كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
تمتمت بينها وبين نفسها:
- متعجرف..متعصب "شوفيني" قذر من يحسب نفسه ؟ وبنيته أشبه بدبابة..
أظن أن جسمي أصيب بالكدمات بعد اصطدامي به.
ارتدت لتصعد التل المتفرع من ماين ستريت، ولكنها أبطأت خطواتها
فالمنحدر أكثر حدة مماتظن، ولم تكن الأكياس التي تحملها ثقيلة فحسب بل
مربك حملها.
كانت أشعة شمس الربيع شاحبة تلمع فوق ألواح المنازل الخشبية البيضاء
بينما أشجار الدرار على جانبي الطريق ترمي ظلالها القائمة.. وصلت تاي إلى
نُزل" نورثبورت" وهو بناء أنيق يعود بناؤه إلى أواخر القرن الثامن عشر.
سلكت ممراً مرصوفاً بالأحجار على جانب المنزل، وارتدت نحو الباب
الخلفي.. وبسبب انشغال ذراعيها بهذا الحمل لم تستطع فتح أو دق الجرس،
فكان أن رفست الباب بقدمها..أخيراً انفتح الباب على يد امرأة سوداء
الشعر، بنية العينين، في الثلاثين من عمرها..إنها كينان داتسوم شقيقتها
الكبرى مالكة فندق نورثبورت و مدبرته.
قالت كينان:" طلبت منك أخذ السيارة لأنني أعرف أن المشتريات كثيرة و
ثقيلة".
أخذت الأكياس منها و ارتدت إلى المطبخ المضاء بشكل جيد و المجهز
بأحدث الأدوات وهي تعتبره فخرها و مصدر فرحها وكانت قد أعادت
تحديثه ما إن اشترت النزل في الربيع المنصرم.
ردت تاي وهي تضع ما تبقى من أكياس على الرف الخشبي الطويل المحاذي
للمغسلة.
- حملتها و أنتهى الأمر!
أفرغت أحد أكياس وراحت تخرج كرتونات البيض الطويلة وهي تلقي نظرة
على كل منها لترى ما إذا كانت إحداها مكسورة.
- إن وجدت بيضو مكسورة فسأقيم عليه دعوى.
رفعت كينان حاجبيها عجباً:
- عليه؟ من هو؟
- ذلك الرجل الذي اصطدمت به و أنا أغادر المخزن..ياإلهي ما أشد
فظاظته! إنه طويل و قاسٍ شعره أشقر كثيف..هل تعرفينه؟
قالت كينان بحزم:"ميردت لايتبون".
نظرت قمـر الليل إلى أختها بفضول..قبل يومين عندما وصلت تاي الى نزل
كانت وجنتاها شاحبتين أما الآن فهما متوردتان و عيناها الكهرمنيتان
السوداوان براقتان..التوت شفتا كينان ببسمة عابرة، يبدو أنه مازال هناك
شيء من الحياة في تاي رغم المرض الذي عانته أخيراً..
قالت تاي بجفاء:
- هو معروف إذن؟
- معروف بفظاظة أخلاقه..أجل.
- بل بافتقاره إلى أخلاق و استخدامه اللغة بشكل سيء..هذا دون قول
شيء عن رأيه بالنساء..أين يعيش؟
- في منزل لايتبون، في "بيكرنغ بوينت".
رفعت تاي رأسها:" أحد أفراد لايتبون..لم أعرف أن أحداً منهم مايزال على
قيد الحياة..في آخر إجازة كنت فيها مع والدي، مات جايسون لايتبون و
أقفل المنزل بالألواح الخشبية.. وأذكر أن الشائعات ذكرت أن لا وريث له".
يتبع
|