كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ثم حول نظره اليها وقال:
" لا, ليس الحمام هو السبب. انني أنتظرك لأحدثك...على
انفراد "
" حقا؟ "
وحملت هيلين فرشاتها وأخذت تسرح شعرها وكأنها لا تشعر بوجوده أو أنها لا تكترث بهذا الوجود.
وقد اغضبته هذه اللامبالة اذ قال لها بانفعال:
" اللعنة عليك يا هيلين! نعم, حقا أريد التحدث معك. أريد أن اعرف ماذا حدث معك منذ وصولنا الى هذا المنزل "
ثم هب واقفا وتابع هجومه واستجوابه:
"لا تقولي أنها الرحلة المقترحة مع لوسيان! فأنت تتصرفين بغرابة قبل فترة طويلة من اثارة موضوع الرحلة. اضافة الى ذلك كان عليك توقع مثل هذا التطور منذ البداية "
هل ترميه بالفرشاة أو تقترب منه وتصفعه بقوة! كيف يجلس الآن بهدوء على السرير ويسألها عن غرابة تصرفاتها في حين أنه يجب أن يعرف أن دوافعه لاحضارها الى وايلز تثي شكوكها وريبتها. وقررت مواجهته فسألته بهدوء:
" أنت اخبرني أولا لماذا اصررت على مرافقتي لك في هذه الرحلة بالذات؟ كنت اعتقد في البداية انك كنت ترمي الى اعطاء انطباع جيد عن استقرارك العائلي ولكن من الواضح أنك صديقهما الحميم ولست بحاجة الى هذا الانطباع أو ذاك. فلماذا احضرتني اذن؟ للحماية مثلا؟ "
قفز من السرير غاضبا وهجم نحوها بعصبية فائقة ثم امسكها من كتفيها وسألها صارخا:
" ماذا تعنين بذلك؟ وما هي حاجتي للحماية؟ اجيبي؟ "
فزعت هيلين ولكنها تمكنت من الاحتفاظ برباطة الجأش وشئ من هدوء الاعصاب عندما قالت له بايجاز:
" أنت اجب! "
بردت أعصاب جايك قليلا وقال لها بلهجة شبه عادية:
" ليست لدي أي فكرة على الاطلاق عما تتحدثين أو تفكرين
به! "
ارتجف صوتها قليلا هذه المرة عندما سألته شبه هامسة:
" الا تعرف؟ اعتقد أنك ستنكر أي علاقة بمربية الأطفال...ليزا! "
عقد جبينه بقوة وقال:
" ليزا؟ ليزا هاردينغ؟ لا...بالطبع لن أنفي انني اعرفها "
هزت هيلين رأسها وقالت بتأثر:
" أوه, لا...بالطبع لا. كان علي أن أدرك أنك مستعد لمثل هذا السؤال. ان من السخافة بمكان نفي معرفتك لاي انسان في هذا المنزل وقد مضى على وجودنا فيه عدة ساعات! "
" هيلين, بحق السماء! لنصل الى صلب الموضوع "
" ليزا تكرهني يا جايك. كان ذلك واضحا تماما عندما التقيتها هذا الصباح. انها تكرهني الى حد كبير وليس هناك سوى تفسير واحد فقط وهو... "
" رباه, ماذا تقولين؟! "
ثم أمسكها بكتفيها بقوة قائلا:
" حسنا! حسنا! نعم أعرف ليزا وأعترف أني دعوتها الى العشاء والسهرة مرتين أو ثلاث مرات ولكن هذا كان قبل فترة طويلة. ولمعلوماتك فاني أنا الذي أقترحت على لوسيان وروز استخدامها ومنذ ذلك الحين بالتأكيد لم يعد لدي أي اهتمام بها "
تلاحقت أنفاسها بسرعة وهي تقول له:
" وهل تنتظرني أن اصدق ما تقول؟ الواضح أنك...أنك زرت لوسيان وروز عدة مرات في بيتهما في لندن. وهذه هي المرة الاولى...التي أكون فيها معك... "
رفع جايك رأسه الى السماء ثم ركز نظراته على عينيها مباشرة وقال:
" اسمعي يا هيلين...ليزا هاردينغ لا تعني لي شيئا على الاطلاق وهذه هي الحقيقة. أنا لست مضطرا الى الكذب! ثم...انك لا تعيرين هذه القضية اهتماما حقيقيا. كل ما في الأمر أنك تستخدمينها كسلاح ماض كيلا اعترض أنا على تورطك مع ذلك المتزمت الحقير مانرينغ "
رفعت هيلين رأسها بقوة وأجابت بحدة وعفوية:
" انا لست متورطة على الاطلاق مع كيث مانرينغ "
سألها جايك بلهجة قاسية:
" ألست حقا؟ هل تقولين لي أنه لم يطوقك مره بذراعه...أو أنه لم يقبلك مطلقا؟ "
" طبعا لا! طبعا لا! "
" اذن كيف ستتمكنين من ابقائه هكذا معلقا بين الارض والسماء؟ ماذا سيستفيد من هذه الدعوات المتكررة لك؟ "
في تلك اللحظة حل الغضب مكان الخوف والازدراء مكان الاذلال والسخط محل الانكماش والانزواء وصرخت به قائلة:
" قد يهمك أن تعرف أن بالامكان قيام علاقة بين رجل وامرأة بدون أن يكون أي شئ ثالثهما أو الوسيط بينهما "
|