كاتب الموضوع :
أم ساجد
المنتدى :
القصص المكتمله
11
****
**
*
للحظه ظللتُ أنظر إلى الباب الذى أغلقه إياد خلفه بقوه ، بينما ظل صدى جُملته الأخير يتردد فى الغرفه . .
" أنتِ خاليه من الأحساس . "
إياد شخص غريب الأطوار ! ألا توافقونى فى هذا ؟ !
لا أفهم بالفعل لماذا هو مُصمم على أحتجازى هنا ؟ ! ألا يدرك أننى إذا أستطعتُ الهرب سيلقى هو فى السجن بسبب أختطافه لى ؟
لماذا يعرض نفسه لكل هذا ؟
أيعقل أن يكون يفعل كل هذا لأنه يحبنى ؟ !
أحياناً أشعر بالعطف على إياد لكنى فى الغالب أشعر نحوه بالحيره الشديده !
كم أتمنى أن أخترق رأسه و أعلم ما يدور بها !
قاطع أفكارى صوت موتور السياره وهى تبتعد عن المنزل فهرولت إلى النافذه و أخذتُ أراقب السياره حتى أختفت عن نظرى . .
فكرتُ فى محاولة الهرب مره أخرى لكنى أكتشفتُ أن النافذه المجاوره لى قد أغلقها شخص ما !
طبعاً تعرفون من هو ذلك الشخص !
الأن فقط عرفت أنه من المستحيل أن أعرف ما يدور فى رأس إياد على الرغم من أنه يعرف جيداً ما يدور برأسى !
بدلتُ ملابسى التى أتسخت و جلستُ على المقعد الكبير فى وضع أسترخاء و قد جلبت إحدى الروايات التى يقول عنها إياد " تافهه " و أخذتُ أقرأها . .
أو لنقل أننى حاولتُ عبثاً أن أركز تفكيرى مع أحداث الروايه بلا جدوى ؛ فقد كان تفكيرى مُنشغلاً تماماً مع إياد !
فكلما قرأت جُمله أتذكر شيئاً قاله إياد أو فعله لينشغل تفكيرى به تماماً !
تباً لك إياد . . ألا تتركنى وحدى لدقائق ؟ !
بعد فتره من الزمن عاد إياد ورأيته يدلف إلى المنزل حاملاً عدة أكياس ، و لم تمضِ عدة دقائق إلا وكان إياد يدير مُفتاح حجرتى ويدلف إليها . .
" أحضرت لنا الطعام . . لابد أنكِ جائعه . "
قال إياد هذا و هو يلوح لى بالأكياس التى يحملها فى يده . . فما كان منى إلا أن عقدتُ زراعاى حول صدرى و قلتُ مُتذمره :
" قلتُ لن أتناول أى شئ . "
إياد نظر إلىّ بنفاذ صبر و قال بنبره جاده :
" لكنكِ ستموتين هكذا يا دانه . "
قلتُ :
" ليتنى أموت . . يــــارب خذنى . "
جُملتى الأخيره أثارت إياد كثيراً فقال بأنفعال :
" أصمتـــى . "
قلتُ أستفزه :
" لن أصمت . . يـــارب خذنى و أريحنى من هذه الدنيا . . "
هذه المره لم ينفعل إياد فقط بل ثار وهاج وماج وضرب سطح المنضده بقبضته ثم قال بغضب :
" قلتُ لكِ أصمتى . . ألا تفهمين ؟ "
و القى بأكياس الطعام نحوى ثم قال أمراً :
" تناولى هذا . "
نظرتُ إلى أياد بوجل ، فإذا به يزمجر بوحشيه :
" قلتُ لكِ تناولى هذا . "
شعرتُ بالخوف منه . . .
لا . . لا . . لم أشعر بالخوف منه فقط ، بل لقد كدتُ أموت خوفاً منه !
سألته بتوجس :
" وإن لم أفعل ؟ "
كنتُ مُتوقعه أن يثور علىّّ ، أو رُبما يقذفنى بأى شئ ، أو بالكثير توقعتُ أن يضربى . .
لكنه لم يفعل أى شئ من هذا . . ما فعله فاق تخيلاتى تماماً ، و ستذهلون منه أنتم أيضاً ّ
راقبوا ما يحدث . .
إياد وضع يده فى جيب سترته وأخرج منها مُسدس و صوبه نحوى قائلاً بثقه :
" بل ستفعلين يا دانه . "
هوى قلبى أرضاً و أنا أنظر إلى المسدس الذى يصوبه إياد نحوى !
هل سيضغط الزناد ؟ هل سيقتلنى ؟
لا . . لا . . إنه يحبنى . . مستحيل أن يؤذنِى . .
زمجر أياد :
" هيا . . أبدأى الأن بتناول طعامك . "
لم أتحرك و بقيتُ أحدق به بذهول ، فإذا به يجذب أبرة المسدس لترتد إلى مكانها بصوت جمدنى بمكانى . .
إياد فقد عقله تماماً . .
إياد جُن و لا يدرى ماذا يفعل ؟ !
زمجر إياد ثانيه :
" هيا . "
بيد مُرتعشه أخذتُ أفرغ الأكياس وأبتلع الطعام دون حتى أن أمضغه ، بل و رُبما ألتهمته بورقته ؛ فما كنتُ أستطيع التمييز وقتها !
كنتُ خائفه من إياد إلى درجه جعلتنى غير قادره على التفكير ، و بينما كنتُ فى ذلك سمعتُ إياد يقول بصوت أجش :
" فتاه مُطيعه . "
وبطرف عينى لمحته يجلس على المقعد المقابل لى ويبعد المسدس عنى ، ويراقبنى وأنا أتناول طعامى . .
لم أتوقف عن الطعام ؛ فقد كنتُ جائعه جداً وأظن أننى كنتُ أرتجف من شدة الجوع أيضاً !
بعد فتره شعرتُ بالتخمه من كثرة ما تناولتُ من الطعام ، فتوقفتُ عن الأكل و قلتُ :
" الحمد لله . "
فى هذه اللحظه أنتبهتُ إلى أن إياد كان جالساً على المقعد فى وضع أسترخاء و كانت عيونه مُغلقه و يبدو مُستغرقاً فى النوم . .
لم أصدق نفسى . . هل نام بالفعل أم أنها خدعه ؟
قررتُ أن أنتظر قليلاً لأتأكد أنه لا يخدعنى . . و بالفعل بدا لى مُستغرقاً فى النوم تماماً !
كان يبدو مُرهقاً كأنه لم ينام بالأمس و بعض قطرات العرق تلمع على جبينه . .
مسكين إياد !
أنتابنى شعور قوى بأن أقترب منه و أجفف قطرات العرق التى على جبينه و أمسح على شعره ، و تملكنى هذا الشعور بقوه لدرجه أذهلتنى !
لكن مهلاً . .
ما هذا الذى أقوله ؟ !
و ما هذا الذى أفكر به فى هذا الوقت بالذات ؟
هل فقدتُ عقلى أنا الأخرى ؟
لقد كاد إياد أن يقتلنى . . أليس الأجدر أن أنتهز الفرصه و أحاول الهرب ؟
لقد رأيتُ إياد يضع مُفتاح الحجره فى جيب سُترته . . إذا تمكنتُ من سرقها منه سأتمكن من الهرب . .
أقتربتُ من إياد ببطء و حذر وأنا أحبس أنفاسى ومددتُ يدى بخفه إلى جيب سُترته . .
لا يوجد شيئاً بهذا الجيب !
كدتُ أسحب يدى من جيب سُترته لولا أنه تحرك فجأه وأعتقد أنه شعر بيدى فقد رأيته يعتدل فى جلسته ويفتح عيناه ببطئ !
سحبتُ يدى بسرعه من جيب سُترته وكدتُ أبتعد عنه لولا أننى لمحتُ المُسدس مُلقى على الأرض بجانب المقعد الذى كان إياد يجلس عليه . .
لم أعطى لنفسى فرصه للتفكير ، وأمسكتُ بالمُسدس وصوبته نحو إياد الذى لم يكن قد أفاق بعد من نومه !
كانت هذه هى أول أمسك فيها مُسدس . . بل وأول مره فى حياتى أرى فيها مُسدساً طبعاً غير الذى كنتُ أشاهده فى الأفلام ، و لم يكن ليخطر فى بالى أننى فى يوم سأضطر لأن أصوبه إلى شخص ما !
إياد بدأ يستوعب الأمر ، وأخذ ينظر إلىّ بذهول ولإن لم يبد عليه الخوف أبداً !
فى الحقيقه أنا من كنتُ أرتجف من شدة الخوف لا هو !
" ما معنى هذا ؟ "
سألنى إياد بجمود ، فقلتُ بصوت جاهدتُ لكى يكون مسموعاً و غير مُرتعش :
" كما ترى . . إننى أصوب المسدس إلى رأسك وإن لم تطعينى سأفرغ خزانته برأسك بلا تردد . "
إياد تنهد وقال :
" أعطِنى إياه يا دانه . "
أحكمتُ قبضتى على المسدس وقلتُ :
" أبداًً . "
إياد قال :
" أسمعينى جيداً يا دانه . . هذا المسدس ليس للعبث و . . "
قاطعته قائله بحده :
" وأنا لا أعبث . . أعطنى المُفتاح يا إياد . "
إياد كان ينظر إلىّ بجمود دون أن يتحرك أو تهتز له شعره واحده ، صرختُ به :
" هيا أعطنى المُفتاح . "
إياد تنفس بعمق وهدوء ثم قال :
" وإذا لم أفعل ؟ "
قلتُ بحده :
" سأقتلك بدون تردد. "
إياد نظر إلىّ لفتره ثم سألنى بشك :
" ستقتليننى ؟ "
قلتُ :
" ألا تصدقنى ؟ أتريد أن أثبت لك ؟ "
إياد هز رأسه و قال بثقه :
" إننى واثق من عدم مقدرتكِ على فعل هذا . "
أستفزتنى جداً طريقته الواثقه ، و كدتُ بالفعل أضغط الزناد و أقتله من شدة غيظى . .
صرختُ به مُجدداً :
" أعطنى المُفتاح و إلا ضغطتُ الزناد . . هيا . "
إياد مسح بيده على شعره و تنهد بقوه ثم قال :
" كلا . . لن أعطيكِ المُفتاح . . دعينى أرى ماذا ستفعلين ؟ "
تعجبتُ من رد فعله هذا . .
ألا يخاف أن أقتله بالفعل ؟ أليس خائفاً من الموت أبداً ؟
إياد نهض فجأه و أخذ يقترب منى بخطوات بطيئه قائلاً بهدوء و أستفزاز :
" هيا . . أضغطى على الزناد . . هأأناذا أمامكِ . "
و فتح زراعيه قائلاً :
" أقتلينى ثم أحصلى على المُفتاح و عودى إلى منزلك . "
تراجعتُ إلى الخلف عدة خطوات و صحتُ به :
" أبقى بمكانك و إلا قتلتك . "
تصوروا ماذا فعل إياد فى هذه اللحظه ؟
لا . . لن تتصوروا أبداً ماذا فعل ؟
لقد أنفجر ضاحكاً وكأننى ألقيتُ عليه نكته طريفه . .
أوه . . مُستفز جداً !
صحتُ به :
" لا تضحك . . "
إياد نظر إلىّ بأستخفاف و قال :
" هل ستقلتيننى لو لم أتوقف عن الضحك أيضاً ؟ "
قلتُ له بحده :
" لا تستخف بكلامى . . أنا لا أهددك . . إننى قادره بالفعل على قتلك . "
إياد قال بهدوء :
" أذن أقتلينى يا دانه . . أنا لن أجد يداً أفضل من يديك لألقى بها حتفى . . هيا أقتلينى أنا مُستعد . "
قلتُ له بغيظ :
" حسناً . . سأقتلك . "
وضغطتُ بأصبعى على الزناد !
*-*-*-*-*
تتبع
|