]حكت جيني كل شيء لوالدها ومن خلال حديثها علمت انه كان يعلم منذ البداية ان جوي حفيده وان امه ديلين, الا انه في النهاية اخبرها انه ابنها وانه لن يسمح لاحد ان يسلبه منها مهما كان الثمن, لذا فقد اتفق على التصال بصديقه المقرب والذي هو محامي الاحوال العائلية.
استعدت جيني في الايام التالية لمواجهة غاري واستعادت ثقتها بنفسها بسبب وجود والدها بقربها.
لقد شارك جيري بالرحلة وبقيت مليسا لوحدها في المنزل اذ ان ربيكا الحت على المجيء مع جيني وماثيو ايضا.
حطت الطائرة في كاليفورنيا في الساعة الثالثة ظهرا فاقترح ماثيو ان يذهبوا الى احد الفنادق الا ان جيني فضلت الذهاب الى شقة مايك. فاوصلها ابيها الى البناية بينما ذهب برفقة زوجته لكي يحجز غرفة في احد الفنادق.
"مرحبا بريندا".
ابتسمت بريندا معانقة جيني وهي تقول:" كم يسعدني انك بخير".
"هل مايك هنا؟".
ادخلت بريندا جيني الشقة وهي تخلع قفازات الطبخ من يدها ومن ثم قالت:" انه في العمل, فالامور ملخبطة هذه الايام".
"لما ماذا حصل؟".
ابتسمت بريندا قائلة:" الم تعرفي؟ يوم السبت الفائت انتابت ديفيد الرغبة بالهرب, لذا فقد اختطف ساندي وتزوجا في لاس فيغاس, دون حفلة او تجهيزات, اتصل بنا هاريسون واخبرنا, وليس هذا فقط, لقد انجبت درو فتاة صغيرة وجميلة, فشعر جورج بالسعادة وانه الان لا يستطيع الابتعاد عن اميرته ابدا, اما الاخبار المفاجئة جدا, هي هاريسون".
"ما به؟".
"بعد ان علم بما قام به ديفيد, اوكل ادارة الشركات لابيه ومن ثم لحق بامراة ما, يبدو انه كان مغرما بها منذ سنوات, ولم يقبل خسارتها مرة اخرى, لذا ركض اليها".
ابتسمت جيني بمرارة ومن ثم قالت:" يسعدني فعلا سماع هذا, لقد كان عليه الاختيار هذا من بين عدة امور".
نهضت بريندا عن الكنبة ومن ثم توجهت الى المطبخ لتتفقد الطعام وهي تسال:" هل تعرفين المراة المعنية؟ كيف هي؟".
"لم ارها الا مرة واحدة ومن بعيد, لكنني اظنها الفتاة التي يحتاجها هاريسون... بريندل؟ هل تسكنين هنا؟".
ضحكت بريندا بصوت مرتفع قائلة:" كلا, رغم انني اتواجد هنا معظم الوقت, تريدين السكن؟".
لاحظت بريندا صمت جيني فاردفت قائلة:" توقع مايك ها, لذا فقد جهز لك غرفة".
اخذت بريندا جيني الى غرفتها فوضعت الاخيرة حقيبتها ومن ثم اتجهت الى الخارج فاوقفتها بريندا سائلة:" اين تذهبين؟".
"علي رؤية طفلي".
امتلات عينا بريندا بالقلق قائلة:" لا اعتقد ان هه فكرة جيدة".
"انا لم ارى ابني منذ عدة ايم, ولا اعتقد انني استطيع ان انتظر وقتا اطولو لذا سوف اذهب الى منزل غاري, وليحدث ما يحدث".
خرجت جيني الى الشارع فاوقفت اول سيارة تراها وطلبت منها ان تاخذها الى عنوان غاري, وصلت جيني بعد فترة الى هدفها, فنزلت من السيارة واتجهت نحو المنزل, انتظرت برهة واخيرا تجرات على طرق الباب.
فتح لها لويس الباب فقالت دون خوف:" ايت ابني؟".
"انه ليس هنا".
دفعت جيني لويس عن طريقها بقوة وهي تقول :" انت تكذب".
صعدت السلالم واتجهت الى غرفة جوي ولم تجدهو فخرجت لتتجه الى غرفة مارثا ولم تجدهما هما الاثنان.
ارادت النزول الى الاسفل فقابلت غاري في منتصف الطريق, كان يقف على اولى الدرجات , فبدات جيني انظر اليه فراته مختلفا عن الرجل الذي تعرفه, فلمحت في عينيه الغضب والكره والحقد, الا ان هذا لم يوقفها فاتجهت اليه وهي تسال:" اين ابني؟".
"لا اظن ان لديك ابنا هنا".
امسكت جيني ذراع غاري بالقوة وهي تقول:" ان جوي ابني, ولن يسلبني اياه احد, اخبرني اين هو".
ابعد غاري يدها بعنف وهو يقول:" سبق ان اخبرتك ان لا ابن لك هنا, اما عن ابني فقد ذهب مع امي الى مكان ما, اخاف ان اقول لك اين لتذهبي وتخطفيه, لكنني احذرك من الاقتراب منه, فقد رفعت ضدك دعوى اطالب فيها ان تبتعدي عن ابني, وقد اصدر القاضي امرا بهذا الشان, وان خالفت القوانين , سوف ادخلك السجن".
"لن يستمر الحال على هذا الوضع".
جر غاري جيني باتجاه الباب وهو يقول بغضب شديد:" ان كان ما لديك قوله فلتقولينه الى القاضي, مع انني لا اعتقد ان الامر سيفيدك بشيء".
رمى غاري جيني خارجا وهو يتابع صارخا:" ابتعدي عني وعن عائلتي".
وقعت جيني بين ذراعي والدها فاحتظنته بشدة وهي تقول:" انه يقول انه ممنوع علي الاقتراب من جوي".
"اهدئي صغيرتي, لا يمكنه فعل هذا".
ضحك غاري وقال بسخرية :" لا تصدقي هذا الكلام عزيزتي, فهو يكذب عليك, انه يعرف جيدا ان القانون بجانبي".
"سوف نتقابل بالمحكمة سيد ويلسون".
"انا موافق على هذا التحدي, رغم انك ستفشل انما في الوقت الراهن عليها الابتعاد عن هذا المنزل لمسافة مئة ياردات والا سوف استدعي الشرطة".
"يا لك من حقير غاري ويلسون, ولا اصدق ان ابنتي قد وقعت في غرامك".
ابتسم غاري بمرارة ومن ثم قال:ط الم تسمع؟ استغلتني ابنتك لنسيان مايك".
نظرت جيني الى والدها وتقابلت نظراتهماو فعلمت انه يقصدها بكلامه لذا مسحت دموعها ومن ثم طلبت منه الرحيل.
غادرت جيني بصحبة ابيها وذهبا الى شقة مايك, ووجدته هناك ثائرا وقلقا, فعلمت ان بريندا قد اتصلت به فاتى مسرعاو لذا اقتربت منه لتعانقه وهي تقول باكية:" ماا علي ان افعل مايك؟ فغاري يقول انه قد حصل على امر يمنعني من الاقتراب من منزله ومن ابني".
شد مايك قبضته على جسد جيني وهو يقول:" سوف نفعل المستحيل لارجاع جوي لك, اما الان فعليك ان تستريحي".
ذهبت جيني الى غرفتها فارتمت على السرير وهي باكية, فساءت حالها مع الايام, لقد تحدد موعد قضية الوصاية على جوي بعد شهر من الان, فعلمت جيني ان القضية خاسرة, لقد لمحت هذا في عيني والدها حين كانت معه امام بيت غاري.
لم تعد جيني تاكل ولا تشرب, بل بقيت طريحة الفراش طوال النهار والليل, فحاولت عائلتها فعل المستحيل لاخراجها من عزلتهاو حتى ان مايك قد احضر لها الطبيب لمعاينتها فوصف لها المهدئات لتهدىء من روعها.
نهضت جيني من نومها, فرات من حولها علبة الادوية وبجانبها كوب من الماء, فمدت يدها لتخرج حبة لتزيل الصداع الذي تشعر به, فعلمت ان المها لن يزول ابدا بعد ان خسرت طفلها, لذا فقد افرغت العلبة في يدها ومن ثم بلعتها ولحقت بها بالماء.
كان يشعر غاري ان ما يفعله بجيني خاطئاو وان عليه ان يعذرها, لكنه لا يستطيع فكرامته جريحة واصبح كالطير الجارح الذي يجرح الكل من حوله, ان المحمكة بعد عشر ايام.
اخذ ينظر الى والدته وهي تجلس على المائدة تتناول الغذاء معه دون اي كلمة, فعلم انها حزينة جدا لما يجري, وحمد الله على ان الصغير قد شعر بالتعب وخلد الى النوم مبكرا. لانه ما كان ليستطيع التظاهر بالسعادة اكثر من هذا.
اخذ غاري يتساءل بينه وبين نفسه عن اختفاء جيني هذه الايام, ولم يصدق ان خوفها من الشرطة قد منعها من الحضور, فما الذي تخطط له؟
فجاة طرق الباب بقوة ولوهلة ظن غاري انها قد تكون جيني, فانتظر من لويس ان يفتح الباب, واذا به مايك ياتي غاضبا وصارخا واخذ يتهدد بالقول:" سوف تدفع الثمن باهضا غاري ويلسون, جراء ما فعلته بجيني, سوف اقتلك".
نهض غاري عن مقعده ليتواجه مع مايك الا ان والدته وقفت في المنتصف تقول:" مايك اهدىء ارجوك".
مر مايك يديه على شعره وهو يقول:" كيف تريد مني الهدوء في الوقت الذي تنازع جيني به الموت".
ما ان سمع غاري هذا الكلام حتى شعر بطعنة في قلبه, فما الذي يقصده مايك, اراد الاستفسار واذا بهاتف الاخير يرن.
"الو؟ استيقظت؟ سوف احضر حالا".
اسرع مايك بالخروج من المنزل فتبعته مارثا بينما بقي غاري منصدما بالاخبار التي سمعها, علي ان يعرف ما الذي حصل , عليه ان يسال احدا ما, لكن من؟
امسك غاري هاتفه واتصل ببريندا واا بهاتفها مغلق, اخذ يروح ويجيء دون اي هدف, فانتظر بعض الوقت ليتصل بوالدته, واذا به يسمع الرنين, فقد نسيت هاتفها. فانتابه الغضب كثيرا, الغضب من بريندا, امه, جيني وبالاخص الغضب من نفسه, فتذكر قول جيني ذات يوم انها لا تدري ماذا كانت ستفعل لو خسرت ابنها.