كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الجزء السابع عشر
ضحك ، صوت ناعم في حنجرته كان مزيج من الهرهرة والتناغم ، قربها منه اكثر ، وحدقت في عيناه الرماديتان بعاطفة ظاهرة ، ثم اغلقت عينيها عندما التقت شفتاه بشفاهها في قبلة والتي نقلت لها رسالة تحمل مشاعره التالية .
" انني رجل بمعنى الكلمة , وانا اريدك !"
عالقة بين ضغط يديه ، مذهلة من اتصال شفتيه بشفاهه ، كانت غير قادرة على مقاومة تيار سريع من الاثارة بينما كان يبعد عزلتها بقبلة وعندما وضعت ذراعيها بخجل فوق عنقه ، كانت همهمة رضاه اشارة على تحذيره ، واعتبرت ريبيل بانه كان يعترف انه يحبها كما تحبه ..
كانا يقفان وهما يتعانقان على عتبة الكوخ ، بعيداً بما يكفي عن القريه ، ليبقيا على بعد عن نظر اي مراقب ، في تيار عواطفها ، كانت منسية من الجميع ، عدا الرجل الذي اعادتها قبلاته الى الحياة ، حيث اثارته جعلت الدماء تجري حارة في عروقها ، وسمعته يقول وكانه يذكرها .
" عليك ان تذهبي الى الداخل ، ياعزيزتي ، همهم ويداه تضغطان بالم فوق خصرها.
" لانه بالرغم من موقفهم تجاء العري ، فان الاهالي يعيشون هنا وفق شعار الاخلاق ، ان الشيء الوحيد الذي يجب على العشاق القيام به , هو ان ينبذوا اي شارة محبة امام الآخرين "
كانت ريبيل واعية لموانعها تختفي بسرعة ، وقفت على اطراف اصابعها لتطبع قبلة حنونة فوق فمه المبتسم وقالت .
" كم انهم ذو حظ سئ لانهم لايتعلمون فن التقبيل ... اي نوع من التودد يمحون به ، على ما تعتقد ؟"
انهم يفعلون هذا "
عض طرف اذنها واضاف " وهذا ..."
" وهكذا كما ترين فهم ليسوا مجردين تماماً " ضحك بنعومة واضاف .
" وهم يؤمنون بانه حتى لو كان اثنان متحابان ، فعليهم في العلن ان لايسيروا جنبا الى جنب ، ولكن الواحد وراء الآخر ، وكذلك ليس عليهم امساك الايادي الملاطفة ، او حتى النظر الى بعضهم والحب في عينيهم ، والرادع خاصتهم يعوض عن نوع من السرعة والتي اشعر بها الآن ... اية سرعة في الحصول عليك سريعاً "
كانت ريبيل متيقظة تماماً عندما قام برفعها الى ذراعيه وحملها الى داخل الكوخ ، وحالما وضعها مجدداً على قديمها .
" يا الهي ، ان الشخص يعتقد انك كنت مبتدئة لماذا لا تتعاونين ؟"
صدمه كلماته لم تكن قوية جداً ، بقدر دهشتها مما يتوقعه الرجال البرازيليون من العروس ، خط دقيق يفصل بين النساء العفيفات عن النساء اللواتي يتخذن منهن زوجات . ان ملاحظتها في ان لويز اعتبرها من الطبقة والصنف الرخيص صدمتها بقوة ، وتجمد الدم في رأسها حيث تجمدت اصابعها ، عندما ابعدتهم عن عنقه لاحقاً ، كان عليها ان تدرك معنى الغضب ضد اهمال والدها والذي ابتهج في مشاركتها المعرفة الذي اكتسبها خلال حياته وهو يدرس الانسان ... وحتى بعد قرون من نشر كتب عن غرائز الحيوان ، ولكن في هذه اللحظات لديها مشاكل اعمق في رأسها ، مشكلة ضبط عواطفها .
لمسة اصابعه ارسل ارتعاشة قويه في جسدها ، وانسبحت بعيداً عن مكانه وكان عليها ان تصارع لكي تتغلب على الدموع في عينيها قبل ان تتكلم .
" انني آسفة لويز "
اخيرا استطاعت الكلام
" ولكنني خائفة من ان هذا التصرف هو غلطة رهيبة "
شعرت به يتصلب ، وحيث رأت نفاذ صبره يتبل الى تهديد .
" انني اوافق بانها غلطة خطيرة تقود رجل عطش الى الماء ، ثم تحرمه من ان يشرب "
ارادت ان تشرح له بانها لم تكن مغتاظة ، بانها كانت الآن تستوعب الوضوح بين ان تكون محبوبة وان تمارس الحب لمجرد ممارسته ، ولكنها لم تستطع ايجاد كلمات لتصف وضعها .
"ان الوقت متاخر لادعاء الذكاء "قال بسرعه وهو يقطع المسافة بينهم بخطوتين .
" منذ دقائق كنت تذوبين بين ذراعي ، والآن تتخذين موقف الملاك"
يدان تتلذذان بالقوة قبضتا على اكتافها واضاف " انا لن اتوقف لاحصل على امرأة رغما عن ارداتها ... ولكن للمرة الاولى اشعر بالشفقة نحو الرجال الذين قادتهم خيبات آمالهم الى التوحش، ان النساء اللواتي من نوعك يستحقون الاحتقار "
حررها بقوة الى درجة وقعت على الارض وسمعته يضيف " ربما ترتاحين من فكرة بان صرخة واحدة منك قادرة على احضار قبيلة من المحاربين لمساعدتك "
سكت للحظات ثم اضاف متهكما .
" ولكن ضعي هذا في عقلك ، سنيوريتا ستورم ، انا لا اتغاضى عن الديون الظاهرة ، حالما نترك هذا المخيم سوف يكون امامنا اربعة ايام من رحلة العودة ... انني اضمن لك بانه حالما نصبح وحدنا فسوف لن تجدينني مذعنا كما وجدت باولو!"
على كل النساء ان يتعلمن كيفية البكاء ! اكتشفت ريبيل بان لويز مانشنت معلم ممتاز، بينما استلقت بدموعها تمتزج بغبار الارض حيث تركها ، تقبض عليها عاطفة جديدة تماماً ، الم الدموع بالكاد اختبرتها خلال مراحل حياتها .
ولكن بينما شعرت بضربات قلبها ، لم تشعر باي أسف لعبور السنين التي كانت عواطفها محبوسة ، لقد اغراها لويز مانشنت لحياة مثيرة ، الألم الذي تعانيه كان جزء غير مرئي من الالام حبها له .
لان الاهالي كانوا يبحثون عن اماكن المياه كمصدر للحياة ، كان الاحتفال سيتم حول البحيرة حيث سترتفع آلهة المياه خاصتهم ، ولكن من اجل ابعاد ارواح الشياطيين ، كانت المشاعل النارية يحملها السكان لترشدهم عبر الظلام حيث المخلوقات الجهنمية تحتشد .
لم يكن هناك اشارة لوجود الزعيم ، عندما اتخذت ريبيل مكانها كضيفة شرف على رأس الموكب وحاولت ان لا تحدق الى جانبها حيث ملامح الرجل البماهوغوني والذي تعتبره القبيلة زوجا لها ، اتخذت زوجة الزعيم مكاناً خلفهم ، عباءتها المزهرة تتناقض مع عري بعض النسوة .
عندما جلسوا في دائرة نصفية تواجه البحيرة ، سطحها يلمع قرمزياً مع انعكاس المشاعل النارية ، موسيقى الغابة تضفي انسجاماً على المشهد ، وكان هناك صمت مطبق يمتلىء بتنهيدة كوروبيرا ... روح الغابة التي ينسب اليها السكان كل الضجة التي لايستطيعون شرحها ."منتديات ليلاس
يتبع...
|