كاتب الموضوع :
أم ساجد
المنتدى :
القصص المكتمله
4
****
***
*
فى صباح يوم الأحد ، دلفتُ إلى حجرة اللغه العربيه قبل الأنتهاء من طابور الصباح لأحمل مواضيع الأنشاء التى كنتُ قد أنتيهتُ من تصحيحها يوم الخميس . .
كنتُ قد وضعتُ الكراسات بإحدى الخزانات ، فذهبتُ لأفتحها بالمفتاح ، و بعدما أنتهيتُ من أستخراجها أخذتُ أدفع باب الخزانه بكتفى لأغلقه ، فإذا بيد تمتد من خلفى لتغلق باب الخزانه ، و حين أستدرتُ طالعنى وجه إياد الذى لازال واضعاً يده على باب الخزانه ، و الذى كان ينظر إلىّ بعينانان مُحمرتان يتطاير منهما الشرر ، و تبعث الخوف إلى قلبى !
أزدردتُ ريقى بصعوبه ، و ظللتُ أنظر إليه برعب و أنا عاجزه عن النطق . .
و أخيراً تحرك لسانى المعقود بعد فتره ، و أستطعتُ أن أقول بصوت مُرتعش :
" م . . م . . ما . . ماذا . . تريد ؟ "
إياد تنهد ببطئ و وضع يده الأخرى على الخزانه ، فصرتُ واقفه بين زراعيه ، و لا يفصلنى عنه سوى الكراسات التى أحملها !
قلتُ بصوت أعلى و أكثر حده :
" ماذا تريد يا أستاذ إياد ؟ "
إياد نظر إليه بتمعن و قال متجاهلاً سؤالى :
" ماذا قررتِ ؟ "
سألته بحيره :
" ماذا قررت بشأن ماذا ؟ "
إياد قال بحده:
" لا تراوغينى يا دانه .. أنتِ تعرفين عما أتحدث . "
قلتُ :
" حسناً . . أبتعد عنى و دعنا نتحدث بهدوء . "
إياد قال بصرامه :
" أخبرينى يا دانه ماذا قررتِ ؟ "
قلتُ بتوسل :
" أرجوك يا إياد أبتعد . . لو دخل علينا أحداً الأن ، سيكون موقفنا سخيف . "
إياد رفع إحدى حاجبيه و قال بسخريته المعهوده :
" طبعاً المقصود بأحداً هو على .. أليس كذلك ؟ "
قلتُ :
" أنا لا أقصد أحداً بعينه .. أبتعد عنى فقط . "
و لم يبد لى إياد عازماً على الأبتعاد ، فقلتُ بنبره راجيه :
" أرجوكِ يا إياد أبتعد . "
إياد أبتعد عنى بضع خطوات ، و قال :
" و الأن أخبرينى ماذا قررتِ ؟ "
سألته :
" تقصد بشأن على ؟ "
إياد قال وقد بدأ صبره ينفذ :
" أجل .. و هل هناك سواه ؟ "
قلتُ بتحدى :
" أنا موافقه مبدئياً . "
إياد أغلق عينيه ، وقبض راحة يده كمن يحاول السيطره على أعصابه ، و حين فتح عيناه رأيتُ من خلالها ألسنه النيران المُتأججه بداخله .. فتراجعتُ إلى الخلف عدة خطوات بذعر ، إلا أن إياد أستوقفنى قائلاً بصرامه :
" أنتظرى . "
تسمرتُ فى مكانى برعب ، فقال إياد بهدوء نسبى :
" أأنتِ موافقه برغم ما قلته لكِ عن سمعته ؟ "
قلتُ :
" لقد قلتُ أننى موافقه مبدئياً .. ثم أننى منذ تم تعيينى بالمدرسه لم أرِ منه شئياً سئ . "
إياد قال بأنفعال :
" لقد تم تعيينكِ منذ أربعة أشهر فقط . . و هى ليست بالفتره الكافيه لتحكمى عليه من خلالها . . ثم أنكِ لازلتِ صغيره و لا تعرفين مصلحتكِ . "
قلتُ بأستياء :
" أنا لستُ صغيره . . إننى فى الحاديه و العشرون من عمرى . . "
إياد قال بإصرار :
" و مع هذا أنتِ مازلتِ صغيره جداً . "
أستأتُ كثيراً من كلامه فقلتُ مُنفعله :
" على أى حال هذا الأمر لا يخصك بتاتاً . "
إياد قال بعناد و وعيد :
" بل يخصنى أمركِ يا دانه . . و أحذركِ إذا حدث و قبلتِ الزواج منه . "
جُملته الأخيره أستفزتنى كثيراً ، فقلتُ بعناد مماثل :
" أستاذ إياد . . لقد قبلت الزواج من على و أنتهى الأمر . . "
إياد نظر إلىّ بذهول ، بينما تابعتُ أنا بجمود :
" و إذا لم يعجبك هذا فأمامك البحر بأكمله لتشرب منه كيفما تشاء . "
قلتُ ذلك و غادرتُ الحجره بسرعه قبل أن أسمح له بأعتراض طريقى مجدداً ، و ما أن غادرتُ الحجره حتى قابلتُ على الذى حضر لتوه ، و الذى ألقى علىّ التحيه باسماً . .
و لستُ أدرى ما الذى دفعنى فى هذه اللحظه لأن أقول لعلى :
" إذا كنتُ ما زلت تتنظر رأيى فى الزواج منك ؛ فأنا موافقه . "
و تهللت أسارير على حينئذ ً ! !
*-*-*-*-*
|