كاتب الموضوع :
أم ساجد
المنتدى :
القصص المكتمله
9
****
**
*
ظللتُ ساهره طوال الليل و قد خاصمنى النوم و تلاعبت برأسى الأفكار إلى أن أرهقنى التفكير و رحتُ فى سباتٍ عميق مع بزوغ الفجر ، و حين أستيقظتُ كانت الشمس قد توسطت السماء و ملاءت الدنيا بنورها الساطع . .
كان الجو حاراً للغايه و كنتُ أحتاج إلى حمام منعش ، فتوجهتُ إلى خزانه الملابس و سحبت منها بنطال و قميص بلا اهتمام ، بل و تعمدت أن أختار ملابس محتشمه و غير أنيقه كنوع من الحمايه ، ثم دلفتُ إلى دورة المياه و أخذتُ حماماً منعشاً و أرتديتُ تلك الملابس و غادرتُ الحمام و أنا أضع المنشفه على رأسى و أجفف بها شعرى لأفاجأ بإياد جالساً على المقعد بأسترخاء و يتصفح الجريده بكل برود !
تراجعتُ إلى الخلف خطوتان مصعوقه ، ثم قلتُ بحده :
" أنت . . ماذا تفعل هنا ؟ "
أياد أبعد الجريده عن وجهه و أخذ يتأملنى ملياً قبل أن يقول :
" جميل . . لم أتوقع أن تلائمكِ الملابس إلى هذه الدرجه . "
كررتُ جملتى بحده أشد :
" ماذا تفعل هنا يا هذا ؟ "
إياد زفر بضيق و قال :
" لماذا أنتِ منفعله هكذا ؟ لقد كنتُ تغنين بالحمام منذ دقائق . . "
قلتُ بسرعه :
" كان هذا قبل أن أرى وجهك . "
إياد رفع حاجبيه بدهشه و قال بأسى :
" هل أثير أزعاجك لهذه الدرجه ؟ "
قلتُ بعصبيه :
" بل أكثر مما تتصور . "
إياد تنهد و قال :
" بعد كل ما فعلته من أجلكِ تعامليننى بهذه الطريقه ؟ ! أنتِ قاسيه جداً يا دانه . "
حدقت به بدهشه و قلتُ :
" ما الذى فعلته من أجلى ؟ أتقصد تدمير حياتى و ألغاء زفافى ؟ "
إياد قال منفعلاً :
" أى زفاف هذا الذى تتحدثين عنه ؟ لو كنتِ تعرفين على على حقيقته لكنتِ شكرتينى على ما فعلته . "
صحتُ به :
" و ما شأنك بى أو به ؟ أتزوجه أو لا هذا لا يخصك بتاتاً . . لماذا تدس أنفك فيما لا يعنيك ؟ ! لما لا تتركنى و شأنى ؟ "
إياد زفر بضيق و قال :
" أسمعى يا دانه . . أنا لم أتِ إلى غرفتكِ لأسمع منكِ هذا الكلام . . لقد أتيتُ لأسألك عما تحبين تناوله فى الغداء . "
صحتُ به :
" بأى لغه تفهم أنت ؟ ! لقد أخبرتك بالأمس أننى لن أتناول أى شئ أبداً حتى أموت . "
إياد قال بسخريه :
" ظننتكِ عدتِ إلى رشدكِ . "
عقدت زراعاى حول صدرى و قلتُ :
" أوف . . كم أنت سخيف ! "
إياد أخذ يضحك بشده كعادته قبل أن يغادر الحجره و يغلق بابها خلفه . .
وضعتُ المنشفه على إحدى المقاعد ، و جلستُ أمام المرأه أمشط شعرى و أرفعه بإحدى الشرائط التى أحضرها إياد من أجلى ، و أبتسمت بسخريه ، فإنه لم يفته حتى هذه الشرائط !
فى هذه اللحظه سمعتُ صوت الباب الخارجى و هو يغلق ، فأطليتُ من نافذة الغرفه لأتأكد من مغادرته للمنزل ، فوجدته يغادر المنزل ويستقل سيارته و ينطلق بها . .
ظللتُ لفتره واقفه بمكانى أفحص المنزل من الخارج و أحاول العثور على مخرجاً من المنزل ، إلى أن أنتبهتُ إلى أن إطار النافذه من الخارج يمتد إلى النافذ المجاوره . .
طبعاً أستنتجتم ما أنوى فعله . .
رُبما كان الأمر خطيراً لكنه يستحق المحاوله . . أليس كذلك ؟
وضعتُ إحدى المقاعد أمام النافذه و وقفتُ عليها ثم تسلقتُ إلى النافذه ووقفتُ على الأطار الخارجى وسرتُ بمحاذاه الحائط إلى أن وصلتُ إلى النافذه المجاوره فعبرتها و دلفت إلى الحجره . .
كانت الحجره المجاوره خاليه من الأثاث ، و بابها مفتوح على مصرعيه ، فأسرعتُ بمغادرتها و نزلتُ إلى الطابق الأرضى ، و توجهتُ مباشرة إلى باب المنزل لأفتحه ، فإذا بى أفاجأ بكونه مُوصد بالمفتاح !
ضربته بقدمى بغيظ . . تباً لك يا إياد . . ألف لعنه و لعنه عليك . . ليتنى ما رأيت وجهك هذا أبداً . .
نظرتُ حولى فوجدتُ جميع الحجرات بالطابق الأرضى مغلقه ، فذهبتُ لأول باب و حاولتُ فتحه فوجدته موصد ، و أخذتُ أحاول فتح جميع الأبواب ، إلى أن وجدتُ باباً غير موصد ، فدلفت إلى الحجره و توجهتُ نحو النافذه و نظرتُ منها ، كانت النافذه عاليه بعض الشئ مما جعلنى أتردد للحظه ، إلا أننى حسمتُ أمرى فى اللحظه التاليه و تسلقتُ النافذه و قفزتُ منها . .
لم أدرك مدى تهورى سوى بعدما أصطدمت قدمى بالأرض و ألتوت ، فظللتُ واقفه لفتره أحاول تحريكها بلا جدوى ، فقد كانت قدمى تؤلمنى بشده و رُبما كنتُ أذيتُ نفسى بدون أن أقصد . .
يا لغبائى و تهورى . . ألا يجب أن أفكر بعواقب هذه القفزه المتهوره قبل أن أقدم عليها ؟ !
آنذاك سمعت صوتاً يأتى من خلفى يتسأل بذهول . .
" كيف غادرتِ المنزل بالله عليكِ ؟ هل قفزتِ من نافذة غرفتكِ ؟ "
*-*-*-*
|