كاتب الموضوع :
أم ساجد
المنتدى :
القصص المكتمله
7
***
**
*
" هل تجديننى مألوف يا أنسه ؟ "
صُعقتُ و ظللتُ للحظات واقفه أرتجف كورقه فى مهب الريح ..
كنتُ أنظر إلى إياد و قد فتحت عيناى على و سعهما ، و فغرتُ فاهى لأقصى حد بذهول ما مثله ذهول !
إياد أبتسم بسرور ، و كأن رد فعلى أمتعه ، مما جعلنى أجن و أضرب أخماساً بأسداس . .
من أى شئ خلق هذا الكائن ؟ ! من الثلج أم الحجر ؟ !
" أخبرتكِ أن هذا الزواج لن يتم أبداً . . مشكلتكِ الوحيده يا دانه أنكِ لا تثقين بكلامى . "
أشتط ُ غضباً و تحرك لسانى المشلول من المفاجأه ، و صرختُ به :
" لماذا أنت هنا ؟ أين على ؟ ماذا فعلت به ؟ رد علىّ . "
إياد عقد زراعيه أمام صدره و قال بهدوء :
" أهدأى يا عزيزتى . . خطيبكِ العزيز بخير . . "
قلتُ بثوره :
" أين هو أذن ؟ دعنى أراه . "
إياد قال : " لكنه ليس هنا . "
قلتُ بشتت :
" هل . . . . أنصرف ؟ "
إياد هز كتفيه قائلاً :
" لم يكن موجود أصلاً . "
شعرتُ بمدى سذاجتى لتصديق تلك الحيله الماكره . .
لكن . . . لقد أتصل بى ذلك الشخص من هاتف على !
كيف حدث هذا ؟ !
قلتُ بحيره :
" لكن . . . . . ذلك الشاب أتصل بى من هاتفه . "
أبتسم إياد و قال :
" لم يكن صعباً أن أخذ من إياد هاتفه بما أننا نعمل معاً فى المكان ذاته . "
قلتُ أستفزه :
" تقصد تسرق هاتفه و ليس تأخذه . "
هز رأسه نافياً ثم قال :
" لا . . أنا لستُ لصاً . . إننى أنوى أعادته له فيما بعد . "
سألته بحيره :
" و لماذا فعلت كل هذا ؟ "
إياد قال :
" لكى تأتى إلى هنا . "
قلتُ بحده :
" فعلتُ كل هذا لأتى إلى هنا . . أنت حتماً مجنون . "
إياد هز رأسه مُستنكراً و قال :
" ماذا أفعل بلسانك السليط هذا ؟ "
و صمت لبرهه ثم قال بجديه :
" رُبما يتعين علىّ أن أعيد تربيتك من جديد أثناء وجودكِ معى . "
قلتُ بحده :
" و هل تظن أننى سأبقى هنا للحظه واحده بعد الأن ؟ إننى سأنصرف الأن . . هيا أبتعد عن طريقى . "
إياد أخذ يهز رأسه بعدم رضا و قال :
" يا لكِ من عصبيه يا حبيبتى ! "
صحتُ به :
" أنا لستُ حبيبتك أيها المجنون . "
إياد رفع حاجبيه و قال :
" رُبما سأبدأ بتربيتكِ من الأن ؛ فأنتِ تحتاجين لدرساً قاسياً لتتعلمى التحدث إلى الناس بطريقه مهذبه . "
قال ذلك وأخذ يقترب منى ببطئ !
قلتُ بوجل :
" م . . ما . . ماذا تريد ؟ "
إياد هز كتفيه قائلاً : " لا شئ . "
إلا أنه واصل أقترابه منى بشكل مُخيف !
قلتُ أحذره :
" أياك أن تلمسنى . . سأبتر يدكِ لو أقتربت منى . "
أبتسم و قال :
" رُبما أكون متهوراً . . أو مجنوناً كما تقولين . . و لكنى لستُ عديم الأخلاق مثل خطيبك . "
أستفزنى كثيراً وصفه لـ على بعديم الأخلاق ، فقلتُ :
" على ليس عديم الأخلاق . . وإن كان يوجد من هو عديم الأخلاق فهو أنت . "
و ندمتُ على ما تفوهتُ به حين رأيتُ الشرر يتطاير من عينا إياد و شعرتُ بأسنانه تصطك ببعضها غضباً ، قبل أن يقول بهدوء يتنافى مع مظهره الثائر :
" لا تستفزينى يا حبيبتى ؛ فأنت ِ لا تعرفين كم أن غضبى سئ ! و لا أظنكِ تريدين أن تتذوقى طعم قبضتى تلك . "
شعرتُ بالقشعريره تسرى بجسدى كله ، و أدركتُ حينئذ فقط أن أستفزازه ليس لصالحى أبداً ، فعدتُ أقول بنبره هادئه مستعطفه :
" لماذا تفعل هذا بى يا إياد ؟ "
أطال إياد النظر إلىّ قبل أن يقول :
" لأننى أحبك . . و أريد أن أحميكِ "
قلتُ بحيره :
" تحمينى ممن ؟ "
قال :
" من خطيبكِ "
تعجبتُ و قلتُ :
" و لماذا تحمينى منه ؟ "
قال بأنفعال :
" لأنه لا يقدر النعمه التى فى يديه . . "
قلتُ بأستياء :
" أنا لا أفهم ماذا تقصد ؟ لكنى برغم كل شئ سأتزوجه غداً . . و لا أسمح لك بأن تتحدث عنه بهذه الطريقه . "
قال بهدوء لا يخلو من الحزم :
" ستتزوجين منه فى حاله واحده فقط "
و أضاف بصرامه :
" على جثتى "
أزدردتُ ريقى بصعوبه و قلتُ :
" أرجوك يا إياد أتركنى أرحل من هنا بسلام و أعدك أننى لن أخبر أحداً بما حدث . "
إياد هز رأسه رافضاً و تابع بصرامه : " أبــــداً . . "
أزدردتُ ريقى بصعوبه و قلتُ بوجل :
" أ تقصد أنك ستجعلنى حبيسه هنا حتى غداً ؟ "
أجاب بهدوء :
" بل .. سأجعلكِ سيدة هذا المكان إلى وقتٍ لا أعلمه . . لقد أشتريتُ هذا المنزل من أجلكِ . . هذا هو عشنا الصغير . . "
و ألتقط نفساً عميقاً ثم تابع :
" ما أجمل هذا المكان . . حيث الهدوء و الربوع الخضراء و الماء و . . . . . "
و مد يده ليضعها تحت ذقنى متابعاً :
" و الوجه الحسن . "
دفعتُ يده عن ذقنى بحركه عنيفه ، فأبتسم و قال :
" أعتقد أن المنزل يحتاج إلى طلاء من الخارج و إلى بعض التعديلات من الداخل . . و أعتقد أننى سأقوم بتغيير الأبواب و النوافذ و أستبدلها بأخرى جديده ، و كذلك ستحتاج الجدران لأن تطلى بألوان تناسب الأثاث الذى سأشتريه . . لكنه فى النهايه سيكون رائعاً . . ألا توافقينى يا حبيبتى ؟ "
قلتُ متجاهله جُملته تماماً :
" لكن هذا يعد أختطافاً . "
قال ببساطه :
" تذكرى أننى لم أجبركِ على المجئ إلى هنا .. بل لقد أتيتِ إلى هنا برغبتك ِ. "
صرختُ به :
" أتيتُ لأنك خدعتنى . "
إياد تنهد بقوه و قال :
" ما خدعتكِ إلا لأننى أحبكِ و أخاف عليكِ . "
قلتُ أحذره :
" لكن أهلى سيخبرون الشرطه عن أختفائى و حتماً الشرطه ستعرف طريقك . "
إياد قال بسخريه :
" آه . . كم أنا خائف ! أنظرى . . إن جسدى كله يرتجف خوفاً من هذا . . "
قلتُ :
" أسخر منى كيفما شئت ، لكن الشرطه ستعرف طريقك حتماً . . فكر فى الأمر جيداً . . أنك لا تريد أن تموت والدتك حين تعرف أنك ستدخل السجن . "
قال مُبتسماً :
" أوه يا حبيبتى . . يسعدنى أنكِ تخافين علىّ و تحذريننى . . لكنى على أى حال فكرت بهذا مُسبقاً و وجدتُ له حلاً رائعاً . "
نظرتُ إليه بتساؤل ، فإذا به يقترب منى فجأه و يمسك بحقيبتى و التى كنتُ لا زلتُ أمسكها بيدى . .
تراجعتُ خطوه إلى الخلف بذعر ، بينما أخرج إياد من حقيبتى هاتفى المحمول و أخذ يعبث به ، وبعد فتره قال :
" أسفه لأننى خيبت ظنكم بى ، لكنى لا أريد الزواج من على ، و سأتزوج من شخصاً أخر ، سامحونى . . دانه . "
فتحتُ عيناى على وسعهما من شدة ذهولى و صحتُ به :
" أياك أن تفعل ! "
لكنه هز كتفيه قائلاً بهدوء :
" أنتهى الأمر . . لقد أرسلتها لوالدتك . "
صرختُ به :
" أعطنى أياه . . لا يمكن أن تفعل هذا . . أمى ستموت لو قرأت هذا الكلام الفارغ . "
لكنه و ضع هاتفى بجيب بنطاله قائلاً :
" بالحجره حمام مُرفق . . لقد جهزته من أجلك بكل ما قد تحتاجينه . . "
و أقترب من خزانة الملابس و فتحها قائلاً :
" و أيضاً أشتريتُ لكِ ملابس على ذوقى . . أتمنى أن تنال إعجابكِ . "
و أبتسم متابعاً بسخريه :
" كما أشتريتُ بعض القصص الرومانسيه التافهه التى تحبينها و تقرأينها دائماً . "
و صمت لبرهه ثم قال :
" ليله سعيده يا حلوتى . "
و غادر الحجره مُغلقاً بابها خلفه بهدوء !
*-*-*-*
تتبع
|