المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
الادارة العامة فريق كتابة الروايات الرومانسية عضو في فريق الترجمة ملكة عالم الطفل |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الجزء الثاني
انتهت المناقشة فجأة عندما أشار الطيار انه على وشك الهبوط , ثبتت ريبيل نفسها في المقعد خلال هبوط الطائرة قبل ان تقف بثبات في مكانها وبينما ساعدها باولو على النزول كان انطباعها الاول كمن يخطو داخل منزل خصيب , حار واسع ممتلئ بحرارة استوائية عالية , من على الأرض كانت الأشجار الكبيرة تفرض علوها الرهيب , مظلة اوراقها الخضراء تنتشر عالياً تقاتل من اجل الضوء , تاركة الجذوع عارية تماماً , كان داخل الغابة مظلماً وعلى الأرض تستلقي تتمدد وكأنها تبحث عن غنيمه .
" ها قد اتت لجنه استقبالنا "
واومأ باولو الى جمهور من السكان يسير نحوهم . حاولت ريبيل ان لا تظهر ارتباكها بينما كانوا يقتربون ,لم تكن هذه اول مرة تقابل شخصيات قبلية , ولكن هؤلاء الأشخاص بدوا وكأنهم يخرجون مما قبل التاريخ , عراة ما عدا اقمشة صغيرة مع صباغ احمر فوق وجوههم , نسائهم , ايضا عراة , ولهم رسومات فوق اجسادهم , مع صباغ احمر فوق وجوههم واقدامهم , , ولكن عندما ابتسموا , مشكلين دائرة حول زوارهم , بدا واضحاً ان لهم طبيعة اطفال سعداء , فضوليون فيما يتعلق بالغرباء , خجولين مع اهتمام واضح بأي شئ جديد يدخل الى عالمهم الواسع المغلق .
بعد دقائق كان هناك صوت لطبول خفية , حيث ظهر رجل من مبنى مشيد على الطرف , صورة مستقيمة طويلة , داكنة وغير منحنية كما الأشجار العملاقة ،و
شيطان يخرج من جحيمه الأخضر .
مهتمة بتحذير ابيها , نبذت ريبيل التفكير الجيد وعلمت نفسها ان تكون عادية بينما ابيها ذو ردة فعل هادئه , لاشئ جيد يمكن ان تحصل عليه في اظهار العداء , فيما مساعدة الرجل لهم شئ حيوي لمهمتهم , وكان يجب عليها ان تظهر ودودة من جراء رؤيته .
" سنيور مانشنت ؟"
تقدم والدها ويده ممتدة :
" كم يسرني ان اقابلك أخيراً "
" وأنا مثلك بروفسور "
حمل صوت السنيور اللهجة والرنة التي توقعتها ريبيل , عميق كما البرك , واثق كالصخور المنتشرة على ضفاف النهر , بارد كما الهواء فوق الشرفات وسمعته ريبيل يضيف " انني معجب جدا بكتابك حول حقل علم الأنسان ولقد قرأت كل الكتب التي الفتها حول هذا الموضوع "
" لماذا ... شكراً لك , سنيور " قال البروفسور بفرح ظاهر .
" بالنسبة لرجل يحمل معرفتك وخبرتك , اعتبر نفسي عادياً , هل تسمح لي ان اقدم لك ابنتي ؟"
استدار لكي يحثها على التقدم .
" ريبيل ..." قدمها بفخر .
" هذا السنيور لويز مانشنت ...عالم مستكشف . وخبير في الحياة البرية ...والآن منشغل بأقامة مزرعة اشجار اختبارية هنا في الغابة , سنيور مانشنت , اليك ابنتي , ريبيل ستورم "
"سنيوريتا ستورم "
رأت شفتيه تلتويان عند ذكره اسمها , ولكن عندما ينحني ثم يرفع رأسه لايظهر هناك اية أشارة عن الأستمتاع على الوجه النحيل مع ملامح داكنة وحادة وكأنها نحتت من الخشب الماهاغوني , ارادت ان تبعد يدها عن قبضته ذات العضلات , ولكنها اجبرت اصابعها على البقاء ثابته , تجبرهم على عدم الأرتعاد .
" مزرعة أشجار اختبارية في قلب الأدغال , سنيور ؟
ارادت ان تنطق السؤال بتهذيب , ولكنها لاحظت عندما رأت تجهم والدها بأن كلماتها حملت لهجة احتقار .
كان موقفه الذي يجب ان يلام ...عقلياً , اظهرت دفاعها انها ليست مختالة "
" ان حيرتك مفهومة , سنيوريتا "
وببرودة ادرك خشونتها .
" غالباً ما اجد نفسي مضطراً لأن اشرح للدخلاء , لماذا , نحاول ان ننمو . ان اسواق خشب العالم هي مجهزة للخشب الناعم كما ترين , ولكن لسوء الحظ فقط شجرة واحدة من كل عشرة تنمو في الغابة هي صالحة تجاريا , انه املنا بأن الأشجار التي تنمو عن طريق البذور سوف تكون اقل مهاجمة من قبل الأمراض , وتلك هي خطتنا , انه من السابق لأوانه القول ما اذا كانت تجربتنا ستنجح مستقبلا ام لا , انه مع مناهج العلم الحديث سوف نروض الوحشية او انه علينا ان نذعن ونترك كل شئ على ماهو عليه "
" انني اكيد , سنيور مانشنت " قاطع والدها الحديث قلقا من لهجة صوت ابنته وأضاف " انه اذا كان هناك شخص سينجح من ترويض جزء من الغابة دون تدميرها فهذا الشخص هو انت "
شعرت بأنه قد تم زجرها عندما وصفها هذا الرجل بالدخيلة , وأخضعها غضب والدها , التزمت ريبيل الصمت بينما كانوا محروسين على طول العمر عبر الغابة والتي قادت تدريجيا الى نهر حيث , هناك فيلا معبرة, منزل نباتي مبني من الحجر , مع قرميد بلون الحشيش , ودرجات تتقود الى شرفة واسعة , وبينما اقتربوا حضر خادم يرتدي معطف ابيض لتقديم الشراب على طاولات خيزران منخفضة , كراسي خيزران مع وسائد ملونة سميكة , تحث الزائر على الجلوس فوقها .
غرقت ريبيل وعيناها واسعتان في كنبة مظللة وحدقت حولها , تتساءل اذا ما كانت قد تاهت حتى وصولها الى فيلم ذهب مع الريح .
على ما يظهر , بدت افكار والدها وكأنها تتجه في نفس الأتجاه حيث قال " مذهلة ...انا لم اتوقع ان اجد هكذا اسلوب من الهندسة في اعماق الغابات "
" وبالكاد هذه الأعماق " صحح السنيور بابتسامة وأضاف " هناك العديد من هذه المنازل في البرازيل القديمة " شرح وهو يرخي طوله فوق احد الكراسي .
في وقت واحد جهزت بلادي معظم اقطار العالم بالسكر , لقد احتاج المزارعين القدماء الى اشخاص ليزرعوا , يقطعوا ويطحنوا قصب السكر
, ولكن الشعب الهندي لم يكن في متناوله , لذا بدأو يبحثون في اماكن اخرى عن اعمال , قبل ان يتم ابطال العبودية , العديدمن العائلات احضرت من ساحل الغرب الأفريقي ,والحياة في البرازيل كانت مشابهة للحياة في ايركا الشمالية , العديد من القصص عن الجنوب الغابر قد رويت عن طريق روائي زنجي في البرازيل , وكذلك العديد من المزارعين الأغنياء رووا عن بلاد أبناء عمهم الأميركين الشماليين "
" هل تعترف بأن احد اسلافك كان تاجر عبد , سنيور ؟"
" لا , سنيوريتا , انني لا افعل "
نظر اليها نظرة فولاذية وأضاف ,
" لا أستطيع ان اقر بما لا اعرفه , لقد امتلكت عائلتي حقول السكر في يوم من الأيام , بالتأكيد لا اعتقد أي عضو من عائلتي قد اتهم بأنه يستفيد من بؤس البشرية "وردة قايـين
بهزة من كتفيه استطاع ان يعزلها كليا , بينما ارتشفت من الكأس الكبيرة , طبخ لذيذ من قصب السكر , عصير الفواكه , السكر والرز المطحون , وحاولت ان تقرر من هو هذا البرازيلي , الأستبدادي الذي لم تحبه , والذي اعتبرته يعيد تماما جو التفوق لديه ."منتديات ليلاس
يتبع...
|