كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ضحك لوسيان أندانا بمرح وقال:
" أه! تعرف يا جايك أننا نحب الحياة القاسية ونسعى اليها كلما سنحت لنا الفرصة لأنها تذكرنا بطبيعة بلادنا "
انفجر جايك ضاحكا وأشار الى روز اندانا التي انضمت اليهما بدون تردد.
ولبضع لحظات شعرت هيلين بالوحدة والانزواء فمن الواضح أن جايك والسيدة اندانا أيضا يعرفان بعضهما حق المعرفة ولم يكن من الصعب أكتشاف ذلك اذ أن نظراتها اليه كانت...تبا لهذه الغيرة السخيفة! انها امرأة حامل وهذه نظرات يوجهها أي انسان يحب المرح والطرائف.
وفي تلك الآونة تطلع لوسيان اندانا ناحية هيلين فما كان من جايك الا أن اقترب منها وأمسك بذراعها ثم قدمها اليهما بأسلوبه المميز.
تأمل لوسيان هيلين بعض الوقت ثم قال لصديقه:
" انها جميلة يا جايك ولكنني لا أستغرب ذلك مطلقا...فأنت لا تختار أبد الا الأفضل "
وتخلى بتردد عن يد هيلين التي كان يصافحها بحرارة قائلا لها:
" آمل أن تمضي وقتا ممتعا خلال هذه الزيارة القصيرة يا هيلين. نعدك بأننا لن نتحدث في التجارة والصفقات أكثر من...نصف الوقت! "
ابتسمت هيلين وقالت:
" أنا متأكدة من أنني سأكون سعيدة جدا خلال وجودي هنا. ان بيتكما رائع جدا ويعجبني الى حد كبير "
روز اندانا لم تتحدث كثيرا ولكنها كانت تبتسم على الدوام وبمجرد دخولهما المنزل اقترحت روز على هيلين أن تريها غرفة النوم المخصصة لهما في حين كان لوسيان يعد شرابا لجايك. تطلع جايك بهيلين مستوضحا فهزت برأسها موافقة فقالت:
" اعتقد أنها فكرة جيدة. جايك يمكنه احضار الحقائب في وقت لاحق "
" لا داعي لذلك أبدا (موجاري) سيحضر الحقائب "
قالتها روز بهدوء وبدون تكلف وهي تصعد أما هيلين على درج من الخشب المحفور متوجهة الى غرفة الضيوف وتطلعت هيلين فرأت جايك يعطي مفاتيح السيارة لرجل ضخم الجثة عريض المنكبين يرتدي ثيابا عادية.
توقفت روز لحظة وقالت لهيلين وكأنها سمعت استفسارتها الصامتة:
" موجاري يقوم بكافة الأعمال المنزلية. انه حقا رائع ومتعدد المواهب وهو أيضا سائق السفير وحارسه الشخصي "
رفعت هيلين حاجبيها استغرابا وسألت مضيفتها:
" وهل زوجك بحاجة لحارس شخصي؟ "
هزت روز بكتفيها قائلة بهدوء:
" جميع المسؤولين في بلادنا يحتاجون الى مرافقين مسلحين.
بالطبع ان وجودهم لا ينفع دائما فالقتلة المأجورون يختارون أوقاتا معينة وأماكن معينة لتنفيذ مهامهم "
صعقت هيلين وقالت بهلع:
" أنه لأمر مرعب "
أجابتها روز بلهجة عادية وبساطة ملحوظة:
" لأشخاص الذين يصلون الى مراكز عالية يعتادون مثل هذه الأمور...أه هذه غرفتكما "
تسارعت دقات قلب هيلين وهي تدخل وراء روز الى غرفة فسيحة جذابة يغمرها ضوء النهار من جهتين وكان الأثاث من خشب السنديان الرائع والستائر والأغطية من لون واحد و...أجمل من هذا كله انه كان هناك سريران متشابهان .
" هل تعجبك الغرفة؟ "
تنهدت هيلين بقوة وقد شعرت بأن أنفاسها تضيق عليها وقالت بعد لحظات:
" انها...انها...رائعة "
ابتسمت روز وقد ظهر على وجهها علامات الرضا والسرور ثم قالت لها:
" يسرني جدا أنها أعجبتك. الآن تعالي لأعرفك على الأولاد "
تأملتها هيلين مليا وقد أصابتها الدهشة من كلمة أولاد.
انها لا تزال صغيرة السن ولا يمكن أن تكون أما الا لطفل سيأتي بعد بضعة أشهر! اولاد! لا أنها تمزح. قالت:
" وهل لديك أولاد؟ "
" نعم. الم يخبرك جايك؟ انهم ثلاثة...طبعا هذا رابعهم "
صعدت الدماء بقوة الى وجه هيلين وقالت:
" لا...لا, لم يخبرني جايك بذلك. أين هم الآن؟ "
" أنهم في غرفة الحضانة مع المربية ليزا. تعالي سيفرحون كثيرا بلقياك "
تبعتها هيلين بصمت الى غرفة جانبية حيث كانت مربية شابة حمراء الشعر تلاعب أطفالا ثلاثة وتحاول قدر المستطاع منعهم من الاشتباك فيما بينهم أو التصرف بأساليب لا يقرها الوالدان. وقالت روز مبتسمة:
" ادخلي يا هيلين...هذه ليزا, ليزا هذه السيدة هوارد زوجة جايك هوارد "
|