كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- وشاهدتني ادخل فيللا في احدى ضواحي روما.
- رأيت رجلاً يفتح لك الباب. ونفس الرجل رافقك عائدة الى السيارة. وامضيت هناك ساعتين.
- ساعتين وعشر دقائق ! هل تريدني ان اخبرك ماذا كنت افعل؟ لقد كنت اتقلب فوق الارضية هناك مع شخصين. كنت مستلقية على السجاده احاول ان اجعلهما يضحكان.
- اصمتي ! لا اريد ان اسمع.
- اذاً سأريك بدل ان تسمع.
وأعماها الغضب وأسرعت الى النافذة, وجذبت الستارة وأخرجت المغلف ورمته به عبر الغرفة.
- افتحه ! افتحه وشاهد بنفسك ماذا كنت افعل كل يوم.
ولم يكن بحاجة لهذا , فعندما اصطدم به المغلف انفتح ووقع على الارض , وخرجت منه مئات الصور وانتشرت تحت قدميه . اطفال بلباسهم .ودون لباسهم. اطفال يضحكون وآخرون يبكونوا واقفون ,ومستلقون . اطفال في مئات الاوضاع . وبآلاف الانطباعات المختلفة. وبذهول اخذ يحدق بالصور, وبحركة بطيئة انحنى والتقط مجموعة منها . ونظر اليها واحدة واحدة, عندما شاهدته عرفت لورا ما معنى "شبح الموت". كل الالوان هجرت وجهه. حتى عيناه بدتا كالاموات عندما رفع رموشه المثقلة لينظر اليها. وبينما هي تراقبه عادت الحياة الى القناع. واسرع اللون الى بشرته ثانية, محولاً اياها الى لون الليمون , ثم الزهر فالاحمر القاتم ثم الاحمر المؤلم. وافترت شفتاه ولكن لم يصدر صوت من بينهما. وشاهدت عضلات وحنجرته تتحرك وهو يحاول ان يتكلم ثم يفشل. ولكن لا شيء يقوله من الممكن ان يفيد. فاتهاماته اليوم تجاوزت كل الاهانات التي امطرها بها في الماضي, ولا يمكن لأي اعتذار ان يمحي ما كان ان يعتقده بها.
- اذا احببت سأعطيك اسماء كل زبائني . ولكن الرجلين الشابين اليوم اللذين زرتهما اليوم مازالا في الكاميرا.
واستطاع اخيراً ان يجد صوته, ولم يكن يشبه أي شيء تعرفه, مجرد صوت لا معنى له:
- لا تفعلي هذا ! انا... انا...لورا... ماذا استطيع ان اقول؟
- لا تقل, المزيد ولا كلمة اخرى.
ورفعت رأسها بكبرياء, ومرت من امامه, وقد عادت اليها السيطرة على نفسها. وسمعته يتمتم بأسمها, ولكنها لم تلتفت له, حتى عندما ناداها ثانية, تابعت طريقها.
عندما وصلت الى غرفتها, تخلى عنها هدوءها. ولكنها اجبرت نفسها على تجاهل ارتجاف اطرافها. وفتحت الخزانة الواسعة واخذت حقائبها. لم يكن لديها الكثير لتوضبه بها، سوف تبقي الملابس التي اشترتها لها الكونتيسة حيث هي. وستترك معدات غرفة التظهير ليفككها الكهربائي وليشحنها لها الخدم ، شيء واحد له اهمية كبرى ستتركه خلفها : ابن اختها.
ووقف تنفسها في حلقها والدموع التي حبستها بلّلت رموشها ومع ذلك فلم تتركها تنهمر لان امامها الكثير لتعمله. ووضبت اول حقيبة ثم الاخرى ولحسن الحظ المال لن يكون مشكلة في القريب العاجل للأنها تقاضت اتعاباً مرتفعة لما قامت بتصويره, تبعاً لنصيحة السيدة وليامز
وكانت تقفل الحقيبة الثانيه عندما سمعت دقاً على الباب. وقفز قلبها من مكانه, ولكنه توقف عن الخفقان عندما سمعت صوت الخادمة تقول ان الكونت والكونتيسة ينتظرانها على العشاء.
- لن اتناول العشاء, ارجوك قولي بأنني مصابة بصداع قوي.
- هل ترغبين في تناول شيء في غرفتك سنيورة, سأجلب لك صينية الطعام.
- لا.. شكراً
وبقيت دون حراك, الى ان ابتعدت اصوات اقدام الخادمة. ففتحت الباب وسارت على رؤوس اصابعها نحو جناح الطفل.
كانت روزا تتناول عشائها. وقفزت واقفة عندما دخلت لورا واشارت اليها ان تتابع طعامهاودخلت غرفة نوم الصبي آملة ان يكون نائماً فلو انه كان صاحيتً ومد ذراعاه لتحمله فستنهار ولكن القدر جعله ينام. برغم كل منظره الملائكي, أستطاعت ان تسيطر على الحب الذي تشعربه نحوه. ومع ذلك لم تستطع لمس وجهه بشفتيها خوفاً من تأثير رائحته عليها.
http://www.liilas.com/vb3
^ يتبع ^
|