كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات غادة
"ماذا تفعل انت هنا ؟"
التوي فمه القاسي لتجنبها الرد على سؤاله بسؤال مماثل :
" انا اعمل ..جئت الى هنا لحضور مؤتمر عن النقل لابحري وعن البحيرات "
" للاثرياء المجهولين ؟".
لمعان عينيه اعلمها ان ملاحظتها لم تعجبه " الم تسافري من قبل للخارج انسة بايرد ام ان كارير يهتم عادة بهذه الامور ؟".
جاء دورها للغضب لكنها حذت حذوه في اخفاء الغضب فابتسمت بحلاوة باردة:
" اوه ..انا احتفظ بما لي لنفسي "
" لو صدقتك لظننتك بلهاء وماذا تفعلين هنا ؟ ".
" جئت لارسم فانا مثلك اعمل "
" في بورت ارثر نفسها ؟"
" لا بل في منتجع على بعد أميال من هنا وجئت الى هنا لاتسوق "
" وهل كارير معك ؟" .
ارتفع ذقنها المستدير تحديا :
" لا هنري في المنزل ولابد انه يجوع نفسه حتى الموت لاني لست هناك ينسي ان يأكل "
التوت شفتاه سخرية " كم هذا محزن "
" وهذا مايذكرني يجب ان اجد مكانا اطعم فيه نفسي وداعا سيد هاموند " وهي تستدير لتبتعد أمسك ذراعها .
" تناولي الغذاء معي كنت في طريقي لتناوله "
" لا شكرا لك فنحن لا نتناسب معا ولا استطيع تصورك تأكل في مطعم رخيص " .
رد بهدوء " سنتغذي في فندقي "
هزت رأسها " ليس وانا ارتدي الجينز "
" يمكن ان نأكل في جناحي ولن يلاحظ احد ملابسك " .
ابتسمت لفكرة ان يكون له جناحا لوحده والتقط ابتسامتها وفضحت عيناه الغضب ثانية لقد ظنها تضحك منه مرة اخري فقالت له باتزان:
" انا اسفة لكننا من عالمين مختلفين وانا لا اشك في ان فندقك يقدم طعامنا رائعا سيد هاموند لكني افضل مطعمي المتواضع اذا كنت لا تمانع ".
" لكني امانع ..متعجرفة معكوسة انسة بايرد ؟"
" لا فقط واقعية فنحن من جانبين مختلفين من الطريق وانا أفضل الجانب الذي انا فيه "
" اذن لماذا كنت في تلك الحفلة تلك الليلة ؟" .
" كان هنري هناك يدير لنفسه بعض العمل وكنت انا هناك لانه ارادني معه "
" انت اذا زخرفة واجهته يستخدمك كطعم لزبائنه ؟"
الاهانة قطعت انفاسها فقالت من بين اسنانها :
" احفظ لسانك ايها السيد قد تكون اكبر مني لكن هذا لا يمنعني من قطع رأسك دون اداة حادة ؟".
ضحك وبدت عليه الدهشة ومر في تلك اللحظة مجموعة اولاد المدرسة صدمت كلير وأرسلتها لتصطدم به وتضطر الى رفع يديها تتمسك بكتفيه كي تستعيد توازنها فالتفت ذراعاه حولها لتسندها كانا قريبان حتى انها لاحظت رذاذا من اللون الاسود في عينيه الزرقاء والذي يعطيها ذلك اللون الداكن عن بعد لكنه ارجع رأسها بحدة والتقت عيناهما ليشيح بوجهه فورا وقال بلهجة خشنة :
"فندقي عند الزاوية في نهاية الشارع " .
وهو يقودها فوق سجادة ردهة الفندق الحديث نظرت اليه بارتباك متسائلة عما اذا كان من الحكمة ان تصعد معه الى جناحه هل يعتبر عناقه لها في حديقة منزلها من نوع الغزل ؟ لا يبدو لها من النوع الذي يحاول شيئا سريعا مع الغذاء لكن ما من احد يستطيع ان يعرف بالتاكيد ولم تكن لتحب ان تقاومه فهو يبدو ضخما قويا تحت بذلته الانيقة .
طوال الطريق الى جناحه في الطابق الاعلى للفندق كانت تفكر بكيفية التعامل معه فيما لو اضطرت ...حين ادخلها غرفة الجلوس الواسعة التقط الهاتف وقال " ماذا تريدين ان تاكلي ؟سأطلب الستيك لنفسي "
" كم هذا مدهش ".
" في الفنادق اجد هذا الطعام الوحيد الذي يمكنني ان يكون طازج الطبخ "
" ابتسمت وهزت كتفيها اذن فليكن الستيك "
" كم انت لبقة حسنة الذوق ".
احمر وجهها:
" لم اكن اقصد ان اكون فظة "
" لا بأس في هذا انسة بايرد لقد بدأت اعتادت على لسانك اللاذع ".
كان في الغرفة ابواب زجاجية فتقدمت كلير نحوها لتجد نفسها على شرفة تطل على البحيرة اتكأت على عامود الدرابزين الحديدي للتحدق الى الأسفل مساكب خضراء موشاء بزهور كبيرة تويجاتها تنحني فوق المياه الساكنه بعض البط كان يسبح بصمت وسكون وكأنهم المحاربون الهنود يتسللون للقيام بغارة حرب مفاجئة رؤوسهم الصغيرة كانت تختفي فجأة تحت الماء بحثا عن الغذاء .
|