كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وألقى من يده قلماً ذهبياً ووقف. ولاحظت كم أن بنيته عريضة وكيف أن قميصة الحريري يلتصق بجسده ,يبرز العضلات التي تتجمع حول كتفيه . وارتدى سترته ببطء , وملس شعره
وسألها:
- أكنت تريدين شيئاً؟
- لا .. كنت فقط أتفرج على المكان.
- ستسر والدتي بأن تريك القصر, تحب كثيراً الحديث عن كنوزه وتاريخه.
- وهل له تاريخ طويل؟
- لقد بُني في عام 1620.
- وهل تفتحونه أمام الزوار ؟
- لا أسمح ابداً أن يزور منزلي غرباء ،وحب القصور أمام الناس عادة انكليزية.
- وهل من الخطأ الرغبة في مشاركة الجمال مع الآخرين؟
- ليس في منزلي ما هو مخبأ, أنه مفتوح دائماً أمام الأصدقاء.
- وهم بالتالي لديهم منازل تماثلة فخامة , وأنا أفكر بالناس الذين ليس لديهم فرصة رؤية الأشياء الجميلة.
- أنا سعيد لآنك تجدين منزلي جميلاً.
- في الواقع لا.... وكأنك تعيش في متحف, وأتوقع أن اجد لافتة تقول "لا تجلس هنا" على المقاعد.
- للأسف كم تظهرين أخلاقك السيئة بمثل هذا الفخر . على الأقل احتفظي بأفكارك لنفسك.
وفتح لها الباب ومرت من أمامه لتخرج . معه حق بالطبع. ملاحظاتها لا داع لها ابداً ولم تكن جاهلة بل فظة وتوقفت فجأة حتى أنه اصطدم بها فشعرت بقساوة صدره على كتفها,
فقال:
- مالأمر الآن؟
- اريد ان اقول إنني آسفة, لست ادري لماذا كنت فظة معك في العادة انا لست هكذا.
- ألست كذلك؟
- لا....... وأعترف أنني شديدة الصراحة ولكنني أحاول ان لا اكون فظة.
- ولكنك اعترفت بأنك كنت فظة الآن؟
- أجل .. كنت فظة.. فظه جداً..أعتقد ان قدومي اليوم الى هنا قد وتّر اعصابي و...
-لا حاجة بك لقول المزيد.
ووضع يده على ذراعها, بضغط خفيف بينما كانت تتوقع ضغطاً قاسياً وتابع قوله:
- لقد قدمت أكثر من تعويض بتواضعك هذا. أتصور أن من السهل عليك الأعتذار.
- ولا اعتقد أن الاعتذار سهل عليك أيضاً!
- إذا كان ضرورياً أفعل.. وأتمنى لو أستطيع ان اعتذر بالسهولة التي تفعلين بها هذا.
ودخلا غرفة الجلوس الصغيرة, وبعد أن جلست سألتها الكونتيسة:
- أين التقيتي بابني؟
- لقد أتى الى الأستديو بينما كنت آخذ بعض الصور.
- ولكن جوليانو قال انك " عارضة ازياء"!
وأدركت متأخرة أن المرأة المسنة كانت تتحدث عن ابنها الأكبر فقالت:
- اعذريني ياكونتيسة... اعتقدت أنك تتكلمين عن الكونت.. لقد التقيت بجوليانو في باريس ..كنت هناك لعرض مجموعة ملابس جديدة , وأتى جوليانو ليشاهد العرض مع فتاة أخرى.
- وهل كنت "عارضة" طوال حياتك؟
- منذ تركت في المدرسة.. فقد بدا هذا العمل الأفضل بالنسبة لشكلي , ولجمالي ايضاً.
وسمعت وقع اقدام خلفها, وللمرة الاولى شعرت بالسعادة لدخول روبرتو ماسيني , لوضع حد لأسئلة الكونتيسة, وتقدم ليقبّل والدته,وأجفلت عندما تحرك باتجاهها: هل هي عادة ايطالية؟
ولكنه تجاوزها نحو الطاولة الصغيرة التي صُفت عليها اقداح من الكريستال الفاخر.
- أتحبين أن تشربي شيئاً يالورا؟
^ يتبع ^
|