كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات غادة
وهما يأكلام اخذا يتكلمان ولم يبدو على بارت الجوع فدفع طبقه ولم يأكل نصف طعامه وسألها بلهجة امره:
"اخبريني عن نفسك "
ابتسمت ساخرة :
" حاضر سيدي "
" ارجوك "
التواء فمه أظهر انه ادرك عجرفته فسألت:
" ماذا تريد ان تعرف ؟"
" كل شيئ "
نظرت اليه لتجد نفسها تزداد احمرارا دون سبب فادارت وجهها عنه وبدأت تتحدث عن والديهاو طفولتها ، هنري ، سنواتها في كلية الفنون ، وعملها منذ ذلك الوقت حين كانت تتوقف عن الكلام كان يطرح عليها سؤالا يظهر انه يتابع كلامها باهتمام ولم تكن تعي مرور الوقت بل كانت تتمتع بنور الشمس بعد الظهر الذهبية صوت رقرقة المياه من بعيد وتحرك ظلال الأشجار من تحتها فجأة نظر الى ساعته وبدا على وجهه المضض .
" أخشي ان اكون مضطرا للعودة الى المؤتمر هل تبقين في المدينة لتناول العشاء معي ؟"
احست بالخوف لانها كانت ان تفعل ما طلب وتعلم ان هذا جنون فابتسمت بأدب:
"كم انت لطيف لكني مضطرة للعودة "
" ايجب ؟ بامكاني تقديم عشاء فاخر "
" اسفة ".
لم يكن العشاء الذي يزعجها بل ما بعده فقد كانت تحس بريبة قوية انه لا ينوي ان تتوقف لاامسية عند العشاء
" اود رؤيتك مجددا "
" نظرت اليه وقالت بصراحة:
"لن تكون هذه فكرة جيدة فليس بيننا شيء مشترك "
رد بصوت اجش متثاقل وهو يقف بعدما وقفت:
" بامكاني اثبات خطأك ".
احست بأنفاسها تعلق حنجرتها فقد اصبحت تحس بمعنى تلك النظرة في عينيه والتى يركزها على فمها وعيناه تبرقان من تحت رموش نصف مغمضة اول ما احست به الغضب لكن تدريبها على الصبر من هنري حول غضبها الى سخرية فابتسمت:
" انا لست دمية لتسلية الاثرياء الذين يحسون بالضجر "
لكن هاموند لم يكن يحب السخرية وغضب ليقول بلهجة محذرة:
"خذي كلامي على محمل الجد كلير "
" لا اريد ان اخذك باية طريقة "
" اريدك كلير وباى طريقة ممكنه ".
ردت بسرعة وغضب:
"شكرا للانذار سيد هاموند لو كنت لحاجة لعذر كي لا اراك بعد الان فقد قدمت لى عذرا افهم هذا وأفهمه جيدا والى الابد لست متوفرة لاحد ليس الان ولا الى الابد " .
نظرت اليه بحدة وببرود ثم استدارت لتخرج من جناحه فوقف حيث هو دون حراك يراقبها تبتعد
بارت هاموند خطف انفاسها ليس فقط بما قاله لها بل بالطريقة التى قالها لهجته صعقتها لم يقصد المزاح كان يعني كل كلمة يقولها وعيناه الزرقاوان كانتا حريتان على ان لا تتركا شاردة او واردة وهما تنظران الى جسدها .
السيد بارت هاموند كان يأمل ان تقدم له الفراش مقابل المائدة التى سيقدمها لها ذلك المساء لقد تصور لانها تشارك السكن في منزل واحد مع هنري فهي على استعداد لمشاركة اشياء اخري مع رجال اخرين لكن بامكانه إعادة النظر بافكاره وحين وصلت الى الفندق اتصلت بهنري لتطمئن عليه وترددت كثيرا قبل ان تخبره انها قابلت بارت هاموند وهذا امر لم يعجب هنري وانهي تحذيره لها منه بسؤال خفيف لكن بلهجة جدية :
" هل يعجبك "
" كسم الفئران "
ضحك:
" انت تبالغين حبيبتي قد اقول ان النساء يجدنه جذابا "
ردت مازحة لكن وجهها لم يكن يبتسم :
" اما انا فلا اتصوره على رف الموقد "
سألها هنري بعد صمت مفكر:
" كم كان قاسيا في غزله كلير ؟"
"ردت بخفة :
" أظن بامكانك الظن بان نواياه لم تكن شريفة "
" لا تعجبني فكرة ان تكوني لوحدك مع ذئب يدور حولك يقصد افتراسك " .
" لا تقلق فانا فتاة كبيرة واستطيع حماية نفسي ثم اظن من غير المتوقع ان اراه ثانية كما انني لن اذهب مرة ثانية الى بورت ارثر "
لكن بارت هاموند كان قد اصبح ظلال يعتم تفكيرها ظلام يزعجها ما من رجل نظر اليها مثل ما فعل هذا الرجل من قبل بقيت الذكري تعاودها وتسبب حرارة مفاجئة في شرايينها مع احساس قوي لم تختبر مثله من قبل لكنها كانت متأكدة انه لا مستقبل لاى علاقة معه حتى بدون بريق ماله لن تستطيع نساء كثييرات ان تقاوم جاذبيته لكنها اصبحت مادعاه هنري " بالهدف السهل " وهذا ما ازعجها حقا فهي ليست ما يظنه بها ولن يحصل على شيئ منها .
كررت لنفسها لا شيء اطلاقا وأحست بالانزعاج لاضطرارها الى تكرار التأكيد لنفسها وكأنها من الممكن ان تقتنع بعلاقة عابرة مع الرجل الذي لم يعجبها ولم تحبه نظرت الى مرأتها فيما بعد وهى تستعد للنوم وعاودها الغضب حتى لا حظت احمرار محموما على خديها واشراق غريب في عينيها
|