لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > ملف المستقبل
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

ملف المستقبل ملف المستقبل


قصة أطياف الماضى من سلسلة ملف المستقبل

اليكم قصة أطياف الماضى من سلسلة ملف المستقبل التعريف بالسلسلة الملف بالمرافقات

موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-05-06, 02:53 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2006
العضوية: 2446
المشاركات: 775
الجنس ذكر
معدل التقييم: mefayed عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mefayed غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملف المستقبل
Wink قصة أطياف الماضى من سلسلة ملف المستقبل

 

[grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]
اليكم قصة أطياف الماضى من سلسلة ملف المستقبل
المستقبل

التعريف بالسلسلة


الملف بالمرافقات
[/grade]

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: rar ملف المستقبل - أطياف الماضي.rar‏ (35.4 كيلوبايت, المشاهدات 360)
عرض البوم صور mefayed  

قديم 08-05-06, 02:57 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2006
العضوية: 2446
المشاركات: 775
الجنس ذكر
معدل التقييم: mefayed عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mefayed غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mefayed المنتدى : ملف المستقبل
Wink

 

ومن أجل عيون رياحين علشان مشكلة تحميل المرافقات اليكم القصة مكتوبة
1- تائه عبر العصور .....

ألقت الأضواء الفسفورية الخضراء للطريق الجديد الذي يربط ما بين الجيزة والفيوم بظلال قاتمة اختلطت ببعضها البعض فصنعت في مجموعها لوحة مرعبة في الواحدة من صباح أحد أيام الربيع المعتدلة المناخ , واخترق الصمت المخيم على الطريق صوت إحدى سيارات الشرطة الصاروخية في وردية ليلية معتادة وهي تمرق خلال الطريق نحو أهرامات الجيزة الثلاثة الشامخة على مر العصور ...
وكان راكباها صامتين وكل منهما يمني نفسه بنوم عميق بعد أن انتهى موعد دوريتهما حتى أنهما لم يتبادلا الحديث منذ عبرا حدود محافظة الفيوم ...
وتمطى الرجل الذي يجلس بعيدا عن أزرار القيادة وتثاءب ثم أغلق عينيه في تكاسل وقد ترك لزميله مهمة القيادة ولكنه سمعه فجأة يتمتم في مزيج من الدهشة والحنق :
- رباه !! أية دعابة هذه ؟
وأعقب قوله بأن ضغط على فرامل السيارة فانطلقت من أسفلها دفعة قوية من الهواء المضغوط رفعتها إلى أعلى بضعة سنتيمترات لتؤمن التوقف المفاجئ ثم دارت حول نفسها دورة كاملة وهبطت متوقفة في سكون , ففتح الرجل الآخر عينيه وصاح :
أجابه صبحي في غضب :
- يبدو أن أحدهم يحاول المزاح يا شوقي ... لقد لمحت بين تلك الأطلال الفرعونية القديمة التي تبدو إلى اليسار رجلا يرتدي ....
ثم بتر عبارته وهز رأسه وقال :
- لا فائدة إنك لن تصدقني ..
تغلب فضول شوقي على غضبه , فسأل زميله في لهفة :
- سأصدقك يا صبحي هات ما عندك .
تردد صبحي لحظة ثم قال :
- رأيت رجلا يرتدي ملابس المصريين القدماء .. غطاء الرأس والأحزمة الجلدية .. حتى ذلك الحزام الجلدي القديم الذي نراه في الرسوم الفرعونية .
ظل شوقي صامتا لحظة يتفرس في ملامح زميله ثم هز كتفيه وقال مترددا :
- حسنا سأكمل أنا القيادة حتى آخر الطريق .. إنك تقود منذ غروب الشمس ولا ريب أنك ...

 
 

 

عرض البوم صور mefayed  
قديم 08-05-06, 02:59 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2006
العضوية: 2446
المشاركات: 775
الجنس ذكر
معدل التقييم: mefayed عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mefayed غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mefayed المنتدى : ملف المستقبل
Wink

 

صاح صبحي في غضب :
- هل تظن أنني توهمت ذلك ؟ يا للسخافة !! إنني أعمل في دوريات الشرطة منذ عشرة أعوام ولقد قطعت هذا الطريق أكثر من ألف مرة في كل أوقات النهار والليل ..
ابتسم شوقي قائلا :
- ربما أنك ...
قاطعه صبحي صائحا في غضب :
- ليس هناك ربما .. لقد رأيت هذا الأراجوز وسأحضره إلى هنا مكبلا بالاغلال .
قال عبارته وغادر السيارة في إصرار ولما أدرك شوقي أنه لن يستطيع منعه أسرع يلحق به وهو متبرم من تلك المهمة الروهمية التي حرمته لذة النوم .
سار الاثنان بخطوات حذرة بطيئة نحو الأطلال الفرعونية القديمة وأشعل صبحي مصباحه الذري فغمر المكان ضوءه الساطع مسقطا مزيدا من الظلال في مزيج زاد من جو الرهبة الذي يسود المكان وتقدم الاثنان يتفحصان المكان بعيون خبيرة مدربة ..
وفجأة برز من بين الأطلال رجل ضخم الجثة مفتول العضلات أسمر البشرة خفيف شعر الرأس بدرجة كبيرة إلا من منطقة جلدية تغطي وسطه وأعلا ساقيه موشاه بنقوش فرعونية مميزة انقرضت منذ آلاف السنين ..
برز هذا الرجل بغتة وهو يطلق صيحة مرعبة ارتجفت لها أجساد الشرطيين ثم قفز نحوهما في جشارة مذهلة وهو يحمل في قبضته خنجرا بدائيا ضخما ..
تفادى صبحي خنجر الرجل الضخم في اللحظة الأخيرة ثم هوى بقبضته على مؤخرة عنقه بضربة ساحقة سقط الرجل على أثرها أرضا وهو يطلق من بين شفتيه حشرجة مؤلمة فقد بعدها الوعي تماما ...
ظل الشرطيان في ذهولهما فترة من الزمن ثم قال شوقي بصوت يملؤه الذهول :
- هذا مستحيل !! إن الرجل يبدو وكأنه قد مر عبر الزمن .. اجتاز آلاف السنين ليهبط فوق رءوسنا .
تلفت صبحي حوله يتأمل المكان الذي لم يتبدل مطلقا منذ مئات السنين , ثم قال بصوت مرتجف قلق :
- من يدري ؟ .. ربما عدنا نحن آلاف السنين وغصنا في أغوار الماضي.
رحلة إلى الماضي ....

هبط المصعد البللوري الاسطواني بالرائد نور إلى الطابق العاشر تحت مستوى سطح الأرض من إدارة المخابرات العلمية المصرية وهو يشع بضوئه البنفسجي الهادئ حتى توقف أمام البوابة المعدنية المستديرة التي تحمل شعار القائد الأعلى للمخابرات وأسرع نور يبسط يده أمام مربع زجاجي صغير بجوار البوابة فتحول المربع إلى لون أزرق براق وانطبعت فوقه صورة واضحة لكف نور باللون الأحمر وظلت كذلك برهة ثم تحولت إلى اللون الأخضر ثم الزيتوني وسرعان ما تلاشت وسط الضوء الأزرق وتحرك جانبا البوابة في هدوء مفسحين الطريق أمام نور الذي تحرك في خطوات عسكرية ثابتة وعيناه مركزتان على وجه القائد الأعلى حتى أصبح على بعد متر واحد من مكتبه فرفع يده بالتحية العسكرية وقال في صوت رزين واضح :
- الرائد نور في خدمتك يا سيدي .
رفع القائد الأعلى يده في تحية سريعة ثم قال :
- يسعدني أنك تمكنت من القدوم بهذه السرعة أيها الرائد .
وقبل أن يتفوه نور بالعبارة التي دارت في خلده استطرد القائد الأعلى :
- منذ خمس ساعات بالضبط حدثت واقعة غاية في العجب .
ثم قص عليه حادث الشرطيين شوقي وصبحي ولم يكد ينتهي حتى قال نور :
- هل تم استجواب الرجل يا سيدي ؟
أومأ القائد الأعلى برأسه علامة الايجاب وقال :
- هذا هو مبعث الغموض في الأمر أيها الرائد فلم يكد هذا الرجل العجيب يفيق من غيبوبته حتى شرع رجالنا في استجوابه لمعرفة سبب هذا الهجوم العجيب وتلك الملابس التي ظنوا أنها مزيفة ولكن ...
صمت القائد الأعلى لحظة تملك فيها الفضول من نور تماما ثم استطرد :
- ولكن اللغة التي تحدث بها في ذعر واضح لم تكن مفهومة على الاطلاق ... ولقد حاول الجميع تفسير ألفاظها ومخارجها ولكنهم فشلوا تماما في تحديد اللغة التي يتحدث بها الرجل برغم أن برنامجه يضم كل اللغات المستخدمة في جميع أنحاء العالم حتى النادرة منها , وكان الرجل الغامض طوال هذا الوقت يتطلع إلى الجميع في حيرة وخوف وقلق ...
عاد القائد الأعلى إلى صمته فقال نور :
- هل تأكدتم من حالته العقلية يا سيدي ؟
ابتسم القائد الأعلى وقال :
- إن عقلك يعمل بصورة منظمة أيها الرائد .
ثم اعتدل في مجلسه وقال :
- نعم .. لقد فحصنا عقله بصورة روتينية فأنت تعلم أنه منذ كشف علاقة الهرمونات بالحالة العقلية لم تسجل حالة جنون
واحدة عجز الطب عن علاجها حتى أن كل المصحات العقلية أغلقت أبوابها , عموما لقد فحصنا عقله ووجدنا أنه يتمتع بقواه العقلية الكاملة .
تردد نور لحظة ثم قال :
- أخشى أن أصرح بما يدور في خاطري يا سيدي .
مط القائد الأعلى شفتيه وقال :
- أعلم ما يدورفي عقلك أيها الرائد ... إنك تخشى القول إنه من المحتمل أن يكون هذا الرجل فعلا واحدا من قدماء المصريين وصل إلى عصرنا بصورة غامضة ...
وصمت لحظة ثم قال :
- لقد فحصنا هذا الاحتمال أيها الرائد وأعتقد أن ما وصلنا إليه سيكون بمثابة القنبلة ... لقد لجأنا إلى واحد من أعظم علماء اللغات الميتة وهو الدكتور شريف حافظ ولقد أكد هذا العالم الموثوق به أن الرجل يتحدث باللغة الهيروغليفية القديمة التي كان يتحدث بها قدماء المصريين منذ آلاف السنين ... كام أكد عالم آخر من علماء الأجناس وأقصد الدكتور محمد فادي , أن الرجل يمتلك نفس الملامح المميزة للجنس المصري القديم .. الشفاه الغليظة والأنف الممتلئ والبشرة السمراء والعيون السوداء الواسعة .. نفس الملامح التي تراها في النقوش الفرعونية على جدران المعابد الأثرية , كما أنه يرتدي نفس الزي وحتى الخنجر الذي كان يحمله من نفس النوع وطريقة الصنع التي كان يتبعها المصريون القدماء .
كان عقل نور خلال حديث القائد الأعلى يعمل بصورة خرافية وسرعة خارقة محاولا إيجاد تفسير مقنع لكل ذلك حتى سمع قائده يقول :
- لا يوجد حتى الآن تفسير منطقي لوجود هذا الرجل في القرن الحادي والعشرين بعد آلاف السنين من الزمن المفروض تواجده به ...
هز نور كتفيه وقال :
- إن لي رأيا غير مشجع بالنسبة للسفر عبر الزمن يا سيدي .
هز القائد الأعلى رأسه بدوره وقال :
- هل تقصد ان الرجل سافر بوسيلة ما عبر الزمن ؟ ... لا أعتقد أن هذا الاحتمال مستبعد تماما أيها الرائد فنحن في عصرنا هذا لم نحل كثيرا من غموض لعبة الزمن , كما ان الظروف لم تتح بعد لإثبات نظريات ألبرت أينشتين في هذا الشان .
مط نور شفتيه وقال :
- ربما كان هناك تفسير آخر يا سيدي .
صمت القائد العلى لحظة ثم قال في هدوء

 
 

 

عرض البوم صور mefayed  
قديم 08-05-06, 03:00 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2006
العضوية: 2446
المشاركات: 775
الجنس ذكر
معدل التقييم: mefayed عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mefayed غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mefayed المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 

- هذه هي مهمة فريقك أيها الرائد .
رفع نور يده بالتحية العسكرية في حزم وقبل أن تعود يده إلى موضعها ارتفع ازيز جهاز التليفديو المثبت بمكتب القائد الأعلى فرفع هذا الأخير المسماع السري ووضعه على أذنه وهو يراقب الشاشة الصغيرة للجهاز ثم لم يلبث أن أعاد المسماع ورفع رأسه مواجها نور وقال بعد برهة من الصمت :
- يبدو ان مهمتك قد ازدوجت أيها الرائد فلقد عثر رجالنا على طيف جديد من أطياف الماضي , في قلعة صلاح الدين الأيوبي .


3- الطيف الثاني .....
تطلع أفراد الفريق في تعجب من خلف النافذة الزجاجية المزدوجة إلى الرجل الثاني الذي تم العثور عليه في القلعة وهو يدور في غرفته المغلقة مزمجرا ساخطا كالأسد الحبيس ...
كان قوي البنيان بصورة واضحة في عظام فكه البارزة وعينيه المركزتين ... وكان يرتدي خوذة معدنية تنتهي بعمامة من قماش سميك وقلنسوة مزركشة وسروالا واسعا وحذاء جلديا مرتفع العنق وحول وسطه حزام جلدي عريض مزين بأزرار معدنية كبيرة ويتصل به غمد جلدي منقوش يمسك به الرجل في عصبية وكأنه غاضب من تجرده من سيفه الذي جرده منه رجال المخابرات العلمية ...
قال رمزي في دهشة وهو يتطلع إلى :
- عجبا كأننا نشاهد لقطة من فيلم تاريخي قديم .
عقب محمود على قوله :
- ولكنها لقطة متقنة للغاية يا رمزي .
هزت سلوى كتفيها وقالت :
- هذه الملابس التي يرتديها تذكرني ب ...
قاطعها فجأة صوت هادئ يقول :
- نفس الزي الذي ارتداه جنود صلاح الدين الأيوبي إبان الحملة الصليبية يا سيدتي .
استدار الجميع ليطالعهم وجه رجل ممتلئ الجسم بعض الشئ عريض الجبهة واسع العينين صغير الأنف والفم حليق الوجه كثيف الشعر أسوده ..هادئ الملامح يبتسم في ود .. قال الرجل مبددا دهشتهم :
- اسمي محمد فادي .. الدكتور محمد فادي رئيس قسم الأجناس والتاريخ القديم بجامعة القاهرة .
صافحه أفراد الفريق في ود وسأله نور وهو يشير إلى الرجل المجهول عبر الزجاج :
- ما رأيك في هذا الأمر يا دكتور ؟
وقف الدكتور فادي أمام النافذة يراقب الرجل وقد عقد كفيه خلف ظهره ثم قال :
- نفس ما حدث للرجل الأول .. ملامح الوجه والزي يتفقان بصورة مذهلة مع جنود صلاح الدين الأيوبي في فترة الحملة الصليبية .. دقة مذهلة لم تتوافر حتى في أدق الأفلام التاريخية .
سأله رمزي :
- هل تعتقد أنه بالامكان افتعال هذه الدقة ؟
مط الدكتور فادي شفتيه وقال :
- من الناحية النظرية ... نعم ... يكفي أن تستعين بخبير في علم الأجناس والتاريخ القديم مثلي .. أما من الناحية العملية فالاجابة هي لا .
قال نور في ضيق :
- وماذا يجعل هذا الأمر مستحيلا عمليا ؟
صمت الدكتور فادي لحظة ثم هز كتفيه وقال :
- كثير أيها الرائد .. فلو أنك تحاول حبك مثل هذا الأمر فسيكون عليك العثور على رجل يتميز بنفس البنية القوية لرجال ذلك العصر ... ثم عليك أن تجعله يجيد التحدث باللهجة المعروفة وقتذاك دونما خطأ وأن يعتاد عدم استخدام أو تجاهل كل المخترعات التي ظهرت بعد العصر المفترض إتيانه منه , وبعد ذلك تأتي النقطة الصعبة وهي ضمان ولاء هذا الشخص واستعداده للمخاطرة وهذا شبه مستحيل بالنسبة لرجل واحد فما بالك بشخصين ؟
ظل نور يتفرس في ملامح الدكتور فادي لحظة ثم أطرق برأسه مفكرا فقال رمزي :
- وماذا لو أننا بدأنا من النهاية يا دكتور فادي ؟
- التفت إليه الجميع في اهتمام فاستطرد قائلا :
- أعني لو أننا وجدنا أولا الرجل المناسب المستعد للمخاطرة ثم قمنا بإجراء جراحة تجميل لنحول ملامحه إلى شكل يشبه العصر المطلوب وأنت تعلم أن هذا من الأمور السهلة في القرن الحادي والعشرين .
ابتسم الدكتور فادي وقال مكملا :
- ثم نقوم بتدريبه على كيفية القيام بمهمته ... أليس كذلك ؟
هز رأسه غير مقتنع فقال نور :
- هناك وسيلة للتأكد من ذلك يا دكتور .
اتجهت العيون إلى نور الذي اردف في هدوء :
- أن أتحدث شخصيا إلى هذا الرجل ... وجها لوجه .
***
شعر نور بالتوتر يسري في عضلات وجهه وهو يدخل إلى الغرفة الصغيرة العارية من الأثاث ويغلق رتاجها الإليكتروني خلفه في إحكام ثم يقف متطلعا إلى الرجل الذي يقف في الطرف الآخر من الحجرة ..
تبادل الاثنان نظرات باردة قاسية ثم مد نور يده في هدوء وانتزع مسدسه الليزري ...
أسرعت يد الفارس نحو غمده ثم زمجر في غضب عندما تذكر أنه أعزل من السلاح وفرد قامته في كبرياء وهو يحدق في نور بنظرات صارمة متحدية .
ابتسم نور قائلا :
- إذن فأنت تدرك قوة سلاحي الحديث هذا أيها الفارس .
ظلت ملامح الفارس جامدة وهو يعقد ساعديه أمام صدره القوي ويراقب حركات نور في حذر واضح فخطا هذا الأخير خطوة إلى الأمام وقال :
- أليس من الأفضل أن نتصارح بدلا من هذه التمثيلية الهزلية يا صديقي ؟
كان الدكتور فادي وأفراد الفريق يتابعون الموقف من خلف اللوح الزجاجي وقالت سلوى في قلق وهي تشاهد زوجها يتقدم نحو الفارس العربي :
- إن نور يقوم بلعبة خطرة يا رفاق .
زوى رمزي ما بين حاجبيه وهو يراقب الموقف في صمت وهز محمود رأسه في قلق أما الدكتور فادي فقد مط شفتيه وقال :
- إنها أخطر مما تظنون .. فقوة هذا الرجل تفوق بثلاث مرات قوة زميلكم كما أنه جندي مدرب على فنون القتال .
وفجأة صرخت سلوى وهي تشير إلى داخل الغرفة :
- يا إلهي !! إنه سيقتا نور .
كان الفارس العربي في هذه اللحظة قد حل ساعديه وقفز نحو نور في شجاعة وهو يصرخ صائحا :
- الموت للأعداء ... الموت للغزاة .

بين الماضي والحاضر ....

قبل أن يدرك نور ذلك التحول العدواني المفاجئ الذي أصاب الفارس العربي .. كام الأخير قد قبض بيسراه على معصم نور الأيمن في قوة فولاذية أجبرت نور على إفلات مسدسه الليزري من يده ثم قبض بيمناه على سترة نور ورفعه إلى أعلى وكأنه يحمل طفلا صغيرا وضرب به الحائط في قوة دار لها رأس نور وصرخت لها سلوى في لوعة .
عاد الفارس القوي يحمل نور وهو يطلق صرخات قتالية مروعة ويقذف به إلى الركن البعيد ليرتطم جسده بالحائط مرة ثانية وتتضاعف آلامه .
رأى نور من خلال عينيه الزائغتين الفارس العربي القوي وهو يعاود هجومه بنفس الشراسة فاستجمع إرادته وقوته وهب واقفا على قدميه لمواجهته .
ولو أن القتال بالأيدي العادية يعتمد بالدرجة الأولى على القوة البدنية لكانت الهزيمة من نصيب نور حتما ولكن من حسن الحظ أن هذا النوع من القتال يعتمد على مهارة وخفة كل من المتصارعين ولذا فقد استغل نور كل خبراته القتالية المكتسبة من التدريبات القاسية في المخابرات العلمية وأفاد بوزنه وخفته وقفز مبتعدا عن الفارس في نفس اللحظة التي ألقى فيها هذا الأخير بجسده فوقه فاختل توازنه وسقط بجسده الضخم على وجهه .
انتصب الفارس بسرعة ورشاقة برغم ضخامة جسده وهم بمواصلة القتال ولكن نور هوى بقبضته على أنفه ثم قفز إلى اليسار ولكمه بقوة تحت أذنه تماما ...
ترنح الفارس ودارت عيناه في محجريهما من شدة الألم ولكنه تمالك نفسه في صلابة مذهلة وعاود هجومه في بسالة نادرة أدهشت نور الذي قفز متفاديا خصمه الضخم ثم ارتفع بجسده إلى أعلى ودفع قدمه في وجه الفارس العربي في ضربة رشيقه قويه تنم عن مهارة عالية وإجادة لفنون الدفاع عن النفس .. وسقط الفارس أرضا ولكنه لم يفقد الوعي ..
كان أفراد الفريق يتابعون ما يحدث في جزع وترقب وقد انخرطت سلوى في البكاء .. وتصور الجميع أن الفارس القوي سيعاود هجومه على نور إلا أنه استكان في ركن الحجرة ودفن وجهه بين كفيه وصاح في لوعة :
- يا لضيعة السلطان !! يا للخسارة !!
توقف نور مبهوتا يحدق في الفارس الذي أخذ يردد عبارته دونما توقف حتى أنه لم يحاول مواصلة القتال أو اعتراض نور عندما غادر الغرفة في هدوء .
***
مرت ساعة كاملة على هذه الأحداث عندما اجتمع أفراد الفريق في حجرة واسعة من حجرات المبنى الاداري للمخابرات العلمية وقد انضم إليهم الدكتور فادي وعالم آخر طويل القامة نحيل الوجه مجعد الشعر أصفره .. له ملامح منمنمة ويرتدي منظارا طبيا أنيقا .. لم يكن سوى الدكتور شريف حافظ عالم اللغات القديمة ..
كان هو الذي يمسك بخيط الحديث قائلا :
- لن أكون مبالغا إذا ما قلت إن هذا أعجب ما واجهني في حياتي العملية والعلمية بأكملها ..
ابتسم الدكتور فادي وقال :
- لست وحدك صاحب هذا الشعور يا زميلي العزيز .
عاد الدكتور شريف يلتقط الخيط قائلا :
- إن كلا من الفرعوني القديم والفارس العربي يتحدث باللغة التي كانت تسود عصره تماما ..
سأله محمود :
- هل يتحدث الفرعوني باللغة الهيلوغريفية القديمة دونما أخطاء ؟
أومأ الدكتور شريف برأسه موافقا وأردف :
- بل الأكثر من ذلك أنه يتحدث باللهجة التي تناسب عصره تماما ..ستفهمون ما أعنيه عندما تعلمون أن اللغة الدارجة تتأثر دوما بعصور الاختلال وتتغير تبعا لإندماج اللهجات والعبارات وهذا الفرعوني يتحدث باللهجة التي سادت في مصر في أثناء محاربة رمسيس الثاني للحيثيين .. ويكفي أن أقول ان اللهجة المصرية تبدلت تماما بعد حكم كليوباترا وبعد احتلال الرومان وهكذا ...
قطب رمزي حاجبيه في دهشة وهزت سلوى رأسها في حيرة وقال نور :
- هل تحدثت إليه يا دكتور شريف ؟
مط الدكتور شريف شريف شفتيه في أسف وقال :
- بضع عبارات فقط للأسف .. من الواضح أنه يشعر بالخوف والحيرة وهو لا يثق بنا مطلقا بل لقد اعتبرني عدوا .
أطرق رمزي لحظة ثم قال :
- ربما دفعناه للحديث لو أننا ...
وبتر عبارته وظهرت على وجهه دلائل التفكير وكأنما يعيد دراسة فكرته مرة أخرى ثم استطرد قائلا :
- لو أننا افترضنا أولا كونه فرعونيا قديما أصيلا انتقل بوسيلة مجهولة غامضة إلى عصرنا المتقدم .. فمن الطبيعي أن يسيطر عليه شعور قوي بالحيرة والدهشة والوحدة وسيرفض التحدث بالطبع وربما ظن أن كل ما يراه من حوله نوع من السحر المتقدم الذي آمن به قدماء المصريين .. والوسيلة الوحيدة لحل عقدة لسانه هي أن يتحدث إلى زميل له ...
نظر إليه الجميع في دهشة وحيرة ولكنه لم يلحظ ذلك إذ التفت إلى الدكتور شريف حافظ وسأله في اهتمام :
- هل تعتقد أنه في إمكانك التحدث بنفس اللهجة واللغة يا دكتور ؟
هز الدكتور شريف كتفيه وقال :
- لن أبلغ مدى دقته بالطبع ولكنني أستطيع ذلك بشكل جيد .
تهللت أسارير رمزي وصاح :
- لقد وجدت الحل إذا .. سيرتدي الدكتور شريف ملابس تشبه زي هذا الفرعوني تماما ويضع الميكياج اللازم ثم نتظاهر بأنه أسير جديد .. وهكذا سيتعاطف معه الفرعوني ويتحدث و ....
قطع الدكتور شريف حديث رمزي وهو يقول بصوت شاحب كوجهه :
- لقد نسيت نقطة هامة وأنت تضع خطتك أيها الشاب .
استدار إليه أفراد الفريق فتابع بصوت خجل :
- إنني مجرد رجل علم وليست لدي الجرأة الكافية لذلك .
ظهر الضيق على وجوه الجميع وكأنما حطمت عبارة الدكتور شريف أملهم وقال نور :
- أه لو أنني أجيد التحدث بتلك الهيلوغريفية القديمة .
رفعت سلوى رأسها إليه بغتة وتأملته في تركيز ثم ابتسمت وقالت في هدوء :
- ترى هل أدهشك يا زوجي العزيز لو قلت لك إنني قادرة على دفعك إلى ذلك ؟
***
لم تستطع سلوى منع نفسها من الابتسام وهي تشاهد نور وقد حوله خبراء الميكياج إلى وجه فرعوني أصيل وزي قديم مألوف وضحكت وهي تقد إليه قرصا صغيرا من المعدن وتقول :
- ضع هذا الجهاز الأنيق تحت لسانك يا زوجي الفرعوني واحرص على ألا ينزلق من فمك في أثناء تحريكه .
ثم أشارت إلى جهاز صغير مثبت فوق منضدة قريبة وقالت :
- سيجلس الدكتور شريف أمام هذا الجهاز وسيتابع في دقة كل كلمة ينطق بها الفرعوني وسيكون عليك مجرد تحريك شفتيك بشكل مبهم أما الصوت الذي سيخرج من شفتيك فسيكون صوت الدكتور شريف من خلال الميكرفون الدقيق الذي تضعه تحت لسانك .. أما ترجمة الحوار الذي سيدور بينك وبين الفرعوني فستصلك من خلال كمبيوتر الترجمة الخاص بقسم اللغات القديمة عن طريق المسماع الميكروسكوبي الذي تضعه داخل أذنك حتى يمكنك رسم التعبيرات المناسبة على وجهك تبعا لما يتطور إليه الحديث .
قال محمود الذي كان يتابع الحديث :
- أعتقد أيها القائد أن هذا أصعب دور يمكن إسناده إلى ممثل محترف .
ابتسم نور وهو يحكم رباط الأحزمة الجلدية لصندله القديم :
- سأحاول التفوق على الممثلين المحترفين يا عزيزي محمود .

 
 

 

عرض البوم صور mefayed  
قديم 08-05-06, 03:01 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2006
العضوية: 2446
المشاركات: 775
الجنس ذكر
معدل التقييم: mefayed عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 80

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mefayed غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : mefayed المنتدى : ملف المستقبل
افتراضي

 

ثم رفع ذراعيه في حركة مسرحية هزلية وهو يقول :
- والآن أيها السادة .... ألن تضعوا أسيركم الجديد في السجن ؟
تطلع الفرعوني القديم في شك وحيرة إلى نور الذي استلقى في الركن الآخر من الغرفة متظاهرا بالاغماء .. وفي حذر نهض الفرعوني القديم وأخذ يحوم حول نور ثم انحنى فوقه يتفحص ملامحه ..
وهنا فتح نور عينيه وخرج من بين شفتيه صوت الدكتور شريف قائلا بالهيروغليفية :
- بحق آمون .. أين أنا ؟
وكأنما أعاد ذكر الآلهة الفرعونية إلى الفرعوني هدوءه فجلس القرفصاء أمام نور وقال في هدوء ودعة :
- ماذا أصابك أيها الزميل ؟
تظاهر نور أنه ينهض بصعوبة على حين قال الدكتور شريف عن لسانه :
- لست أدري يا زميلي .. لقد كنت أحارب بجوار ملكنا رمسيس وفجأة فقدت الوعي ..
ظهر الشك فجأة على وجه الفرعوني فقال :
- لقد أعد مليكنا المحبوب أرنع فرق لمحاربة الحيثيين آمون ورع وبتاح وست .. في أي منها كنت تحارب ؟
لوح نور بذراعه في لامبالاة على حين قال الدكتور شريف في ثقة :
- آمون بالطبع يا زميلي .. قلت لك إنني كنت أحارب بجوار الملك .
اطمأن الفرعوني بعد هذه الاجابة وقال :
- أما أنا فلم أخسر معركة قط يا زميلي .. لقد كنت أقوم بنوبة حراسة ليلية ثم فجأة وجدت نفسي أواجه سحرة الحيثيين وكانوا يرتدون ثيابا عجيبة لم أر مثلها من قبل ويحملون في أيديهم نارا سحرية تشع ضوءا ولكن بلا حرارة أو دخان .. إنهم سحرة أقوياء .
وفجأة توقف الفرعوني عن إتمام عبارته وتفرس في وجه نور بشكل أدهش هذا الأخير ثم مد يده نحو وجه نور وهو يتمتم في دهشة عارمة :
- ما هذا بحق آمون ؟
وقبل أن يدرك نور ما ينتويه الفرعوني القديم كان هذا قد أمسك بالقناع الأسمر الرقيق الذي يغطي وجه نور وجذبه في دهشة واضحة وتحولت إلى ذهول عارم حينما تمزق القناع الرقيق وظهرت من تحته بشرة نور البيضاء .
حدق الفرعوني في الجزء الذي تمزق من القناع في ذهول وتراجع إلى الخلف في ذعر ارتجف له كيانه وهو يصرخ :
- رباه !! إن لك وجهين .. ياللسحر فليحفظ آمون أرواحنا ... فليحفظنا من الضياع .


5- الماضي المفزع .....
جلس أفراد الفريق في الغرفة الواسعة التي أعدت لإجتماعاتهم ومعهم العالمان وكان الجميع يتطلعون في خيبة أمل إلى نور الذي أخد يزيل بقايا الميكياج من وجهه وقد ساد الصمت التام إلى أن قال الدكتور شريف :
- لا يمكن اعتبار هذه المحاولة فاشلة تماما لمجرد أنه كشف تنكرك .
حرك نور رأسه بشكل يدل على الضيق وقال :
- ومتى يمكننا اعتبارها فاشلة إذن ؟ ... إننا لم ننجح في الحصول على أية معلومات جديدة وخسرنا فرصة مثالية وزرعنا في قلبه مزيدا من الشك والريبة .. ما الفشل إن لم يكن كذلك ؟
استند رمزي إلى مقعده وقال :
- هناك نقطة ناجحة في الأمر أيها القائد إذا ما اعتبرتها كذلك .
استدار إليه نور وعقد ساعديه أمام صدره وأصغى في اهتمام فتابع رمزي :
- لقد تابعت مع الآخرين كل ما حدث في أثناء لقاءك مع الفرعوني الغامض ولكنني أختلف عنهم في نقطة واحدة وهي أنني خبير في الطب النفسي وعلم دراسة الانفعالات البشرية وعن طريق خبرتي هذه أستطيع أن أجزم بأن كل أنفعال صدر منه كان طبيعيا للغاية بلا أدنى شك .
ضم نور شفتيه في قوة وقال :
- إن جزمك هذا يزيد من حيرتي وغموض الأمر يا رمزي .
ثم لوح بيده في ضجر وهو يستطرد :
- كيف تجد تفسيرا للأمر إذن ؟ ... رجلان أتى كل منهما من عصر يبعد عنا بآلاف السنين ... يشعران بالخوف والحيرة مثلنا تماما , ولكن أحدهم - وأقصد الفارس العربي - يدرك فور رؤيته لمسدسي الليزري الحديث- الذي لم يتم ابتكاره إلا منذ سنوات قليلة - أنه سلاح يشكل خطورة على حياته , ويكشف الآخر تنكري المتقن .. هل لديك حل منطقي يمكنه تفسير كل ذلك ؟
هز رمزي رأسه نفيا وقال :
- ربما مازلنا نفتقد بعض النقاط .
أشاح نور بيده في عصبية ولاذ بالصمت وهنا قال محمود :
- ماذا لو كانت نظرية رمزي الأولى عن انتقاء الرجال وإجراء جراحات تجميلية لهم سليمة مع تعديل بسيط ؟
أعاره الجميع انتباههم فاستطرد في حماس :
- أقصد لو أن الرجال نفسهم مقتنعون تماما أنهم قدموا من عصور ماضية بالفعل .
فقفز نور من مكانه صائحا :
- رائع يا محمود ... لقد فهمت ما ترمي إليه .. إنك تقصد إنهم تعرضوا لنوع من التنويم المغناطيسي بحيث عادت عقولهم إلى هذه العصور القديمة .
أشار الدكتور فادي بيده قائلا :
- لحظة أيها الفتيان .... هل تقصدون أن الرجلين قد تلقيا تدريبا مكثفا على التحدث والتحرك بأسلوب أهل العصرين المفترض قدومهما منهما ثم استسلما للتنويم المغناطيسي بحيث اقتنعا فعلا أنهما كذلك ؟
صاحت سلوى في جذل :
- هذا بالضبط ما يقصده نور يا سيدي .
رفع محمود سبابته في فخر وقال :
- وهنا يأتي دوري أنا كخبير الأشعة ... لو أن الرجلين أجريت لهما جراحات تجميلية فسيمكنني كشف ذلك على الفور .
سأله نور في لهفة :
- أحقا ؟!! .. وكيف يمكنك ذلك ؟
ابتسم محمود وقال :
- بإسقاط الأشعة فوق البنفسجية على وجهيهما أيها القائد .. فلو أن جلد الوجهين تعرض سابقا إلى عمليات جراحية مهما بلغت دقتها ستضئ حواف المنطقة المعدلة من الجلد بلون بنفسجي داكن بعكس باقي أجزاء الوجه .
قال نور :
- حسنا يا محمود سنقوم بتخديرهما في الحال ثم تبدأ بإختبارك .
تنهدت سلوى وهي تتطلع في وجه زوجها بسعادة ولكنها عادت تقطب حاجبيها في قلق عندما لم تلمح في عينيه ذلك البريق المألوف الذي يملؤهما عندما يتوصل نور إلى الحل الصحيح .
***
تمدد الرجلان فوق منضدة واسعة في حجرة الأشعة بعد أن غابا عن وعيهما بفعل الغاز الذي أطلق في غرفتيهما وثبت محمود جهاز الأشعة فوق البنفسجية فوق رأسيهما بأصابع خبيرة مدربة ثم أشار إلى مصباح الغرفة وقال :
- والآن إظلام كامل .
ضغط نور على زر مصباح الانارة فغرقت الغرفة في ظلام دامس وعادت تضئ بلون بنفسجي خافت عندما بدأ جهاز محمود في العمل .
شقطت الأشعة الكلشفة على وجهي الرجلين وسقطت معها قلوب أعضاء الفريق وامتلأت وجوههم بعلامات خيبة الأمل وتمتم محمود في غيظ :
- إن الأشعة تتوزع على وجوههم بشكل متناسق .. للأسف إن النظرية خاطئة .. لم تجر للرجلين أية جراحات على الاطلاق .
خيم الصمت التام على جو الحجرة وساد شعور باليأس , إلا أن عيني نور التقطتا شيئا ما فأشار بسبابته إلى نقطة صغيرة بحجم الدبوس على الجانب الأيمن من وجه الفرعوني وقال في اهتمام بالغ :
- لم تتألق هذه النقطة بالذات يا محمود ؟
فحص محمود النقطة الصغيرة وقال في دهشة :
- عجبا ... إن هذا التألق لا يحدث تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية إلا إذا سقطت فوق جسم مشع .
أخفى الضوء الخافت انفعال نور وهو يقول :
- هكذا ؟!!!
ثم أسرع يفحص وجهي الرجلين في عناية بالغة ولم يلبث أن نم صوته عن النصر وهو يقول :
- هناك نقطة مشعة على جانب الرأس الآخر وعلى جانبي وجه الفارس العربي أيضا .. يبدو أننا وضعنا أيدينا على طرف الخيط يا رفاق .



6- الخيط المعقد ....


تنهد الدكتور محمد حجازي كبير الأطباء الشرعيين في جمهورية مصر العربية ونحى جانبا مجلدا ضخما كان ينهمك في مطالعته ثم دعك عينيه المتعبتين وتطلع إلى نور فترة ثم قال :
- يؤسفني ألا أجد ما يفيدك يا نور ... لقد قلبت كل المراجع القديمة والحديثة بحثا عن الوسيلة التي تفتق لها ذهنك للسيطرة على العقل عن طريق المواد المشعة ولكنني لم أجد لها أثرا ... يبدو انها لا توجد إلا في مخيلتك فقط .
قلب نور كفيه في حيرة وقال :
- ولكن يا سيدي لابد من وجود تفسير للنقطتين المشعتين على جانبي وجه كل من الرجلين .. إنها النقطة الوحيدة التي من الممكن أن تقودنا إلى الحل

 
 

 

عرض البوم صور mefayed  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملف المستقبل, أطياف الماضي, رواية, نبيل فاروق, قصة
facebook




جديد مواضيع قسم ملف المستقبل
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية