كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الجزء الثالث عشر
فوجئت ريبيل من وجهه الاسمر ، وقساوة تعابيرة عندما تابع بعبوس .
" بعد وقت قليل ، وربما غداً ، كما الهنود سوف يتم نقلها ارهاقها ثم تحطم اخيراً بواسطة ظلم الانسان "
انقطع نفسها في لهثة بينما درست تاثير افكاره.
كوروبيرا ، رجل متوحش ، حتى الآن كانت تعتبراللقب درامي كثيراً فيما يختص بالسنيور البارد والذي يبقى لجام مشدود فوق عواطفه، الآن شعرت بقوة غضبه الداخلي , قوة اعتباره لشعب هذه الارض, وبعواطف مشتعلة بقوة، لويز مانشئت يستحق ان يلقب بالرجل المتوحش.
" انك تعتبر هجوم الحضارة على هذه الارض خدعة اكثر منها منفعة؟" تعاطفت معه، ثم امسكت انفاسها ، تتحضر لانفجار سخطه، ولكن وقع اجابته كان اكثر تاثيرا حيث قال :
" انها مأساة بدون شك "
اخبرها ببساطة وأضاف " جريمة ضد الشكل البسيط الوحيد للانسانية، فقط من اجل ارضاء غرور الانسان في الثورة ، لقد تم اغتصاب الامازون ، وجرد مكن نقاوته , لقد داس الغزاة والذين لايستحقون اكثر اماكنه خصوبة وابداعاً ، ولكن مطر الغابات لن يكون قادراً على الزراعه ... وكما تم اثبات ذلك مرات عديدة ، فان الهنود الذي كانو يزرعون الغابات ولمئات السنين ، ومع ذلك فإن الخراب قد استمر ، الآلات والشاحنات تقطع طرقات الامازون , ومئات الاميال من الغابات قطعت وحرقت من قبل الانسان الذي يرفض قبول فكرة ان الامازون لايمكن تدجينه ، وباتها تفضل ان تموت بدل ان تخضع الى تحقير العبودية ".
حدقت ريبيل بدون ان تتكلم , تحسد الامازون على عاشقها العاطفي ، تتساءل باشتياق كيف يمكن لامرأة مصنوعة من لحم ودم ان تأمل في ان تنافس في الحصول على حب الرجل ، التي تمتلكه عشيقته هذه كلياً .
" انك تشير الى الامازون وكانه امرأة ... المرأة الوحيدة التي احببتها "
ابتسامته جعلت قلبها يضرب بقوة , واعترف بشجاعة .
" شيء محبوب اخاف ان افقده ... ان مايجعلني ممتنا هو ان نتائج عملك سوف تساعد في حفظ ذكراها"
ومع الوقت , اخذت ريبيل صور كافية للمنظر الذي قررته ، كانت السماء تظلم والرياح تهب ، مسببة برودة مفاجئة ، وعندما اقترح لويز بانه حان الوقت للرجوع , ولكن ريبيل سمعت صوت تساقط مياه.
" هل لنا ان نتقدم قليلاً ... اعتقد انني اسمع شلالات قريبة "
ومن اجل راحتها لم يعترض ، وانما اشار الى قارب يرسو على ضفة النهر.
" علينا ان نستعمل هذا ... انه يبدو بدائي ، ولكنه آمن ، يمنعك من ان تهزي القارب تذكري"
لم تريد ريبيل ان تهز القارب ، وبدا ان علاقتهم قد بدأت تصفو, مرة او مرتين ناداها ريبيل بعفوية ، ولقد حاولت ان تنطق اسمه .
وكرجل وجدته مثير للغاية بالحقيقة ، لاول مرة في حياتها بدأت تحلل مشاعر الارتباك ، الخوف والاثارة في كونها مع انسان من الجنس الآخر، لفتاة حرمت من انت تلعب بالعاب الاطفال حتى ، كان من الصعب ان تستنتج انها واقعة في الحب ... في الحب مع رجل والذي اختبر في اكثر من مناسبة اختلافها الكامل .
ومع ذلك , عندما اصبحوا فوق المياه رات ريبيل العالم اكثر عظمة , اكثر اتساعاً ، واكثر اثارة ، لابد ان سعادتها قد انعكست في عينيها ، حيث انها عندما استدارت بحثاً عن كاميرتها التقت بنظرته السريعة وشعرت بسعادة خفية .
" جذف قليلاً قريباً من التيار "
رجته ريبيل ، ويداها تهتزان باثارة ، بينما ركزت كاميرتها فوق المياه الداكنة المظللة ، بدأت تصور المشاهد ، من كل زواية قبل ان تضيف اشعة الشمس الغاربة .
" احترسي , ريبيل !"
لويز ! صرخة تحذير اتت متاخرة لكي تمنعها من الانحناء فوق زاوية حادة جداً ، حتى عندما صرخت انقلب القارب , مغرقاً اياهم في المياه .
كل مافكرت فيه ريبيل هو سلامة كاميرتها ، وبيأس ضغطت يد واحدة فوق المياه ، وهي ترفع الكاميرا بينما كانت تضرب بيدها الأخرى للوصول الى ضفة النهر ، ولكن عندما التقطتها يد خشنة ، استرخت وطافت على سطح المياه بينما لويز يجرها الى المياه الضحلة ، وبعد ان وصلت الى حيث سحبها سمعت غضبه ينفجر.
" ايتها الغبية الكبيرة ، كيف تستطيعين ان تجازفي بحياتك من اجل موضوع تافه ، لو لم اصل اليك في الوقت الملائم ، لكان آخر ما رايته منك يد تحمل كاميرا ؟"
لمع شعره الاسود كما الغيوم السوداء فوق هيئته المهيبة ، وفكرت به كقط بري وهذا التفكير جعلها تضحك .
وضحكت عالياً حتى لاحظت عبوسه فقالت " آوه ، لويز آسفة اذا اخفتك ، ولكن ليس هناك من حاجة لأن تبدو هائجاً ... ان كل ما تعاني منه هو الضيق ."
ثم احست ريبيل بأن السماء ، الأشجار والماء انفجرت حولها عندما التقطت وهزت بقساوة حيث شعرت برأسها وكانه سوف يقتلع من كتفيها ، الضربات التي سمعتها اختفت فجأة , تبتلعها حرارة غضبه وسخطه.
" اليس لديك احساس من الشرف ؟"
مشت قليلاً محاولة اقامة حاجز بينهم .
" هل انت مدرك لدورك هنا ؟ لقد عشت طويلاً بين هؤلاء الشعوب ؟"
هزت كتفيها محاولة ابعاد الالم الذي سببته اصابعه .
" انت تحتاج ان تكون ساخراً بين حين وآخر ، فقط من اجل تذكيرك بانه في بلاد العميان يكون الرجل ذو العين الواحدة ملكاً "
" مثلك ، سنيوريتا ، تحتاجي ان يقوم احد بتذكيرك لأن تتصرفي كما يتوقع من المرأة ان تفعل ، بدلاً من التصرف كولد يفضل البنطال على التنورة "
حاولت ان تخفي دموع الالم ، كانت ردة فعله لما ستقوم به سريعة ، كان واعياً لها .
ربما لو كان اسمها يدل على البصيرة لكانت ترددت في ان تتهكم عليه.
" على كل الرجال ان يتدربوا على الاحتمال "
" كما على كل النساء ان يتعلمن كيفية البكاء "
وشعرت بكتفيه القاسيين يسحبانها على جذع الشجرة ، ربما غفرت مع الوقت قبلته الاولى .
امواج من الثورة والاستجابه حذرتها بينما كانت ترتعش تحت لمسة الرجل الخبيرة والذي لايقف في وجهه اماكن سرية ، مستكشف قاسي مصمم قوي وذو حكمة شديدة.
ثم ، وبينما صارعت ضد قبلاته المثيرة ، شعرت بجسدها يرتعش وسمعت انفاسه تتسارع ، ولاحظت بانها كانت تستجيب له وكان كل منهم يلعب دوره ، المعرفة جعلتها ترتاح ، انه يحبها ! انه يريدها . بدون شك ليس من اجل اثاث تفوقه بل لانه لم يعد قادراً على كبت عواطفه ومساعدتها !."منتديات ليلاس
يتبع...
|