خرج مايك بصحبة جيني وجوي بعد ان اشار الى عدم عودتهم قبل موعد العشاء. فحمل الصغير على راسه في منتصف الطريق اذ لم يرده ان يتعب من المشي. اما جيني فقد اشترت جريدة الصباح لتنظر الى الاعلانات علها تجد شيئا يهم مايك, فاخذت تملي عليه الاعلانات ومن ثم اقترح الذهاب لرؤية العديد منها وهذا ما جرى.
ذهبوا الى الشقق ولم يعجبهم اي منها , فهذه صغيرة , وهذه كبيرة, غير مناسبة لتربية الاطفال, هذه قذرة... وغيرها.
حانت ساعة الغذاء فاشترى مايك ثلاثةسندويشات مع ثلاثة علب عصير, فتناول الجميع الطعام, ومن ثم اخذ مايك جوي الى المنتزة ليستمتع بوقته بينما جلس هو وجيني على احد المقاعد.
"يسرني عودتك فعلا".
"اعرف هذا. لم استطع البقاء بعيدا وانا اعرف ان هذا لا يفيد". نظر مايك الى جيني واكمل قائلا:" ان البعد لا يمحو شيئا بل بالعكس فهو يزيد من الاحزان".
"انت تلم الان انها احبتك, هل يغير هذا من شيء؟".
"كان بودي لو ارجع الماضي لاخبرها انني احبها بالرغم من كل شيء ولو انني استطعت تحقيق امنيتها الاخيرة".
"انا نادمة الان لانني كنت بعيدة , كان علي ان اكون قريبة منها".
وضع مايك ذراعه على كتفها وقال:" انت لست المخطئة".
"لكن...".
"كلا انجي, انا اعرف انها اختك, لكن ما كنت لتقدري ان تجعلي الامور تسير بشكل افضل".
"عندما تركنا ابي , غضبت منه كثيرا ولم ارد التحدث عنه , لكن شعور دي كان مختلفا كان تسمح له بمكالمتها بل واكثر كانت تسافر معه وتعيش مع عائلته الجديدة لمدة اشهر , لم افهم هذا ابدا, لذا كنت اجادلها كثيرا".
"كانت تعتبر والدك بطلها ولم تسمح لاحد ان يدمر الصورة المثالية التي رسمتها له".
"نعم, هذا صحيح , لذا عندما توفيت امي اخذت تقول عن نفسها انها الملامة لانها كانت بعيدة و...".
"امي, تعالي اركبي معي على الارجوحة وانت ايضا مايك".
"علينا ان نغلق الموضوع انجي, وان نعيش الحاضر. هيا لنستمتع مع الصغير كما اعتدنا".
ابتسمت جيني وامسكت بيد مايك وهي تفكر في انه قد يكون محقا, فقد حان الوقت لكي تعيش .
في الساعة الرابعة عاد مايك وجيني استئناف البحث الا انهما لم يجدا الشقة المناسبة , وقررا الاستمرار غدا لان الصغير قد تعب.
حمل مايك جوي بين ذراعيه لينام بهدوء ومن ثم ارجعهما الى المنزل, فتحت جيني الباب ليدخلا واذا بديفيد يخرج من الصالة ليقول:" كنت انتظرك , اخبرتني اندريا انك قد خرجت مع صديق لك وانها لا تعرف متى تعودين, ففضلت انتظارك".
"مايك اعرفك على ديفيد كوينز, مدرسي في الثانوية وصديقي, ديفيد اعرفك على اقرب شخص لي في هذا العالم".
"تشرفت بمعرفتك, اخبرتني جيني الكثير عنك".
"وانا ايضا سمعت عنك الكثير من جورج".
"كيف حاله؟ منذ مدة لم اره".
"بينما تتحدثان , اريد ان اخذ الصغير لاضعه في سريره". اخذت جيني جوي وحملته بين ذراعيها وصعدت به الى غرفته وهي تعلم ان مايك وديفيد سيتفقان جيدا معا , فهناك الكثير من القواسم المشتركة بينهما.
وضعت جيني جوي في فراشه ومن ثمهبت الى غرفتها لتغير ملابسها , وبعدها نزلت الى الاسفل فوجدت ديفيد ومايك يتحدثان في الصالة, فاقتربت جيني لتجلس على الطرف فوق راس مايك فامسك الاخير بيدها ليقبلها بينما احضر لها ديفيد ما تشربه قبل موعد العشاء.
"شكرا...لم الحظ احد هنا".
"حين اتيت سمحت لي مارثا بانتظارك هنا وقالت انها ستذهب الى المكتبة لقراءة كتاب مفيد قبل العشاء, اما غاري فقد اخبرني ان له عملا مهما عليه انجازه وانه سيعود لاحقا".
استمتع الاصدقاء بالسهرة حتى قال ديفيد:" حان وقت ذهابي , هناك حفل عشاء في المنزل لا يجدر بي ان افوته".
نهض مايك ليقول:" علي ان اذهب انا ايضا".
"اين ستمضي ليلتك هذه؟".
"قبل ان احضر في الصباح الى هنا ذهبت الى احد الفنادق لاضع حقائبي. ديفيد هل يمكنك ان تقلني في طريقك؟".
"طبعا".
عانقت جيني الاثنان مودعة ومن ثم اتجهت الى المكتبة لتجد مارثا جالسة وهي تحمل في يدها كوبا من الشاي.
"هل ازعجك؟".
ابتسمت مارثا وقالت:" طبعا لا. هل ذهب رفاقك؟".
"نعم".
سكبت جيني لها كاس شاي بينما بدات مارثا بطرح الاسئلة عليها.
"هل وجد السيد برايس شقة؟".
"كلا, لذا سينام الليلة في الفندق".
"انا اتعجب من هذا, لما لم ينم هنا؟ فهو مرحب به".
"ان مايك يحب الاعتماد على نفسه كثيرا, فمن صغره كان يتصرف بنضج ومسؤولية".
"هل كان يعمل ليجني المال؟".
ضحكت جيني وقالت:" انا لا اقصد ها. لقد كانت امه تعطيه ما يريد...".
"امه؟".
"توفي والده حين كان صغيرا , في الخامسة من عمره...اتريدين ان اخبرك امرا؟ انها ليست عائلته الحقيقة , بل لا احد يعلم من هي".
سالت مارثا بتمعن وحرص شديد:" ماذا تقصدين؟".
"ربته جولي برايس كما لو كان ابنها الحقيقي, وعندما اصبح في الحادية والعشرون من عمره تعرضت لحادثة سير مؤسفة, كانت في حالة خطيرة مما دفع الاطباء الى القول انها لن تنجو, لذا استدعته لتحدثه على انفراد, لاحقا بعد الجنازة اخبرني انه قد قالت انها ليست والدته وانها قد عثرت عليه هي وزوجها في احدى المناطق لذا اشفقا عليه واخذاه الى منزلهم, ولانهم لم يستطيعوا الانجاب احتفظا به... يمكنك ان تتخيلي ردة فعله عندما اكتشف الحقيقة, لكنه ما زال يحبها وقال انه لن يستطيع حب ام اخرى".
"كم كان عمره حين وجداه ؟ هل اخبرته جولي اين وجدته؟".
نظرت جيني في عيني مارثا لتجيب الا ان اندريا طرقت الباب لتقول:" جيني ان هناك رجلا يريد محادثتك,, يقول ان اسمه هاريسون كوينز".
نظرت جيني اليها وسالت مندهشة:" هل اخبرك ما الذي يريده؟".
"كلا, كل ما قاله انه يريد التحدث معك بموضوع مهم".
"حسنا اخبريه انني ساحضر حالا, وفي ها الاثناء اساليه عما يريد شربه".
انتظرت جيني هاب اندريا لتسال مارثا:" لماذا تظنيه قد اتى؟".
"لا اعرف , اذهبي لكي تكتشفي السبب".
خرجت جين من المكتبة متجهة الى الصالة لتجد ان اندريا قد سكبت لهاريسون كاسا بل واكثر ان غاري قد وصل في هه اللحظة ليسال:" ماا تفعل هنا هاري؟".
"في الحقيقة اتيت للتحدث مع الانسة جيني والتر".
سال غاري وهو ينظر اليها :" تحدثها؟ ولما؟".
تقدم هاريسون من جيني ليقول:" بداية اريد الاعتذار عما بدر مني في الامس , ثانيا... هل نستطيع ان نتكلم في مكان اخر؟ اني ادعوك العشاء".
نظرت جيني المندهشة الى غاري التي تقدح عينيه غضبا فقالت:" لا استطيع ف...".
"من فضلك, هناك امرا خطير اريد محادثتك به".
لمحت جين الجدية في كلامه لذا وافقت قائلة :" حسنا, دعني احضر حقيبتي واطلب من مارثا تفقد الصغير".
" الن تتحدث؟ نحن هنا من بعض الوقت وحتى الان لم تنطق ببث شفة".
"لا اظنك الفتاة الملائمة لاخي, واريدك ان تبتعدي عنه".
"عذرا؟".
ابتسم هاريسون وقال:" انا اتكلم بجدية, انه ليس مغرما بك, ولا يفكر بالزواج منك لا اظن انه عليك اختصار الطريق وهذا افضل للجميع".
امعنت جيني النظر في عيني هاريسون واخيرا قالت:" تبدو واثقا ان ديفيد لا يحبني و...".
"انت مخطئة انا لم اقل هذا, فهو يقدرك كثيرا لكنه قد سلك قلبه لامراة اخرى".
"يا الهي , ايعقل ان هاريسون يعرف ما كان بين ديفيد وساندي؟" هذا ما اخذت جيني تفكر به لذا سالت:" من قال انه مغرم بامراة اخرى وليس بي؟".
"هناك امر لم استطع البوح به الا لشخص واحد, لذا ساقوله لك علك تبتعدين عنه قليلا".
"ما هو؟".
"ان ديفيد يحب خطيبتي, وعلي القول انها تبادله الشعور ذاته".
استغربت جيني لذا قالت:" انت تعرف بهذا الخصوص؟".
نظر هاريسون اليها وسال:" اذا انا اعرف؟ هل تريدين القول انك تعرفين مسبقا؟ اذا لما تواعدين... انتظري لقد اخبرك ديفيد بكل شيء, طبعا فانتما صديقان".
"انا لا اعرف لما يظن الجميع انه عندما يخرج رجل وامراة معا انهما على علاقة غرامية؟".
ابتسم هاريسون وهو يسال:" متى اخبرك بهذا الامر؟".
"عندما تقابلنا لاول مرة في الحفلة, لكنه لم يكثر من التفاصيل لكن لاحقا عندما اعتدنا على الخروج معا سالته عن الفتاة التي يحبها والتي تخلت عنه من اجل اخر, فاخبرني انها قد اصبحت خطيبتك . لكنني لا افهمك كيف تخطب فتاة وانت تعلم انها حبيبة اخاك, هذا يدل على انك رجلا حقيرا".
"لن اجادلك في قولك, لكن عليك ان تعلمي ان لكل قصة جانبين".
"وما هو جانبك؟".
"عن طريق الصدفة اكتشفت ان ديفيد وساندي يخرجان معا. قد كان لي لقاء عمل في المكان ذاته الذي كانا به , وبع ان انتهى اللقاء اردت ان اذهب الا انني لمحت اثنان اعرفهما جيدا, كانا يرقصان متعانقين ويتبادلا القبل, فاستغربت الامر, فلوقت طويل كنت اسمع عنك وعن حبه لك , فاردت ان اعرف مشاعره الحقيقة تجاه ساندي, لذا ذهبت الى والدها لاخبرها عما يحدث بينهما فاستشاظ غضبا, ا انه كان يعرف ان ديفيد رجلا غير ناضج ومسؤول لكنني اقنعته ان علينا ان نسعى لمعرفة الحقيقة عن علاقتهما لذا...".
"لذا ابتكرتما خطة الخطوبة؟".
"نعم, اردنا ان نرى ردة فعله , اكر انه كان غاضبا جدا وحين سئل عن السبب اخذ يكذب , وبعد ذلك سمعنا عن غير قصد محادثة بينه وبين ساندي ومن خلالها اتضح ان يحبها جدا وانه كان على وشك التغير من اجلها, واناك اردت ان اوقف اللعبة عندما لاحظت مدى عذابه الا ان السيد ريد اخبرني انه علينا مساعدة ديفيد على التغيير لذا علينا ان نجعله يشعر بالغيرة مما يدفعه للقيام بشيء جنوني".
"لكن عندما دخلت انا الصورة , احترتما في امركما".
"هذا صحيح".
"الهذا عاملتني بلؤم عندما تقابلنا؟".
"انا اسف لهذا".
"هيا لننسى الموضوع, ساساعدك بالجمع بين العاشقان, لكن عليك دعوتي الى العشاء, فانا جائعة جدا".
خلدت جيني الى النوم تلك الليلة وهي تفكر ان هاريسون كوينز افضل بكثير مما فكرت به اول مرة, بل واكثر انه قديكون الرجل الذي تستطيع التفكير به كحبيب محتمل , اذ انها اعجبت به وبشدة.