كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
هذا الرضى لم يستطع حتى تذّكر حفلة اوليفيا أن يذهب من بريقه. ولولا انها تعلم ان روبرتو لن يحب الفكرة لاتصلت بها وادّعت المرض.. ولكن بسبب روبرتو , تحملت عناء الاعتناء بمظهرها بشكل زائد مساء الاحد , فارتد اجمل فساتينها . لونه اخضر زمردي وازرق من الحرير تفصيله الرائع جعل القماش ينساب فوق جسدها بشكل اخاذ.
كان روبرتو يمر بالردهة عندما نزلت الدرج, وتوقف ليحدق بها. وارتجفت لورا , واغضبهامعرفتها ان الرجل يؤثر عليها بهذه الطريقة ومع ذلك لا يتأثر . ولكن لا شيء يمكن ان يؤثر في روبرت ماسيني.
ووصلت الى نهاية الدرج , واحدث كعب حذائها الغضي صوتاً على الرخام. ووقفت على بضع اقدام منه.
ولم يكن فيها شيء من البراءة هذه الليلة . شعرها مربوط عالياً فوق رأسها , وقد تدلت خصلات التفت حول اذنيها, ومع ان التسريحة هذه جعلتها اطول قامة , الا انها بدت قصيرة امام الرجل العريض الكتفين.
وعلّق قائلاً:
-كان مناسباً أكثر لو ارتديتي ثوباً اسود . اخي لم يمض على وفاته سوى خمسة عشر شهراً.
- أنا لست أرملته.... لقد اكدت هذا بنفسك !
وتنفس بحدة, وأدركت ان ردها اصابه في الصميم.
- بالنسبة للناس. انت ارملته.
-لست انوي ان اكذب اذا سألني احد . انا فتاة عازبة يا روبرتو.. حرة ولست مرتبطة !
- أنت مرتبطة بالطفل . واذا كنت فعلاً تحبينه , ستكونين حذرة بما تقولينه.
وأشاحت بنظرها عنه. عندما يستخدم جوليو . فإن في يده سلاحاً لا تستطيع مقاومته .
وقال:
- لقد تأخرنا يجب ان نذهب .
تعيش اوليفيا في شقة مفروشة مزدوجة "دوبلكس" في قلب المدينة. وكانت تتوقع ان تجد منزلهامماثلاً لمنزل روبرتو ولم تستطع لورا اخفاء دهشتها.
فقال لها مفسراً:
-عائلة اوليفيا تعيش في فانيسيا معظم ايام السنة , وهذه الشقة الشتوية, وتقيم فيها اوليفيا معظم اوقات السنة.
-بسببك أنتكما اعتقد .
-ستتهميني بالغرور لو قلت "نعم"
- حتى ولو لم تقل نعم فأنا أعتبرك مغروراً
الابتسامة التي ظهرت على شفتيه لم تصل الى عينيه, اللتين بدتا وكأنهما كالصقر تراقبانها وهي تدخل الصالون الكبير وقدّمتها اوليفيا الى الحضور.
وكما توقعت لورا تحلقت النساء حول روبرتو وكأنه رادار ملتقط, مع انه لم يبد الاهتمام وبقي الى جانب لورا . وشعرت ان هذا , ليس بسبب انه يريد البقاء معها , بقدر ما هو لخوفه. أن يتركها لوحدها حتى لاتسء التصرف. ربما كان يتوقع منها ان ترفع طرف ثوبها لترقص " الكان كان" , او ان تعبث بسخاء مع الرجال العديدين الذين ينظرون اليها باعجاب ظاهر.
ودفعها هذا الاعجاب الى ان تلتفت نحو روبرتو وتسأله ما اذا كان ينوي الالتصاق بها طوال الامسية .
- فكرة الحفلة اصلاً , هي لمساعدتي في توسيع دائرة اصدقائي ولن يجرؤ احد على الاقتراب
مني وانت تراقبني كما تراقيب الدجاجة صيصانها.
ورغم عنه , ابتسم ابتسامة صغيرة:
- على الاقل حتى يكون تشبيهك صحيح..... قولي كديك فخور, لا كدجاجة حاضنة
- لا استطيع تخيلك ابداً وانت فخور بي.
- ولكنني فخوراً بك. انت اجمل امرأة في الغرفة. وبما ان اجمل نساء روما موجودات هنا لمنافستك....
- كم انت قادر على الاطراء يا روبرتو.. انت اكيد انك لم تشرب شيئاً.
^ يتبع ^
|