كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وبعد انتهاء العرض خرجوا مسرعين باتجاه البيت .
قالت دورا : ستنامون على الفور وكذلك انت يامارغو . يبدو عليك التعب الشديد . انت كالشبح تحت هذه الانوار .
دخلت مارغو غرفتها واستعدت للنوم . لم يكن بركليس قد عاد من سهرته . شعرت بأنها تحتاج لحمام ساخن لتريح اعصابها المتشنجه . ولما خرجت من الحمام اخذت كتابا تتسلى بقراءته وشرعت تقلب صفحاته دون ان تفهم ماتقرأ .
كانت مارغو لاتزال تحاول القراءة حين فتح باب غرفتها دون استئذان ونظرت الى القادم وابتسمت وهي ترى وجه بركليس القاسي يكتنفه الغموض والابهام وهو يقول : زوجتي تنام في سريري . لقد اوضحت ذلك البارحة
-ولكنني افضل غرفتي .
-تعالي يامارغو معي .
-لا .لن اتبعك .
امسك بالشراشف بسرعة فائقة ورفعها عنها وحملها واجبرها ان تقف على رجليها امامه , فتح لها الباب وانحنى بأدب جم قائلا : سأتبعك ياسيدة هولمز!
نظرت اليه لترى تصميمه الاكيد على تنفيذ طلبه .....لن يتراجع . بدأت تتلهى بحمل اغراضها . قال بعصبية بالغة : مارغو .... اذا لم تمشي على الفور سأضعك على ركبتي واضربك . احمرت خجلا وقالت بصوت خفيض كأنها تتمتم لنفسها: اكرهك .....انا اكرهك .
-صحيح .( وضع يده على كتفها وهو يلاطفها بحنان ثم اقترب منها وقال بعناد اكيد) اذا رغبت في مقاتلتي تستطعين ذلك بعد قليل دون اي تحفظ .
تشبثت مارغو به وقد ارتجفت ساقها وقالت : ولكنك لا تستطيع ان تجبرني !
-استطيع ان اجبرك فأنت زوجتي , لا يهمني ماتقولينه عني فانت تحتاجين للحب يامارغو .... لماذا لا تعترفين بهذه الحقيقة الواضحة .
دفنت مارغو رأسها في صدره وتمتمت : لكنك لا تسألني ... انت لا تقيم وزنا لشعوري واحاسيسي . البارحة لم يكن لديك سبب لتصرخ بي وتتشاجر معي ....
مر بيده على شعرها الناعم وعاد ليقبلها ثم قال :
لو كنت اعتقد انك تلهين مع تاكي لما عاملتك برقة وحنان يا حبيبتي (قالها باليونانية ) ولحسن حظك انني اصدقك .... هل ستتظاهرين بأنك لم تكوني ترغبين بي .....مارأيك ؟
حاولت مارغو ان تؤكد حبها له وتعلقها به ببعض الكلمات ولكن الكلمات لم تتطاوعها وهربت منها . تمنت لو انه يحبها قليلا ....
-اعرف اني زوجتك .....يابركليس وعلي تلبية رغباتك .
ضحك بركليس ضحكة هسترية وقال : ولكنك لا تستطعين تلبية رغباتي الا اذا جئت معي .... هيا تعالي ياسيدة هولمز وعليك ان تقبلي بالامر الواقع ولا تعاندي القدر . هل تمشين امامي ام احملك ؟
نظرت اليه مستسلمة لقدرها المحتوم وانصاعت لاوامره . مر بيده فوق شعرها وعلى خديها وقال مازحا : هل نحن في حالة حرب ام سلم ؟
احمرت وجنتاها خجلا واجابت مستسلمة : السلم.... بل هدنة مؤقته .
-حسنا . لتكن هدنة مؤقتة ولكن يوما ماسأصر على الاستسلام دون قيد او شرط .... ياحبيبتي ( قالها باليونانية ) . لن يكون بيننا حل وسط .
-سأسمع منك كل شيء قبل ان اوقع معاهدة السلام الدائم بيننا .
-ولكنك تعرف شعوري نحوك....
-اريد ان اسمع الكلمات . هل اطلب الشيء الكثير ؟
لم تجبه . من اين لها بالكلمات وهو لم يتلفظ امامها بكلمة حب بعد . كانت تمشي الى غرفته بخطى متعثرة وهي تفكر في حل يريحهما . مشت الى نهاية الممر ودخلت غرفته وبالتالي سريره المغطى بالشراشف المطرزه باليد .
|