لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > ملف المستقبل
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

ملف المستقبل ملف المستقبل


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-05-06, 03:02 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2006
العضوية: 2446
المشاركات: 775
الجنس ذكر
معدل التقييم: mefayed عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mefayed غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mefayed المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 

مط الدكتور حجازي شفتيه وهز رأسه بأسف وقال :
- كنت أتمنى معاونتك يا نور ولكنني عاجز عن ذلك تماما ... معذرة يا بني .
ضرب نور قبضته اليمنى في راحته اليسرى وهو يقول :
- لابد من وجود تفسير لكل ذلك ياسيدي ... لابد أن أجد تفسيرا وإلا أصابني الجنون .

قطب الدكتور حجازي حاجبيه وقال :
- ولم يا ولدي ؟ كل انسان معرض للفشل ولو مرة واحدة في عمره , لابد لنا من أن نقبل ذلك وإلا نافسنا الله سبحانه وتعالى فهو وحده المعصوم من الخطأ .
قال نور في يأس :
- عفوا يا سيدي .. إنما هي كلمات نطقت بها حيرتي .
صمت الدكتور حجازي لحظة تأمل ملامح نور ثم نهض من مقعده وأخذ يسير في أنحاء الغرفة ثم استدار مواجها نور وقال :
- لا عليك يا بني .. إن الشعور نفسه يراودني .. إنها الحيرة وراء الحقيقة فبرغم خبرتي الطويلة في مجال الطب الشرعي إلا أنني لأول مرة أواجه لغزا أعجز عن تفسيره .. فلقد فحصت الرجلين بدقة بالغة .. صحيح أن النقطتين الغامضتين تشعان ببريق يؤكد طبيعتهما المشعة إلا أن الخلايا من أسفلهما سليمة تماما ... لم تخترق ولم تحترق ولم يصبها أدنى ضرر .
ثم صمت لحظة وعاد يقول :
- صدقني إنها المرة الأولى التي أتمنى فيها لو أن رجلا وافته المنية حتى يمكنني تشريح جثته والبحث عما أريده ...
وفجأة توقف الدكتور حجازي عن إتمام عبارته وقطب حاجبيه وتمتم في اهتمام :
- رباه !! ولم لا ؟
قفز نور من مقعده وهو في غاية الانفعال وأمسك بذراع الدكتور حجازي صائحا :
- ماذا يدور في خاطرك يا سيدي ؟
أزاح الدكتور حجازي يد نور في لطف وقال :
- لقد بحثتم معا احتمال أن يكون الرجلان قد تعرضا للتنويم المغناطيسي ... أليس كذلك ؟
ودون أن ينتظر إجابة نور استطرد مبتسما :
- لماذا لا نلجأ إذن إلى نفس الوسيلة ؟
سأله نور في انفعال :
- هل تقصد أن ..... ؟
قاطعه قائلا :
- نعم يا نور ... سنقوم بتنويمهما مغناطيسيا ونستخرج من عقليهما كل ما نريد حتى مالا يذكرانه وهما في وعيهما .
تهللت أسارير نور لحظة ثم عاد يقطب حاجبيه قائلا :
- ولكن من يمكنه القيام بذلك ؟
ابتسم الدكتور حجازي وقال :
- في عصرنا كل شئ يدار بالكمبيوتر أيها الفتي النجيب .
***
كان الفرعوني هو أول من خاض التجربة حينما وجد نفسه مقيدا فوق مقعد جلدي كبير وأمامه شاشة ضخمة من شاشات الكمبيوتر فأخذ يزمجر في حنق وضيق وإن لم تخل نظراته من الحيرة والخوف ... وانهمك الدكتور شريف في اعداد أجهزة الترجمة الخاصة التي تتيح للآخرين متابعة لبحوار باللغة العربية على حين ابتسم الدكتور حجازي وهو يقول لأفراد الفريق :
- سنجلس جميعا خلف الكمبيوتر أيها السادة في مواجهة ضيفنا الفرعوني وإلا سقطنا جميعا ضحايا التنويم المغناطيسي .
سألته سلوى في حيرة :
- هل أنت واثق من النتيجة يا سيدي ؟ .. معذرة ولكنها المرة الأولى التي أعلم فيها بصلة الكمبيوتر بالتنويم المغناطيسي .
ضحك الدكتور حجازي وهو يقول مداعبا :
- يا للعار !! إن استخدام الكمبيوتر في التنويم المغناطيسي يعود إلى عام ألف وتسعمائة وخمسة وثمانين , حينما ظهر أول شريط كمبيوتر لدفع المدخنين إلى التوقف عن التدخين وآخر لتقوية الارادة .
احمر وجه سلوى خجلا وتمتمت في لهجة أقرب إلى الاعتذار :
- يبدو أن معلوماتي في هذا المجال قاصرة .
هم الدكتور حجازي بمداعبتها مرة أخرى ولكن الدكتور شريف رفع رأسه عن أجهزته المعقدة وقال :
- أجهزتي مستعدة لبدء الاتصال .
قال نور في اهتماما :
- حسنا لن نضيع الوقت .
أطفأ الدكتور حجازي أضواء الغرفة فعاد الفرعوني يزمجر في مزيج من الخوف والرهبة والغضب ثم ندت من فمه صرخة مكتومة عندما أضاءت شاشة الكمبيوتر الضخمة فجأة بضوء مبهر وظهرت في منتصفها دائرة صغيرة بيضاء تدور حول نفسها في بطء وهدوء , وتعلقت أبصار الفرعوني على الرغم منه بتلك الدوائر الصغيرة التي تكونت حولها دوائر أخرى يتزايد حجمها باستمرار وتدور جميعها في نسف الاتجاه مع تزايد ضئيل تدريجي في السرعة ...
وفجأة التحمت الدوائر جميعها مكونة شكلا لولبيا يشبه الدوامة وارتفعت سرعتها إلى درجة كبيرة وأخذت تتألق وتنطفئ في سرعة مذهلة في نفس الوقت الذي تصاعدت فيه موسيقى ناعمة أرخت أعصاب الجميع ..
تثاقلت عينا الفرعوني على الرغم منه وشعر بجفنيه يسقطان ليلتحما في سكون وهدوء .. وهنا قال الدكتور حجازي في ثقة :
- يمكنك استجوابه الآن يا دكتور شريف وسيكون أطوع لك من بنانك .
وأعقب عبارته بأن أوقف الكمبيوتر وبدأ الدكتور شريف في تشغيل أجهزة الاتصال وهو يقول :
- لو أن هذا الرجل مخادع فسيقص علينا تاريخ حياته وسيدلي باعتراف كامل دون تردد .
ثم سأل الفرعوني بالهيلوغريفية القديمة :
- من أنت ؟
تولت أجهزة الترجمة الاليكترونية نقل الحوار إلى أفراد الفريق باللغة العربية فسمعوا الفرعوني يقول في استكانة :
- خوف - حر .. خادم الاله آمون , وعبد الفرعون الأعظم رمسيس الثاني .
تبادل الجميع نظرات الحيرة ثم عاد الدكتور شريف يسأله :
- كيف أتيت إلى هنا ؟
أجاب الرجل النائم في خنوع :
- كنت أقوم بنوبة حراسة ليلية حول خيمة الفرعون الأعظم ثم ...
وفجأة تصبب العرق الغزير على جبهة الرجل ونمت ملامحه عن الرعب والألم في آن واحد .. كان كمن يقاوم آلاما رهيبة وتلوت ملامحه بشكل مخيف آثار الرهبة في قلوب الجمع المحدق فيه حتى أن سلوى قبضت على ذراع زوجها وقالت في خوف :
- ماذا أصابه يا نور ؟ .. هل يسبب التنويم المغناطيسي كل هذا الألم ؟
أجابها الدكتور حجازي وهو يتفرس ملامح الرجل في دهشة :
- مطلقا يا سلوى .. إنني لا أفهم ما يحدث له .
وفجأة صرخ الفرعوني في لهجة تجمع بين الذعر والدهشة والألم :
- فليرحمنا آمون .. الشمس تشرق في ظلام الليل .. إنه سحر .. فلترحمنا الآلهة ..
وأخذ جسده ينتفض في قوة وتخرج من بين شفتيه حشرجة مؤلمة .. حتى أن الدكتور حجازي قفز نحوه وصفعه في قوة ارتج لها كيان الفرعوني ثم لم يلبث أن استعاد وعيد وأخذ يحدق في الجميع بذعر هائل .
تنهد الدكتور حجازي وقال :
- سنضطر إلى الاكتفاء بهذا القدر .. من الواضح أن شيئا ما يكبل ذاكرة هذا المسكين ويمنعه من الادلاء بما لديه .
قطب نور حاجبيه في تركيز وظهرت الدهشة والحيرة على وجوه الآخرين وقال محمود في قلق :
- ماذا يعني بأن الشمس تشرق في ظلام الليل ؟
ساد الصمت بينهم وكل منهم يبحث في ذهنه عن تفسير منطقي للعبارة إلى أن قال نور :
- دعنا من التفسير الآن يا محمود .. سنحاول ترتيب كل المعلومات بعد أن نقوم باستجواب الفارس العربي .
***
استغرق الفارس العربي وقتا أطول قبل أن يسقط في دوامة التنويم المغناطيسي الاليكتروني ولكن عينيه في النهاية استسلمتا في سكون وانطبقتا في خنوع ويبدو أن صبر نور كان قد نفد في تلك اللحظة فقد أسرع يسأله في لهفة :
- من أنت أيها الفارس ؟
أجابه الرجل :
- حسام الدين الاخشيدي .. قائد الفيلق الثالث من قوات مولانا صلاح الدين الأيوبي وحامي قلعته العظيمة .
ابتسم الدكتور حجازي وقال مداعبا ومخففا من حدة التوتر التي سادت الغرفة :
- أخيرا ها هو رجل ذو شأن .
لم يبتسم أحدهم لدعابته وعاد نور يسأل الرجل :
- ماذا أصابك يا حسام الدين ؟ ... وكيف وصلت إلى هنا ؟
صمت الرجل لحظة وتوترت عضلات وجهه وكأنه يقاوم شيئا ما في داخله وقال في بطء وتركيز :
- إنها ليلة من ليالي الشتاء المقمرة ولقد وصلتنا الأنباء بأن مولانا السلطان قد لقن الصليبيين درسا قاسيا على مشارف القدس وخرجت من القلعة فرحا مستبشرا أتنزه حولها في ضوء القمر مع عائشة .
ازداد توتر عضلات وجهه وهو يستطرد :
- جرت عائشة مبتعدة وعدوت وراءها مداعبا ولكن ...
ظهر الألم والخوف على ملامحه فجأة وأخذ يحرك رأسه في صعوبة كما حدث مع الفرعوني .. حتى أن نور عاد يسأله في قسوة :
- ماذا حدث يا إخشيدي ؟ ... ماذا حدث بالله عليك ؟
قال الاخشيدي في كلمات متناثرة بطيئة , خرجت من بين شفتيه في صعوبة :
- يا لهول ما حدث !! لقد انبلج الصبح فجأة كان الظلام يحيط بالقلعة أما نحن فقد كنا في ضوء النهار ...
ثم صرخ فجأة في فزع :
- لا يا عائشة ... ابتعدي عن النار ... لا يا عائشة ..
وأخذ يتلوى فجأة من الألم ويصرخ في ذعر وفزع ثم صرخ صرخة قوية واستكان جسده تماما فوق المقعد وقد جحظت عيناه وتدلى لسانه خارج فمه بشكل مفزع دفع سلوى إلى الصراخ والتعلق بذراع زوجها ...
قفز رمزي والدكتور حجازي في آن واحد نحو الاخشيدي وأخذا يفصانه في سرعة واهتمام ثم حل رمزي قيوده وأخذ يدلك صدره في عنف إلا أن الدكتور حجازي رفع رأسه وقال في أسف :
- لا فائدة يا رمزي .. لا فائدة يا بني .. لقد لقي الرجل حتفه من شدة الفزع .

7- الشاهد الوحيد ....

استكان نور فوق مقعد وثير داخل الغرفة المخصصة للفريق وأحاط رأسه بكفيه وأغمض عينيه وإن نمت ملامحه على الاستغراق الكامل والتفكير العميق ... واحترم الآخرون صمته فلاذ كل منهم بالسكون فترة طويلة وأخيرا قال الدكتور محمد حجازي :



- لم أتصور مطلقا أن يؤدي الأمر إلى وفاة الرجل ... إنها السابقة الأولى في التنويم المغناطيسي .

قال رمزي :

- من الواضح أن كلا من الرجلين تلقى أمرا عقليا بعدم الافصاح عما لديه حتى تحت تأثير التنويم المغناطيسي .
هز محمود كتفيه وقال :
- لقد كنت أظن سابقا أن التنويم المغناطيسي يمكنه إجبار الانسان على الافصاح بكل ما لديه مادام قد خضع له .
قال الدكتور حجازي :
- هذا ما كنت أظنه حتى صباح اليوم يا محمود .. ولكن بعد وفاة الفارس العربي أختلت معلوماتي تماما .
وهنا فتح نور عينيه في بطء وقال :

 
 

 

عرض البوم صور mefayed  
قديم 08-05-06, 03:06 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2006
العضوية: 2446
المشاركات: 775
الجنس ذكر
معدل التقييم: mefayed عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mefayed غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mefayed المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 

- لقد قضينا على هذا المسكين يا سيدي ولكنه قد يكون صاحب الفضل في كشفنا حل هذا اللغز الغامض .
سأله الدكتور حجازي في حيرة :
- كيف تقول هذا يا نور ؟
أجابه نور في لهجة اشتم فيها الجميع رنين الألم :
- إنني أحاول التغلب على عواطفي والتفكير بشكل عملي يا سيدي ... لقد كنت تتمنى تشريح جثة أحد الرجلين وهاهي ذي الفرصة سانحة أمامك .
ظل الجميع يحدقون في وجه نور لحظة ولكنه عاد فأغلق عينيه وقال :
- هذا إذا أردت ذلك بالطبع .
هز الدكتور حجازي رأسه وقال :
- حسنا يا نور ... سأقوم بتشريح الجثة ولندع الله جميعا أن يقودنا ذلك إلى بصيص من النور .

***
اعتمد الدكتور محمد فادي بمرفقيه على مكتبه وقال موجها حديثه إلى نور :
- لقد فحصت كل السجلات التي أمكن العثور عليها أيها الرائد عن عصر صلاح الدين الأيوبي وكدت أن أصاب باليأس لولا أنني عثرت على شهادة أدلى بها أحد رجال القلعة عام ألف ومائة وسبع وثمانين ... نفس العام الذي هزم فيه صلاح الدين جيوش الصليبيين في حطين .
تمتم نور :
- إنه أيضا نفس العام الذي ذكره حسام الدين الاخشيدي في روايته وهو تحت تأثير التنويم المغناطيسي .
أومأ الدكتور فادي برأسه وقال :
- تماما ... لقد قال الرجل في شهادته إن حسام الدين الاخشيدي قائد الفيلق الثالث وحامي القلعة قد خرج للنزهة في ضوء القمر تصحبه جارية تدعى عائشة النورية ولكنهما لم يعودا من نزهتهما وأنهما في رأيه قد هربا معا لأن الجارية كانت مملوكة للسلطان نفسه .
زوى نور ما بين حاجبيه في تركيز على حين استطرد الدكتور فادي قائلا :
- ولقد عثرت على شهادة أخرى لأحد حرس القلعة ستثير دهشتك أكثر أيها الرائد ... لقد قال الحارس : إنه في أحد الأيام بعد وصول الأنباء التي تحمل بشرى انتصار السلطان في معركة حطين وبعد منتصف الليل بقليل انبعث فجأة ضوء قوي من الدغل القريب من القلعة حول المنطقة بأكملها إلى ما يشبه النهار ولم يلبث أن تلاشى دونما أضرار .
ثم ابتسم وقال :
- ولقد عزوا الأمر حينذاك إلى سقوط نجم النصر على السلطان الأيوبي وأنها بشرى الانتصار .
نهض نور من مقعده وعقد كفيه خلف ظهره وقال :
- إذن فرواية حسام الدين - رحمه الله - كانت صحيحة .. إنه إذن من عصر صلاح الدين .
ثم لوح بذراعيه في حنق وقال :
- ولكن كيف وصل هنا بحق السماء ؟
ساد الصمت بينهما لحظة ثم قال الدكتور فادي :
- هل انتهى الدكتور محمد حجازي من تشريح جثة الاخشيدي ؟
نظر نور إلى ساعته وقال :
- أعتقد ذلك .
ثم اعتدل في وقفته وقال :
- لن يمكنك أن تتصور مدى لهفتي على معرفة النتائج التي توصل إليها يا دكتور فادي .. إنني أبحث عن طرف واحد للخيط يمكنني الامساك به .. طرف واحد حتى لو قضيت حياتي في تتبعه .

***
لم يكد الدكتور حجازي يجفف يديه بعد أن انتهى من فحص جثة الاخشيدي حتى رأى نور يدخل إليه وعلى وجهه علامات اللهفة والترقب فأشار إليه بالجلوس وجلس أمامه قائلا :
- يبدو أن هذا الرجل حسام الدين الاخشيدي سيكون لغزا في مماته كما كان في حياته يا نور !!
سأله نور في لهفة :
- ماذا وجدت يا دكتور حجازي ؟
حك الدكتور حجازي ذقنه براحته وقال في حيرة واضحة :
- أعجب شئ يمكنك تصور وجوده يا نور .
ثم أردف وهو يعتدل في مقعده :
- بمجرد تسلمي الجثة شرعت في الحال في فحص تلك الخلايا التي تألقت بسبب المادة المشعة وهنا وجدت مفاجأة مذهلة فلقد اخترقت تلك المادة المشعة الخلايا كلها في خيط واحد دون أن تسبب لها أدنى ضرر .
اتسعت عينا نور في دهشة على حين تابع الدكتور حجازي وقد ازدادت لهجته حيرة :
- وعلى قدر علمي لا توجد مادة مشعة واحدة يمكنها اختراق الخلايا دون أن تسبب بعض الاحتراق أو الالتهاب على الأقل ولكن لا هذا ولا ذاك حدث .. الأعجب من ذلك أنني تتبعت الخط فوجدته يمر عبر خلايا الجمجمة والمخ صانعا خطا وهميا من الخلايا المشعة حتى يلتقي بالنقطة الأخرى على الجانب الآخر من الوجه .
تمتم نور في ذهول :
- ولكن ذلك مستحيل يا سيدي .. لو أن المادة المشعة اخترقت خلايا المخ لسببت الكثير من التلف .
قلب الدكتور حجازي كفيه في حيرة وقال :
- ليست هذه هي النقطة الوحيدة المذهلة يا نور .. لقد واجهت ما هو أعجب عندما بدأت في فحص باقي الجثمان .. فلقد وجدت لدهشتي أن خلايا الجسم جميعها أكثر شبابا من العمر الذي تؤكده العظام .. ولكي تفهم ذلك لك أن تتخيل رجلا في الخمسين يحمل خلايا حيوية فعالة لشاب في العشرين .. هذا بالضبط ما وجدته فلقد أكد فحص العظام أن الاخشيدي في أوائل الاربعينات من عمره ولكن خلاياه حيوية بشكل لا يتوفر إلا لشاب في ريعان الصبا .
أغمض نور عينيه ومسح وجهه في حيرة محاولا إزالة توتره ثم قال :
- هل وجدت شيئا آخر يا سيدي ؟
أومأ الدكتور حجازي برأسه إيجابا وقال :
- نعم يا نور .. لقد عثرت على أربع نقاط أخرى مشعة في جسد الاخشيدي .
لم يستطع نور كبح دهشته هذه المرة فصاح :
- ما معنى ذلك بحق السماء ؟
ثم عاد يسيطر على أعصابه ويقول :
- هل سقط ذلك الرجل في أتون من المواد المشعة المجهولة ؟
هز الدكتور محمد حجازي رأسه نفيا وقال :
- لن يمكنني أن أضع تفسيرا يا نور .. لقد فعلت ما أستطيعه وعليك أن تبحث عن الباقي .
نهض نور واقفا وقال في حزم :
- لن أسمح لهذا اللغز بهزيمتنا يا سيدي .. سأفيد من آخر ورقة أمسك بها .. من الشاهد الوحيد الباقي على قيد الحياة .. من الفرعوني الأسمر .


8- المحاولة الأخيرة ....

 
 

 

عرض البوم صور mefayed  
قديم 08-05-06, 03:07 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2006
العضوية: 2446
المشاركات: 775
الجنس ذكر
معدل التقييم: mefayed عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mefayed غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mefayed المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 

- نسمح للفرعوني بالخروج ؟!!.... هل جننت أيها الرائد ؟
نطق القائد الأعلى للمخابرات العلمية بهذه العبارة في مزيج من الدهشة والحنق إلا أن نور واصل حديثه قائلا في هدوء :
- إنها الوسيلة الوحيدة الممكنة لحل هذا الغموض يا سيدي ... سندس في النطاق الجلدي للفرعوني جهاز اتصال ميكروسكوبي لن يتمكن هو نفسه من كشفه ثم نحمله إلى قرب الأطلال التي عثرنا عليه عندها وهناك نطلق سراحه ولنر ماذا يفعل ؟
قال القائد الأعلى في غضب :
- وماذا لو أنه تقابل مصادفة مع مواطن عادي لا يجيد فن الدفاع عن نفسه وتسبب في قتله ؟
قال نور "
- سنغلق الطريق من جانبيه يا سيدي لمدة ساعة واحدة فلست أحتاج لأكثر من ذلك .
أطرق القائد الأعلى وأخذ يفكر بعمق ثم رفع رأسه إلى نور وقال :
- حسنا أيها القائد سنفعل ما تطلبه ولكنني أحذرك من أنك ستتحمل المسئولية الكاملة لو تسببت خطتك فيما يسئ .
ظهر الارتياح على وجه نور ورفع يده بالتحية العسكرية قائلا :
- سأتحمل المسئولية عن طيب خاطر يا سيدي .
***
توقفت سيارة المخابرات العلمية على بعد كيلومتر واحد من الأطلال الفرعونية الأثرية في طريق الفيوم وهبط منها شرطيان يمسكان جيدا بالفرعوني الأسمر الذي تملكه الفزع من تلك السرعة الصاروخية التي انطلقت بها السيارة طوال الطريق ... ولم يلبث أن تراجع في شك وحيرة حينما نزع الشرطيان قيوده وغادرا المكان في سيارتهما ... ولم تكد السيارة الصاروخية تختفي في الأفق حتى دار ببصره في أنحاء المكان في حيرة مبهمة وسرعان ما تهللت أساريره عندما وقع بصره على المعبد الفرعوني الذي بدا من بعيد وكأنه سليم تماما ثم بدأ يسير في اتجاهه في حماسة وسرعة مدهشتين وقد شارفت الشمس على الغروب ...
وعلى بعد خمسة كيلومترات راقبت سلوى الاشارات التي تنبعث من الجهاز الميكروسكوبي المخبأ في نطاق الفرعوني ثم سألت نور في حيرة :
- إنه يتحرك بالفعل نحو الأطلال الأثرية ... ولكن ما الذي تتوقع أن يفعله ؟
أجابها نور وهو يتابع الاشارات بدوره :
- لقد وضعت خطتي بعد استشارة رمزي بصفته خبيرا في الطب النفسي يا عزيزتي ولو أن محمود قام بواجبه كما ينبغي سنحصل من الرجل على كل ما نريده .
هزت كتفيها وقالت في حنق :
- لم أفهم ما ترمي إليه ... إنك تتحدث بالالغاز .
قال نور دون أن يرفع عينيه عن الاشارات :
- سنحاول إعادة تصوير الحادث الذي تعرض له صديقنا الفرعوني خوف - حر ... سنضعه في نفس الموقف مرة أخرى لنرى كيف يكون رد فعله .
***
همس محمود في أذن رمزي وهو يراقب الفرعوني الأسمر الذي اقترب من الأطلال في خطوات مرتبكة :
- لماذا يتردد من القدوم إلى هنا يا رمزي ؟
همس رمزي وهو يراقب الفرعوني بدوره :
- لاتنس أنه حين غادر المكان لم يكن أطلالا كما هو الآن .. ثم إن المكان يمثل له ذكرى مؤلمة مخيفة .
ثم ربت على كتف زميله وقال :
- فلنلتزم الصمت حتى لا ينتبه إلى وجودنا وعليك بإعداد أجهزتك للعمل .
خطا الفرعوني الأسمر إلى الأطلال الأثرية في حيرة وارتباك وهو يطوف ببصره متسائلا عما وصل به إلى هذه الصورة المزرية واقترب في هدوء من حائط متشقق وانحنى يفحص النقوش الهليروغليفية التي تراصت فوقه ثم تراجع في حدة وتمتم ببضع عبارات ساخطة لم يفهمها محمود أو رمزي ثم رفع ذراعيه إلى أعلى وأخذ يصرخ وملامحه تعبر عن الضياع واليأس حتى أن محمود تردد قبل أن يضغط على زر بدء التجربة وهو يقول في نفسه :
- حسنا سأؤدي واجبي وليكن ما يكون .
وفجأة أضاء قرص من البلاستيك الشفاف كبير الحجم مثبت في سقف المعبد الأثري فغمر المكان بضوئه الساطع وغشي بصر الفرعوني الذي صرخ في جزع ويأس وقفز منكمشا في أحد الأركان وهو يغطي وجهه بساعده الأيسر ويصرخ ويلوح بيده اليمنى وكأنه يبعد عن نفسه الخطر ثم قفز واقفا ولوح بذراعه نحو القرص وضم قبضته وكأنه يتحداه فهمس رمزي في اذن محمود في انفعال :
- لقد أعاد إليه مشهد القرص المضئ وعيه يا محمود ... لقد تذكر ذلك الرجل ما أصابه منذ آلاف السنين .. ها قد استيقظت ذاكرته .
ولكن يبدو أن عقل خوف - حر لم يكن قد أفاق كما تصور رمزي وإنما العكس هو الصحيح فلقد أخذ المسكين يصرخ في جنون ويلوح بقبضته ثم انحني على حجر ضخم فرفعه بعضلاته الفولاذية وقد ارتفع صراخه .
صاح رمزي متخليا عن حذره :
- أوقف البرنامج يا محمود ... أطفئ القرص قبل أن يفقد المسكين عقله .
أسرعت يد محمود نحو زر البرنامج الضوئي ولكن خوف - حر كان أكثر ليونة ولياقة .. فقبل أن تصل سبابة محمود إلى الزر كان الفرعوني قد قذف بالحجر الضخم مستعينا بعضلاته القوية نحو القرص المضئ الذي تهشم في قوة وتناثرت أجزاؤه في كل مكان .
صرخ الفرعوني في جزع وهو يخفي وجهه براحتيه ليحميه من الزجاج المتناثر ثم لم يلبث أن صرخ وزمجر في جنون وهو ينظر بعينين زائغتين إلى القرص المحطم فصاح رمزي وهو ينهض من مكانه :
- يا للمسكين !! لقد فقد عقله ... إنه محتاج إلى رعاية عاجلة .
ثم قفز وقد نسي دقة موقفه محاولا إسعاف الفرعوني الأسمر وقد امتلأ جسده بالجروح من أثر الزجاج المحطم ..
صرخ محمود في جزع :
- انتظر يا رمزي .. سوف يقتلك هذا الرجل .
تنبه رمزي في تلك اللحظة فقط إلى أنه يواجه رجلا مجنونا مفتول العضلات فتسمرت قدماه في مكانهما واتسعت عيناه ذعرا حينما التفت إليه الفرعوني وملامحه تنطق بالجنون والشراسة .


9- -الفشل المرير ....
ضاقت عينا نور وهو يتطلع إلى ضوء القرص المستدير حينما ظهر في الأفق وقال في هدوء :
- لقد بدأ محمود برنامجه يا سلوى ... ترى هل سننجح هذه المرة ؟
هزت كتفيها وقالت :
- أتمنى ذلك حتى أعود إلى ابنتي .. إنني أشتاق إليها جدا .
بعث ذكر ابنته بدفقة من الحنان إلى صدره فابتسم قائلا :
- لست أقل اشتياقا إليها يا زوجتي العزيزة .
وفجأة زوى نور ما بين عينيه وتحرك إلى الأمام بشكل حاد وهو يقول :
- رباه !! لقد انقطع الضوء ؟ ماذا حدث يا ترى ؟ وقبل أن تجيبه سلوى سقط في مقعد القيادة وضغط زر الانطلاق في سيارته الصاروخية التي اندفعت في سرعة نحو الأطلال الفرعونية ونور يقودها في مهارة وحنكة ...
صاحت سلوى في جذع لم تدر كنهه :
- ترى هل أصيب محمود أو رمزي بسوء ؟
قال نور وهو ينحرف بالسيارة وسط رمال الطريق مثيرا عاصفة من الغبار :
- إما أن ذلك قد حدث بالفعل أو أنه في طريق الحدوث لو لم نسرع إلى هناك يا سلوى .
كانت سيارة نور تنطلق بالحد الأقصى لسرعتها البالغة خمسمائة كيلومتر في الساعة الواحدة برغم وعورة المنطقة الصحراوية التي تسير فوقها وهو يقودها باسلوب انتحاري وقد تملكته فكرة واحدة وهي اللحاق بزميليه قبل أن يصاب أحدهما بسوء ..
وأخيرا وقع بصره على أطلال المعبد وعلى خوف - حر الذي يضرخ في وحشية مستعدا للقفز على رمزي وقتله وصاحت سلوى :
- رباه !! أسرع يا نور .. إن هذا الرجل سيقتل رمزي .

***

زأرت سيارة نور الصاروخية وهي تقترب بسرعتها المدهشة من أطلال المعبد الأثري وسقطت أضواؤها على الفرعوني ورمزي وبعثت الأضواء الساطعة في نفس كا منهما بشعور مختلف تماما فقد شعر رمزي بالارتياح على مرأى سيارة نور ... أما خوف - حر فقد أعادت إليه الأضواء الساقطة ذكرى الحادث المخيف الذي تعرض له في عصره والذي تسبب في وصوله إلى القرن الحادي والعشرين عبر آلاف السنين .. ولكن يبدو ان انتصاره منذ لحظات على القرص المضئ أصابه بالغرور أو بعث في نفسه دفعة قوية من الثقة بالنفس فقد تنحى عن مهاجمة رمزي وانحنى يلتقط حجرا آخر من أحجار المعبد ثم اندفع نحو السيارة وهو يطلق صرخات الحرب والهجوم المليئة بالجنون والشراسة .
صرخت سلوى :
- احترس يا نور .. إنه يهاجم السيارة .. سنصطدم به ..
حاول نور الانحراف بالسيارة مبتعدا عن خوف - حر ولكن هذا الأخير في صرخة من صرخات الجنون قذف بنفسه أمام السيارة الصاروخية القوية ولم تلبث صرخته أن تحولت إلى الذعر والألم ..
وحاول نور إيقاف السيارة ولكن سرعتها الكبيرة وحالة الذعر والدهشة التي انتابت الجميع بالاضافة إلى اندفاع خوف - حر ...
كل هذه العوامل تدخلت وتداخلت لتمنع نور من تفادي الاصطدام وانبعثت صرخة الفرعوني المسكين عالية وتبخر جنونه في اللحظة الأخيرة وحدث التصادم المروع وتمزقت أوصال المسكين وهو يندفع إلى أعلى ويسقط على وجهه وقد فارقته الحياة .
***
عض القائد الأعلى على شفتيه وقال في غضب :
- لقد قضيت على آخر خيط كان من الممكن أن يقودنا إلى الحل الصحيح أيها الرائد .. لقد كانت خطتك فاشلة .
شعر نور بغصة في حلقه وهو يقول :
- لقد استشرت الطبيب النفسي للفريق أولا يا سيدي ولقد وافق على الخطة ولكن يبدو أن ..
قاطعه القائد الأعلى قائلا :
- يبدو ؟!! .. وهل اعتمد عمل المخابرات العلمية يوما ما على مثل هذه الكلمة ؟
قال نور في أسف :
- لست أدري كيف حدث ذلك يا سيدي ولكنني أتحمل المسئولية الكاملة .
صاح القائد الأعلى :
- ستتحمل المسئولية بالطبع أيها القائد وستدلي بكل ما لديك إلى مكتب التحقيقات في الادارة فلن يمر هذا الأمر ببساطة .
أدى نور التحية العسكرية واستدار مغادرا الغرفة ومتوجها في أسى إلى غرفة التحقيقات التابعة لإدارة المخابرات العلمية المصرية .
***
أسرعت نشوى الصغيرة ابنة نور وسلوى بخطوات متعثرة تتناسب مع عمرها الذي يبلغ عاما واحدا نحو رمزي وهي تبتسم في مرح طفولي فحملها هو بين ذراعيه وقبلها على حين داعب محمود رأسها ثم التفت إلى سلوى وسألها :
- أين نور ؟ .. لقد وصلني أنه عوقب بالحرمان من ترقيته القادمة .. كيف حاله يا ترى ؟
مطت سلوى شفتيها وقالت في حسرة :
- لا يبدو مهتما بالأمر ظاهريا ولكنني أعلم طبيعته جيدا فهو لا يحتمل الفشل .
ابتسم رمزي وقال :
- إنه كذلك بالفعل يا سلوى ولذا فهو لا يهتم فعلا بحرمانه من الترقية قدر اهتمامه بأول لغز غامض يعجز عن إيجاد تفسير له .
أحنت رأسها موافقة وقالت :
- إنه يجلس في غرفة مكتبه منذ الصباح الباكر وأخشى أن تزيد وحدته من آلامه .
ضحك رمزي وهو يتطلع إلى باب المنزل قائلا :
- لا عليك لقد تخلى عن وحدته بارادته .
التفتت سلوى إلى حيث ينظر رمزي وتهللت أساريرها عندما رأت نور يتقدم نحوهم باسما عبر الحديقة وسمعته يقول

 
 

 

عرض البوم صور mefayed  
قديم 08-05-06, 03:08 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2006
العضوية: 2446
المشاركات: 775
الجنس ذكر
معدل التقييم: mefayed عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mefayed غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mefayed المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 

- مرحبا يا رفاق .. هل أتيتم وحدكم ؟
سأله محمود في دهشة :
- من كنت تنتظر قدومه معنا يا ترى ؟
ابتسم نور وقال وهو يتطلع بترقب واضح إلى الطريق المار بالمنزل :
- لا عليك يا عزيزي محمود ...
ثم لوح بذراعه في مرح مصطنع قائلا :
- اجلسوا يا رفاق وسأعد شرابا لكم شرابا منعشا .
وأسرع الخطا إلى المنزل ولم يلبث أن اختفى داخله فهز رمزي رأسه قائلا :
- مسكين نور .. إنه يحاول التظاهر بعكس ما يشعر به .
وفي نفس اللحظة توقفت أمام المنزل سيارة الدكتور حجازي وقفز منها في نشاط واضح وهو يلوح بيده لأفراد الفريق ثم عبر الحديقة وصافحهم بحرارة وسألهم :
- أين نور أيها الشبان ؟
هز رمزي رأسه في أسى وقال :
- إنه في المنزل فقد أصابه اليأس ويميل إلى الابتعاد عنا في الوقت الحالي .
قال الدكتور حجازي :
- اليأس ؟! .. لست أوافقك على ذلك يا رمزي .
تنهد رمزي وقال :
- معذرة يا دكتور حجازي ولكنني لا أتحدث بأسلوب عاطفي وإنما أبني آرائي على نقاط علمية ثابتة ولا تنس أنني طبيب نفسي متخصص وليس من السهل أن أفشل في تحليل الحالة النفسية لرجل عملت كثيرا في رفقته .
ضحك الدكتور حجازي وقال :
- ولكن يبدو أنك قد فشلت هذه المرة يا بني فيما يختص بحالة اليأس التي أصابت نور .
شعر رمزي بالضيق وحدق محمود في وجه الدكتور حجازي في حيرة على حين سألته سلوى في فضول ولهفة :
- ماذا تعني يا دكتور حجازي ؟
ابتسم الدكتور حجازي وقال :
- لقد طلب مني نور أن أبلغه بنتائج فحص جثة الفرعوني ... هل رأيتم رجلا يائسا يفكر بهذه الطريقة ؟



10- بريق عينيه ....
صافح نور الدكتور حجازي في حرارة وجلس فوق المقعد المواجه له وسأله في اهتمام واضح :
- هل وجدت شيئا جديدا في أثناء فحصك لجثة خوف - حر يا دكتور حجازي ؟
هز الدكتور حجازي رأسه نفيا وقال :
- كنت أتمنى ذلك يا بني ولكنني لم أجد أي شئ جديد ولكن المدهش في الأمر هو أنني وجدت نفس النقاط العجيبة في جثمان الفرعوني أيضا .. نفس النقاط المشعة على جانبي الوجه والخط الوهمي المشع الذي يخترق كل الخلايا بين النقطتين وحتى تلك الخلايا الحيوية التي تتناسب مع عمر عظام الجسم ... أمر مذهل .. لاريب أن كلا من الرجلين تعرض للظروف ذاتها .
قطب نور حاجبيه مفكرا وقال في تركيز :
- نعم يا سيدي .. نفس الظروف ولكن في زمنين تفصل بينهما آلاف السنين .
قال الدكتور حجازي :
- عجبا لهذا !! في الماضي كان الاختفاء هو الذي يثير الدهشة في مناطق مثل مثلث برمودا والآن تأتي لحظة الظهور المفاجئ .. يالها من حياة !!
تمتم نور في شرود :
- نعم يا سيدي .. اختفاء في الماضي , ظهور غامض في الحاضر .. إنها أطياف الماضي يا سيدي .
قال رمزي محاولا الاشتراك في الحديث :
- هذا يشبه تماما ما يحدث في العقل الباطن أيها القائد , فكثيرا ما تختفي في عقلنا بعض الأمور التي نمر بها مرورا عابرا ثم تأتي لحظة ما أو موقف ما ليثير الذكريات المختزنة وتطفو هذه الأمور فجأة .. نفس ما حدث للرجلين رحمهما الله .
ابتسم الدكتور حجازي وقال :
- مع الفارق النسبي بالطبع .
تمتم نور وهو يراقب سلوى التي أخذت توزع عليهم أكواب الشراب المنعش :
- نعم يا سيدي مع الفارق النسبي .
ثم مد يده يتناول كوب الشراب من يد سلوى عندما تسمرت يده فجأة وتألقت عيناه ببريق مدهش وهو يتمتم في فرح واضح :
- رباه كل شئ نسبي بالفعل .
قفز أفراد الفريق من مقاعدهم عندما لمحوا هذا البريق المألوف يطل من عيني نور وصاحت سلوى في سعادة جمة :
- نور هل عرفت الحل ؟ ... هل توصلت إلى الحل ؟
قفز نور من مقعده وتناول البطاقة المغناطيسية الخاصة بقيادة سيارته الصاروخية وصاح وهو يندفع نحوها :
- نعم يا عزيزتي ولكنني أحتاج إلى تأكيد بسيط .
أسرعت تتبعه وهي تصفق بكفيها في جذل كالأطفال وتقول :
- كنت أعرف ذلك .. كنت أعرف ذلك منذ لمحت بريق عينيك .
***
توقفت سيارة نور أمام الأطلال الفرعونية القديمة وتوقفت خلفها سيارة الدكتور حجازي تضم باقي أفراد الفريق وقفز الجميع من السيارتين خلف نور الذي توقف وأخذ يدور ببصره في المكان في نظرة فاحصة خبيرة ثم لم يلبث أن أشار إلى بقعة بعيدة وقال :
- هناك يا رفاق ... هذه البقعة التي تبدو داكنة أكثر مما حولها .. فيها فقط يكمن حل اللغز .
اقترب الجميع من البقعة التي أشار إليها نور وانحنى الدكتور حجازي يفحصها في عناية ثم قال في دهشة :
- يا إلهي ؟؟ إن الحشائش تبدو محترقة في هذا المكان .
ثم ابتعد قليلا وقال :
- إنها محترقة فيما يشبه الدائرة !
صاح محمود في حيرة :
- كيف أمكنك استنتاج وجود مثل هذه البقعة الدائرية المحترقة أيها القائد ؟
ابتسم نور وقال :
- كان لابد من وجودها حتى تكتمل أركان الحل يا عزيزي محمود .
ثم عقد ساعديه أمام صدره وقال :
- الآن فقط يمكنني أن أخبركم كيف وصل هذان الرجلان إلى عصرنا الحالي .



11- أضواء حقيقية ...
أخذ نور يسير بلا خوف في أنحاء المنطقة الأثرية وهو يقول :
- دعونا نراجع كل ما لدينا أولا ... لقد عثرنا على رجلين أتيا من عصرين مختلفين وكل منهما يبعد عن عصرنا بعدد هائل من الأجيال .. وكل من الرجلين رأى شيئا مضيئا قبل أن يختفي من عصره مباشرة ولا يمكنه ذكر هذا الشئ بسبب كابح غامض يسيطر على عقله بالاضافة إلى خط وهمي مشع يملأ خلايا كل منهما دون أن يؤذيها ...
وأخيرا نجد أن كلا منهما ينتبه فجأة وبصورة منطقية إلى أحد الأشياء الحديثة في عصرنا الحالي ... ما التفسير الذي يربط كل هذه النقاط بخيط منطقي واحد ؟ ..
هز الجميع رءوسهم في حيرة فتابع نور وهو يبتسم :
- حسنا ... سنحاول تقريب الأمور ... هل تذكرون نظرية العالم ألبرت اينشتين عن نسبية الزمن ؟
تهلل وجه محمود فجأة وصاح :
- لقد فهمت أيها القائد .. إن نظرية أينشتين تقول : إن السفر في الفضاء بسرعة تقارب سرعة الضوء يمنح الانسان عمرا أطول بآلاف المرات من عمره لو أنه بقي على الأرض ... باختصار لو أن توءمين افترقا على الأرض وعمرهما عشر سنوات وبقي أحدهما هنا على حين انطلق الآخر في رحلة إلى الفضاء بسرعة الضوء تقريبا فسيعود ذلك الذي سافر إلى الفضاء بعد عامين فضائيين ليجد أنه قد كبرت سنه عامين فقط أي أنه أصبح في الثانية عشرة على حين يكون أخوه الذي بقي على الأرض أصبح كهلا في السبعين أو التسعين ..
أشار إليه نور مبتسما وقال :
- هذا بالضبط ما حدث للرجلين يا عزيزي محمود
علت الدهشة وجه باقي أفراد الفريق وقال الدكتور حجازي :
- ماذا تقول يا نور ؟ .. كيف سافر الرجلان في رحلة إلى الفضاء بسرعة الضوء برغم أن أحدهما من العصر الفرعوني والآخر من أيام صلاح الدين .
ابتسم نور وقال :
- إنهما لم يسافرا بل اختطفا يا سيدي .
اتسعت عينا الدكتور حجازي دهشة وقال :
- رباه هل تعني الأطباق الطائرة ؟
عاد نور يعقد ساعديه ويقول في هدوء :
- هذا ما أقصده تماما يا سيدي .
وقبل أن يتغلب أحدهم على دهشته تابع نور :
- لقد كان خوف - حر يقوم بجولته أو ورديته الليلية حينما أشرقت الشمس في ظلام الليل على حد قوله ( رحمه الله ) .. أو بمعنى أصح انبعث ضوء قوي من فوقه في الظلام ثم أختفى خوف - حر وظهر مرة أخرى في القرن الحادي والعشرين وبين

 
 

 

عرض البوم صور mefayed  
قديم 08-05-06, 03:09 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2006
العضوية: 2446
المشاركات: 775
الجنس ذكر
معدل التقييم: mefayed عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mefayed غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mefayed المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 

أختفائه وظهوره تكمن القصة التي عولج بها كيلا يبوح بها مطلقا .
ازدرد لعابه ثم أردف :
- لقد أختطف خوف - حر .. اختطفته كائنات من كوكب آخر حضرت إلى كوكبنا على متن طبق طائر ظهر له كقرص الشمس المضئ في الظلام أخذته لتفحصه في كوكبها كحيوان تجارب ولقد تم فحصه بوسيلة مازالت مجهولة لنا ولكنها تترك نقاطا مشعة على جسده .. نقاطا من مواد مشعة لا تؤذي الخلايا ..
باختصار لم يعرف لها مثيل على كوكب الأرض بأسره ..وفي أثناء فحص خوف - حر عاد الطبق الطائر إلى الأرض بسرعته التي تقرب من سرعة الضوء وحصل على فريسة أخرى صالحة للاختبار وأقصد بها حسام الدين الأخشيدي .. وتم فحصه أيضا في كوكب هذه الكائنات والذي لابد أنه يبعد عنا بآلاف السنين الضوئية وإلا فما استغرقت الرحلة كل هذا الوقت .
تمتم الدكتور حجازي في ريبة :
- إنك تضع تفسيرا مذهلا في بساطة متناهية يا نور .
سأله نور :
- ولم تعتبروه مذهلا يا سيدي ؟
قال الدكتور حجازي :
- لأنك تتحدث عن أمور عجيبة لم يمكننا رؤيتها أو التأكد منها .
ابتسم نور وقال :
- أنت تفعل الشئ نفسه دون أن تدري يا سيدي .. فحينما تقول بعد فحصك لجثة ما إن سبب الوفاة رصاصة انطلقت من الجانب الأيمن على بعد ستة أمتار مثلا لا تكون قد رأيت الحادث نفسه ولكنك تصورته بناء على ما يبدو أمامك من أدلة .
صمت الدكتور حجازي لحظة ثم قال :
- هذا صحيح .
تابع نور في هدوء :
- لقد اسنتجت أن الرجلين سافرا بسرعة الضوء بسبب الحيوية الزائدة في خلاياهم بما لا يتناسب مع سنوات عمرهما وتصورت أنه قد أجريت عليهما تجارب واختبارات عدة في كوكب آخر بسبب تلك النقاط المشعة التي تناثرت على جسميهما بصورة غير معروفة في كوكب الأرض ثم تصورت قيام رحلتين بسبب الفارق الزمني بين عصر خوف - حر وعصر حسام الدين الاخشيدي ثم تأكدت من أنهما قد عولجا بوسيلة تفوق علومنا الأرضية لكيلا يفشيا ما حدث لهما أو يتذكراه لأنهما لم يخضعا للتنويم المغناطيسي الذي يجبر كل كائن أرضي على الافضاء بما لديه .. وهكذا ابني تصوري - الذي تسميه بالمذهل - على نقاط منطقية تماما .
ابتسم الدكتور حجازي في اعجاب واضح بتلميذه وقال :
- حسنا يا بني استمر في سرد استنتاجك .
قال نور :
- لم يعد هناك الكثير يا سيدي فبعد أن انتهت الكائنات الفضائية من فحص واجراء الاختبارات اللازمة على كل من الرجلين أعادتهما في نفس النقاط التي تم اختطافهما منها مع فارق زمني نسبي كما قلت .. ونحن نتناول المشروبات في حديقة منزلي كانت هذه العبارة هي مفتاح اللغز بالنسبة لي .
ثم أشار إلى البقعة الدائرية المحترقة وقال :
- كان ينقصني فقط أن أجد الدليل على هبوط الكائنات الفضائية على الأرض في رحلة عودتهم لإعادة أسيريهم وها هو ذا أمامكم .
وعاد يعقد ساعديه أمام صدره قائلا :
- وسيؤكد علماء معمل الأبحاث التابع للإدارة أن هذه البقعة قد احترقت بفعل مواد مشعة غير معروفة على كوكب الأرض في نفس اليوم الذي عثرنا فيه على المسكين خوف - حر ولا شك عندي في أننا سنعثر على مثيل لها حول قلعة صلاح الدين الأيوبي .
قال رمزي متسائلا :
- ولكن كيف تعرف الرجلان المواد الحديثة في عصرنا هذا برغم قدومهما من عصور ماضية ؟
ابتسم نور وقال :
- أنت نفسك أجبت عن هذه النقطة عندما تحدثنا في حديقة منزلي يا رمزي .. لقد قلت إنه ثمة أمور تتوه في العقل الباطن ثم تطفو فجأة إذا ما حان موعدها .. ولا شك أن كلا من الرجلين رأى هؤلاء الكائنات الفضائية واختزن في عقله الباطن خوفه من أسلحتهم الحديثة ثم تذكر ذلك الخوف حينما رأى أجهزتنا الحديثة أيضا .
ساد الصمت طويلا بعد أن ألقى نور بتفسيره وكان كل منهم يقلب الأمر في ذهنه ويحاول إيجاد احتمالات أخرى حتى قال رمزي اخيرا :
- أنت عقلية نادرة يا نور .. لقد توصلت وحدك إلى حل هذا اللغز برغم غموضه وغرابته المذهلة .. لقد حللته ببراعة .
أطرق نور وقال في أسف :
- ولكن ليس في الوقت المناسب يا رمزي وإلا فما لقى هذان المسكينان حتفهما بسببي بعيدا عن عصريهما بآلاف الأعوام .



12 - الختام ....
أخذت أصابع القائد الأعلى تداعب بعض أزرار مكتبه لفترة طويلة ثم رفع رأسه وتأمل الرائد نور برهة ثم قال :
- حسنا أيها الرائد .. إنك لم تفشل أيضا هذه المرة .
حرك نور رأسه في تردد ثم قال :
- يمكننا اعتباره نصف فشل ونصف نجاخ يا سيدي .
مط القائد الأعلى شفتيه وقال :
- لقد أثبتت بحوث علمائنا نظريتك أيها الرائد وتأكدوا من أن أجساما فضائية مجهولة هبطت بجوار القلعة والأطلال الأثرية وهذا يعتبر نجاحا كاملا .
أطرق نور لحظة وقال في لهجة آسفة :
- كان يمكن أن يكون كذلك لو لم يلق الرجلان حتفهما يا سيدي .
تنهد القائد الأعلى وقال :
- لقد كان مصرع كل منهما لسبب خارج عن إرادة الجميع يا نور .. لقد قاوم كل منهما ذكرى الاختطاف فلقى لأحدهما حتفه من شدة الرعب وقضي الآخر نحبه بعد نوبة من الجنون المفاجئ .. لا أيها الرائد .. إنني أعتبر هذا نجاحا كاملا .
***
اجتمع أفراد الفريق مرة أخرى في حديقة منزل نور ودار حديثهما عن ذلك الحادث الذي حيرهم فترة طويلة فقال رمزي :
- لقد اعتدت طوال حياتي يا رفاق أن أنظر إلى الجانب المشرق من الأمور حتى أنني في هذه القضية أجد أن وفاة الرجلين نوع من الرحمة فكيف كانت حياتهما لو أنهما بقيا في عصر يفوقهما بآلاف السنين ؟ الحيرة والقلق والخوف وعدم التكيف بالطبع .
وافقه الجميع على قوله وقال محمود :
- هل تعلمون ما الذي أثارته هذه المغامرة في نفسي ؟ .. لقد بدأت أتساءل : هل كل حوادث الاختاء الغامض يا ترى ترجع إلى اختطاف فضائي ؟ .. هل سيأتي يوم يعود فيه كل من اختطف أو اختفى في مثلث برمودا مثلا ؟
هز نور كتفيه وقال :
- من يدري ؟ .. ربما بعد آلاف السنين .
قالت سلوى في غضب :
- تبا لكائنات الفضاء هذه .. إنهم لا يضعون اعتبارا لأي شئ .. إنني أعتبرهم المسئولين عن مصرع الرجلين .
قال نور في هدوء :
- من يدري يا سلوى ؟ ربما لو أننا كنا السباقين في الوصول إلى كوكبهم لفعلنا الشئ نفسه .
ثم رفع رأسه إلى السماء واسترخى في مقعده قائلا :
- إن العلم كالحرب يا عزيزتي .. لا مجال فيه للرحمة .. أو التراجع .


تمت

 
 

 

عرض البوم صور mefayed  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملف المستقبل, أطياف الماضي, رواية, نبيل فاروق, قصة
facebook




جديد مواضيع قسم ملف المستقبل
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:55 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية