كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ردت هيلين الأبتسامة بالمثل وشكرته بكلمة واحدة.
هز برأسه متضايقا من الحالة التي وصلا اليها ثم أدار المحرك وضغط على دواسة البنزين الا أن العجلتين الخلفيتين اخذتا تدوران على نفسيهما بدون فائدة.
سماكة الوحل كثيفة! حاول الرجوع الى الوراء ولكن السيارة ظلت في مكانها وغطى الصفير الذي كانت تطلقه العجلتان الغاضبتان على صوت المحرك القوي.
شد بأصابعه على المقود صارخا:
" أوه, يا الهي! كيف سنخرج من هذا المأزق؟ "
عضت هيلين على شفتيها بقوة حتى كادت تدميها. شعرت أنها هي المذنبة وتمنت لو كان بامكنها القيام بأي شئ لاخراجهما من هذه الورطة.
فتح جايك باب السيارة ونزل منها ليغوص مرة آخرى في ذلك الوحل الكريه ولكنها هذه المرة لم تضحك بل كانت متأثرة وحزينة.
شعرت به يركل العجلة الخلفية بعصبية ثم يعود ليقول لها:
" اجلسي وراء المقود يا هيلين "
اطاعته على الفور وبدون تردد فيما كان يوجه اليها التعليمات الضرورية.
" هل بامكانك تطبيق هذه التعليمات بدقة؟ "
" نعم...سأحاول "
توجه الى مؤخرة السيارة وطلب منها أن تبدأ فصرخت بلهفة:
" انتظر! "
عاد نحوها وقد اصبح آنذاك كقطعة قماش مبللة وسألها بتبرم وايجاز:
" ما بك الأن؟ "
اشارت الى رجليها وقالت بحياء واسى:
" المقعد بعيد جدا بالنسبة الي. هل بالامكان سحبه قليلا الى الأمام؟ "
تنهد جايك ولكنه لم يقل شيئا بل فتح الباب ودفع المقعد الى الأمام بسرعة وسهولة قائلا:
" هل هذا يكفي؟ "
" شكرا اعتقد أنني الأن على ما يرام "
" حسنا. لننفذ الآن ما اتفقنا عليه قبل قليل. تذكري أن تبدأي عندما اطلب منك ذلك "
عاد الى مؤخرة السيارة ووضع ذراعيه القويتين عليها مستعدا للدفع بكامل قوته. ثم صرخ بها:
" هيا...الآن "
الا أن السيارة لم تتحرك وسمعته يناديها بأعلى صوته:
" لا بأس, لا بأس! اوقفي المحرك! "
اخرجت هيلين رأسها من النافذة فشاهدت جايك يتقدم نحوها وقد غطاه الوحل من رأسه حتى أخمص قدميه لم تتمالك نفسها من الضحك بمثل هذه الطريقة الغبية التي تمكنت في المرة الأولى من كبتها.
وفجأة شعرت بالاشمئزاز من نفسها وبالخوف من جايك فسارعت الى وضع يدها على فمها الا أن السيف سبق العدل فقد شاهد ضحكتها...اقترب منها ونظر اليها طويلا ثم سألها بلهجة تنذر بعواقب الأمور:
" هل تجدين الأمر مسليا ومرفها عن النفس؟ "
هزت هيلين رأسها نفيا وارغمت نفسها على الاجابة بعد أن شعرت أن الكلمات علقت في حلقها:
" انك...انك مغطى بالوحل! متأسفه جدا يا جايك ولكن منظرك يدعو الى الضحك "
" هل هذا صحيح؟ "
رفع يديه المبللتين ومسح الوحل عن وجهه ثم قال لها:
" طيب, ايتها الجميلة! الآن جربيه أنت "
|