المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الادارة العامة فريق كتابة الروايات الرومانسية عضو في فريق الترجمة ملكة عالم الطفل |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الجزء العشرون
باحتراس, ضرب قلبها بسرعه كعصفور خائف.
وضعت احدى قدميها فوق السلم المصنوع من الحبال, وبدت الصعود نحو المنصة
الخشبية, لم يفاجئها اي صرير بينما وضعت رؤوس اصابعها في اتجاه الباب المفتوح,
وقد ركزت كاميرتها نحو الداخل المظلم, ثم اخذت صورتها.
كان ضوء الفلاش كما الذكرى في عقلها كما كانت الصرخة البربرية للغضب
الذي انفجر من حنجرة الزعيم الذي كان يستلقي في ارجوحته يرتدي الاسود من
رأسه حتى قدميه ويضع على رأسه شعر طويل مستعار وكذلك يضع في معصميه
ورسغيه خلخال من اجل طرد الارواح الشريرة.
نفس الضوء الذي اعاد الزعيم الى عماه المؤقت, انعكس ايضاً فوقها من جراء
الادراك المفاجئ بأنها قد اخطأت جدياً, انها تستخلص قوه ثقتها الى الاقتناع بأن
الزعيم سوف يعتبرها صديقة ولكن بينما اضاء النور الكوخ, بقيت ريبيل تحت
الظلال, تعطيه الانطباع بأنه قد تمت مهاجمته بواسطه عدو غير مرئي!
وبتهور, وبدون ان تنتظر لتبرر ما فعلته, وحتى دون ان تظهر عن نفسها, ركضت
ثم اخذت طريقها نزولاً فوق السلم المصنوع من الحبال وهي مصممة على الهرب.
كانت في منتصف الطريق قبل ان تعي نزول المطر الغزير, لقد تجمعت غيوم
العواصف التي بدأت ترب غصون الاشجار وتخفض الممرات المائية نحو الارض
العطشة.
ارتفعت فيها غريزة البقاء حية وشعرت وكأنها قضت ساعة ألم قبل ان تتعثر خلف
حاجز من الاشجار وهي تركض كغزالة مجنونة, تضع يدها فوق اذنيها لتصرخ
بصوت شابه صرخات الزعيم الغاضب. غير واعية ما اذا كان يتبعها ام لا, وخائفة من ان تقف لتستكشف الامر.
تابعت الركض بالقدر الذي يسمح به الظلام, تتخبط بين جذوع الاشجار والذي
بدا من المحال تجنبها, تدوس فوق الجذور وبدأت تسمع صرخات الحيوانات
الصغيره وكذلك هبوط بعض اغصان الشجر, وكانت ردات فعل الحيوانات لا
تقل خوفاً عنها وهي تنزلق فوق الممرات الرطبة, وكانت ريبيل طوال الوقت تحاول
حماية كاميرتها من المطر الغاضب.
المنظر الذي احياها عندما ولجت داخل كوخها كان لويز الذي وقف وسط الارض
وهو يحمل مشعل مضاء, واضح انه كان ينوي البحث عنها.
" اين كنت بحق الشيطان؟ "
وقفت ثابتة تحدق ونظرة حيوان تم اصطياده ترتسم في عينيها, بقيت صامتة,
مصعوقة تماماً لتبحث عن كلام, بينما لويز ينظر اليها من شعرها المبلل الى وجنتيها
المحمرتين, والملابس التي التصقت بجسدها مثل جلد ثاني, ثم استدارت نظراته
الحادة, تغرق كالمغناطيس في اتجاه اليدين التي كان من الواضح انها كانت تخبئهما
وراء ظهرها.
" ماذا تخبئين؟ "
بدت لهجة صوته ناعمة, مغلفة بالخطر والتهديد ايضاً
" انا... لا شيء...."
قالت ثم بلعت ريقها كما طفل وقد تمت ادانته بالجرم المشهود. امتدت يد قوية في
اتجاهها.
" دعيني ارى...."
امرها مضيفاً:
" احب ان اتفحص اللاشيء المهم, والذي جعل عيناك ترتعبان مدركة بأن اللعبة
قد انتهت "
استسلمت ثم وبتنهيده تعب سحبت يديها من خلف ظهرها وسلمته الكاميرا
بصمت.
للحظات بدا لويز تائهاً, لا يعرف ما السبب الذي جعلها تحمل الكاميرا, وصل الى
استنتاجه قائلاً:
" لقد قلت بأن لديك سبب خاص يجعلك تحتفظين بالفلم الاخير لديك "
اتهمها بشكل مبطن, وبدا منزعجاً من تصديق الكلام الذي نطق به
" حتى لو تدبرت امر معرفة اختباء الزعيم, ولا انت حتى بهذا الغباء لتعودي الى
كوخ الطبيب الساحر...مع كاميرتك من اجل اقتحام ؟ "
كان الصمت الذي تبع سؤاله ثقيل جداً
" ولكنك فعلت, الم تفعلي؟؟؟ "
اصابع غاضبة انغرزت في اللحم الرقيق لكتفيها بينما نفس من غضبه بأن هز
جسدها. وبدون اي علامة نحيب قاومت ريبيل العاصفة التي ضربت رأسها
والعبوس القاتل علامة الاحتقار وسمعته يقول بغضب مكتوم:
" هل انت ذات عقل بسيط الى درجة انك لم تلاحظي بأن هؤلاء القوم متوحشون,
صائدي الرؤوس, بعيدين جداً عن الحضارة الى درجة انهم لا يترددون في قتل
وتعذيب اعدائهم؟ انك تجرؤين على الارتعاش من لمستي؟ ان غباءك قد ورطنا في ان
يتم احراقنا احياء او تعليقنا تحت شجرة حتى يجف جلدنا ويصبح كما البودرة عند
طحنه, ثم يهرس مع الموز ليأكل كتحلية الموت "
صدمتها كلماته, وزال القليل من غضبه عندما شحب وجهها بشدو مثل ازهار
الزنبق التي تطفو على سطح البحيرة.
" لا تفعل..."
تنهدت ثم اضافت:
" انني آسفة, انني ادرك بأني كنت مخطئة في القيام بما فعلته, ولكن ارجوك لويز
اوقف ذلك, لا استطيع تحمل سماع المزيد من ذلك...! "
وبردة فعل عاطفية سقطت في اتجاهه, وللحظات سمح لها ان تذرف للدموع ثم قال
بصوت قاسي:
" ليس لدينا المزيد من الوقت لاضاعته, سوف اسمح لك بخمس دقائق من اجل
تبديل ملابسك, ثم علينا المغادرة حالاً "
لم تجرؤ ريبيل على الاعتراض, حيث كان المشعل المضاء الوحيد الذي انار الغابة
اضافه الى بزوغ نور الشمس.
كانت تنتظر وهي تحمل كاميرتها على كتفيها ورأت لويز وهو يومئ لها بصوت
هامس:
" اتبعيني وانتي قريبة مني وهادئة بقدر المستطاع, ان فرصتنا الوحيده للبقاء احياء
تتمثل في الزورق ذو المحرك. علينا الوصول اليه والخروج بعيداً عن مناطق القبائل
هنا مع ادنى حد من التاخير, جاهزة...؟ "
قال ذلك وهو يتحضر لاطفاء المشعل
" جاهزة "
" حسناً..."
بدا فمه على وشك ان يبتسم وسمعته يقول:
" دعينا نذهب اذا "
توقف المطر واصبح القمر عالياً في السماء بينما بدأو يتلمسون طريقهم في الغابة,
حريصين على عدم احداث جلبة, يتجنبون العليقات التي يمكن ان تعرقل هروبهم.
وبينما وصلوا الى حدود البحيرة, شاهدوا من خلال المشاعل المنطفئة بأن الاهالي لم
يستيقظوا بعد من نومهم العميق. بدأ قلب ريبيل وكأنه سوف يخرج من صدرها,
وكانت تتبع لويز على رؤوس اصابعها حتى اصبحت البحيرة ورائهم.
وبعد لحظات سمعوا صوت عالي. ربما كان الزعيم وهو يتحضر لمواجهة عدوه, او
انه حيوان ضخم, نمر ربما يبحث في الليل عن طعام, ولكن مهما يكن, كان لويز
يركز على الطريق امامه, انتظر حتى اختفى الصوت."منتديات ليلاس
يتبع...
|