كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-لم اسمع منه صوتاً طوال بعد الظهر.
وبينما هي تتكلم صدر صراخ مرتفع عبر الردهة وبضحكة عالية ركضت لورا إلى غرفة نومها وحملت ابن شقيقتها المنتحب من مهده.
وتوقف بكاءه فجأة , وحدقت بها عينان بنيتان لطفل في الشهر السادس من عمره.
_انظروا إلى كل هذه الدموع....!
ومسحت بأصبعها برقة قطرات دمع تعلقت بأهدابه الطويلة الجميلة.
وتبسم الطفل فوراً, وحظنته لورا إلى صدرها وحملته إلى المطبخ وهي تقول:
-سيدي جوليو يصرخ ليحصل على طعامه
فقالت ليندا :
-أعطني اياه وانا اطعمه.
وأخذت الطفل بين ذراعيها وتابعت:
-اذهبي واسترخي في مغطس ساخن,ولاتخرجي منه قبل موعد العشاء.
حاولت لورا عدم إظهار ارتياحها واعطتها الطفل وذهبت لتنفض عنها الأعياء.
فثمانية ساعات من العمل المضني تحت الأنوار الحارة في استديو للتصوير جعلتها تشعر بالتعب.
كيف تستطيع النساء تدبير أمر منزل وزوج وعائلة, بينما هي يرهقها الآن طفل واحد.
وقالت لها ليندا فيما بعد :
_أنت لست معتادة على الروتين المنزلي حتى , وقد أصبحت مسؤولة عن طفل أيضاً . . .
-لم يكن الأمر مفاجئاً لقد عملت قبل تسعة أشهر...
-ولكن لم تكوني تعرفين أن شقيقتك ماري ستموت وتترك لك أمر رعاية طفلها.. لاتستطيعين الأستمرار هكذا..
ومرت غيمة من الألم على وجه لورا . قد يكون عليها مواجهة الانهيار لو استمرت بمحاولة التوفيق بين عملها المرهق والطفل.
ولم يكن هذا الأنهيار بعيداً عنها. ولكنها كانت تخفي ارهاقها جيداً, وكانت روحها المرحة تعمي معظم الناس عن نحول خديها والبقع الزرقاء تحت عينيها الخضراوين.
حتى التعب لم يكن باستطاعته أن يخفي جمال لورا ولا لمعان شعرها الأحمر. عندما تكون تربطه للخلف.ولكن عندما تكون مرتاحة, تتركه ينسدل بكامل جماله على كتفيها المستديرين.
وقالت لها ليندا:
- عليك إما ان تحضري من يعتني بجوليو , او أن تخففي من ضغط العمل. فليس بإمكانك المتابعه هكذا. سأعود أنا إلى عملي بعد اسبوعين. ولن أستطيع مساعدتك حتى لو كانت لدي الرغبة.
-أعلم هذا. ولكنني أكره فكرة ترك الطفل مع شخص غريب .مساعدة الأمهات أمر جيد
عندما تكون الأم موجودة للمراقبة .وانا لا أستطيع التخفيف من ضغط عملي لأنني بحاجة للمال..
-وماذا ستفعلين إذاً ؟
-ربما . . لشهر أو شهرين, ولكنه سيبدأ بالزحف بعدها , ولن يمكنك إبقاءه في المهد.
- سأدبر أمري عندما نصل إلى هذا.
- خذي نصيحتي وأجبري عائلة ماسيني أن تدفع مصاريف الرعاية0
- لا أريد أية علاقة بهم. عندما أفكر بما فعلوه مع ماري. . .
وغلبها التأثر فتوقفت عن الكلام. وتذكرت كيف بدأت علاقة شقيقتها بجوليانو وكيف انتهت بهما إلى مأساة.
وقالت لها ليندا:
-لو أن ماري تزوجت جوليانو! لكان للطفل وضعه قوي على الأقل.
-وكانوا سيأخذونه مني أيضاً. ولن أتركه يُربى بين يدي هذه العصبة من الارستقراطيين المتعجرفين!
-لا تستطيعين لومهم لأنهم لم يستقبلوا ماري بذراعين مفتوحين.
- لم يرحبوا بها على الإطلاق. لأنها كانت تعمل كعارضة أزياء, حتى أنهم رفضوا رؤيتها.
وجوليانو لم يستطع إجبارهم على هذا.
-أمر لايصدق كيف أن بعض الناس لديهم هذه النظره الضيقة في هذه الايام.
هل كان والدا جوليانو كبيرين في السن؟
- والده توفي منذ سنوات . والدته وشقيقه, وخاصه شقيقه, من يدير العائله الآن.
^ يتبع ^
|