كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
بكت مدبرة المنزل بحرارة وهي تقول:
" متأسفة يا سيدة هوارد ولكنك تعرفين مدى تعلقي بالسيد جايك. ان اشاهده هكذا لعدة أيام...وحيدا, تعيسا, حزينا, يقتل نفسه بذلك. . . "
قاطعتها هيلين وقد بلغ بها التأثر حدا كبيرا بسبب العواطف المخلصة:
" لا بأس يا سيدة لايتمر. اذهبي الآن وانسي قلقك. اعدي لنا القليل من الشاي "
" لنا يا سيدتي؟ لك و...و... "
" ولي أنا "
وتطلعت السيدتان بدهشة الى الباب لتشاهدا جايك يقف في باب الغرفة وقد استحم وحلق ذقنه.
الا انه لم يرتدي ثيابه بل اكتفى بارتداء المعطف الابيض الخاص بالحمام.
ارتجف صوت السيدة لايتمر وهي تقول:
" أوه, أوه سيدي! "
" اذهبي واعدي لنا الشاي "
قالها جايك بهدوء فهرعت السيدة لايتمر الى المطبخ مطيعة و...مبتسمة.
أما هيلين فقد شعرت بقليل من الضيق والانزعاج. لقد تخيلت انها لن تجد صعوبة على الاطلاق عندما ستشرح له ما يدور في ذهنها منذ عدة أيام.
أما الآن وعندما نزل من غرفته فقد شعرت بأنها غير قادرة على الكلام.
دخل جايك الغرفة وهو غارق في أفكاره وتأملاته ثم اشعل سيكاره وتطلع ناحية هيلين ليسألها فجأة بلهجة هادئة وقوية:
" لماذا لم تخبريني الى أين قررتي الذهاب؟ "
ازاحت وجهها عنه بتردد واجابته:
" لم...لم اكن أريد أن تجدني. كنت اظن انني لو تمكنت من الابتعاد حتى موعد سفرك الى تسابا. . . "
قست ملامح وجهه وتشنج صوته قليلا وهو يقاطعها :
" ولكن لماذا؟ هل كنت خائفة مني الى هذا الحد؟ "
احنت هيلين رأسها وحاولت تغير الموضوع بسؤالها اياه فجأة ولكن بلطف وهدوء:
" كم...كم مضى عليك وأنت في مثل هذه الحالة؟ "
رمي جايك بنفسه على احد المقاعد متكاسلا وغير مكترث واجابها باختصار:
" هل يهمك ذلك؟ "
" ماذا تعني؟ "
تنهد جايك طويلا وهو يلاحق بنظراته دخان سيكارته:
" اسمعي يا هيلين...كنت أفكر في هذا الموضوع طوال فترة استحمامي. في البداية اصبت...بصدمة أو ربما بالدهشة لرؤيتك. أما الآن فالمرحلة الاولية انتهت وبدأت افكر جديا بسبب حضورك الى هنا. اعني...حسنا اتيت لاعداد أغراضك ولكن لا تدعي وضعي الحالي يقلقك. انني في أحسن حال كما ترين و. . ."
انفجرت هيلين غاضبة وهي تقاطعه قائلة:
" انك لست ابدا على ما يرام وانت تعرف ذلك. السيدة
لايتمر. . . "
قاطعها وهو غاضب:
" السيدة لايتمر! السيدة لايتمر! انها سيدة عجوز ولا تفهم "
تحولها غضبها الى ألم وثورتها الى اسى وقالت:
" اعتقد انها تفهم جيدا وتعرف ما حدث "
اشعل جايك سيكارة ثانية وقال ببرودة أعصاب مصطنعة:
" هذا رأيك أنت ولن اجادلك في هذه المسألة "
صرخت هيلين بصوت يمزج بين الالم واللهفة والتأثر:
" جايك! ارجوك! لا تتحدث بهذه الطريقة "
" لماذا؟ وكيف تنتظرين مني ان اتصرف يا هيلين؟ تتسللين الى هنا كاللصوص في الليل "
" لم يكن الأمر هكذا "
" اذن لماذا ذهبتي الى والدتي؟ اجيبي "
ثم هز رأسه بعنف وتابع بانفعال:
" لا, لا تزعجي نفسك بالرد. انا أعرف. ذهبت اليها لأنك تعرفين ان بيتها هو أخر مكان ابحث فيه عنك. اللعنة عليك يا هيلين! هذه هي الحقيقة أليس كذلك "
تنهدت هيلين وهزت رأسها قائلة:
" ثم ماذا؟ والدتك كانت طيبة جدا معي "
ضحك جايك بعصبية وتهكم:
" طبعا, طبعا! أنا متأكدة من ذلك. وماذا قلت لها؟ ماذا كانت حجتك لها للهرب مني؟ "
" لم اعطها أي حجج أو أعذار. قلت لها أني أريد الطلاق "
قفز جايك من كرسيه صارخا:
" ماهذه التفاهات؟ وماذا عني أنا؟ الا تستشيرينني أبدا؟ كنت تنوين اعداد كافة الترتيبات اثناء غيابي في تسابا؟ "
منتديات ليلاس
|