الجزء الرابع والعشرين
*
*
*
*
*
*
{... مــدخ ـــــل
حلم كنت انت..بل كنت وهم
سراب تاهت به خطواتي
فأوجعت القلب
من الشريان الى الشريان...!
هنا نزف من الصميم...
ونثر لصرخات موجوعة...
سكبت وجعي
ألمي
جزء... من حلم مغدور
وامنيات تلاشت كسحب دخان
واحلام.... كانت المتنفس لذاتي الأسيرة لك
هنا عشت قصة خذلاني بك
وحنيني اليك...
هنا في عالمي المفجوع بالوهم
لملمت شتاتي بعدك
وهربت منك اليك
وصحوت من حلم وردي
على طعنات غدرك...
فألجمتني صدمتي بك عن التعبير
وخذلتني كل ....الحروف
وضاعت مني اقسى الكلمات
ففي قلبي لك وطن بلا منفى...!
وفي قلبك لي منفى بلا وطن...!
ومابينهما
خربشات انثى مجنونة على جدار الزمن
{...مـــخ ــرج
من هنا
وهنا فقط
تبدأ احتضاراتي....
ساعتين ارهق فيها .. مابين محاولات بحث واتصالات على عبير مات
بمكانه الف مرة .. وبداخله يتوعد ثنتينهم ماراح يعدي اللي صار اليوم
على خير.. بس يبي يلقى عبير ويرتاح .... قرر بآخر لحظة يرجع الفندق
يمكن تكون رجعت له رغم انه اتصل فيهم مرتين واكدو له انها للحين مالها
اثر..وصل للفندق وهو يدعي ربي يلقاها.. او على الاقل تطمنه عليها ..
دخل جناحهم .. لقاه مثل ماتركوه ..شعور مؤلم راوده انه يكون فقدها للأبد
لكن سرعان مانفض هالافكار القاتلة من راسه ..دقايق عاشهم بخوف ... بس
رجعت فيه الحياة وهو يشوفها داخلة عليه ..قام لها واذهله شكلها ..كان يبي
يصرخ فيها ليش خلته هالوقت كله قلقان عليها ..يبي يهاوشها بس ماتسوي
نفس اللي سوته اليوم .. لكن اول ماشاف شكلها رحمها .. مبين على ملامحها
الصدمة والحزن .. والعيون صارت حمرا من كثر الصياح ..قرب منها يبي
يهديها .. يبي يتكلم ويفهمها الوضع كله بس فاجأته هي بكلامها : لو لقيت لك
شي يشفع لك كنت سامحتك بس للأسف مالقيت ولا حتى واحد في المية اقدر
ابرر فيه اللي صار قدامي
فهد: عبير ورب البيت مادري عن شي..
عبير صرخت فيه هالمرة من اعماق جرحها: كل مرة تتصنع البراءة قدامي
وانا ايش المطلوب مني ؟ اصدقك ؟
فهد: انتي...
عبير تقاطعه :فهد انا حلفت بالله والموضوع طلع من يدي.. روح لها مادام
عاجبتك .. انت الظاهر تدور ع الرخيص .. ولا الغالي صعب عليك واذا
حصلته .. ماتعرف كيف تحافظ عليه
فهد: ياعبير انتي ليش دايم ظالمتني.. والله العظيم مادريت عنها
عبير: كل شي صدفة؟ تعرف اسمك ومكانك صدفة؟
سكت فهد..وماعرف يرد..مايدري وش اللي ممكن يقوله لها ويقنعها هالمرة
زعلها غير ..وواضح انها مو مصدقته..
عبير وهي رايحة للغرفة: انا بجهز اغراضي ابغى امشي من بكرة للطايف
فهد: عبير تونا واصلين من كم يوم بس
عبير: ايش تبغاني اقعد اسوي؟ انتظر تجيبها الفندق تجلس معانا؟
ونزلت دمعتها بكل قهر: ابغى ارجع لحياتي .. وانت روح في طريقك
فهد انصدم من كلامها: عبير؟؟؟؟؟
عبير: انا ماعاد اصدقك .. وصدقني مستحيل اعيش معاك وانا احس انك
كذاب..
فهديحاول يبرر لها : والله مو كذاب حلفت لك..
مشت من جنبه رايحة للغرفة بدون حتى ماترد عليه .. سحبها من كتفها
وبدون شعور صارخ عليها: انا مو على مزاجك تمشيني .. توني ماخلصت
كلامي
عبير: بس انا خلصت
فهد: ياعمري انتي افهميني .. هذا ماضي بالنسبة لي
عبير: ماضي؟ ومادامه ماضي ليه ملاحقك حتى وانا معاك
فهد: مدري شلون
عبير: كل حاجة اسئلك عنها تقول لي مادري
فهد: لاني مو عارف شلون
عبير: اذا انت ماتدري من اللي بيدري يعني؟ فهد واللي يخلي لك امك
ابعد عني ابغى ارتاح منك
فهد ناظر بعيونها: بتظلين كذا ظالمتني ؟
عبير ودموعها متحجرة بعيونها: والله ماظلمتك .. كل حاجة صارت قدام
عيني محد قال لي
فهد بدون تفكير بكلامه : انا حلفت لك وانتي بكيفك..صدقتي اهلا وسهلا
ماصدقتي بحريييقة واللي جابك يجيب غيرك<<عيبه لا عصب يخربها
عبير انصدمت من كلامه يمكن اكثر من صدمتها باللي صار قدامها ..هي
مجروحة.. ومحتاجة يثبت لها انها الوحيدة بحياته ..محتاجة انه يعيد ثقتها
فيه.. يثبت لها حبه وصدقه.. بس هو انسحب وماكمل النقاش.. ورضى
بالبعد مثل ماهي قالت له .. رغم انها قالت هالكلام من ورى قلبها .. لانه
في شي بداخلها يقول انه مظلوم ..ركضت للغرفة وهي تحمل بقلبها جروح
لاتحصى..مو قادرة تستوعب اللي يصير فيها..
قبل ساعات بس كانت تعيش بقمة سعادتها..كيف بظرف ثواني انقلبت
هالسعادة لتعاسة .. وتحول الحب لكراهية...
لامت نفسها على تسرعها .. هي كانت محتاجة وقت بس تبعد عنه .. تبي
بس تفكر وتقرر الصح بحياتها اللي من جت للرياض وحياتها انقلبت رأسا
على عقب.. كل شي تغير ..كبرت هي وكبرت معاها همومها ومشاكلها ...
بعد وقت طويييييييل من التفكير .. قامت تسبحت .. وصلت لربها ركعتين
استخارت فيهم .. ودعت ربها انه ييسر لها امرها ويكتب لها الخيرة فيه ..
(( اللهم إنى عبدك ( أمتك ) وأبن عبدك وأبن أمتك ناصيتى بيدك ، ماضٍ
فى حكمك ، عدل فى قضاؤك أسألك بكل أسم هو لك سميت به نفسك ، أو
أنزلته فى كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو أستأثرت به فى علم الغيب
عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى وذهاب
همى .))
مسكت مصحفها .. وقعدت تقرأ ماتيسر من القرآن .. تبحث عن طمأنينتها
بكنف ربها .. بعيد عن هموم الدنيا ومتاعبها ...
**************************
{ لتحقيق الحلم نحتاج للإرادة ..
قامت من نومها ..وبداخلها شوق له ..يكبر كل يوم عن الثاني .. رغم انهم
يعيشون مثل الاخوان بقرارها هي.. الا انها راضية بمحاولاته المتسميتة
لارضائها.. وهذي نقطة تحسب له .. هو ماخلا شي يثبت لها انه متمسك
فيها ويبيها الا سواه وقاله لها...وقبل ماتقوم من فراشها .. فتح باب الغرفة
بهدوء يبي يصحيها ..شافها صاحية وابتسم لها : صباح الخير
نوف: صباح النور
حاتم: دوبك صاحية؟
نوف: من شويه يعني
حاتم: اوكي اليوم بنسافر جهزي نفسك بعد ساعتين بنمشي
نوف: نسافر؟؟
حاتم: ايوا ..
نوف : ما ابغى اسافر
حاتم : انتي عارفة من اول
نوف: بس الحين كل شي تغير
حاتم:انتي تبغيني اثبت لك اني احبك.. وانا مستعد اسوي اي حاجة عشان
تعرفين هذا الشي..
نوف: بس راح نكون لوحدنا
حاتم: وهنا احنا لوحدنا
نوف: بس ما ابغى ابعد عن اهلي
حاتم فتح الباب كله ودخل لها قعد على طرف السرير وشعوره اللي بداخله
مضطرب.... : نوف انتي ليه تعقدين الامور ؟ اذا انا غلطت مرة انتي
قاعدة تغلطين كل يوم .. ممكن اوقات اتصرف بغباء.. بس انا متأكد من
مشاعري لك ... وعمري ماجاملتك يوم قلت لك اني احبك
نوف: بس انا شفت بعيني
قرب منها حاتم وحط يده على شفايفها يسكتها : غبي والله كنت غبي
نوف سكتت .. والمشاعر بداخلها ثايرة ..قربه منها اربكها .. ولمسته
حطمت حصون تمنعها .. وبلحظات حست نفسها ودها ترتمي بحضنه
وتروي شوقها اللي يؤرقها .. بس ترددت بآخر لحظة .. هي لازم تخليه
يحسب لغلطاته الف حساب ولازم تخليه مايوصل لها الا بعد مايتعب
عشانها ..
حاتم وهو ذايب فيها : استناك لاتتأخرين
نوف وهي تحاول تخفي ارتباكها: اوكي
طلع من عندها ... والاثنين رغبتهم الجامحة وصلت لاقصى حدودها ,,
لكن اللي بقلوبهم .. مخليهم يكبحون جماح هالرغبة .. حتى اشعار آخر..!
قامت بكل هدوء,,, تسبحت وبدلت ملابسها جهزت شنطتها واغراضها
وطلعت له :انا جاهزة
حاتم: تبغين نتطلع نتغدا برا ولا نطلب لنا غدى؟
نوف: اللي يريحك
حاتم: نوف انا سألتك
نوف: خلاص نتغدى هنا .. لسى ورانا سفر وتعب
حاتم: اوكي
قعدت بعيد عنه .. وعيونها تلمح حركاته .. هدوئه اللي يميزه..وسامته
اللي اوقات تثير غيرتها خصوصا انها تدري انه احلى منها ..
( هي بنت عادية او اقل من عادية .. ملامحها بسيطة اللي يحليها طيبة
قلبها وروحها الحلوة .. اكثر شي كان يتعبها كلام صديقاتها والبنات حولها
كيف تاخذ واحد احلى منها وهالشي خلاها تتردد في الموافقة عليه ...لكن
حبها له اللي انولد من طفولتها بداخلها شجعها توافق عليه..رغم احساسها
اوقات بالغيرة الشديدة اذا قارنت نفسها بجمال عبير الصارخ )
كانت سرحانة فيه وناسية الدنيا كلها وهي تتأمله ..
حاتم: فين وصلتي
نوف ارتبكت وحركت راسها وكأنها تنفض افكارها: افكر في اهلي كان
نفسي اسلم عليهم قبل مانسافر..
حاتم: سلمنا عليهم قبل ماننزل جده
نوف: بس كمان اول مرة ابعد عنهم
حاتم: طيب كلميهم ياقلبي
فز قلبها وهي تسمع هالكلمة منه .. وبعد تفكير: امممم.. اوكي
راحت تكلم امها وابوها واخوانها ,, وبنات عمها ماحست الا باللي
جاي لها : كل هذا تكلمين؟ ترى برد الغدى
نوف: هدول انا اكلمكم اذا وصلنا .. يلااا باي
حاتم: حتى اهلي كلمتيهم؟
نوف: ايوا .. نفسي اسمع اصواتهم كلهم قبل ما اروح
حاتم : يعني ماراح تكلمينهم هناك؟
نوف : يمكن ما اسمع اصواتهم بعدين
حاتم: ليه تحسسيني انك تودعينهم لآخر مرة
نوف: انا كذا دايم
حاتم مسك يدها وقومها تطلع معاه يتغدون: صار لك ساعة تكلمين
بسرعة خلينا نتغدى ونمشي..
جلس وجلست بعيد عنه شوي: قربي هنا
نوف: لا كذا مرتاحة ..
تغدو وعقب ماخلصو غدى مشو للمطار تمت اجراءات سفرهم على
اكمل وجه ... ركبو الطيارة .. واعلن الكابتن عن موعد اقلاع رحلتهم
...اول ما اقلعت الطيارة .. خافت نوف ومسكت يد حاتم التفت لها وهو
حاس بخوفها .. ضغط على يدها يهديها ..
وكل شوي يزيد خوفها .. غمضت عيونها وقرب منها وهمس لها بكل
هدوء: لاتخافين
نوف: ما اقدر والله اخاف يصير فيه حاجة
حاتم: ماراح يصير حاجة ان شاء الله..
نوف كل ماحست بخوف اكبر ضغطت على يده اقوى : خلاص؟
حاتم: ههههههههههههه لا لسى
نوف: مبسوط عليه ؟
حاتم: لا والله مو كذا
نوف: اجل؟
حاتم: ابغى اسولف عشان ماتفكرين بس انتي مركزة وشادة نفسك
نوف: من وانا صغيرة اخاف من الاماكن المرتفعة والله مو بيدي
حاتم: افتحي عيونك خلاص
نوف فتحت عيونها بتردد وابتسم لها ....: راح تبقين معايه طول العمر
ان شاء الله ..بس لا تخليني في يوم احس انك تودعين الوداع الاخير..
بادلته الابتسامة واكتفت بالصمت ... والطريق اللي يجمعهم مازال بأوله
بعده غامض ويتخلله حزن عميق....لكن من يدري يمكن تتبدل الاحوال
للأفضل...
***********************
ليلة كانت كئيبة بحياتهم... بكل تفاصيلها مؤلمة .. الفرح فيها غايب
والجروح كثار ..والصباح رغم النور اللي تحمله شمسه للكون الا انه
كان مظلم .. يشبه الظلام اللي ساكن بقلوبهم .. ليلها قضته سهر.. ودموع
ودعوات تكون اللي شافته كابوس مزعج .. او مجرد وهم ...اما ليلته هو
فكان عنوانها الم وندم ..لا هي طايقة تشوفه .. ولا هو قادر يكلمها ...
هو بطبعه اناني وتصرفاته غير مسئولة ... وفي وقت المشكلة مايعرف
يمسك اعصابه ..كانت مقهورة وكل اللي تبيه تروح بعيد عنه.. تبي تستعيد
نفسها .. تبي تشوف حياتها بمنظور ثاني ..غسلت .. ولبست روبها وطلعت
تشوفه..
كان قاعد ع الصوفا .. حاط يدينه ورا راسه .. ومغمض عيونه من سمعها
تفتح الباب فتح عيونه يشوفها ..
عبير: متى راجعين؟
فهد: مالقيت حجز
عبير: بس انا ابغى ارجع اليوم
فهد: عبير والله مالقيت حجز مافي الا الخميس وانتظار بعد
عبير: الخميس؟؟؟ يعني بعد 3 ايام
فهد: وانا بيدي شي وماسويته
عبير: كان بيدك كثير بس مادري ايش تنتظر
فهد فهم عليها ودرى باللي في قلبها .. لام نفسه على انانيته .. فعلا هو بيده
يريحها يثبت لها انه صادق ومظلوم .. بس لا شافها معصبة عصب عليها
وزود الطيب بله: عبير
لفت ظهرها راجعة للغرفة: فهد رجاء ماني ناقصة جروح اكثر خليني كذا
مرتاحة
راح لها ومسكها من كتفها : عبير واللي خلق هالكون مادري عن شي
نزلت راسها تنتظره يكمل كلامه ...لفها عليه وحط يده تحت دقنها ... رفع
راسها : عبير طالعيني..
حطت عينها بعينه ... ودها تصدقه .. بس ماقدرت الا انها تشوف صورة رهف
بعيونه ...ونزلت عينها بسرعة ..
فهد بحزن مبين على صوته: لهالدرجة ماتبين تطالعين فيني؟ كرهتيني عبير
عبير لفت وجهها عنه..ودها تصرخ وتقول له اللي بقلبها كله..انها ماكرهته
وعمرها ماراح تكرهه .. وهالجروح اللي بقلبها من سبايب حبه: فهد ابغى
ارتاح
فهد: وانا بعد ابي ارتاح ..بس افهميني واللي يرضى لي عليك بس اسمعيني
عبير ناظرته وبعد تردد : تكلم
فهد: عبير والله مالي بهالدنيا غيرك.. ومابي غيرك
عبير: واللي صار؟
فهد: مااادري والله مادري شلون جت ..
عبير: مين هي؟
فهد: كنت اعرفها اول
عبير: هي اللي كانت تروح معاك الشقة؟
فهد: ايه
عبير:ايش اللي كان بينكم؟
فهد: صداقة عادي .. وانتهت
عبير: ماراح اقدر اصدقك
فهد تنرفز .. بس مسك نفسه لا يعصب عليها : عبير انا حلفت لك بالله
عبير: انت تحلف بس تقول لي حاجة وتخبي مليون حاجة.. فهد فهمني ايش
اللي مخبيه عني
فهد: ماخبيت شي
عبير: علاقاتك قبل ماقلتي شي عنها ولما اسألك تجاوبني بكلمة بس..واحس
انه ورا ذي الكلمة كلام ثاني..
فهد: قولي لي وش اللي تبينه الحين ويريحك؟
عبير: ابغى ابعد عنك ..
فهد: عبير من جدك انتي؟
عبير: ايوا
فهد: يااااابنت الناس لا تجننيني ..ليش مو راضية تفهميني ريحيني الله
يريحك
عبير: انت اللي ريحني وخليني ابعد يمكن الاقي نفسي بعدك
فهد غمض عيونه واخذ نفس عميييييق: هذا آخر كلام عندك؟
عبير بلعت غصتها وقالت بألم : اكيد
فهد: احلفي لي بالله انك ماتبيني
خل صدرك ورق ! وَ امسك عيوني ..
وكل عرق ٍ شكى فرقاي [ بلّه ..
وازرع ارضاك من صفوّة شجوني..
ولا تقول ..( الهجر دربي وأدلّه )
وكان تقدر تعيش العمر دوني ..
حط عينك علي وقول ( والله ) !
انسحبت بكل هدوووء .. بدون ماتقول له شي .. دخلت الغرفة وقفلت
الباب على نفسها .. واطلقت العنان لدموعها تنزل و [ بكت ] ...!
**************************
يومين مرو بعد ماصار آخر نقاش بينهم ... هي بالغرفة وهو بالصالة او
طالع ...ماصار بينهم اي حوار يذكر كل اللي صار انه قال لها ان حجزهم
تأكد يوم الخميس ..غير كذا هم مثل الاغراب...
ارهقت نفسها بالتفكير بحياتهم ... اللي يحب يعطي حبيبه فرصة.. وهي
راح تعطي له فرص مو بس فرصة وحدة .. وراح تشوف بالآخر اذا هو
صادق معاها ..رغم انه اللي بقلبها يبيه .. بكل عيوبه وجروحه يبيه ..
تبي تكلمه وتقول له عن قرارها .. وهالمرة تبيه يثبت لها اخلاصه وحبه
لها .. هي محتاجة لحبه يقويها ..بوجه هالظروف اللي انهكتها..
بدلت ملابسها .. رتبت شنطتها وجهزت اغراضها ..وطلعت من الغرفة
بهدوء.. تخاف يكون فهد نايم وتزعجه ..لان الوقت كان مبكر..
سمعت صوته .. عند الباب الخارجي.. استغربت من جاي له هالحزة ..
ركزت سمعها اكثر وعرفت انه يكلم بالجوال ..ارهفت سمعها اكثر واكثر..
وسمعته ..
فهد: ( اليوم انا مسافر ماعندي وقت دبري عمرك....
رهف ابي اشوفك اليوم ضروري ..
زين ..
بنفس المطعم اوكي؟... )
ماكانت تحتاج لأدلة اكثر حتى تثبت خيانته .. الحين كل الأدلة ضده ولو
واجهته فيها شلون راح ينكر.. وش راح يقول هالمرة .. بعد صدفة ..
او هي ظالمته..
دخل لجناحهم وشافها واقفة ... وقف قلبه .. توقع انها سمعته.. ماعرف
شلون يتكلم .. هل يقول لها كل شي ويبرر موقفه .. بس يمكن ماسمعته
وبكذا يفتح على نفسه باب صعب يتسكر..بكل هدوء تكلم: وش مصحيك
هالحزة؟
عبير: ابغى ارجع خلاص مليت
فهد يبي يجس نبضها يتأكد اذا سمعت او لا : عبير عاجبك وضعنا كذا؟
لا نوم نعرفه .. وحتى الضحكة فقدناها
عبير: انا مو حجر يافهد.. انا بشر وليه احساس .. واحساسي باللي شفته
ذابحني
فهد: وربي حلفت لك
عبير وكانها ماسمعت شي .. لانها حست انه مخبي اشياء كثير عنها: فهد
انا محتاجة ارتاح
فهد قرب منها ..: تبين تاخذين اجازة مني؟
ماردت عليه .. واكتفت بالصمت
فهد: قولي لي.. اختاري مدة واللي يريحك بسويه
عبير: ابغى ابعد عشان اعرف افكر واقرر
فهد: قولي لي كم تبين شهر؟ شهرين كم يعني؟
طالعت فيه بدون ماتتكلم ... وكمل بكل لهفة : بس لاتتركيني عبير وربي
ما اقدر اعيش من دونك
دموعها تجمعت بعيونها .. ليش رغم انها تدري بكذبه تصدقه.. ليش
توهم نفسها انه مايقدر يعيش من دونها..وهو عايش معاها او مع غيرها
حبست دموعها ماتبي تضعف قدامه .. تبي تستجمع قوتها اللي حطمتها
صدماته ..: شهر؟ وشهرين..الحين عادي عندك تبعد شهر ؟ وانت اللي
ماقدرت تكمل 5 ايام بعيد عني
فهد: ورب البيت عشانك
عبير: لو تبغى تسوي حاجة عشاني كنت سويت المستحيل ولا رضيت
اني ابعد عنك في يوم..بس الايام كذا تثبت لي يوم عن يوم انه حبك وهم
وراح يجي يوم وتبدلني مثل مابدلت غيري واخترتني ..
طرطع من كلامها ... وتنرفز : انا نفسي اعرف ليش اذا زعلتي علي قمتي
ترمين كلام ماتحسبين حسابه... وحتى زيني ماتشوفينه .. ماتشوفين
الا عيوبي
عبير انقهرت من كلامه .. هو غلطان وبعد يحاسبها ..: ياليت الاقي فيك
اللي يغطي عيوبك ...
فهد انصدم من كلامها ... مبين انها كارهته .. ومو طايقة شي فيه ....
شافته يناظرها .. والغضب بعيونه .. وانسحبت للغرفة .. قفلت على
نفسها ... وغابت بعالمها الحزين ...
************************
هدوء يسكن المكان .. واصوات العصافير تشق سكون الصباح ...
قبل تقوم من فراشها .. ناظرته وتأملت وجهه اللي تعشقه .. انحنت
عليه وطبعت قبلة رقيقة على خده .. وهمست له بعذوبة " احبك "
قامت من سريرها .. لبست روبها غسلت وطلعت من الغرفة ...
دخلت المطبخ.. فتحت الثلاجة طلعت جبن وعصير برتقال ...رجعت
خذت لها كيسة توست .. قعدت تدهنهم بجبن ...سوت معاهم بيض
وحطت بصحون زيتون .. صبت عصير برتقال بكاستين.. وحطتهم
على الطاولة..
..................: صباح الورد
التفتت وشافته واقف عند باب المطبخ : صباح الفل .. هلا حبيبي
ياسر قرب منها : هلا ياعيون حبيبك
الجوهرة: توني كنت بجي اصحيك
ياسر: صحيت على بوستك
الجوهرة توردت خدوها ... وقرب منها يبوسها ..: انا ميت فيك مو
بس احبك
ابتسمت له : زين تعال نفطر
ياسر وهو يجلس: ادعي لي والله اني متوتر اليوم
الجوهرة: الله يوفقك وين مارحت يارب.. احمد ربك هانت ان شاء الله
هالسنة واللي بعدها .. وبترجع لاهلك وديرتك ... رافع راسهم بشهادتك
ياسر: ابي ارفع راسك انتي.. ابي الناس لا شافوك يقولون هذي مرة
الدكتور ياسر..
الجوهرة ابتسمت له : بدون القاب انا رافعة راسي فيك
شرب عصيره وقام : يالله بروح الحين تامريني بشي ياقلبي؟
الجوهرة: اقعد ماكليت شي
ياسر: كل هذا وماكليت شي؟ ناظري كرشتي شلون صايرة من تزوجتك
خربتي نظامي
الجوهرة: ياويلك من الله هذا جزاتي اللي اهتم فيك ..
ضحك لها برقة :يابعد عمري انتي الله لا يخليني منك ..ودنق عليها يبي
يحب راسها : توصين شي ياعمري؟
ضحكت له بحب:اذا بتتأخر ابي استأذنك بروح اتغدى مع بشاير..
ياسر: اذا ماقدرت اجي بتصل فيك اعلمك
الجوهرة: ان شاء الله على خير يارب
ياسر: مع السلامة
الجوهرة: الله يحفظك يارب
رجعت للمطبخ .. شالت الصحون وغسلتهم ونظفت المطبخ .. ورجعت
تكمل نومها ..
*********************************
بعد الظهر قام يبي يطلع من الفندق يبي يروح يقابل رهف بنفس الوقت
اللي تواعدو يتقابلون فيه ..ماعرف شلون يروح للغرفة وملابسه فيها
طق الباب على عبير.. وبعد دقايق فتحته ..بدون ماتتكلم..
فهد بتوتر: ابي اخذ لي ملابس بطلع عندي مشوار ضروري قبل نمشي..
جرحها كلامه ... هي تدري وين مشواره .. تدري انه رايح لها ..يبي
يلبس ويكشخ عشان يروح لها... تركته وراحت للحمام ( وانتو بكرامة )
قفلت على نفسها .. وقعدت تصييييييييييح من قلب تبي تواجهه تبي
تقول له اللي عرفته عنه..بس اللي يردها بآخر لحظة خوفها انه يعترف بكل
شي وبعدها ماعاد فيه مجال للتراجع... الحين هي حاطة امل لو شوي انه
كل هذا كذب ,, وانها الوحيدة بحياة فهد.. تخاف الاعتراف ينهي املها
الوحيد ... تخاف من المواجهة وتخاف تخسر آخر خيوط الامل ..
سمعت الباب يتسكر وعرفت انه طلع ... طلعت من الحمام...دورته بس
ماشافته ..( راح لها ... تركني وراح لها ) قعدت ترددها بألم صرخت
من اعماقها .. والجروح اللي بقلبها اكبر من تحملها,,,بجنون الحب اللي
بداخلها دعت ربي يكون كل هذا وهم .. كابوس تصحى منه وتلقى الواقع
جميل مثل احلامها البريئة....
اما هو كان رايح وكله خوف وترقب...مايدري اللي يسويه صح او خطا
مدري هل راح تنتهي مشاكله او توها ببدايتها..
وصل للمطعم ..تنفس بتعب ..وزفر آهة من صدره واتصل فيها ..:وينك
فيه؟
رهف بدلع ماصخ: بالمطعم حبيبي انت وينك تأخرت علي
فهد : زين اطلعي لي انتظرك في السيارة
رهف: اوكي جايه
دقايق وهي طالعة ...... شافها وهي جاية ..تأملها بتعجب لبسها وسفورها
... والمكياج الصارخ حتى بالنهار ... وقلب مايعرف الخوف من الخالق ..
ركبت معاه والدنيا مو سايعتها من وناستها ...: مو مصدقة اني معاك الحين
فهد:................
رهف: فهود وش فيك ساكت
فهد: لا وصلنا نتكلم...
سكتت وماعلقت ... مشى فيها لمكان بعيد عن الناس ويمكن شبه خالي في
مدينة قد يكون مافيها مكان خالي ...
نزل وراح لها سحبها من يدها وطلعها ...: سؤال واحد وابي اجابته الحين
رهف خافت اول ماشافت نظرات فهد لها ...: وشو؟
فهد: وش تبين مني؟ ابي اعرف
رهف: فهد انا احبك وماقدرت انساك
فهد : تهدمين حياتي وتقولين احبك ..؟ متعمدة تسوين لي مشاكل مع زوجتي
وتقولين لي ماقدرت انساك؟ .... وصار يضغط على يدها اقوى...
رهف: فهد فك ايدي تألمني
فهد : جعلها القص ان شاء الله ..
رهف بصراخ: هييييييييييييه انت لا تقعد تدعي علي...
شدها من شعرها وزاد صراخها : مو انا اللي ترفعين صوتك علي مانيب
بزر عندك .. فاهمة؟؟
ماردت عليه .. وقعدت تتأوه من الألم..
علت نبرة صوته اكثر : قلت لك فاهمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رهف: ايه فهمت
فهد: وياويلك لو شفتك بيوم جاية صوب مرتي .. والله يارهف ماتلومين
الا نفسك .... ولو سمعت لو من بعيد انك آذيتيها او قلتي لها كلمة وحدة
ليكون آخر يوم بحياتك..
رهف: فهد ليش مو راضي تفهمني انا ابيك مابي اهدم حياتك.. وعمري
مافكرت آذيك
فهد: بس انا مابيك
رهف: بهالسهولة نسيت كل شي؟؟
فهد: ماكان فيه شي اصلا عشان انساه
رهف بغرور: اذا ماخليتك تجيني وتطلب رضاي ما اكون انا رهف
ماخلصت كلمتها .. الا وكف قوي القاها على الارض .... من شدته حست
الدنيا دارت فيها ....
فهد: مو فهد اللي يجي لك ويقعد يدور رضاك ..
نزلت دموعها بغزارة ... رفعت يدها وتلمست وجهها ...مكان الكف بكل الم ...
حست بالدم ينزل من طرف فمها .. حقدت عليه اكثر .. لانه آلمها جسديا
ونفسيا .. علقها فيه وخلاها تحبه وبعدها باعها بسهولة .. وفوق هذا قاعد
يذلها ويهينها وكأنه ماكان في يوم من الأيام يحلف لها انها اغلى الناس عنده
ناظرته وهو يمشي متوجه لسيارته .. وتاركها لحالها بهالمكان : فهد وين
رايح ومخليني بهالمكان لحالي؟
فهد: سوري بس ما اعرف اشيل معاي حثالة.. ومشى وخلاها ..
ناظرت بشكلها المبهذل..قامت نفضت الغبار عنها...ومشت بخطوات ثقيلة
وخوفها بداخلها وصل لجنونه... اتصلت في صديقتها طيف اللي وصلتها
للمطعم... كلمتها تجيها بأسرع وقت ... وراحت لاقرب محل وصفت لها
مكانها وقعدت تنتظرها .. وكلها خوف من نظرات اللي حولها لها...حست
انها فريسة ... الكل مستعد لالتهامها ( مادامك ارخصتي نفسك فانتي فريسة
لكل ضعاف النفوس )...
من حسن حظها كانت طيف قريبة .. وما استغرق المشوار اكثر من ربع
ساعة.. اول ماشافت منظر صديقتها انذهلت : رهوووف وش صاير
رهف وهي تصيح: الحقير طقني عشانها
طيف: من هو؟ فهد؟
رهف: وفي غيره احد دمرني وعذبني
طيف : تعالي اركبي بس
رهف وهي تركب السيارة : طيوف وربي نساني يحبها والله يحبها
طيف: قلعته وربي مايستاهلك .. هذا جزاة حبك له .. قلت لك من زمان
لاتحبين ولا توجعين قلبك بهالسوالف ... خليها صداقة احسن شوفيني انا
متعرفة على كثير ومستانسة ... لا حب ولا هم << ونعم النصيحة فعلا
الطيور على اشكالها تقع
رهف: ما اقدر انتي ماتفهمين؟ حاولت احب غيره وماقدرت
طيف : زين لا تصيحين .. انا باخذك مشوار انسيك فهد وسنينه ..
رهف: مابي اروح ولا مكان ابي ارجع لشقتنا
طيف: صاحية انتي؟ شلون تبين اهلك يشوفونك بهالشكل ...
رهف توها تستوعب شكلها : زين شسوي؟
طيف: تروحين معاي شقتي تبدلين وبعدها عازمتك على سهرة وربي
تنسين الدنيا فيها ..( طيف بنت سعودية ... من اب سعودي وام مصرية
من توفى ابوها من سنتين انتقلت هي وامها واختها لمصر..تعيش حياتها
بانحلال اخلاقي كامل .. بعيدة كل البعد عن خالقها وعن عاداتها وتقاليدها
نست هويتها في ظل زحمة مغريات الحياة حولها .. وانغمست في ملذاتها
بدون ادنى رقابة على حياتها )
رهف : لا واللي يسلمك مابي اروح ولا مكان ابي بس ارتاح ..
طيف: وربي بتستانسين..سهرة مسوينها شباب وبنات خليجيين..يعني فلة
بتوسعين صدرك .. " وغمزت لها " : وبتشوفين الزين بعد وماراح اسمح
لك تعترضين.. بتجين وتشوفين اللي ينسونك فهد...
رهف: انتي تعرفين اني اخاف من هالتجمعات..
طيف: يابنتي لاتخافين الدعوة فري ومحد جابرك على شي..كلها وناسة
ورقص وسعة صدر...
رهف بعد تردد : زين بس اذا ماعجبني الجو ترجعيني
طيف: ابشري مع اني متأكدة انك لا رحتي ماتبين تطلعين ..
سكتت رهف .. وسكتت معاها طيف .. توجهو لشقتها تسبحت رهف
وبدلت ..وبدو يتجهزون لسهرتهم من بدري اسرفو في وضع المكياج...
وبالغو في رش العطور... الدقايق تمر .. وهم يسابقون على موعدهم مع
الفجور .........
********************************
على الساعة 12 الظهر تقريبا ...كان بمكتبة الجامعة ... يجمع معلومات لبحثه ..
طلع من المكتبة شوي عشان يكلم زوجته..:السلام عليكم
الجوهرة: وعليكم السلام
ياسر: توك صاحية؟
الجوهرة: لا والله صحيت يمكن من ساعة
ياسر: زين ياقلبي انا ماراح اطول لازم اخلص كم شغلة اذا ودك تروحين
روحي .. ولو تعزمينها عندك بالبيت بعد احسن..
الجوهرة: حبيبي والله متمللة من قعدة البيت
ياسر: اوكي روحي بس لاتتأخرين ..
الجوهرة: من عيوني قبل العصر راجعة البيت ان شاء الله
ياسر: ان شاء الله ... يالله باي
سكرت منه ..واتصلت على بشاير ..: بيشو وينك ياقلبي؟
بشاير: توني برد البيت كلمتي ريلج؟
الجوهرة: ايييييه تعالي وربي زهقانة
بشاير: انزين بمر البقالة آخذ لي جم غرض دقايق بس تزهبي وعقبها
بييج
الجوهرة: اوكي
تجهزت .. وتحجبت وانتظرت بشاير تمرها ..وفعلا بعد دقايق معدودة
اتصلت فيها تنزل لها ...
بشاير: جوجو شرايج نروح نتغدى بالبيت
الجوهرة: لا فشلة كل شوي وانا عندكم
بشاير : افاااا جوجو من متى هالكلام بينا.. حنا اهلج .. وانتي دوم تقولين
انه الله عوضج فينا عن اهلج
الجوهرة: ايه بس اخاف اضايقكم
بشاير: لا تطمني محد متضايق منج.. امي بنفسها تسأل عنج حدها متولهة
عليج.. وهم عندي لج اخبااار طااازة يبي لها قعدة
الجوهرة: اوكي نروح لبيتكم ... بس ترى مو مطولة انا قايلة لياسر اني
برجع قبل العصر..
بشاير: انزين ولا يهمج
راحو لبيت بشاير .. سلمو وتغدو .. وبعدها راحو لغرفة بشاير.. يسولفون
او بالاحرى بشاير تبي تعلم الجوهرة بآخر اخبارها ..
بشاير: سمعي بقولج .. انتي تدرين انه ماعندي خوات .. ومن عرفتج وانا
معتبرتج اختي اللي مايابتها امي..
الجوهرة: قولي وش ورا هالمقدمة ؟
بشاير: كل خير ان شاء الله.. في شخص متقدم لي
الجوهرة نطت من وناستها : احللللللفي بيشو
بشاير: صبري ماقلتلج كل شي..
الجوهرة: زين قولي
بشاير: هو معاي بالجامعة..
الجوهرة فتحت عيونها : بيشو ماخبرت عنك هالحركات
بشاير: لا لا جوجو لا تفهميني غلط .. والله العظيم عمره ماصار شي
ولا بحياتي حاجيته .. وانتي عارفتني عدل .. اهو من اول يبي يتقرب مني
ولاني ماعطيته ويه ..كلم رفيجتي تقول لي انه يبي يتقدم لي
الجوهرة: وانتي وش رايك؟
بشاير: انا ابي رايج .. وما قلت لج الا لاني ابي نصيحتج
الجوهرة: حبيبتي الرسول صلى الله عليه وسلم قال (( اذا جاءكم من ترضون
دينه وخلقه فزوجوه ))
بشاير: اللهم صلي وسلم عليه
الجوهرة: اكيد اهلك بيسئلون عنه... بس اذا فعلا يبيك خليه يتقدم رسمي
لاهلك.. بس ماقلتي لي هو كويتي؟؟
بشاير: اي كويتي
الجوهرة: بيشو انتي مو صغيرة عشان تخافين هالخوف كله..
بشاير: ادري اني مو صغيرة .. والعمر يعدي ومو حاسبين حسابه بس بعد
ماودي اتسرع واندم عقب فوات الاوان
( بهالاثناء .. وهو منهمك بالمراجع اللي حوله ... شاف جواله اللي حاطه
ع السايلنت ..منور وفيه اشارة لوجود مسج جديد .. فتحه وقرا الكلام اللي فيه ..
" نصيحة لك اخ ياسر .. بدل ما انت تارك زوجتك طالعة وداخلة على كيفها
روح شوف مع مين تطلع ووين تروح ..قلت لك هذا الكلام عشان احذرك قبل
ماتندم " توقعها طلاسم ... او واحد غلطان بالمسج ..بس هذا اسمه .. والمسج
باللغة العربية..وباللهجة السعودية بعد..بدون تفكير ترك كل اللي بيده..وطلع
يكلمها )
الجوهرة: ماراح تندمين ان شاء الله انتو اسئلو عنه .. واستخيري .. وماخاب
من استخار ولا ندم من استشار,,وشافت جوالها يدق : ثواني بيشو اكلم ياسر
.. هلا حبيبي
ياسر: وينك؟
الجوهرة: عند بشاير
ياسر: اي وين فيه؟
الجوهرة: ببيتهم
ياسر ماوده يخربها .. هو واثق فيها ومستحيل يشك : مطولة؟؟
الجوهرة: يعني مو كثير .. ليش؟
ياسر: انا طالع الحين بجي امرك زين؟
الجوهرة: اوكي اللي يريحك..
ياسر تطمن من ثقتها في نفسها .. معناتها ماعندها لعب ولا لف ودوران ..
الجوهرة: حبيبي معاي؟
ياسر: ايه دقايق واكون عندك
الجوهرة: اوكي انتظرك..والتفتت على بشاير: ياسر بيجيني الحين..لاتتعبين
نفسك بالتفكير .. خليك مؤمنة انه نصيب .. واذا ربي كاتب لك نصيب معاه
راح ييسر لك امورك ..
بشاير:جوجو احس عندي كلام وايد ماقلته
الجوهرة: ان شاء الله نتقابل هاليومين .. وبينا اتصالات
بشاير: انزين ادعي لي بصلاتج .. ابي انسى جاسم والله
الجوهرة: بيشو ياعيوني انسييييه وعيشي حياتك ..السعادة موجودة حوالينا
بس نغمض عيونا عنها ومانشوفها .. التفتي حولك وبتلقين السعادة اللي
تتمنينها .. وبكرة بتضحكين على سذاجتك و حبك لجاسم...
بشاير: يااااارب ان شاء الله
الجوهرة: تعالي بسلم على خالتي قبل اروح
وطلعو للصالة وشافت ام بشاير قاعدة .. قربت منها وحبت راسها وقعدو يسولفون
وبعد ثلث ساعة كلمها ياسر انه قرب يوصل : يلا خالتي اشوفكم على خير ومشكورين
على الغدى .. الله يكثر خيركم
ام بشاير: هني وعافية على قلبج .. وين تو الناس؟
الجوهرة: والله زوجي بالطريق .. ولا القعدة معاكم ماتنمل .. وان شاء الله
قريب بعزمكم وتجوني ببيتي..
ام بشاير: ان شاء الله .. الله يحفظج يمه ..
الجوهرة: وياك يارب.. يلا بيشو هذا هو يتصل .. باي
بشاير: باي.. ولا تنسين لا فضيتي كلميني انطرج
الجوهرة: ابشري.. ودعتها وراحت لزوجها ركبت معاه السيارة وراحو
متوجهين لشقتهم .. وبداخل ياسر ندم .. ان الشك تسلل لقلبه رغم براءة
هالانسانة اللي تعيش معاه ..
**************************************
دخلو شقتهم قبل صلاة العصر .. وماتدري ليش حست فيه شي غريب
من سمعت صوته ..يوم يكلمها ... شروده بالسيارة يخفي وراه اشياء
كثيرة.. وكل خوفها كان من جمانة ... انها تكون رجعت له في حياته
انه للحين يحبها او متأثر لفراقها ..راحت للمطيخ صبت لها كاس موية
شربته واتجهت لغرفتها تبدل...
شافته منسدح على السرير وواضح انه منهمك بالتفكير ..: ياسر
التفت لها وابتسم : عيونه
الجوهرة: وش اللي شاغل بالك
ياسر: ابد هالدراسة وهمومها
الجوهرة: دراستك من عرفتك وانت شايل همها بس اليوم فيك شي
غريب
ياسر : بعلمك بس اوعديني تتفهمين موقفي
الجوهرة: اوعدك
ياسر: وماتزعلين مني
الجوهرة: والله اذا السالفة تستاهل الزعل اكيد راح ازعل
ياسر: جوجو تكفين انا مابي اخبي عليك شي
الجوهرة: ان شاء الله ماراح ازعل .. يلااا عاد قول
ياسر: اليوم بعد ماطلعتي من البيت بساعة يمكن وصلني هالمسج
ومد لها الجوال تشوفه..
الجوهرة قعدت تقراه وهي متفاجأة من اللي بالمسج.. وبذكائها عرفت
ان ياسر جا ياخذها لانه شك انها ممكن تلعب من وراه: تشك فيني
يا ياسر؟
ياسر: انتي افهميني .. هو شعور مؤقت واختفى
الجوهرة: متى اختفى؟ بعد ماجيت تاخذني وتأكدت اني صادقة معاك
ياسر: لا من الاول ما اقتنعت
الجوهرة: ياسر لا تكذب علي .. مادامك اعترفت بالاول قول كل اللي
بقلبك
ياسر:اوكي بس ابيك تفهمين ان لي مبرراتي ومع كذا ما اعطي لنفسي
عذر... اول ماقريت المسج بدون تفكير اتصلت فيك .. وبعد ماكلمتك
ارتحت شوي .. بس في شي بداخلي يقول لي لا روح شوفها بنفسك
وتأكد ...
الجوهرة: يعني جيت تاخذني لانك شكيت اني مو عند بشاير
ياسر: مو شك كثر ما اني ابي ارتاح
الجوهرة: اذا ماتثق فيني لاتحبني .. زواجنا اذا مو مبني على ثقة من
الاساس راح يفشل .. واذا بنستمر وواحدنا يشك بالثاني راح نكره
بعض..
ياسر: ادري .. وقلت لك مالي عذر بس انا تعرضت للخيانة قبل وخفت
اندلغ من نفس الجحر..
الجوهرة فهمت قصده ... ولو انه عمره ماحكى لها اللي صار معاه .. بس
انصدمت يوم عرفت انه الخيانة سبب طلاقه لزوجته الاولى ,, والسالفة
ماكانت سالفة تفضيل لها ..: وانا اللي كنت مخدوعة واظن انك تبيني
وبديتني عليها .. اثاريها باعتك قبل لا تطلقها
ياسر قام واقف : لا لاتفهميني غلط .. والله العظيم اني اتخذت قراري قبل
يصير شي ..
طلعت من الغرفة قبل تنزل دموعها ...مشى وراها وشافها رايحة للمطبخ
قعدت تحوس وماتدري وش تسوي.. اهم شي مايشوفها وهي تصيح ....
راح لها ومسك يدها يبي يقعد معاها بالصالة يفهمها بس هي سحبت يدها
منه بقوة: ابعد عني ...
تفاجأ وهو يشوف وجهها الاحمر من الغضب ... ودموعها اللي ملت
محاجرها: تعالي بس افهمك على كل شي
الجوهرة: وش تبي تقول وكل شي انكشف قدامي الحين؟
ياسر: وانتي تركتي لي مجال اتكلم واقول ... على طول حكمتي بدون
ماتسمعين مني للآخر .. انا ورب البيت مابي اخبي عنك شي .. تعالي
معاي وراح تتأكدين انه ماملك هالقلب غيرك ..
مشت معاه وبداخلها عناد ... وبنفس الوقت فضول تعرف اعذاره ...
قعد وقعدها جنبه مسك يدها وناظر بعيونها : لو بقول لك كل شي راح
تصدقيني؟
بعد تفكير طويييييل طلعت كلماتها عفوية : راح اصدقك لانك عمرك
ماكذبت علي ...
قرب منها .. وحبها بين عيونها وبكل حب نطق: تظنين في بهالدنيا
قلب يستاهل اغليه غيرك ...
سكتت وماردت عليه .. وكل اللي تبيه الحين انها تعرف وش راح يقول
لها من تفاصيل هي تجهلها...
حكى لها كل شي .. عن قراره .. وعن الخيانة .. وعن اختياره ....مر
وقت طويل وهي تسمعه ... عذرته شوي .. ولو ان شكه فيها ماله اي
مبرر يشفع له ... : هي كلمة وحدة بقولها لك وانت حطها ببالك... اذا
كانت هي تربية شوارع .. انا تربية امي وابوي اللي علموني اخاف
الله قبل خلقه ..وعلموني انقد الشينة ولو على نفسي ..
ياسر: والله ماقارنتك فيها ... وانتي بعيني اطهر واجمل من كل بنات
الدنيا
الجوهرة ابتسمت له : عشان هالكلمتين الحلوين سامحتك.. بس عشان
خاطري حبيبي .. لا يجي بقلبك شك علي .. والله لو دخل الشك بينا
لتنهدم حياتنا .. صارحني بكل شي ... وانا راح اعلمك بكل شي يصير
معاي ... والله وقتها راح نعيش اسعد اثنين بهالوجود ..
ياسر ضمها له : انا والله اللي كنت معمي على قلبي .. كل هالسنع وما
اشوفه ..
نقاش انتهى بكل حب ... وصراحة ساهمة انها تخمد جذوة النار قبل
اشتعالها .. اللي كان من الممكن انها تاكل كل الحصيل وتنهيه ....
*******************************
صمت قاتل هو كل اللي بينهم .. محاولاته المستميتة لارضائها
تبوء للفشل .. في ظل تمنعها .. وكتمانه لاسراره .... كل الطرفين
يقابل الآخر بالعناد .. والخاسر في هالمعركة حبهم...
لا هي راضية تسمع له او تعطيه مجال يبرر لها اللي صار ,, ولا
هو قادر انه يحكي كل تفاصيل ماضيه لها .. والسؤال اللي يدور
ومالقى له اجابة..شلون بيصير تفاهم اذا كل الاثنين رافضين التنازل..
وهم بالطيارة .. راجعين لارض الوطن ..هي جالسة جنب الشباك وتناظر
بالكون حولها ... ولو كان فضاء فارغ..
اما هو فكان يسترق النظر لها بين فترة وفترة .. انتبهت له اكثر من
مرة بس سوت نفسها مو شايفة ... بعد ما اتعبها التأمل والتفكير ,,,
فكرت تاخذ لها غفوة تريحها شوي من عنا ايامها ...
اسندت راسها للخلف .. وغمضت عيونها .. واستسلمت لهدوئها ..
قعد يناظرها يتأمل وجودها اللي راح يفقده ...وبزحمة هالتأملات ,,,
تفاجأ بصوتها يدخل لاعماق قلبه ,, وينتشل بقايا الامل.. تكلمت وهي
مازالت مغمضة .. بس كانت متأكدة انه الحين قاعد يطالعها : صار
اسمها رهف ؟
انصدم من سؤالها ... معناها اكيد سمعت المكالمة ... بس استغرب
ليش ماتكلمت ليش ماقالت له .. ليش على الاقل ماواجهته .. عشان
يفهمها كل شي ...
عبير فتحت عيونها وناظرته بألم : مستغرب ليه سمعت المكالمة وما
صارخت واتهمتك بالخيانة؟؟؟؟؟
فهد هز راسه بدون مايتكلم ...
وكملت عبير بأسى : لاني كنت ابغى اعطيك آخر فرصة تثبت ليه
انك صادق معايه .. لو كنت فعلا صادق وماعندك حاجة تخبيها كنت جيت
قلت لي كل حاجة بدون ما اسئلك بس للأسف تعودت على الكذب .. عمرك
ماراح تكون صادق...
اوجعته كلماتها..ما اقساه من شعور يوم تحس انك طحت من عين اللي
تحبه .. وانك مهما سويت راح تظل كذاب ومخادع ..: عبير انتي
ما اعطيتيني مجال ادافع عن نفسي
عبير: والله مايحتاج اعطيك .. لو كنت صادق .. راح تثبت صدقك لو
حتى غصبا عني .. فهد هذا مو مكان نقاش.. مو لازم كل الناس تسمع
قصتنا ....
فهد سكت لانه ماعنده شي يدافع فيه عن نفسه... وماتدري ليش هي
بوقتها تمنت انه يتكلم .. بس للأسف سكت..وكل لحظة سكوت..تثبت
التهم عليه ..
وصلو لجدة .. ومنها انتقلو للطايف بالسيارة .. وصلت لشقتهم وهي
حاسة انها ودها تهرب منه .. ومن حبه... للحين مو مستوعبة حزنها
تحملت كل شي عشان ماتبين ضعفها قدامه ... بس تبي تنفرد بنفسها
تبي تلملم شتاتها بعده ... تبي تعيد ترتيب حساباتها ... يمكن تلقى شي
يبين لها صدقه ...
ام عبير اول ماشافتهم تفاجأت ... جيتهم غريبة والاغرب انهم ماقالو
لاحد انهم بيوصلون اليوم ... سلمت على امها بلهفة وضمتها من قلب
رغم ان غيابها مادام اكثر من اسبوع عنها .. : اشتقت لك والله يا امي
ام عبير باحساس الام اللي مايكذب .. عرفت انه فيه شي بينهم .. وشي
كايد بعد ... : ياعيون امك انا مشتاقة لك اكثر..وناظرت بفهد اللي
حست الحزن كاسي ملامحه ..: هلا والله فهد ماتبغى تسلم ؟
فهد حس باحراج وتقدم منها : الا والله اكيد بسلم ..بس دلوعتك لا جات
بحضنك ماتبي تفكك ...وسلم عليها وحب راسها ..
عبير : ماما انا بدخل انام وارتاح لاحد يصحيني...
فهد نزل راسه بدون مايتكلم ........ اما هي انسحبت من بينهم وراحت
لغرفتها ... قفلت على نفسها الباب .. وراحت تتسبح يمكن تقدر تغسل
همومها ...
ام عبير: ايش اللي صاير يافهد؟
فهد سوى نفسه مو فاهم : شلون؟
ام عبير: رجعتكم كذا بدري.. ودخلتكم عليه مبين فيها شي ..
فهد: مافي شي ياخالتي
ام عبير: فهد لا تكذب عليه .. انا عارفة انه صاير حاجة .. وحاجة
كبيرة كمان
فهد توتر.. وش يقول بس وكل ماراح يقول يدينه .. عبير وهي اللي
تحبه ماقدرت تسامحه ... شلون لو عرفت امها .. : اختلاف بسيط
وراح نحله ان شاء الله ...
ام عبير ما ارتاحت لجوابه .. وحست انها ودها تعرف اللي بخاطر
عبير كله ... هي عمرها ماتدخلت .. برغم انها اوقات كانت تشوف
حزن بعيون بنتها ... بس هالمرة تحس بشعور غير ...وكأنها النهاية
تلوح في الأفق: انا لازم اعرف من عبير ..
وراحت لها .. طقت عليها الباب .. بس محد رد ..
رجعت قعدت متوترة ..وفهد حس نفسه متضايق لانه حس ان نظرات
ام عبير له كلها اتهام..
رجعت راحت لها وطقت الباب.. فتحت عبير الباب وشافت امها: هلا
ام عبير: بدلي وتعالي ابغاكِ في الصالة
عبير: ماما الله يسعدك ابغى ارتاح
ام عبير: لازم اعرف ايش اللي صاير
عبير: ماصار حاجة .. تعبانة شويه وابغى ارتاح ... وبجلس هنا عندك
كم يوم ... وفهد بيمشي الحين للرياض
فهد فهم من كلامها انها رافضة وجوده بهاللحظة ... لكن فضل يقعد شوي
ام عبير: عبير؟؟؟
عبير: ياعيوني انتي الله يخليك ابغى ارتااااح .. وارتجف صوتها ...
حنت عليها امها وتركتها على راحتها:طيب اللي يريحكم لا انتي راضية
تتكلمي ولا هو يبغى يقول لي.. بس الله يصفي قلوبكم على بعض..
ورجعت تقعد في الصالة ... سولفت مع فهد شوي... ولو انه خاطرها
مو مرتاح ابد ..
فهد: خالتي انا بمشي الرياض الحين " قالها لانه يدري عبير تبي بعده
عنها رغم انه ماحجز ولا يدري وين يروح " ...بس ابي اسلم على
عبير قبل اروح..
قامت ام عبير تنادي بنتها : طيب ان شاء الله ..
طقت الباب عليها ... وفتحته بهدوء,, شافتها جالسة تمشط شعرها ..
ودموعها على خدودها : يعني ماتبغين تفضفضين لامك؟
عبير: ياماما مافي حاجة انتي ارتاحي
ام عبير: طيب تعالي سلمي على فهد قبل يروح...
عورتها هالكلمة من قلب .... وداع ... يبي يودعها .. حست نفسها
اضعف من انها تودعه ..: خلاص سلمت عليه قبل ما ادخل غرفتي
ام عبير: وتقولي لي مافي حاجة ... ياقلبي مهما كان هذا زوجك
مو معقولة يروح وانتي ماسلمتي عليه ..
عبير: ياقلبي انتي خليني على راحتي والله تعبانة ....
يآ يمّه . . لآ‘ تلوٍمينيْ ,
إذآ ضقتْ | وعليْيْيْك أخطيْت ~!
قسَمْ بآللهْ " يآ يمّه " ترٍآهآ‘ ضآ’يقهْ فينيْ . .
قسَمْ بآللهْ " يآ يمّه " ترٍآهآ‘ ضآ’يقهْ فينيْ . .
قسَمْ بآللهْ " يآ يمّه " ترٍآهآ‘ ضآ’يقهْ فينيْ . .
اناْ طبعيْ الىْ منْ ضقتِ ,
عَنْ آلعاْلمْ كذا‘ |صدّيْيْيْيْتْ,
تموٍت آلضيقهْ فيْ صدرٍيْ . .
ولْا أحدنْ يوٍآسينيْ . . }
ام عبير وهي طالعة من الغرفة : بكيفك ..بس والله لو صار له شي
ماراح يندم غيرك ..وسكرت الباب وراها ...
راحت له وهو واقف ينتظرها : معليش تعبانة شويه وتبغى ترتاح
اذا وصلت انت كلمها وطمنها عليك ..
فهد حس انه وده يصيح بهاللحظة .... : خالتي والله يسلمك انتبهي
لها ... لا تهمل نفسها ولا تتضايق واللي تبيه خليها تسويه .. لاحد
يردها عن شي نفسها فيه ..واذا احتاجت اي شي وماكلمتني سألتك
بالله تعلميني.. مابي زوجتي تحتاج لغيري..
ام عبير: ان شاء الله .. والله يحنن قلوبكم على بعض...
فهد: يااااارب ... ودع خالته وطلع من شقتهم نازل للسيارة يبي
يروح اي مكان ...
كانت واقفة على الشباك .. تبي تشوفه .. تبي تروي نظرها بشوفته
قبل لاتغيب شمسه من وجودها..
وهو نازل لا شعوريا التفت للشباك ... وخبت نفسها عنه ... لاحظ
حركة الستاير الخفيفة.. وعرف انها تشوفه ...
ركب السيارة ... تنفس بعمق ... واسند راسه على ورى ... مسك
جواله وكتب لها مسج وارسله ....
(( طيب تعال ومد كفك وسلم
أخطيت صح أخطيت لكني أغليك
تصدق إني ماعرفت أتكلم
وان الحكي لو أجمعه مايكفيك
من شفت زولك قلت يارب سلم
عز الله إني بعدها رايح فيك
أقوم واقعد والتفت واتولم
طيرت عقلي من عقب ليلتك ذيك
ياللي عيونك من تخزه يبلم
يركض يبي قربك وفجأه يعديك
مثل الذي يحلم ولاهوب يحلم
يتوه في عطرك وكحلك وباقيك ))
كانت تشوفه ... وتدري انه يبي يرسل لها ... انتظارها ماطول
وبرد لهفتها صوت المسج اللي سمعته ... فتحته بكل شوق
وقرت اللي فيه بألم .. مع كل حرف فيه تنزل دموعها ... ودها
تصرخ من جوفها .. تحبه بس طعنة الغدر اكبر من احتمالها...
اما هو ... انتظرها بشوق .. وبلهفة.. يبي بس شي يثبت له انها
ماباعته .. وانه باقي له في قلبها لو شوي ..
عينه على الشباك...ينتظر..وينتظر..وطال انتظاره... وبلحظة
استسلامه للواقع ... وقبل لايحرك سيارته بثواني ..اهدته نظرة
اخيرة ...التقت عيونهم لثواني نسو فيها الكون كله ... وبعدها
اسدلت الستار ..على هاللحظة القاسية ...
ومشى وهو حافظ بعيونه آخر صورة لمحها فيها ... راح لاقرب
فندق يرتاح فيه الين يلقى له حجز للرياض ...حتى لو اضطر
يروح لها بالسيارة ولا انه يتحمل يقعد بمكان هي موجودة فيه ولا هو
قادر يوصل لها .....
*****************************
[البارحه]
مرّتنـي دمعه
وذكرى جارحه .!
[البارحه]
طيفك لمحني ,, ماقدرت آصارحه!
كان المسا شاحب
وعيني :
في مكانك ../ سارحه
اضناه الشوق لها ... سهر وتفكير وهموم ... والنوم جافا عيونه ...
كل لحظة تمر ,,, تترك وراها ألم .. وكل دقيقة تعدي.. تزرع
بثراها وهم ...والعمر من دون اللي نحب شلون نحسبه ,,, اتصل
فيها اكثر من مرة ... والجواب كان .. " الجهاز مغلق "...
مات في اللحظة مليون مرة,, لام نفسه على بروده وغبائه .. كيف
ممكن في لحظة يخسر الانسانة الوحيدة اللي حبها .. رغم التعب
اللي فيه ... ورغم لمحات الحزن اللي قاساها مازال عنده ... امل
احساسه يقول ان البعد ماراح يطول ,,, وانها اكيد ماراح تبعد عنه
وانه مهما قست قلوبهم احيان ... يبقون لبعض...
الساعة 8 ونص ... اهدى له الصباح صوتها ... ماصدق انها ردت
عليه ... بكل لهفة وجنون الحب : حرررام عليك اللي تسوينه فيني
عبير بكل برود : فهد .. ممكن تخليني انام..
فهد: وربي تعباااان ومحتاج لك
عبير: خلينا كذا احسن .. يمكن مع الايام احن لك وارجع .. يمكن
يجي يوم واحس انك تستاهلني ...مع السلامة
وسكرت بدون حتى ماتنتظر منه جواب ..
مابين لهفته وصدمته..كانت ثواني بس ثواني زادت قلبه المجروح
جروح ..
وبزحمة الاوجاع ... ازعجه صوت المسج بجواله .. ( منها ...؟ اي
اكيد راح يكون منها .. ) هذا اللي تردد بخاطره ..
( صباح الهم لا والله صباح اكبر ضياعاتي
صباح الضيق والآلام والاحزان والحسرة
صباح البعثرة اللي ما تلمها زفرة آهاتي
صباح الليل ياللي في عيوني ما طلع فجره
صباحن غرقه وابل حزينن يُــدعى دمعاتي
صباح اجبرني بكرهه وانا اللي ماعرفت اكره
صباحن هدم احلامي رسم بيده نهاياتي
صباحن من كثر ضيقي طلبته : لا يجي بكرة
صباحن ضعت به كلي عجزت القى معه ذاتي
صباح المشكلة اللي جيتها وما فادت الخبرة
صباحن قلت به : ياقلب لا تتعب ولا تحاتي
وقبل انهي كلامي للاسف "غصيت بالعبرة"
صباح الواقع المر الذي خالف خيالاتي
صباح ايامي اللي ما تمر الا وهي عسرة
صباحن ما رضاه الا يشوف اقسى انكساراتي
يخيّرني بكسري او ضياعي .. ضاعت الدبرة
صباح بمقدمه باين وياخوفي من الآتي
وانا قلبي من آلامه ترا من جد نفذ صبره
صباحن ما يراعي لا ظروفي..لا مزاجاتي
يخلّف جرح ما يبرا وكسرن ما نفع جبره
صباحن من كثر ظلمه بكيت وجاته ابياتي
ونوره .. اعتذر اقصد ظلامه للورق حبره
صباحن به معاناة الغرق تشبه معاناتي
ولكن الخسارة من غرق كله وسط بحره
صباحن ما طلع الا وضيّق كل مساحاتي
وانا ما يحق لي اصرخ ولا ابكي ولا اشره
صباح انهى مع ايام الفرح احلى علاقاتي
ولا كفّاه غير انه يجي لفرحي وكسر جسره
صباح الموت بعروقي سرى واجض وناتي
هلا بالموت يا صبح الشقا ويا حيها السكرة )
كان المسج مثل الملح .. رشته باتقان على جرحه .. وتركته ينزف ..
والغريب مايدري الى متى راح ينزف ...
والاغرب انه ماقدر يقسى عليها .. يمكن لان تفاصيل حياته كلها قست
عليها ... يبي يكون احن من زمانه وتفاصيله ...
( .. قدرت تنام ؟
قدرت تغمض عيونك ؟
وربك صدق !
قدرت تنام ؟
وكيف وكم ؟
وأنا بين السهر والهم !
أقصقص في جناح الليل لين الصبح ،
وأكتب لك :
عتب يشبه بكاء أطفال ..
سؤال فـ المدى يختال
ويبني خيام !
قدرت تنام !!! ؟؟ )
هذا كان نزفه اللي ارسله لنصفه الثاني ... وانتظر ... بس للأسف طال
الانتظار.. لا الزمان ولا المكان حملو له اي شي ممكن يطمنه او يريحه
واتعبه هاليوم كله ...
اما هي...توسدت همومها وحزنها ورضت بهمها ولو كان فوق احتمالها
راح تترك جرحها للأيام تداويه ... يمكن تلقى لفهد اشياء تشفع له...
***************************
على جزيرة لنكاوي .. احد الجزر الماليزية يقضون ايام شهر العسل
اللي كانت ايامه بالنسبة لهم غريبة ... وفيها نوع من الكآبة .. لان كل
الاثنين مو عارفين شلون بتكون حياتهم ...
وهم جالسين على احد الشواطيء القريبة من الفندق المطل ع البحر
فاجأها حاتم بعد تفكير :نوف تعالي نركب جيت سكي ( دباب بحري )
نوف: لاااا من جدك انت .. ما اعرف اسبح
حاتم: انا اعرف اسبح شويه.. والله ننبسط بدل قعدتنا كذا ماعندنا حاجة
نسولف فيها
نوف: قلتها تعرف شويه .. وهذا بحر يابابا يعني مو لعب..
حاتم: والله ماراح نبعد هنا قريب
نوف : برضو لا .. والله اخاف
حاتم يمسكها من يدها : يالله قومي خلي الدلع عنك اذا ما انبسطتي نرجع
على طول
نوف تطالعه بخوف : والله؟
حاتم: والله وعد.. ومشو يستـأجرون لهم جيت سكي,, هو كان متحمس
حيييييل اما هي فكانت خايفة .. لبسو ستر النجاة .. ومشو مع العامل عشان
يركبون ..
نوف: حاتم خلاص ما ابغى
حاتم: يابنت الناس لاتصيرين خوافة
نوف: عاد انا من ربي كذا .. اخاف من البحر
حاتم ركب الجيت سكي ..: خلاص انتي استنيني هنا
نوف بعد تردد: لا خلاص تعال
حاتم: تعالي انتي...
قربت وهي خايفة ... وهو يضحك على شكلها ...: هاتي يدك
مدت يدها له وركبت وراه .. كانت تبي تتمسك فيه بس استحت منه ...
التفت لها وابتسم: تمسكي تمام
مسكته من عند خصره ... بس بدون ماتقرب كثير : امشي بشويش
لاتسرع
ابتسم في خاطره عليها ...
عدت عليهم خمس دقايق وهم بوسط البحر... ومع الوناسة والاستمتاع
حاتم زاد السرعة ... ونوف تصارخ فيه: حااااتم حرام عليك
حاتم يضحك عليها ..وهي ضامته بقوة وتترجاه .. وحاطة راسها على
ظهره ومغمضة عيونها من الخوف ...
حاتم: طيب افتحي عيونك عشان تشوفين
نوف: ما ابغى افتحها .. خلاص رجعني
حاتم: شويه خلينا ننبسط الحين احسن
نوف وهي شوي وتصيح : انت اللي مبسوط ... حاتم حرام عليك شوف
كيف بعدنا
كان يسمع توسلاتها ويضحك ... خوفها مثل اي بنت في هالمكان ... استمر
في جنونه واستمرت هي في خوفها ...
تصاعدت الامواج .. مع زيادة سرعته ..وصادفه موج اقوى من انه يتجاوزه
ومايدري شلون انقلب ... وصار هو وياها وسط البحر.. وكل اللي حولهم
بحر من جميع الجهات ...
تعالت صرخاتها : حاتم الحقني الله يخليك ..
حاتم كان مصدوم وفي نفس الوقت مو عارف يتصرف ... خانته خبرته
البسيطة في السباحة ... في هالمكان ... قدر انه يسبح شوي وسحبها له...
الخوف مبين في عيونه .. وهالشي زادها رعب ... اذا هو مصدر الامان
الوحيد لها بهالمكان بعد الله ,,, وكل هالخوف بعيونه...
قواه بدت تخور...وصار مو قادر يسبح وينقذ نفسه او ينقذها...والشاطيء
بعيد عنهم ومافي اي احد قريب حتى انه ينقذهم ...
نوف وهي تصيح وكمية ماء كبيرة تدخل لجوفها : شوف اي احد يساعدنا
هو كان منهك ومو قادر يوصل لبر الامان ابد ... وبدا يحس نفسه قاعد
يغرق وهي تغرق معاه .. وصراخهم يعلى .. عل وعسى احد يسمعهم ...
وينقذهم .. ولكن هيهات احد يسمعهم من هالمكان البعيد...
ومابين خوف ورعب .. ودعوات من القلب ربي يسخر لهم اللي ينقذهم من
هالمكان المخيف ... عدت الدقايق والى الآن لا احد ...
*
*
*
*
*
انتهى البارت الرابع والعشرين
انتظر تحليلاتكم حبايبي .. اتمنى اشوف
تعليقات على المواقف والاشخاص .. وتوقعاتكم
لاحداث الرواية بالاجزاء الجاية
تقبلوووو مني اعذب الود
•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•