كاتب الموضوع :
أم ساجد
المنتدى :
القصص المكتمله
12
****
**
*
كان إياد يقف هادئاً و الأبتسامه تعلو ثغره مما جعلنى أكاد أجن و أطلق عليه النار بالفعل . .
وضعتُ أصبعى على الزناد و كدتُ أضغط عليه . .
كنتُ فى قمة ثورتى و مع هذا لم أستطع أن أضغط على الزناد . .
كيف بأمكانى أن أقتل شخصاً حتى لو كان هذا الشخص يحتجزنى بهذا المكان المهجور ؟
شعرتُ بدموعى تسيل على خدى فى عجز تام ، و رأيتُ إياد يقترب منى و يربت على كتفى بعطف !
نظرتُ إلى إياد و لم أراه من غزارة دموعى ، فأتانى صوته قائلاً بنبره حنونه :
" لا تبكى يا دانه . . أنا لم أتى بكِ إلى هنا لأراكِ تتعذبين هكذا . "
و صمت لبرهه ثم تابع :
" صدقينى أنا ما كنتُ أستطيع أن أراكِ تزفين إلى على دون أن أفعل شيئاً . . كان لابد أن أوقف هذا الزواج من أجلكِ . "
لم أحتمل كلامه أكثر من هذا ، فصرختُ به :
" لماذا ؟ ما عيب على ؟ ما عيبه أخبرنى ؟ "
إياد تنهد بقوه و قال :
" إنه غير مُناسب لكِ يا دانه بأى حال من الأحوال . . أنا أكبر منكِ سناً و أكثر منكِ درايه بالحياه . . كونى على ثقه من كلامى . "
قلتُ له ثائره :
" لا تمثل دور الشهم يا إياد . . العيب ليس بعلى وأنت لم تحتجزنى هنا إلا من أجل نفسك . "
إياد ظل صامتاً لبرهه ثم قال :
" و ليكن . . بالفعل أنا أتيتُ بكِ إلى هنا لأننى أحبك وأريدكِ أن تكونى زوجه لى . "
جن جنونى ، وصرختُ به :
" و أنا لا أريد أن أتزوجك . . هل سترغمنى على الزواج منك ؟ هل ستفعل ؟ "
إياد هز رأسه نافياً و قال :
" لن أرغمكِ على شئ يا دانه . . أنا سأتزوجكِ برغبتكِ . "
و أضاف بحسم :
" أعدكِ بهذا . "
قلتُ له بأنفعال :
" هذا حلم صعب المنال و لن يحدث أبداً . "
و أضفتُ بتهكم :
" أعدك بهذا أنا أيضاً . "
إياد تنفس بعمق و قال :
" أسخرى منى كما تشائين يا دانه . . "
و أضاف :
" سنرى من منا سيصدق وعده . . ومن يضحك أخيراً يضحك كثيراً . "
ومد يده ببساطه ليتناول المُسدس من يدى قائلاً :
" قلتُ لكِ أن هذا المُسدس ليس للعبث يا دانه ؛ فقد تؤذين نفسك به دون قصد . "
نظرتُ إلى إياد وقلتُ مُنفعله :
" لقد كنت تصوبه نحوى منذ دقائق . "
إياد تنهد و قال :
" لقد كنتُ أرهبكِ فقط لتأكلى . . "
تهاويت على أقرب مقعد و قلتُ :
" لماذا لا تتركنى أرحل بسلام يا إياد ؟ ماذا تريد منى ؟ "
إياد نظر إلىّ بنفاذ صبر و قال :
" هذا الموضوع منتهى يا دانه . . "
أندفعتُ قائله بأنفعال :
" لماذا ؟ ألم تأتى بى إلى هنا كى توقف الزفاف ؟ لقد أنتهى الزفاف بالفعل و لا أظن أن على سيوافق على الأرتباط بى بعدما حدث . . ماذا تريد أكثر من هذا ؟ "
إياد نظر إلىّ طويلاً ثم ولانى ظهره و أنسحب مغادراً الحجره . .
صرختُ به :
" أنتظر . . دعنا نتحدث . "
إلا أنه أغلق الباب و أعلن بذلك أنتهاء الحوار . .
*-*-*-*-*
فى المساء ، سمعتُ طرقاً على باب حجرتى أعقبه صوت المفتاح وهو يدخل فى فتحة الباب ، فأسرعتُ بالأختباء بدورة المياه وظللتُ بداخله لفتره لأتأكد من أنصراف إياد . .
و بعد فتره من الزمن غادرتُ دورة المياه لأفاجأ بأياد جالساً على المقعد الكبير بأسترخاء تام يقرأ الجريده !
صحتُ به فى غضب :
" ماذا تظن نفسك فاعلاً بحجرتى ؟ "
إياد أبعد الجريده عن وجهه و نظر إلى قائلاً ببرود :
" أهلاً دانه . . لقد لنا أحضرتُ طعام العشاء . "
و أضاف مُبتسماً :
" أتمنى أن ينال أعجابكِ كما نال طعام الغداء أعجابك ؛ فقد لاحظتُ أنكِ قد ألتهمته تماماً . "
نظرتُ إليه بنفاذ صبر و قلتُ :
" لن أتناول أى شئ يا إياد . . رجاءً أنصرف الأن فأنا سأوى إلى الفراش . "
إياد تثاءب وقال :
" أنا أيضاً ليس لدى شهيه لأى شئ و أريد أن أنام . "
وببساطه جذب وساده من الفراش ووضعها على المقعد الكبير ثم أستلقى على المقعد ببرود !
كنتُ مصدومه مما فعله لذا فقد ظللتُ أحدق به دون أن أنطق بكلمه واحده ، فإذا بإياد يلتفتُ إلىّ و يقول :
" هيا . . أذهبى إلى الفراش يا دانه . "
قلتُ :
" و أنت ؟ "
أجاب ببساطه :
" سأنام هنا . . على هذا المقعد . "
الجمله نزلت علىّ نزول الصاعقه ، و من شدة غضبى بدأتُ أتتأتأ بجنون :
" م . . م . . ما . . ماذا تقول ؟ "
إياد قال بلامبالاه :
" أعرف أن المقعد غير مُريح لكنى أخاف أن تهربى أثناء الليل و أستيقظ لأجدك قد ضعتِ منى . . وأنا لا أتحمل أن تبتعدى عنى يا دانه. "
صرختُ به :
" كيف سأهرب من هنا و قد أغلقت نافذه الغرفه المجاوره ؟ "
إياد أبتسم و قال :
" أذن لقد أصاب توقعى و أنتِ هربتِ من النافذه المجاوره . "
قلتُ :
" بلى . . و بما أنك قد أغلقتها فلا داعى للخوف ؛ فلا سبيل للهرب أمامى . "
إياد قال بأسى :
" هل عرضتِ نفسك للخطر من أجل الهرب منى ؟ ألهذه الدرجه لا تكرهيننى ؟ "
صرختُ به بجنون :
" بلى أكرهك . . أكرهك . . أكرهــــــك . . ليتك تشعر بمدى كرهى لك . . ليتك تعتقنى و تطلق سراحى يا إياد . "
*-*-*-*-*
و كأنها قد أتت بخنجر حاد و أخذت تغرسه بكل أنحاء جسدى و تتفنن بتعذيبى و هى تلقى بكلماتها تلك دون أى أعتبار لمشاعرى . .
حينئذ شعرتُ باللون الأسود يلون كل شئ حولى ، و شعرتُ بشئ ثقيل يجثم على صدرى ويحطم ضلوعى ضلعاً ضلعاً . .
ولم أشعر بنفسى إلا وأنا جالساً بحجرتى المجاوره لحجرة دانه وقد تسلل أذان الفجر من نافذة حجرتى المُغلقه ليحطم الصمت الذى ظل يغلف الحجره بغلاف سميك لوقتٍ طويل . .
ذهبتُ إلى المرحاض وتوضأتُ ثم أديتُ فريضتى وظللتُ جالساً على السجاده لفتره أدعو الله وأتضرع له بأن يهدينى إلى فعل الحل بشأن وضعنا هذا . .
ومع نسمات الصباح الأولى كنتُ أطرق باب حجرة دانه لأطلب منها أن ترتدى ملابسها حتى أذهب لأشغل سيارتى وأعيدها إلى منزلها . .
كنتُ قد فقدتُ الأمل فى أن تبادلنى مشاعرى ولم أعد أبالى بما قد يحدث لى فيما لو أخبرت دانه الشرطه عن أختطافى لها . .
كانت دانه تبدو مُندهشه للغايه ، ومع ذلك كنتُ أشعر بمدى سعادتها لأنها أخيراً ستترك السجن الذى وضعتها فيه . .
وكم شعرتُ وقتها بالندم لأننى أتيتُ بها إلى هنا رغماً عنها !
وكم كرهتُ نفسى على هذا !
كم كنتُ واهماً حين ظننتُ أن أحتجازى لدانه سيجعلها تبادلنى مشاعرى ولم أفكر بأن هذا سيجعلها تبغضنى كل هذا البغضب وتتمنى الخلاص منى بأى طريقه !
فى الحال أرتدت دانه ملابسها و لحقت بى لتجلس بجوارى فى السياره لأنطلق بها على الفور إلى منزلها !
حين أوقفتُ السياره أمام منزلها ، لم تلتفت دانه إلىّ و غادرت السياره ثم أتجهت إلى منزلها بخطوات سريعه . .
كنتُ أريد فقط أن ألقى نظره أخيره على وجهها لكنها حتى لم تترك لى الفرصه لذلك !
كنتُ أريد أن أسمع صوتها لأخر مره لكنها حتى لم تقول لى وداعاً !
ظللتُ أتبعها ببصرى حتى أختفت بداخل منزلها . .
وفى هذه اللحظه شعرتُ بتعاسه لا حدود لها . .
و شعرتُ بحياتى تنتهى عند هذه النقطه . .
*-*-*-*
تتبع
|