى مرآة كبيرة , تعكس زرقة السماء بكل صفاتها . سلكت السيارة طريقا فرعية تؤدي الى المزرعة , فقالت دينا مبهورة الأنفاس :
- تبارك الخلاق في ما خلق . لوحات الهية ولا اروع , والبيت والمزرعة جزء لا يتجزأ من هذه اللوحات الخلابة .
- امتاز البيت بلونه الأبيض وسقفه المطلي بالقصدير البرتقالي . اما حديقته فاشتعلت بالورود ولأزهار على اختلاف اشكالها والوانها .


اوقف انطوني السيارة امام الدرجات المؤدية الى الباب الرئيسي , فأسرعت سيدة صغيرة القد , قصيرة القامة , في العقد الخامس من عمرها , للترحيب بهم . قال انطوني :
- اقدم لكم عمتي هيتي , انسانة تعشق السرعة والخفة في كل ما تفعل . انتبهي يا عمتي ... انتبهي ... لا اريد رؤيتك تسقطين ارضا .
قالت السيدة :
- اهلا وسهلا بكم . ما اسعدني بقدومكم . واخيرا تشرفت بمعرفتك يا سيدة لفينغستون . اغبطك يا دينا على كونك احدى قريبات فنانة موهوبة , واشفق على طوني , لأنني لا اتقن في امور الدنيا الا فنون الطهي .
سارع انطوني الى التأكيد :
- الطهي وصنع المرطبات فن في ذاته يا عمتي . دينا هيا بنا لأريك غرفتك يا عزيزتي .
دخلا البيت . فصعد طوني الدرجات المؤدية الى غرف النوم , وتبعته دينا قائلة :
- لا ضرورة لاستعمال لفظ " عزيزتي " في مناداتي يا طوني , فنحن لسنا امام راسل ووالدته . فكر في عمتك ارجوك .
- ولماذا افكر فيها يا دينا ؟ ان طرق الحب لأبواب قلبي سيسعدها , لأنه يعني زواجي , ولرحيلي عن البيت , ويترك لها حرية استقدام شقيقة لها , تقيم حاليا في اوكلاند .
- سيحرمك رحيلك عن البيت من ربة منزل ممتازة .
ضحك انطوني وقال مغيرا مسار الحديث :
ستكون لك غرفتك الخاصة . انتبهي الى هذه العتبة .
وصلا الى جناح مؤلف من غرفتي نوم , تطل النافذتان فيهما على الخليج , وتفصل بينهما غرفة الاستحمام .
تأملت دينا غرفتها القديمة الطراز , وتاهت مع جمال الخليج , قبل ان تقول :
- قلبي يحدثني انها ستكون نهاية اسبوع رائعة يا طوني .
احاط انطوني كتفيها بذراعيه وهو يقول :
- ستكون كذلك بإذن الله ياعزيزتي .
- اشم رائحة قطعان الغنم .
- يكره كثير من الناس هذه الرائحة , ويتهربون منها .
- تحيرني رائحة عبقة اخرى من اعشاب المروج . كان يحلو لي دائما قطف بعضها والاحتفاظ بها في جيبي . اتعرفين ان على الطرف الآخر لهذه الهضبة غابة من اشجار الميموزا "السنط " , اطلق عليها الأولاد اسم غابة المسرة !
- عن أي اولاد تتكلم ؟
- اولاد اختي ميغان التي تقيم مع زوجها في مزرعة يملكانها على ضفاف بحيرة هيز , في منطقة اوتاغو . انها منطقة يسكنها الجمال , وخاصة الريف . اما في الشتاء فهي مركز للرياضيات الشتوية .
- وصفك للمكان رائع , قرأت الكثير عن اوتاغو , ولطالما تمنيت رؤيتها .
- سأحاول تحقيق امنياتك قريبا ان شاء الله , وآمل ان تكون المنطقة منبع وحي والهام لخالتك .
- قررت زيارة المنطقة واكتشافها مع خالتي , فلا تتعب نفسك يا طوني .
-
- ومن قال لك انني اتعب نفسي ؟ تذكري اننا هنا لاغاظة راسل , وعلينا ان نجتهد في تحقيق هدفنا . يجب ان نعود الى البيت , فقد رأيت بالقرب منه قنفذا في حفرة .
- وماذا تنوي ان تفعل ؟
- سأخرجه منها , وأبعده عن المنطقة .
اخرج انطوني القنفذ , ثم تحدى دينا :
- ما رايك بسباق في الجري نحو البيت ؟
قبلت دينا التحدي , لكنها توقفت في منتصف الطريق متقطعة الأنفاس , وراحت تتأمل ما حولها ما احلى عناق التلال للسهول . ما اجمل اصوات الحيوانات . انه الريف , رمز الخير والعطاء والحرية ) .
تناولا وجبة خفيفة في البيت , وغيرت دينا ثيابها قبل ان تركب جوادا وتدور مع انطوني في انحاء المزرعة . وهي تقوم بجولتها , التي تعرفت خلالها الى جميع افراد عائلة ايريني كاهيكا .
احسنت العائلة استقبالها , وتودد اليها والد ايريني بقوله :
- واخيرا , تعرفت الى الفتاة التي انست جاري العزيز نفسه .
رد انطوني :
- معك حق ... اولى بهذا القلب ان يخفق .
قال كلمته , وانطلق فارسا مقداما , يسابق الريح على صهوة جواده.
راقبته دينا اثناء عودتهما الى البيت : ( ان السيد انطوني يحب الأرض , ومحبوب بين اصحابها . يؤلمني ان ارى مثل هذا الانسان سجين جدران المكاتب والمؤسسات ) .
كان الغداء ينتظرهما في الحديقة , ولما انتهيا من تناوله , عرض انطوني على السيدتين مشاركتهما في مشاريعهما لفترة بعد الظهر , فأربك رفضهما دينا , لكن انطوني فسره بقوله :
- ان بقائهما وحدهما يساعد في تعميق جذور صداقتهما . اذا كنت تريدين حلب البقرة , فهيا بنا , لأن بيتر سيكون مشغولا الليلة في الاحتفال بعيد زواجه الأول .
احتجت عمته :
- لماذا لاترتاح قليلا يا طوني ؟ اتعرفين يا دينا انه امضى الليلة الماضية ساهرا على معالجة نعجة مريضة ؟
تذكرت دينا السهرة المقبلة فقالت :
- لا ضرورة لسهرة الليلة اذا كنت متعبا الى هذا الحد يا طوني , صدقني .
- دينا ... عزيزتي ... اهدئي . فما أطال النوم عمرا , ولا قصر في
الأعمار طول السهر .
- انني اعني ما اقول يا طوني .
- اعرف انك , لكنني مصر على الوفاء بوعدي , واعدك ان احلق شاربي حالما نعود . اعترفت دينا لي في أول اجتماع لنا بأنها تعتبر الشوارب علامة غرور عند الرجل يا عمتي .
خجلت دينا :

- رغم ماذا يا سيدتي ؟
اجابها انطوني :
- رغم انها ايضا غيرواثقة من حسن اختيارك .
حاولت دينا الدفاع عن راسل :
- قد تكون بعض تصرفاته خاطئة , لكن جل من لا يخطىء ...
قاطعها انطوني :
- كفي يا دينا . كفاك دفاعا عنه . ارجوك , اريد تناول عشائي بهدوء.
وشيئا فشيئا , تغير مجرى الحديث .
اختارت دينا للسهرة فستانا نحاسي اللون انيقا , زادها رونقا وجمالا . تأملها انطوني باعجاب :
- ما هذا الجمال , وهذا السحر يغمره الدلال ؟ سيحسدني الحاضرون الليلة على صحبتك .
- اشكرك على هذا الاطراء .
ليس اطراء , انها الحقيقة يا عزيزتي , واعتقد ان زهره الليلك الأبيض التي احضرتها ستتناسب تماما مع اشراقتك ... تعالي لنجرب .
عذبتها خفقات قلبها وهي تدخل غرفة انطوني البسيطة الأثاث . اوقفها امام المرآة , وعلق على صدرها الزهرة البيضاء , قبل ان يضمها اليه . استسلمت لأسر ذراعيه . ضاعت دقائق في غياهب صدره , ثم قالت له :
- اعذرني يا انطوني على ماقلته في شأن شاربيك , فأنت لاتعرف للغرور سبيلا .
- ولماذا تعتذرين يا دينا ؟
- لا اعرف ... لم اعد اعرف شيئا ... دعني اذهب , ارجوك .
- اتمنى ابقاءك بين ذراعي الى الأبد , لكن وقت المسرحية قد حان .
نزلت دينا الدرجات في اتجاه الباب الرئيسي : ( ماذا دهاني ؟ ما كل هذا الاستسلام ؟ انقلبت مشاعري واحاسيسي الى اعاصير اطاحت عروش الطمأنينة في نفسي ... لا سأكبح جماح عواطفي . سأعيد السيطرة عليها واستمتع بمسرحية الليلة مع رجل لن يعتذر في اللحظة الأخيرة ) .
كانا يستعدان لركوب السيارة عندما حمل النسيم الى اسماعهما انات الم , فصرخا بصوت واحد :
- ان فليك في حالة وضع .
توجها نحو الاسطبل , ليجداها هناك متعبة مرهقة . وبعد دقائق لحقت بهنا سيارة بيتر الذي قال :
- سنشرف انا وزوجتي عليها , فلا تقلقا .
اعترض انطوني :
- اذهب انت يا بيتر واحتفل بعيد زواجك , وسنبقى معها انا ودينا .
حاول بيتر مناقشته في الأمر , لكنه ترجع امام اصراره . تأمل انطوني دينا بعد رحيله :
- يؤسفني ان اعتذر انا ايضا في اللحظة الأخيرة يا دينا ... لكن هل يكفي الاعتذار ؟
اسعد دينا اهتمام انطوني بالحيوانات , فطمأنته :
- لا عليك يا انطوني , سأعود بعد تغيير ملابسي .
رجعت بعد دقائق لتقول له :
- عقمت العمة هيتي بعض قطارات العيون , لاطعام الجراء بعد ولادتهم .
- اثبت اعتذاري الليلة عدم اختلافي عن راسل .
- وضعنا يختلف تماما . صدقني .
- وكيف ذلك ؟
- لم يندم راسل يوما على تقصير في حقي , كما انه يقدم اعذارا واهية في الكثير من الاحيان . يخيل الي ان رعاية امه له احالته الى انسان اناني .
- انت نعمة اغبط راسل عليها , واتمنى ان تمنحك الأيام الفرصة لتصححي له مسار حياته .
- آلمتها برثن الأفكار : ( ماذا يحدث لي ؟ لماذا احس بكلماته وكأنها سهام حادة تمزقني ؟ غريب ... تكاد الكآبة تقتلني ) .
سلخها الواقع عن افكارها , فسألت انطوني :
- ماذا تفعل ؟
- ارتب القش على شكل مقعد , كي نرتاح في جلستنا .
مضت ساعتان قبل ان تضع فليك تسعة جراء صغيرة . صرخ انطوني :
- ماذا تفعلين يا دينا ؟
- يجب ان اساعد فليك في وضعها لبقية الجراء .
تمت عملية الوضع , وتركت فليك اثني عشر جروا جائعا , وراحت في سبات عميق . زارتهما العمة هيتي في الاسطبل :
- الا تستطيعان الآن شرب قدح من القهوة ؟
قال انطوني :
- اذهبي لشرب القهوة يا دينا , وسأبقى مع الجراء لأطعمها .
- لن اذهب وحدي .
- قالت العمة هيتي :
- سآتيكما بالطعام وقدحي القهوة الى هنا .
اعاد لهما الطعام بعضا من نشاطهما , فبقيا يطعمان الجراء , حتى استسلم انطوني لسلطان النوم .
سخرت دينا من نفسها : ( خفت من البقاء وحدي معه , لكنه تمسك بالأدب واللياقة ... ما اغباني . ينام على القش وكأنه فراش وثير . الاعجاب بهذا الرجل يسري في دمي . لا ... لا ...



انني معه لأثير غيرة راسل فقط ) .
مضت ساعة قبل ان تسمع دينا وقع اقدام تقترب من الاسطبلات : ( لا بد ان بيتر جاء للاطمئنان على فليك ) .

 
 

 

عرض البوم صور اعتمادات   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ايسى سامرز, essie summers, دخان, روايات, روايات مترجمة, روايات المكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, the smoke and the fire, عبير, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:40 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية