كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
واجابتها لورا:
-إذا كنت تشعرين بهذه الطريقة , وانت مرتاحة مالياً فلماذا لا ؟.. ولكنني اموت ضجراً اذا لم افعل شيئاً
- إذاً ... امر جيد ان تتعلمي الايطالية...... انه العمل الوحيد الذي سيسمح لك روبرتو به.
- لو أردت العمل... لن يستطيع روبرتو ايقافي.
وساد الصمت, بطريقة متوترة, حتى تمنت لو أنها صانت لسانها أكثر وتكلم روبرتو في النهاية:
- المسألة نظرية . في الوقت الحاضر وقتها مشغول بتعلم الايطالية وتتعود ان تأخذ مركزها في منزلنا .وعندما يأتي وقت تشعر فيه بحاجتها لاشغال نفسها باتجاهات أخرى, سنتكلم عن هذا في حينه!
أثناء تناول العشاء تكلم روبرتو واوليفيا بالايطالية ولدهشتها استطاعت لورا ان تتابع حديثهما , ولكنها لم تتظاهر بهذا , يوماً ستفاجئ روبرتو بمعرفتها هذه . وحتى ذلك الوقت ستتظاهر بالعكس.
بعد العشاء غادر روبرتو واوليفيا المنزل لينضما الى اصدقاء في احد النوادي الليلة, وبقيت وحيدة مع الكونتيسة و فجلستا على جانبي المدفأة, وكانت قطع حطب الصنوبر تحترق في المدفأة, على الرغم من عدم فائدتها, لوجود التدفئة المركزية .
كسرت الكونتيسة الصمت:
- اتمنى ان يتزوج ابني من اوليفيا. ستكون زوجة رائعة له.
- واضح انها من نفس الطبقة الارستقراطية.
- والاهم من هذا انها تحبه. وهو بحاجة للحب. من النظرة التي على وجهك لا توافقيني الرأي.
- لا اعرف ابنك جيداً حتى اوافق او لا اوافق . مع انه يبدو لي راضياً بنفسه.
- انت لا تعرفين الرجل الكامن وراء قناعه . انه قادر على الحب والكراهية بنفس المستوى.
- انا مندهشة لانه لم يتزوج بعد.
-الايطاليون اما ان يتزوجوا في عمر باكر او في اواسط الثلاثين.
- لم أكن اعرف هذا .
- لقد توقف عن لهوه عندما مرض والده. لقد حمل مسؤولية كبيرة بالنسبة لعمره يوم ذاك ،لقد كان في الثالثة والعشرين عندما مات والده, منذ عشر سنوات.
-إذا كان جوليانو في اوائل مراهقته.
- لهذا كان روبرتو يشعر بمسؤوليته تجاهه دائماً. كان هناك رباط بينهما أقوى ممايجده المرء عادة بين شقيقين . لقد كانا متوافقين حتى...
ولم تكن بحاجة لإنهاء الجملة , لأن لورا فهمت انها تعني حتى ظهرت هي في حياته,
وتابعت الكونتيسة:
-لقد تصرفنا بحماقة , لو التقينا بك عندما اقترح جوليانو ذلك. انني واثقة ان حبه لك كان حقيقاً . لقد كنت انا السبب لعدم دعوتك الى منزلنا حتى الآن
- أتعنين ان روبرتو لم يكن هو المعارض للتعرّف اليّ؟
- إنها الحقيقة , فمن الآن وصاعداً لن يكون بيننا سوى الحقيقة. بنظري انت ارملة ابني, ومثل ابنتي, اريدك ان تعتبري هنا كمنزلك يالورا . ولن يتم وانت تشعرين بالعداء لروبرتو. ارجو ان لا تلوميه من الآن وصاعداً على ماحدث.
-لو كان يريد ان يقابلني... فأنا مندهشه لماذا تركك تتحكمين به؟
- انه ايطالي , والوالدة للايطالي تعني الكثير, الى ان يتزوج.
- وهل تعتقدين انه سيتزوج من اوليفيا؟
- انه يرفض مناقشة المسأله. انه جذاب جداً, والنساء يقعن في حبه دائماً, وليس عجيباً انه يكره الاستقرار. ما رأيك لو نلعب الورق؟ ستجدينه في تلك المكتبة في الجارور.
كيف لها ان تستمر في هذه الحياة هكذا! تتعلم الايطالية في الصباح , تلاعب الطفل بعد الظهر, وتتظاهر بالاهتمام بلعب الورق مع الكونتيسة بعد العشاء , وتدرس ماتعلمته من الايطالية بعد ان تذهب الكونتيسة للراحة؟ سيكون الامر أسوأ الآن وقد عاد روبرتو الى المنزل , فبمجرد معرفتها بقربه منها يجعلها لا ترتاح, ومع ذلك لا تجرؤ أن تدعه يشعر بهذا.
وفي وقت متأخر من تلك الليلة, بينما هي تستلقي في فراشها غير قادرة على النوم, سمعت روبرتو يعود , ولم يدخل السيارة الى الكاراج بل تركها امام الباب ليدخلها السائق في الصباح, كانت الساعة تقارب الثالثة صباحاً, وتساءلت, هل من عادته أن يتأخر الى هذا الوقت؟ وضربت وسادتها بغضب لماذا تفكر به عند الثالثة صباحاً؟ هل اصبح هذا الرجل يستحوذ على تفكيرها؟ وجذبت الأغطية الحريرية تحت خدها. اغطية حريرية لها اطراف مزخرفة من كل زاوية منها,ومع ذلك فهي مستعدة للتخلي عن ترف هذا الحرير في سبيل العودة الى شقتها وان تكون مسؤولة عن مصيرها بنفسها...
^ يتبع ^
|