كاتب الموضوع :
abjdiat
المنتدى :
أغاثا كريستي , روايات أغاثا كريستي
تكملة الفصل الثالت
نظر بوارو إليها وقال: أنت ؟ ولكن لماذا لم تقولي ذلك فورا؟
لأن الأمر لم يخطر ببالي إلا قبل قليل فقط...عندما ذكرت أوفيليا؛ ذات شعر طويل يبدو مبلولا، وهي دميمة بعض الشئ. لقد بدا ذلك وصفا لفتاة رأيتها عمليا من قبل...قبل فترة وجيزة تماما، ثم تذكرت من تكون.
ومن هي ؟
أنا لا أعرف اسمها عمليا، ولكنني أستطيع معرفة ذلك بسهولة. كنا نتحدث عن رجال التحري والمخبرين الخاصين...وتحدثت أنا عنك وعن بعض الأمور المدهشة التي فعلتها.
وأنت أعطيتها عنواني؟
لا ، لم أعطها عنوانك بالطبع؛ فلم أكن أعرف أنها تريد رجل تحر أو شيئا من ذلك. ظننت أنه مجرد حديث. ولكنني ذكرت اسمك مرات عديدة، وسيكون من السهل طبعا أن تعثر الفتاة على اسمك في دليل الهاتف وتأتي إليك.
هل كنتما تتحدثان عن جرائم القتل؟
لا أذكر ذلك تحديدا. بل إنني لا أعرف كيف دخلنا في موضوع رجال التحري. إلا إذا، نعم، ربما كانت هي التي بدأت طرح الموضوع..
أخبريني إذن، أخبريني بكل ما تستطيعينه...حتى إذا كنت لا تعرفين اسمها، أخبريني بكل ما تعرفينه عنها.
حسنا، لقد كان ذلك في عطلة نهاية الأسبوع الماضي. كنت في ضيافة عائلة لوريمر. ولا علاقة لهم بالأمر، باستثناء أنهم أخذوني إلي بعض أصدقائهم لقضاء أمسية. وقد كان هناك العديد من الأشخاص، وبدأ الحضور يقولون أشياء لي كما تعلم: عن مدى حبهم لكتبي وقصصي ومدى تشوقهم للقائي...وهذا كله يجعلني أشعر بالحرج الشديد والضيق، ويشعرني بأني سخيفة بعض الشئ. ولكنني تمكنت من التكيف بشكل أو بآخر. وقد أعربوا عن مدى خبهم لرجل التحري الفظيع في قصصي، واسمه سفين جيرسون. (وليتهم يعلمون كم أكرهه أنا! ولكن ناشر كتبي يوصيني دوما بعدم قول ذلك). على كل حال، أظن أن الحديث عن رجال التحري في الخياة الواقعية قد نشأ عن هذا الموضوع، وتحدثت قليلا عنك، وكانت هذه الفتاة واقفة قربنا تصغي. وعندما قلت إنها أشبه بأوفيليا نشطت ذاكرتي وفكرت: "بمن يذكرني هذا الوصف؟". ثم تذكرت وقلت لنفسي:"بالطبع إنها الفتاة التي رأيتها في الحفلة ذلك اليوم".وأكاد أظن أنها تنتمي إلى ذلك البيت، ما لم أكن أخلط بينها وبين فتاة أخرى.
تنهد بوارو؛ فمع السيدة أوليفر يكون المرء بحاجة للكثير من الصبر. سألها: من هم هؤلاء الناس الذين كنت في زيارتهم؟
أحسب أن اسم الرجل هو تريفوسيس، أو ربما تريهيرن.اسم من هذا القبيل...وهو من أقطاب المال . غني تماما.له وجوده في لندن، ولكنه قضى معظم حياته في جنوب إفريقيا...
هل له زوجة؟
نعم، وهي امرأة جميلة جدا ذات شعر أشقر وأصغر منه بكثير، وهي الزوجة الثانية له. أما ابنته فهي من زوجته الأولى. وقد كان هناك أيضا خال لهم هرم جدا ويكاد يكون أصم، وهو شخص مميز جدا..تجد أمام اسمه سلسلة من الالقاب. ربما كان أدميرالا أو ماريشالا جويا أو ما شابه ذلك؛ وأظنه عالم فلكي أيضا؛ فقد كان لديه تلسكوب ضخم فوق سطح البيت (رغم أظنني أن تلك مجرد هواية له). وقدكانت في البيت أيضا فتاة أجنبية كانت تجرب هنا وهناك لرعاية العجوز، وأظن أنها تسافر معه إلى لندن وتحرص على أن لا تدعسه سيارة ..وقد كانت جميلة بعض الشئ.
رتب بوارو المعلومات التي زودته بها السيدة أوليفر وهو يشعر وكـأنه كمبيوتر بشري، ثم قال لها: إذن فإن من يعيش في البيت هم السيد والسيدة تريفوسيس..
اسمها ليس تريفوسيس. تذكرت الآن ...إنه ريستاريك.
هذا اسم من نوع مختلف تماما من الأول.
نعم، هو كذلك. إنه اسم من الأسماء الشائعة في كورنوول، أليس كذلك.؟
يعيش هناك - إذن - السيد و السيدة ريستاريك، والخال العجوز البارز. هل اسمه ريستاريك أيضا؟
اسمه السيد روديريك فلان.
والفتاة الأجنبية ، كائنا ما كان عملها، والابنة ...هل يوجد أطفال آخرون؟
لا أظن ذلك، ولكنني لا أعرف حقا. والابنة لا تعيش في البيت بالمناسبة. كانت هناك لقضاء عطلة نهاية الأسبوع فقط؛ فهي غير منسجمة مع زوجة أبيها كما أظن. إن لها عملا في لندن،و لها صديق لا يحبونه كثيرا. هذا ما فهمته.
يبدو أنك تعرفين الكثير عن العائلة.
آه، المرء يسمع الكلام. إن عائلة لوريمر يتكلمون كثيرا؛ فهم دائما في سيرة هذا الشخص أو ذاك، ويسمع المرء الكثير من الأقاويل عن الناس في المنظقة. مع أن المرء يخلط بين الناس أحيانا، وربما كنت قد خلطت بينهم أيضا. ليتني أتذكر الاسم الأول لتلك الفتاة. إنه مرتبط بأغنية ما . ثورا؟ "كلميني يا ثورا، ثورا، ثورا..."، شئ من هذا القبيل ، أم أنه ميرا؟ "ميرا, آه يا ميرا، إن حبي كله لك". شئ من هذا. أم هو نورما؟ أو ربما ماريتانا؟ نورما...نورما ريستاريك . نعم ، أنا واثقة أن هذا صحيح.
ثم أضافت دون رابط للحديث: وهي فتاة ثالثة.
أظنك قلت إنك تظنينها الابنة الوحيدة .
وهكذ هي..أو هذا ما أراه.
إذن مالذي تعنينه بقولك إنها "القتاة الثالثة"؟
يا إلهي! ألا تعرف ماذا تعني عبارة الفتاة الثالثة؟ ألا تقرأ صحيفة التايمز؟
أقرأ الولادات والوفيات وأخبار الزواج. وبعض المقالات التي أجد اهتماما بها.
لا، أعني صفحة الإعلانات الأولى. سأريك.
ذهبت إلى الطاولة الصغيرة وأخذت عنها صحيفة التايمز، ثم قلبت الصفحات وعاد قائلة : هنا...انظر:
"مطلوب فتاة ثالثة لشقة مريحة في الطابق الثاني، غرف مستقلة، تدفئة مركزية، في إيرلزكورت". "مطلوب فتاة ثالثة للمشاركة في شقة، 5 جنيهات في الأسبوع، غرفة خاصة " . "مطلوب فتاة رابعة . ريجنت بارك. غرفة خاصة".
إنها طريقة العيش المفضلة لدى الفتيات اليوم ؛ فهي أفضل من السكن لدى العائلات أو في بيوت الشباب. تستأجر الفتاة الأولى شقة مفروشة ثم تتقاسم الأجرة مع غيرها. وتكون لدى الفتاة الثانية عادة صديقة لها، ثم تجدان فتاة ثالثة عن طريق الإعلان. وكما ترى فإنهن غالبا ما يتمكن من حشر فتاة رابعة معهن. تأخذ الفتاة الأولى أفضل غرفة ، وتدفع الفتاة الثانية مبلغا أقل قليلا،و الثالثة أقل من الثانية ويتم حشرها في زاوية صغيرة . وهي طريقة ناجحة إلى حد بعيد.
وفي أي مكان من لندن تعيش هذه الفتاة التي ربما كان اسمها نورما؟
لا أعرف عنها شيئا في الواقع كما قلت لك.
ولكن بوسعك أن تعرفي؟
آه، نعم . أظن أن ذلك سيكون سهلا تماما.
أأنت واثقة من أنه لم يجر هناك حديث أو ذكر لوفاة مفاجئة؟
أتعني وفاة في لندن أو في بيت ريستاريك؟
في أي منهما.
لا أظن ذلك. هل تريد أن أرى ما يمكنني إثارته زمعرفته عن الآمر.؟
التمعت عينا السيدة أوليفر انفعالا؛ فقد كانت تدخل الآن في صميم التجربة. قال بها بوارو : سيكون ذلك لطفا بالغا منك.
سأتصل بعائلة لوريمر. سيكون هذا الوقت مناسبا تمام للاتصال.
ثم ذهبت نحو الهاتف قائلة: :"سيتعين علي التفكير بأعذار...وربما اختراع بعض الأمور..."، ثم نظرت نحو بوارو بشئ من الارتياب فقال لها: هذا طبيعي ومفهوم. انت امرأة ذات خيال واسع، ولن تجدي صعوبة في ذلك. ولكن ...لا تخرجي بأشياء خيالية جدا. عليك بالاعتدال.
رمته السيدة أوليفر بنظرة تفهم، ثم أدارت قرص الهاتف وطلبت الرقم المطلوب. أدارت رأسها إليه وتمتمت قائلة: هل لديك ورقة وقلم...أو دفتر ملاحظات..شئ أدون عليه الأسماء والعناوين والأماكن؟
كان بوارو قد رتب أصلا وجود دفتر ملاحظات قرب يده، فأومأ لها مطمئنا.
عادت السيدة أوليفر فالتفتت إلى السماعة في يدها وانطلقت تتكلم، فيما استمع بوارو بكل انتباه للمكالمة من طرف واحد.
مرحبا، هل أستطيع التحدث ...آه، هذا أنا يا نعومي. أريادني أوليفر تتكلم. آه نعم...لقد كان جمعا كبيرا بعض الشئ ...آه ، أتعنين العجوز؟ لا ، أنت تعرفين أنني لا أفعل ذلك...أعمى تماما؟..ظننت أنه ذاهب إلى لندن مع تلك الفتاة الأجنبية الصغيرة..نعم، لا بد أن الأمر يثير قلقهم أحيانا...ولكن يبدو أنها تتدبر أمره بشكل جيد...إن أحد أسباب مكالمتي لك هو سؤالك عن عنوان الفتاة..كلا، أعني الفتاة ريستاريك...لقد كان في مكان ما في ساوث كنغستن، أليس كذلك؟ أم أنه في نايتزبريدج؟ لقد وعدتها بإرسال كتاب لها، وكتبت عنوانها، ولكنني أضعته كالعادة . حتى إنني لا أستطيع تذكر اسمها. أهو ثورا أم نورما؟...نعم ، لقد ظننته نورما بالفعل..انتظري لحظة ، سأحضر قلما...نعم، أنا جاهزة ...76 بوردوين مانشينز...أعرفه، ذلك الصف الضخم من الأبنية الذي يبدو مثل السجن...نعم، أظن أن الشقق مريحة جدا فيه بوجود التدفئة المركزية وغير ذلك...من هما الفتاتان الآخريان اللتان تعيشان معها؟..أهما صديقتان لها أم عرفتهما من خلال الإعلان؟...كلاوديا ريسلاند...والدها هو عضو البرلمان، أليس كذلك؟ ومن هي الفتاة الأخرى؟...نعم ظننت أنك لا تعرفين..ولكن أظنها لطيفة تماما هي الأخرى ..ماذا يعملن جميعا؟ يبدو أن معظم هؤلاء الفتيات يعملن سكرتيرات، أليس كلك؟...تظنين أن الفتاة الآخرى تعمل في تصميم الديكورات الداخلية أو في شئ يتعلق بالمتاحف الفنية...كلا يا نعومي، لا أريد حقا أن أعرف...ولكن المرء يتساءل فقط عما تفعله الفتيات في أيامنا هذه؛ فهذا مفيد لي في كتابة قصصي..يريد المرء أن يبقى ملما بآخر أحوال الدنيا.ما هو ذلك الذي أخبرتني به عن وجود صديق ما...نعم، ولكن المرء عاجز تماما، أليس كذلك؟ أعني أن الفتيات يفعلن ما يحلو لهن تماما...هل يبدو الشاب فظيعا جدا ؟ هل هو من ذلك النوع القذر الذي يطلق لحيته بإهمال؟ آه، من ذلك النوع..وشعر كستنائي طويل ملتف ينزل حتى كتفيه..نعم، من الصعب جدا معرفة الشاب من الفتاة، أليس كذلك؟ نعم، إنهم يبدون فعلا كرسومات فاندايك إن كانوا على جانب من الوسامة..ماذا قلتِ؟ إن أندرو ريستاريك يكرهه؟...نعم، هكذا هو دأب الرجال..ماري ريستاريك؟...أحسب أن المرء يتشاجر أحيانا مع زوجة أبيه. أظنها شكرت ربها كثيرا لأن الفتاة وجدت عملا في لندن. ماذا تعنين بقولك إن الناس يقولون أشياء؟ ...لماذا، ألم يستطيعوا معرفة ما بها؟...من قال ذلك؟...نعم،ولكن ما الذي تستروا عليه؟..آه، ممرضة؟...تحدثت مع مربية جينرز؟أتعنين زوجها؟ آه، فهمت ..لم يستطع الأطباء اكتشاف الأمر...كلا، ولكن الناس ذوو طبائع خبيثة جدا. إنني أتفق معك. فهذه الأشياء عادة ما تكون غير صحيحة أبدا...آه، أكان ذلك في المعدة؟..ولكن ما أسخف ذلك. أتعنين أن الناس قالوا إن صاحبنا، ما هو اسمه، أندرو..أتعنين أن من شأن ذلك أن يكون سهلا مع وجود كل تلك المواد القاتلة للأعشاب الضارة في المكان..نعم، ولكن لماذا؟..أعني أن القضية ليست قضية زوجة كرهها زوجها لسنوات طويلة..إنها الزوجة الثانية، وهي أصغر منه بكثير، وجميلة.. نعم، أظن ذلك ممكن..ولكن لماذا تريد الفتاة الأجنبية ذلك أيضا؟..تعنين أنها ربما كانت ساخطة من أشياء قالتها لها السيدة ريستاريك؟ إنها فتاة ضئيلة جذابة جدا..أحسب أن أندرو ربما أعجب بها..ليس بشكل جدي بالطبع..ولكن ربما كان ذلك قد أزعج ماري، وعندها ربما قد تكون هاجمت الفتاة و...
وبزاية عينها لاحظت السيدة أوليفر إشارات بوارو المهتاجة لها فقالت لمحدثتها على الهاتف: دقيقة واحدة يا عزيزتي..إنه الخباز . انتظريني على الخط.
بدا بوارو وكأنه يشعر بالإهانة . وضعت السماعة وأسرعت تعبر الغرفة حيث لحقت ببوارو إلى زاوية منعزلة تستخدم مكانا لتناول الإفطار، وهناك سألت وهي تلهث: ما الأمر؟
قال بوارو بازدراء: خباز، أنا!
كان علي التفكير في عذر ما ، وبسرعة. ما الذي كنت تشير من أجله؟ هل فهمت مالذي كانت..
قاطعها بوارو قائلا: ستخبريني بعد قليل..أعرف ما يكفي.
ما أريد منك فعله هو أن ترتبي – بقدرتك السريعة على الارتجال – مبرروا مقبولا أستطيع معه زيارة عائلة ريستاريك. قولي إني صديق قديم لك، وربما استطعت القول إن...
- اترك الأمر لي؛ سأفكر بشئ ما . هل تريد إعطاء اسم وهمي؟
- كلا، بالتأكيد. دعينا نجعل الأمر بسيطا على الأقل.
- أومأت السيدة أوليفر برأسها وأسرعت عائدة إلى الهاتف: نعومي؟ لا أتذكر ما كنا نقوله. لماذا يأتي دوما بشئ يقطع على المرء كلامه عندما يكون قد شرع لتوه في أقاويل لذيذة . لا أستطيع أن أتذكر الآن حتى سبب مكالمتي لك أصلا...آه، نعم ...عنوان تلك الطفلة ، ثورا..أعني نورما..وقد أعطيتني إياه. ولكن عندي شئ آخر أردت... آه، تذكرت. إنه يتعلق بصديق قديم لي، رجل رائع. لقد كنت أتكلم عنه عمليا عندما كنت معكم هناك، واسمه هيركيول بوارو. أنه سيقيم في لفترة قرية جدا من بيت عائلة ريستاريك، وهو متلهف جدا على مقابلة السيد روديريك، فهو يعرف الكثير عنه ويكن له إعجابا عظيما له ولأحد الاكتشافات الرائعة التي التي اكتشفها أثناء الحرب أو لأمر علمي قام به...على كل، إنه حريص جدا على "زيارته والتعبير عن احترامه له"، هكذا عبر السيد بوارو عن الأمر. أتظنين أن ذلك ممكن؟ هل لك أن تعطيهم خبرا بذلك.؟ نعم، ربما رأيتموه يأتي فجأة. قولي لهم أن يطلبوا منه أن يقص عليهم بعض قصص التجسس الرائعة فهو...ماذا؟ آه! طبختك على النار؟ نعم، طبعا يجب أن تذهبي. وداعا.
أعادت سماعة الهاتف إلى مكانها وألقت نفسها على كرسي قائلة: يا إلهي! يا له من أمر متعب. أكان هذا جيدا؟
- ليس سيئا.
- رأيت أن من الأفضل أن أربط زيارتك بالعجوز، وهناك سترى البقية ممن أحسبك تريد رؤيتهم. إن بوسع الانسان دوما أن يكون غامضا مبهما فيما يتعلق بالموضوعات العلمية، خاصة إذا كان امرأة، ويمكنك –لحين وصولك إلى هناك- التفكير بشئ أكثر تحديدا وإقناعا . والآن ، هل تريد سماع ما كانت تقوله لي؟
- فهمت أن نميمة كانت تجري. أهي حول صحة السيد ريستاريك؟
- بالضبط، يبدو أن لديها نوعا من تلك الأمراض الغامضة المتعلقة بالمعدة، وقد حار فيه الأطباء. وقد أرسلوها إلى المستشفى فأصبحت على ما يرام، ولكن لم يتضح هناك أي سبب لذلك. ثم عادت إلى البيت، فعاد المرض للظهور من جديد...واحتار الأطباء مرة أخرى، ثم بدأ الناس يتكلمون. وقد بدأ ذلك على يد ممرضة قليلة الإحساس بالمسؤولية إلى حد ما، وقد أخبرت أختها جارة لها، وذهبت الجارة إلى عملها فأخبرت غيرها متعجبة من غرابة الأمر كله. ثم بدأ الناس يقولون أن زوجها يحاول تسميمها من دون شك. مثل تلك الأمور التي يقولها الناس...ولكن الكلام – في هذه الحالة- لم يكن ذا معنى في الواقع. ثم تساءلنا أنا ونعومي حول تلك الفتاة الأجنبية الضيفة، إنها تقوم بدور السكرتيرة والمرافقة للعجوز ولذلك لا يوجد –فعلا- سبب يدعوها إلى دس مبيدات الأعشاب الضارة للسيدة ريستاريك.
- سمعتك تقترحين بعض الأسباب.
- ذلك أنها توجد دوما أشياء ممكنة...
- قال بواور متأملا: جريمة قتل مرغوبة..ولكنها لم ترتكب بعد.
***
|