كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
أخذتها كينان بسيارتها إلى المستشفى، حيث فحصها الطبيب المناوب وطلب
صورة أشعة لركبتها.. وأظهرت الأشعة شقاً برفع الشعرة قال الطبيب إنه
سيشفى بسرعة طالما لا تسير على قدمها اليمنى كثيراً.
قال:" سأضع لك جبساً لئلا تحركيها..لكن إن كنت مستعدة لإطاعة
تعليماتي فلا ضرورة إلى هذا، أريحيها قدر المستطاع، وإذا اضطرت إلى السير
استخدمي عكازاً..عودي بعد أسبوع لألقي نظرة عليها".
سرت قمر الليل لأن إصابتها غير خطيرة..بعد ذلك ذهبت مع أختها إلى
الصيدلية المحلية فاستأجرت عكازين طبيين، ثم عادتا إلى الفندق.
مرت الأيام ببطء وبدون أحداث تذكر، في البداية سرت تاي بالاستلقاء في
الصالون وساقها مرفوعة و لتسلي نفسها راحت تقرأ أو تعزف على
الكلارنيت.. وكانت أختها تجالسها حين تكون غير مشغولة بالطبخ للزائرين
المحليين الذين يأتون خلال الأسبوع للغداء أو العشاء في مطعم الفندق.
لكن مع مرور الوقت أصبحت أقل اهتماماً بالقراءة، ووجدت نفسها غارقة
بالتفكير في ميردت لايتبون الذي بدأ يغزو عقلها وكيانها كله.
كيف هو؟ ماذا يفعل؟؟ هل ستراه مجدداً؟ هل يفكر فيها و يتساءل عما إذا
كان سيراها مجدداً؟
لاشك أنه نسي كل شيء عن تلك الغريبة التي أوت في منزله ليلة.. بل لربما
نسي أنها باتت في منزله.. ويجب أن تتعلم هي كذلك أن تنسي.
ولكن هل هي قادرة على نسيانه؟ أو نسيان ذاك التجاذب الذي شدها إليه
بشكل غريب؟
آه يجب أن تنسي..يجب..أم لعلها ستعود إليه راكضة ما إن تشفى ركبتها؟
نادتها كينان من الطبخ :" تاي..؟ اتصال هاتفي لك، استخدمي الجهاز الآخر
عندك".
- لي أنا؟
فجأة عرقت يداها وارتجفتا واحترقت وجنتاها..أيكون ميردت هو المتصل
أخيراً؟ أتراه يريد أن يسألها عن سبب رحيلها قبل أن يراها؟
- من المتصل؟
- دون بور تلاند.
كانت خيبة الأمل موجة باردة طافت فوقها، مدت يدها إلى الهاتف والتقطت
السماعة لتتكلم.
قال دون إنه يتصل بها ليذكرها أن المجموعة الموسيقية ستلتقي في منزله ذلك
المساء وإنه سيكون مسروراً بحضورها ووعدته تاي بهذا، فشكرها و أنهى
المكالمة.
أقلتها كينان إلى منزل بورتلاند وهو منزل على شكل كوخ في شارع باي
الشرقي يطل على مصب النهر وعلى التلال الخضراء القريبة من الشاطئ..
في غرفة الجلوس شاركت تاي مقعداً مزدوجاً مغطى بالمخمل مع شاب اسمه
كرايغ روغان يعزف " الشيلو".
قال دون:
- الليلة أحب أن نناقش مستقبلنا..آمل أن تتمكن العضوة الجديدة من
تقديم بعض الأفكار و البدائل، وأنا مسرور بأن أخبركم أننا وجدنا عازف
شيلو أخيراً، وبه يكتمل القسم الوتري من الفرقة..وبهذا تكون على استعداد
لتقيم حفلة موسيقية في الشهر القادم، أي في أول حزيران.
يتبع
|