راقبت جيني اندريا وهي تذهب مسرعة فلمحت غاري اتيا من بعيد , اردت الرحيل الا انها قد علمت انه لابد من النحدث .
جلس غاري امام جيني على المقعد ذاته الذي كانت تجلس عليه اندريا فاستمر بالنظر اليها مطولا فعلمت جيني انه ينتظر منها ان تتكلم الا انها خيبت امله مما دفعه هو للتكلم.
"لا تريدين محادثتي؟".
"ما الذي دفعك لقول هذا؟".
ضرب غاري كفه على طاولة الخشب بقوة ليقول:"علينا ان نتحدث عما حصل في الليلة الماضية".
"لم يحصل بيننا شيء". قالت جيني هذا وهي تنهض من مقعدها فامسك غاري بها واجلسها قائلا:" انت تعرفين انه لولا مجيء اندريا لحصل بيننا امر لم نتوقعه".
"لكن اندريا قد اتت ولم يحدث شيء, هذا للافضل".
"هذا ما تظنينه؟".
"طبعا. لا ادري ما الذي حصل لي, لابد انني كنت ثملة...".
"انت لا تشربين الكحول , على الاقل هذا ما قاله ديفيد بالامس, عدا ذلك انا لم اشم اي رائحة فانا قد كنت قريبا جدا منك".
نظرت جيني الى عيني غاري المليئة بالسخرية ولم تستطع ان تنكر قوله الا انها قالت:" لقد شعرت بالوهن والحيرة, حسنا؟ هذا ما اردت سماعه مني؟ لكن عليك ان تعرف انني قد نضجت ولم اعد اشعر نحوك بشيء ولو كان شخص اخر مكانك لفعلت الامر ذاته".
"انا لا اصدقك".
"هذا لا يهمني, انت قد حطمت فيًٌَُُّ كل ما هو جيد , واذا ظننت انني قد اسمح لك او لغيرك باستغلالي فلابد انك قد جننت... عدا ذلك لما لا تذهب الى بريندا لتتحدث معها هي عما جرى في الامس؟".
علمت جيني انها قد تعدت الحدود فقرات الغضب الشديد في عينه, الا ان سرعان ما حل مكانه السخرية الاذعة وهي يقول:" اذا انت تظنين ان دورك قد حان لاستغلال الاخرين؟ ها جيد فضحيتك الاولى قد وصلت".
نظرت جين وراءها حيث ينظر غاري فنهضت وهي تبتسم وتقول:" ديفيد؟ ما الذي تفعله هنا؟".
"اليس بيننا موعد؟ اردت الحضور مبكرا لكنني واجهت بعض المشاكل... هل انت جاهزة؟".
ضحكت لنبرة حديث ديفيد بينما نظر هو الى غاري ليقول:" صباح الخير غاري, ارجو الا تمانع ان اصطحب معي جيني وابنك؟".
نظرت جيني الى غاري فابتسمت على مغض وهي تقول:" انه خائف ديفيد, يظنني اريد استغلالك".
"ارجو ان تفعلي هذا عزيزتي, فانا احب ان يتم استغلالي فكيف لو كنت انت الاستغلالية؟".
ابتسمت جيني ومن ثم قالت:" انا جاهزة للانطلاق, تعال ساعرفك عل جوي".
وضع ديفيد يده على خصر جيني وهو يقول باستخفاف :" لنذهب للتعرف على ابني المستقبلي".
تقبلت جيني مزاح ديفيد لانها كانت واثقة انه لا يحبها بل يتصرف على طبيعته المرحة.
عرفت الاثنان على بعض ولم تتوقع ان ينال ديفيد رضا جوي بهذه السرعة بل واكثر ان الصغير قد قبل ان يكوناصديقان.
صعدت جيني وجوي السيارة مع توفر فبدا ديفيد بالضحك وهو يفكر كيف ستكون ردة فعل جورج ازاء الكلب ومن ثم غير الموضوع ليبدا بقص القصص الطريفة على جوي , وفي لحظة ما لم تعد جيني تصغي الى الحديث بل اخذت تفكر فيما قالته اندريا سابقا على انها قد تكون مغرمة بغاري الا انها بدات بالضحك بصوت مرتفع فانتبه لها الاخرون فسال ديفيد:" لاحظت من البداية انك في عالم اخر, هلا تخبرينني ما الذي يضحكك؟".
نظرت جيني اليه وقالت:" اضحك على نكتة افضل الاحتفاظ بها بنفسي".
"حسنا كما تشاءين. وصلنا".
اوقف ديفيد السيارة امام منزل صغير محاط بالاشجار والزهور المذهلة , فنزل الجميع ليجدوا عائلة شبه مثالية في انتظارهم.
"جيني, جوي اعرفكما على طفلي تشارلي وراسل".
"مرحبا".
اندمج الاطفال الثلاثة معا فاخا يلعبان في الحديقة بعد ان اقتنع جورج بفكرة وجود توفر في منزله الا ان بعض الشكوك ما زالت تتملكه.
جلس الاشخاص الناضجون في الداخل بعد ان قامت جيني بالقيام بجولة في انحاء المنزل وقد اعجبها كثيرا وهي تقول انهما قد حققا حلمهما الذي لطالما حلموا به.
تحدث الجميع عن كل ما حصل معهم في السنوات الماضية الا ان جيني بقيت متحفظة عن عدة امور تتعلق بحقيقة ابنها, امور لم ترغب بالبوح عنها كما انه شعرت انها ليست الوحيدة التي تتحفظ عن هكذا امور اذ ان ديفيد ايضا لم يتحدث عن حبيبته السابقة المفترضة.
حانت الان ساعة الغذاء فتناول الاطفال وتوفر غذاءهم المكون من سندويشات النقانق والجبن في الحديقة بينما تناول الكبار الطعام الدسم على مائدة الطعام.
وبع الانتهاء من الطعام خرج الجميع الى الخارج بينما احضرت درو المثلجات, كما لو كانت هذه نزهة تقوم بها عائلة سعيدة موحدة مما جعل جيني تفكر بمايك والنزهات التي كانا يقومان بها قبل وبعد ولادة جوي.
"ابي, اريد كلبا مثل جوي".
نظر جورج الى جيني معاتبا قائلا:" ها ما كنت اخشاه".
"نعم ابي, نريد كلبا , نريد كلبا".
اخذ جورج ابناءه بين راعيه ليقول لهم بغضب مصطنع:" لما ترغبون دائما بما يملكه الاخرون؟".
بدا الجميع يهزا من جورج ويسخر منه حتى ايقن في النهاية انه لن يستطيع الهرب من مشاغبة ابنيه هذه الا اذا اقتنى كلبا لذا وعدهما بشرائه في نهاية الشهر, فاستمر اللعب ومشاغبة الاولاد لفترة لا باس بها من الزمن حتى حانت لحظة الذهاب فوعدت جيني الزوجان لوكهارت بالزيارة مجددا وقريبا جدا اذ ان الاطفال قد تصادقا.
اوص ديفيد جيني والاخرون الى منزل غاري بعد نصف ساعة, وحين اوقف السيارة ليسمح بنزولهما لسرع جوي وتوفر الى الحديقة بينما بقيت جيني في السيارة.
"ما رايك بتناول العشاء معي الليلة؟ انت وجوي؟".
نظرت جيني الى ديفيد ومن ثم قالت:" لا استطيع الليلة, عدا لك لقد تعب جوي كثيرا اليوم. ما رايك ان اتصل بك انا عندما اشعر برغبة في الخروج؟".
ابتسم ديفيد وهو يخرج من جيب قميصه بطاقته ليقول:" اتمنى ان تتصلي قريبا".
قبلت جيني ديفيد على خده وهي تقول:" لا تخغ, سافعل". ومن ثم خرجت من السيارة لينطلق ديفيد مسرعا.
توجهت جيني الى الحديقة حيث توجه جوي قبل قليل فراته يستمتع بوقته مع ابيه, فضمت ذراعيها فوق بعضهما واخذت تبتسم مفكرة في عدم المقاطعة اذ ان هذه من اللحظات القليلة التي يمضيانها معا فغاري مشغولا دوما في عمله.
لذا فقد اكتفت بمراقبتهما من بعيد لفترة ومن ثم توجهت الى الشرفة حيث كانت تجلس مارثا فجلست بقربها .
"كيف قضيت يومك؟".
ابتسمت جيني وقالت:" استمتعت كثيرا وكذلك جوي".
"هذا جيد, فمنذ وصولك الى هنا لم تخرجي ابدا, بل حبست نفسك في هذا المنزل".
"اني اقضي الوقت مع ابني, وهذه متعة كبيرة بالنسبة لي".
"لست بحاجة لاثبات لاحد انك ام رائعة فالجميع يعرف هذا, انت ما زلت صغيرة عليك الخروج والاستمتاع بوقتك".
"وجوي؟".
ابتسمت مارثا وقالت:" ان جوي بعهدتي , استطيع الاعتناء به جيدا".
ضحكت جيني وقالت بهدوء :" لقد دعاني ديفيد الليلة للعشاء , لكنني قلت له في مرة اخرى".
"اذا اسرعي للاتصال به قبل ان يغير رايه".
"تتصل بمن؟".
نظرت المراتان الى صاحب الصوت الغليظ فقالت مارثا :" بديفيد, لقد دعاها للخروج".
"ان ديفيد شخصا طيبا ابي, وهو يحكي القصص الطريفة".
نظرت جيني الى غاري فتلاقت عيناهما فقرات فيهما الغضب الشديد الا انها لم تبالي بل قالت:" جوي ستبقى الليلة مع جدتك بينما ساخرج انا مع ديفيد".
"يسعدني انك قد اتصلت بي جيني".
"نعم, اقنعتني مارثا بهذا. ما هذا المطعم؟".
"سمعت عنه من احد الاصدقاء , هل يعجبك؟".
"طبعا انه جميل, يحمل طابع الخصوصية والرومانسية ايضا".
"يسعدني ذلك, اذا ما الذي تشربينه؟".
"ما رايك بكاس من الويسكي؟".
تعجب ديفيد واخ ينظر الى جيني قائلا:" يا للعجب, ان انجي هيملتون تشرب فعلا".
"فقط بالمناسبات الخاصة".
ابتسم ديفيد وهو يرفع يده لمناداة النادل وقال:" يعجبني ها الامر, ان تقولي عن رفقتي مناسبة خاصة".
ابتسمت جيني واخذت تمعن النظر في ملامح ديفيد وهو يطلب لهما ما يشربانه فلمحت في عينيه الحزن والاسى وعلمت ان ديف يحاول دائما ان يتظاهر بالسعادة جتى لا يعرف احد عن حقيقة مشاعره. انتبه ديفيد الى شرود ذهن جيني فامسك بيدها ليقول:" بما تفكرين عزيزتي؟".
"ديفيد ماا حصل مع حبيبتك؟".
سحب ديفيد يده وقال:" توقعت ان تسالي هذا السؤال".
"اذا؟".
اطال ديفيد النظر الى جيني وفي النهاية قال:" اتعلمين ؟ اردت ان اترك التعليم لاصبح رجل اعمال مهم , فعلا اردت ها, اردت ان تفخر بي ساندي...".
"ساندي؟".
"ساندي ريد. الفتاة التي احبها بالاحرى الفتاة التي اعشقها بجنون, كنت سعيدا بمعرفة انها تبادلني الشعور ذاته".
"احبتك؟ اذا ما الذي حصل؟".
"هل اخبرتك ان لدي اخا؟ ارادت عائلتي ان تندمج العائلتين معا, اقصد عائلتها , وماا افضل من المصاهرة؟ طلب والدها من ابي ان يزوجها من عائلتنا , وطبعا قال ابي انني غير مسؤول وان اخي البكر هو الشخص المناسب لها, وهكذا اصبحت ساندي خطيبة اخي ولم يعد لي الحق بالتفكير بها, ولذا لم اعلم احد بحبي لها, واستمررت بكوني الشخص الفاشل الغير الناضج والمسؤول".
"قلت انها احبتك؟".
شرب ديفيد الكاس الذي احضره النادل شرفة واحدة واكمل قائلا بحزن:" من دون علم احد كنا نخرج سويا, قالت ان علي التغيير ليقبل ابها بي , وحتى ذلك الوقت علينا ان نخرج سرا , لكنني قد تاخرت , اليس كذلك؟".
"انا اسفة".
"لست المذنبة في شيء".
"لكنني ما زلت لا افهم , لما لم تعارض هي على هذه المخططات؟".
"لا تستطيع ان تخالف اوامروالدها, عليها ان تفعل ما يقوله لها".
"ان حياة الاغنياء معقدة جدا".
ابتسم ديفيد باسى ومن ثم قال ساخرا:" هل سنمضي هذه السهرة هكذا؟ هيا لنرقص".
امسكت جيني بيد ديفيد وتوجها الى حلبة الرقص. امضت جيني بقية السهرة وهي تتحدث مع ديفيد بمواضيع كثيرة ومختلفة كما انها كانت مفرحة فاستغربت من قدرة الاخير على التحمل فقدرت انه يستطيع ان يكون ممثلا بارعا.
كما انها ازدادت اصرارا على كون الحب امرا مقرفا, وحرت نفسها من الوقوع فيه, فاهون عليها الموت الف مرة على ذلك.
مرت الاسابيع والايام بسرعة كبيرة واستطاعت جيني التهرب من غاري بشكل رائع اذملئت وقتها بالاشغال فمرة تخرج مع ديفيد ومرت تكون هي وجوي مع عائلة لوكهارت تساعد درو التي اصبحت الان في الشهر السابع على العناية بالاولاد الثلاثة.
"هل ستخرجين الليلة؟".
نظرت جيني الى غاري وقالت:" مع ان هذا لا يعنيك, الا اننا لن نخرج , لان هناك اجتماع للمدرسين لكننا سنتقابل مساء الغد".
"الا تلاحظين انك بدات تخرجين كثيرا مؤخرا, وانك بدات تهملين جوي ؟".
غضبت جيني وقالت :" انا اقضي وقتا مع جوي اكثر مما تقضيه انت معه طوال الاسبوع, لذا انا ارجوك , اياك ان تكرر هذا الكلام... اه نعم كيف حال بريندا؟ فانا لم ارها من اسبوع تقريبا".
هربت جيني من غضب غاري الا ان المناقشة قد ازدادت حدة في اليوم التالي, فاقسمت جيني على الا تسمح لاي احد بالتحكم بها , لذا خرجت في المساء مع ديفيد.
"مرحبا ديفيد".
رفعت جيني راسها الى الاعلى لتنظر الى اين ينظر ديفيد فرأت رجلا ممسكا بيد امراة شابة جميلة, رجلا غريبا الا ان نظرات ديفيد لم تقل الامر ذاته .