كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- من الأفضل أن تتخلي عنها كلها, وتضعي نفسك بين يديّ واحد من مصممي أزياءنا في روما. والدتي ستكون سعيدة لإرشادك.
- وهل سأتلقى دروساً في كيفية التصرف.
- لا أرغب في أن أكون فظاً معك يالورا. تعليقاتي أقصد بها تسهيل أمر اقامت معنا.. سيكون من الأسهل لك أن تعتادي على طريقة حياتنا.
-يبدو أنها حياة محافظة.
- إذا لم تعجبك بإمكانك العودة إلى انكلترا.
- ستحب عودتي.. أليس كذلك؟ ولكنني لن أعود .. لن أترك ولدي.
- أرجوك لا تغضبي.
واستقبلهما, تمثالين لأسدين, عند مدخل "بلازا ماسيني" وفِتح باب القصر, وأقبل خادمين للقائهما, أحدهما حمل مهد الطفل, والآخر حمل الحقائب. ودخلت الردهة الداخلية ببطء ,
كانت كبيرة جداً لدرجة أن بالامكان استخدامها كقاعة رقص. وبدا كل شيء فيها وكأنه مصنوع من رخام! الجدران, السقف, الأرض, الطاولات,ومقاعد مكسوة بالكنافا, والعديد من الجرار الأثرية, بعضها ملئ بالزهور. وبدا المكان وكأنه متحف أكثر من منزل خاص,
وتمنت أن لا يكون باقي المنزل هكذا.
- والدتي ترتاح الآن.. أقترح عليك أن تذهبي إلى غرفتك وتستعدي للقائها بعد ساعة
- أرغب بتناول الشاي؟
- إذا رغبت في الشاي اقرعي جرس الخدم واطلبيه , أنت تعلمين أن شرب الشاي ليس من عاداتنا.
ونظر إليها نظرة بدون معنى وقادها بصمت إلى فوق. وتبعته ووراءهما الخادمين يحملان المهد والحقائب.
ووصلا الطابق الاول, واستدارا يميناً نحو ممر طويل, ثم يميناً ايضاً الى ما بدا لها جناح صغير مخصص لها.
وتوقف روبرتو وفتح الباب ووجدت لورا نفسها في جناح اطفال رائع الديكور وتقدم نحو نهاية الغرفة وفتح غرفة النوم, لتجدها بنفس الروعة ومليئة بالسجاد , وفيها سرير طفل وسرير عادي صغير. إضافة إلى طاولة وكرسي صغيرين . وراء هذه الغرفة, يقع الحمام, وفيه مغطس
واسع.
- إذا رغبتي في تغيير أي شيء فلك مطلق الحرية.
- لا ارغب في تغيير شيء هنا . من الواضح أنك تكبدت المشقة والمال لتحضيرها . هل غرفتي قريبة؟
- إنها في الجناح المقابل.
- ولكنني أريد أن أسمع الطفل إذا بكى!
- لا لزوم لذلك ... فسيكون معه مربية.
وفتح الباب ودخلت امرأة في اواسط الاربعين من عمرها , وحيتها بانكليزية ضعيفة , ثم توجهت نحو المهد وحملت جوليو وضمته الى صدرها , وتحدثت مع روبرتو بالايطالية, وتمنت لورا لو أنها تعرف اللغة وكأنما استشف افكارها فقال:
- تقول روزا إن الولد صورة من أبيه في نفس العمر.
- وهل كانت تعرف جوليانو.
-لا تقولي إنه لم يتكلم أبداً عن روزا؟ احياناً كنت أعتقد أنه يحبها أكثر من والدتنا.
- ربما ذكرها لي , ولكني لا أذكر.
- أرجوك لا تقولي لها, سيؤلمها كثيراً . تعالي سأريك غرفتك..
ونظرت لورا الى ابن اختها وابتسمت لروزا ولحقت به الى جناح من الغرف في الناحية الأخرى من الممر.
ووجدت هناك غرفة جلوس وغرفة نوم مفروشين بأفخم الاثاث , ومقاعد الجلوس فيها مريحة بشكل مدهش, ومكتبة رائعة قرب النافذة , تطل على منظر رائع لروما.
- سأعود إليك بعد ساعة لآخذك إلو والدتي..
وشعرت وكأنها ستقدم أمام محكمة,فنظرت اليه عبر الغرفة, متوقعة ان يقول لها ماذا سترتدي.
ولكنه انحنى لها وتركها لوحدها..
^ يتبع ^
|