كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وتراجعت بخطواتها بسرعة , ولكن بدلاً من ان تصل مكان مكشوف وجدت نفسها في جزء كثيف أكثر من الغابة. الاشجار هناك طويلة , اطرافها العالية ملتصقة ببعضها بحيث أنها لم تستطع رؤية السماء من فوقها . واقشعر جلدها, وتصاعد الخوف في نفسها. وصاح عصفور آخر. ووقعت بعض الاوراق الجافة على الارض , وسمعت نقيق بومة, كان قريباً جداً من أذنها
حتى اوشكت ان تسقط خوفاً, ولكن هذا لم يكن شيئاً امام الرعب الذي لفها عندما شاهدت شبحاً قاتماً يتحرك من وراء شجرة ليتقدم نحوها, فصاحت بصوت مبحوح:
-من هناك؟
كان ما تعلمته من ايطالية نسيته لحظتها تماماً, حتى انها بالكاد استطاعت التفكير بالانكليزية.
ارادت ان تركض, ولكنها تسمرت حيث هي . مثلها مثل الاشجار من حولها.
فقالت بصوت مهتز:
- اذا اقتربت مني أكثر... سا .... سأطلق عليك النار !
- بماذا؟ بشرارة من عينيك كما اعتقد؟
كان هذا صوت روبرتو , يأتي من الظلام, وبشهقة ارتعاب, رمت نفسها بين ذراعيه. واجفل عندما احس بجسدها يتلامس مع جسده, ثم مد ذراعيه وامسك بخصرها.
وقال:
- كنت مذعورة حقاً؟
كان في صوته رنو ضحك, ولكن كان فيه الاهتمام ايضاً, فقالت وهي لا تزال ترتجف, وتكوّر نفسها بين ذراعيه:
- كان هذا سخفاً مني !
- سخافة ان تأتي الى هنا لوحدك ... ولكنني اؤكد لك انك سالمة هنا .فالاراضي هنا محروسة جيداً
- صحيح؟... ولكنني لم ارى احداً.
- لقد مرت عدة اضواء إنذار ضمن نظام الامن الالكتروني....
وهزها قليلاً:
- كيف تظنين انني وجدتك؟
وقطبت جبينها وابتعدت عنه ونظرت حولها.
- وهل كراسك متنكرين على شكل شجيرات؟
وضحك وقال:
- لا.... ولكنها فكرة جيدة.
وانحنى قليلاً ليزيح احدى الشجيرات.
- هناك واحد من الاضواء السرية , لايمكن للعين البشرية رؤيتها.عندما يشير أي انسان من خلالها يظهر هذا على لوحة الانذار.
- اتمنى ان لايكون هناك ارانب كبيرة في الجوار.
- لا يوجد سوى من له آذان طويلة, ولكنها تنفع لابقاء الحارس متيقظاً!
وابتعد عنها قليلاً وقال بهدوء:
- لا بد انك سافرت كثيراً في العالم ... ومع ذلك فلا زلت رقيقة قابلة للانكسار.
- بالتأكيد انا لست هكذا عندما اكون مرتدية الجينز! فعندما اتيت لرؤيتي في ذلك المعرض هاجمتني وكأنني من الوزن الثقيل.
- السبب كان روحك المتحدية.. تجعل المرء ينسى حجمك.
وفي الظلام سمعت صوت ثقاب, وتوهجت الشعلة ثم انطفأت بالتدريج رائحة سيكار"هافانا".
وقال لها:
-أخي اشار مرة الى ان روحك مرحة, وليست متحدية.
- اخوك كان له عدة تسميات لي.
- اعلم....... الفتاة الذهبية واحد منها . اتساءل ماذا كان سيدعوك الآن؟
- زنجبيل ربما؟
^ يتبع ^
|